نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
مصطفى سيد أحمد وجدلية الموت والإبداع في نفس الوقت
|
مدخل: إن قوة الضمير جعلتنا جميعاً جبناء.. (هاملت)
حفر: انا لا اخاف الموت فإن كنت لن يكون وإن كان لن أكون (الشاعر محمود درويش)
اغنية:
سفر السكوت للشاعر الصحفي فيصل محمد صالح والغناء لمصطفى سيد أحمد.
طوبي للرجال العصافير طكلما حط طائرهم فوق غصن ….غنوا بشجى الكلام .. بديع الصور وبؤساً لنا نحن الرجال .. الشجر كلما جرفتنا شجون المنافي تهاوت جذور الكلام ..جفت ينابيعنا وأرهقتنا ليالي السفر تؤرقنا الذكرى… توقد نار المواجد فينا فيوجعنا الشوق في صرة القلب يتأبى حتى السكون الذليل نخرج الآن من جلدنا ونخدش صمت السؤالات نركض عبر الطريق الطويل *** من أي ثقب في الحكايات جئنا ومن اى باب في السماوات كان التماس السكينة ومن أي ذنب عصى .. تعلم القلب سفر الرحيل الطيور قطعت رحلتها .. ثم عادت والأماني إستكانت والليالي ما عاد صمتها مستحيل والنساء اللائي علمننا العشق في زمان النداء الجميل نسجن – كعادتهن – من كذوب الروايات ما يخلع الدفء عن جسد الحب ثم تذوقن للحبيب البديل *** يا صديق المسافات أركض ماعاد في الحزن متسع لصغير الجراحات - قلبي .. وقلبك- ولا صبر في الأُفق لإنتظار الخيول كل المراكب تاهت.. أنكرتنا الشموس والحبيبات خانت لفظتنا البحار.. فهل يستطيع البنفسج أن يكون الكفيل ؟ أيوجعك الوصف ؟.. آه من زمن كنا ننتقي فيه العبارات من فصوص المحار نتمشى في مفاصل الشعر تأخذنا كل ساعة …. في مدار آه من .. آه .. ثم آه من كل ذلك الزمان النبيل أصرخ .. الآن .. أو أخرج .. الآن .. أو أنزف .. الآن .. أو أكتم الشدو.. في الفؤاد العليل
سادتي وأحبابي أسرة هذا المنتدى ألجمالي والمعرفي أمتثل اليوم لدعوتكم لي بالحضور … والكتابة عن مصطفي الذي سادنا إبداعاً والإمتثال خير من التأدب كما يقول سادتنا الصوفية ويقيني أن بأتساع معانيكم ومصطفى تضيق عباراتي والعُتبى على المتآمرين اللذين (ورطاني) بهذه المسئولية معتصم الطاهر الشاعر الذي يخفي شعره ويروي أشعار الآخرين ومحمد عبد الرحمن ( اليساري ) المختبئ في جبة انصارى . وما أشبه حالي بحال صديقي وأستاذي الكبير شاعر الصورة الأفريقية بفصاحة العربية النور عثمان أبكر حين إستهل صحو كلماته المنسية بقوله:
ظلماء الليل دكناء وعلى كتفى عباءة هم خرقاء ولكن الموعد قد حان
أعود بهذا لشئ من الذاكرة الجمالية وصحو الكلمات الغير منسية مع مصطفى سيد احمد أذكر حين كنا نهم بالإعداد لحفل رأس السنة الميلادية وعيد الإستقلال 31/12/1995م ذلك الحفل الذي بدأه على غير العادة بعازة في هواك وختمه ايضاً بعازة. وكان معنا الصديق العزيز نوح عبد الواحد وكان نوح على وشك السفر للسودان ليتم مراسيم زواجه وقد طلب من مصطفى أن يؤلف له العديل والزين ويغنيها ويسجلها له حتى يتم بها مراسيم زواجه وقد لبى مصطفى طلب صديقه نوح وقد قال لي نوح كان شئ أشبه بالحلم أن يسمع لناس في ود حامد مصطفى يغني العديل والزين، يقول ذلك النص الذي أعده مصطفى
هي ليلة العديل والزين
والليلة العديل يا عديلة الله بسم الله إبتديت زولي السمح والزين من قومة الجهل معروف ولد سترة بالفال والسماح لنوم اخو الاخوان مستور العروض نوارة الديوان لي الجار والبعيد قدحو دوام مليان ود جعل العزيز قيدومن الفرسان ياقسم الكريم ابشر بشارة الخير فال نوح العيال والتانية رزقة كتير رقصن في الفرح ديسن طويل وغزير أخوات الرجال لابسات دروع وحرير مصطفى في الخليج نظم كلام موزون ذكر فيك وصوف درراً خفي ومكنون عقبال يا محمد كل صعيبة تهون ويجمعنا الفرح في ديارنا زي مايكون الشايقي الفصيح فرحان لود عمو ركازة الصديق شرق العيال تمو بالزين والعديل يا أختو يا أمو واخوانو العزاز طعم الحلو وتمو
كان مصطفى يقول لنا : ان الملاحظ في العديل والزين دائماً النص يكون متفائل لكن اللحن حزين وذلك مرده إن الأم والأخوات بقدر فرحهن للأخ هن حزينات لأنه سوف يغادرهن و ينشئ أسرته الخاصة به فالحزن في اللحن مرده للفراق وكانت تلك واحدة من اشاراته العديدة لنا بأنه راحل ولوتأملنا في إختياراته لنصوص اعماله الأخيرة نجد هذا البعد بكثافة في النصوص والألحان حتى تلك الاعمال التي وضع لها أفكار الحان ولم تخرج للناس اذكر هنا مقاطع لبعضها ما أشبه العشاق بالأنهار والأسرى للشاعر الراحل علي عبد القيوم في آخر الليل الذي أسرى دلف الجنود بجثتين الى الجبانة الكبرى الجثة الاولى جسد نحيل خلته جسدي فوجدته بلدي لافرق يا مولاي بين النهر والمجرى! والجثة الاخرى جسد نحيل خلته ولدي فوجدته جسدي لا فرق يا مولاي بين الموت والميلاد والسرى!
ما زلت عزائي ياوطني للشاعر النور عثمان ابكر ما بي من تيه الدنيا حكراً الاطماع في شئ بيديك لا احمل غلاً او املا أملي لقياك سعادة يومين كبيرين بين يديك لاتشكُ الحال من الابناء خرجوا للقاء ويعود العشاق والشرفاء مازلت قوياً يا وطني وفتيا ًمثل شراستنا وصفاء ليالي بهجتنا مازلت عزائي يا وطني
مفتتح الحريق للشاعر المصري احمد كامل هذا فضاء ميت والشمس تلهث في سباق الإنفلات نسيت أمومتها وباعت فرحُها للريح انكرت البراءة في عيون الفجر يتمت النهار الشمس تعطي فرصة اخرى لطير الليل كي يملى القرار وانا اسجل موقفي لا الليل قديس ولا القمر إنتصار.
وغيرهن العديد من النصوص بالإضافة لمختاراته من اغنيات الآخرين التي من العسير تحمل جماليات التطريب الحزين في أدائه لها وهي مشحونة بوخذات السفر والرحيل منها على سبيل المثال في سكون الليل – قلت ارحل - ماشقيتك وانت الشقيتني – بدر الحسن - مظاليم الهوى- في الأسى ضاعت سنيني- الرسائل عني مالوم صدو وتوارو والقائمة تطول. ومع انه كان في حالة تلحين دائمة كانت هناك العديد من جلسات الإستماع والعشرات من المنتديات الثقافية والفكرية الموثقة بالصوت التي حكى فيها عن نشأته وتكوينه ورؤاهو الفكرية والثقافة وذكرياته الحميمة. اذكر هنا وأنا متجه لتقديم حفله الأخير همس لي قائلاً اسمع نحن حانبدأ بعازة وحانختم بعازة وكانت عازة آخر أغنية غناها في حياته للجماهير في حفل عام . لقد كان يعلم تماماً أنه مغادر ولكنه كان يعي بعمق ان لديه كلمة يود ان يقولها قبل ان يغادر وقد قال كلمته غير منقوصة ومضى مبتسماً وساخراً من الموت . تلك يا سادتي نافذة من المحطة الاخيرة لمصطفى سيد أحمد وللشجون احاديث اخرى تصبحون على وطن .
بدر الدين الامير
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
مصطفى سيد أحمد وجدلية الموت والإبداع في نفس الوقت | بدر الدين الأمير | 10-11-05, 05:37 AM |
Re: مصطفى سيد أحمد وجدلية الموت والإبداع في نفس الوقت | محمد عبدالرحمن | 10-11-05, 05:46 PM |
Re: مصطفى سيد أحمد وجدلية الموت والإبداع في نفس الوقت | فارس موسى | 10-11-05, 07:07 PM |
Re: مصطفى سيد أحمد وجدلية الموت والإبداع في نفس الوقت | rani | 10-11-05, 08:15 PM |
Re: مصطفى سيد أحمد وجدلية الموت والإبداع في نفس الوقت | rani | 10-11-05, 08:42 PM |
Re: مصطفى سيد أحمد وجدلية الموت والإبداع في نفس الوقت | بدر الدين الأمير | 10-12-05, 03:10 PM |
Re: مصطفى سيد أحمد وجدلية الموت والإبداع في نفس الوقت | بدر الدين الأمير | 10-12-05, 03:06 PM |
Re: مصطفى سيد أحمد وجدلية الموت والإبداع في نفس الوقت | بدر الدين الأمير | 10-12-05, 03:06 PM |
Re: مصطفى سيد أحمد وجدلية الموت والإبداع في نفس الوقت | saadeldin abdelrahman | 10-12-05, 03:50 AM |
Re: مصطفى سيد أحمد وجدلية الموت والإبداع في نفس الوقت | أبو ساندرا | 10-12-05, 03:56 AM |
Re: مصطفى سيد أحمد وجدلية الموت والإبداع في نفس الوقت | hanadi yousif | 10-12-05, 04:54 PM |
Re: مصطفى سيد أحمد وجدلية الموت والإبداع في نفس الوقت | بدر الدين الأمير | 10-13-05, 05:21 AM |
Re: مصطفى سيد أحمد وجدلية الموت والإبداع في نفس الوقت | صلاح شعيب | 10-13-05, 11:33 AM |
Re: مصطفى سيد أحمد وجدلية الموت والإبداع في نفس الوقت | بدر الدين الأمير | 10-13-05, 05:19 PM |
Re: مصطفى سيد أحمد وجدلية الموت والإبداع في نفس الوقت | Elmosley | 10-13-05, 08:00 PM |
Re: مصطفى سيد أحمد وجدلية الموت والإبداع في نفس الوقت | abdelfattah mohammed | 10-13-05, 12:11 PM |
Re: مصطفى سيد أحمد وجدلية الموت والإبداع في نفس الوقت | معتصم الطاهر | 10-15-05, 12:03 PM |
Re: مصطفى سيد أحمد وجدلية الموت والإبداع في نفس الوقت | محمد عبدالرحمن | 10-17-05, 09:19 AM |
!!!!!!!! | Masoud | 10-17-05, 01:04 PM |
Re: !!!!!!!! | بدر الدين الأمير | 10-17-05, 04:54 PM |
|
|
|