وخـــتـامــه ... وســكي

Quote: الأخ الأمير بدر الدين أرجو أن تسمح (بطلة عليكم)... لقد ، و كما قلت : قرنت خمريات الغناء السوداني بإستدعاء الصوفيين لمفردة الخمر في مخاطبتهم لله و بدأت بقول إبن الفارض مزجت روحي الخ ...... الحال هنا قد يكون فيه الاستدعاء لا كما عناه أهل الاستدعاء لأن الخمر (خشوم بيوت)و السكر (بضم السين و الكاف) بالضرورة (خشوم بيوت).... فالحاجة للخمر و نوعها و بالضرورة أثرها و تأثيرها و قف على من يقع التأثير عليه منها.. فالاختلاف بين أن يقع التأثير على روح .. هامت في سبوحات الوجد الإلهي ، و لأنها أي الروح دائما سراها علوي عند مغادرتها طينة جسدها، فكذلك حال إنتشائها و سموها بعكس الجسد و الذي يقيده نفس الحال فعند سكره يعود التأثير الي طينة البشر فيكون فرح انتشائه أرضيا ارتباطا بأصله الذي اليه يعودالجسد... ثم أن سكر الروح غايته الحقيقة فالعارفون بعد العروج الي سماء الحقيقة ، اتفقوا بنشوة سكرهم على أنهم لم يروا في الوجود إلا الواحد الحق .... فمنهم من كان له هذا الحال عرفانا عليا و منهم من صار له ذلك حالا ذوقيا و انتفت عنهم الكثرة الكلية و استغرقوا بالفردانية المحضة و استوفيت فيها عقولهم و لم يبق فيهم متسع لذكر غير الله و لا لذكر أنفسهم أيضا... فلم يكن عندهم إلا الله ، فسكروا سكرا دفع دونه سلطان عقولهم فقال (الحلاج) أو نسب اليه " ما في الجبة إلا الله .... في معية هذا الوجد و السكر ذكر الشيخ إبن تيمية: " و قد يعرض لبعض العارفين في مقام الفناء و الجمع و الاصطلام و السكر بقوة استيلاء الوجد و الذكر عليه، من الحال ما يغيب فيه عن نفسه و غيره، فيغيب بمعبوده عن عبادته و بمعروفه عن معرفته و بمذكوره عن ذكره و بموجوده عن وجوده" و ترك الذكر أولي بالشهود فذكر الله أولي بالوجود فكن إن شئت في جود الشهود وكن إن شئت في فضل الوجود حال السكر و السمو الروحي ، أخي بدر الين أوجبت على أهل دارها التورية في لفظ التعبير و ما أكثر ما جاءنا منهم من توريات خوفا منهم على غيرهم من عصي الادراك للحال فقالوا: إني لأكتم من علمي جواهره كي لا يري العلم ذو جهل فيفتتنا و قد تقدم في هذا أبو حسن الي الحسين و وصي قبله الحسنـأ يا رب جوهر علم لو أبوح به لقيل لي: أنت ممن يعبد الوثنـا و لاستحل رجال مسلمون دمي يرون أقبح ما يأتونه حســــــنا و أيضا قالوا: بالسر إن باحوا تباح دماؤهم و كذا دماء البائحين تباح أما عبارة السكر فهي بعد هذا و ذاك كشف لحال و انفعال بمكنونه و شوق لقرب من الذات تمثله الشوق في أسمي معانيه ::: محلقا بروحه في ملكوت جلال حبه بعد أن فارقت في لحظة الوجد طينة خلقه فصار من طرب هزه يستسقي شفافية الروح. أعارته طرفا رأها به فكان الناظر اليها طرفها قمة في الوجد و الوله و الوصل. و لما كان الحديث سكرا وجدانيا لا سكرا جسديا بأدوات لهامن الجسدية فرع، فأسمع الي هذا الطرب الجميل: طاب السماع و هبت النسمات و تواجدت في حانها السادات سمعوا بذكر حبيبهم فتهتكوا خلعوا العذار و دارت الكاسات طربوا فطابت باللقا أرواحهم كتموا فبانت منهم حالات شربوا بأقداح الصفا لما صفا سكروا فلاحت منهم رقصات ظهرت عليهم من بواطن سره كاسات بشر كلها راحات هطلت مدامعها على وجناتهم و تصاعدت من شوقهم زفرات زاد الغرام بهم و في احشائهم نار و في أكبادهم جمرات فتقطرت ريح الصبا من عطرهم و سرت بنشر روائح نفحات بدر الدين الأمير ... كما قلت بدئا السكر (خشوم بيوت) و كذلك أدواته و مواعينه. فالذي ختامه ..... يظل في طينه أو رسمه أو قفصه... أنا عصفور و هذا قفصـي كان سجيني و قميصي كفنا.. أما الآخر و إن تشابهت حروف اسمه كتابة ... إلا أن الأواني لا لقاء بينها و لطف الأواني في الحقيقة نابع للطلف المعاني و المعاني بها تنمو قد وقع التفريق و الكل واحــد فأرواحنا خمـر و أشباحنا كرم هنيئا لأهل الدير كم سكروا بها و ما شربوا منها و لكنهم هموا و عندي منها نشوة قبل نشأتي معي أبدا تبقي و إن بلي العظم هذه من رائعة إبن الفارض الذي بدأت به أنت: شربنا على ذكر الحبيب مدامة سكرنا بها من قبل أن يخلق الكرم قف معي بدر الين عند قوله : من قبل أن يخلق الكرم.... و هو كناية لمادة سكر الجسد بأنواعهاأراد بها التعبير عن عشق أزلي .. و لو لا شذاها ما أهتديت لحانها و لو لا سناها ما تصورها الوهم و لم يبق منها في الدهر غير حشاشة كأن خفاها في صدور النهي كام الله الله الله هل نحن من أهل النهي؟ أرجو ذلك صفاء و لا ماء.. و لطف و لا هواء و نور و لا نار ... و روح و لا جسم معذرة بدر الين إن أطلت (فالحالة حالة) و أسمع ختامه و ليس ختامه..... فلا عيش في الدنيا لمن عاش صاحيا و من لم سكرا بها فاته الحزم حاشية: بعض الاخوة وقفوا عند تسميتكم (للبوست) و همسا لكم أقول صديقي العزيز: لحكمة كانت الصلاة جهرا و احيانا سرا و كلك فهم.... و دمت روحا حامد أخى واستاذى حامد موسى فى البدء انى احتفى مرتين بكونك هنا وبهذا الجزل الرفيع فى التناول العميق والمعق للوعى أكيد لدى بعض الاختلاف معك ذلك الاختلاف الذى ظل دوما يعمق تقديرنا لبعض ولى عودة