|
Re: " دارفور ... حينما ( يتباكى ) الجاني على الضحية " (Re: محمد خليل إسماعيل)
|
الأخ / محمد خليل
السلام عليك
من الجاني ومن الضحية ؟ أخشى أن لا يكون تداخل الأحداث , وتسارع وتيرتها قد أحدث لك نوعا من الارتباك , فلم يفتح الله عليك بكلمة فيما يحدث للأبرياء والمساكين من مواطني دار فور , وانصب اهتمامك على إثبات نظرية المؤامرة , والأيادي الخفية التي تحرك خيوط اللعبة , ومررت سريعا على الأسباب التي دفعت بالثوار إلى إشعال فتيل الثورة والتي , هي مواصلة لمسيرة المهمشين ضد التهميش , فاختزلت الأسباب في الصراعات بين الرعاة والمزارعين , وما أتيت به من برهان مقولة (العتبانى) التركي الأصل , والذي يشكك في أصول أبناء دار فور باعتبارهم وافدين من غرب أفريقيا ؟ نريد منكما أنتما( أنت والعتبانى) ثبتا صحة ذلك ؟ توجد عناصر وافدة بالمنطقة برعاية ومباركة نظام الخرطوم ولأجل توفير الدعم لأجندة خفية , تم منح هؤلاء الوافدين الجنسية السودانية ( أين هم هؤلاء المليون لاجئ , الذين يحملون مليون قطعة سلاح ؟ ) , وبالمثل أقول للعتبانى ومن أنت ؟ ومن أين وفدت؟ الحديث في هذه المسائل , يسبب ألآلام النفسية , ويثير النعرات العنصرية البغيضة , فقد قال صلعم : (( دعوها فهي منتنة)) , ويأتي ذلكم العتبانى ويجعجع وأنت له تصفق , ولقوله تنشر , فهي إذن دلالة على موافقتك له على رأيه , وتأتى بقول الفريق الركن جنجويد آدم حامد موسى (منبر جنجويدي للنظام) , فما الذي تريده إذن , من الثوار , وثورتهم ضد التهميش ؟ همك الأول هو إثبات وجود قوي أجنبية خلف الثوار , و لم تسعى للبحث عن الأسباب التي دعت إلى تدويل القضية , ولم تنظر إلى الأطراف التي أججت نار الحرب في الداخل , وذلك لأنك تستقى معلوماتك من مصادرها , ماذا تسمى انحياز الحكومة إلى الجنجويد , ودعمها لهم ؟ وتأتى لملف التنمية والتخلف , وتقول إن نائب الرئيس تعانى منطقته من التخلف؟ وان التخلف تعانيه معظم مناطق السودان , وهذا صحيح , لكن , ماهى درجة التخلف أهي للقريب من المركز أم للبعيد ؟ لا يعقل أن تعقد مقارنة بين منطقة نائب الرئيس( أو قرى الشايقية) , وحلة بيضا التي اختفت من الوجود ؟ ويقطن من بقى من أهلها على قيد الحياة , في معسكرات النازحين , وهل الشايقية بجلالة قدرهم ومكانتهم يعانون من التخلف ؟ ما الذي قرأته عن أدبيات المتمردين ؟ اهو فقط اقتسام السلطة ؟ وما هو العيب في المطالبة باقتسام السلطة؟ وكم هي عدد الجامعات في الشمال؟ أعنى الشمالية ونهر النيل , إذا علمنا إن معظم سكان الإقليم من الشيوخ والنساء والأطفال ؟ والبقية في الخرطوم أو في الخارج , ثم من هم الذين يدرسون في تلكم الجامعات ؟ أليس هم طلاب السودان ؟ من شماله وجنوبه ووسطه وشرقه ؟ أم إن الثلاث جامعات خصصت لأبناء دار فور فقط ؟ في العام 1998 شاركت في مؤتمر بمبنى نواب البرلمان قبل أن يتم حله , بخصوص النهوض بمدينة الفاشر , حيث ذكر ت فعاليات المؤتمر أن طب الفاشر لا يدرس به أي من أبناء الفاشر , لان مناسيبهم الأكاديمية لا تؤهلهم للالتحاق بالكلية لان البنية التعليمية بالإقليم عموما منهارة , ثم أين هي التنمية في الجوانب الصحية فكل ما اعلمه أن سكان الولايات يتلقون علاجهم في الخرطوم , وتحديدا ناس دار فور , إذن فلننحى الحديث عن التنمية جانبا وناتى إلى بيت القصيد , هل المطالبة باقتسام السلطة والثروة , جريمة ؟ ماهى الأسباب التي دعت بالنظام الخرطوم إلى الإشارة صراحة بوجود دعم اسرائيلى للثوار ؟ وأين كانوا هم عندما تدفق هذا الدعم ؟ فالنظام كان مشغولا بتمويل وتسليح الجنجويد , ولان نظام الخرطوم وأذياله من الجنجويد غارق لأذنيه في أحداث دار فور من حملات تطهير عرقي , و قتل الاهالى , وحرق وتدمير قراهم , فكان لابد من إيجاد مبررات للانحياز الفاضح والمكشوف للجنجويد , أما عن قولك إن إسرائيل تدعمهم , فوالله كتر خيرهم, ولا تعليق لدى أكثر من ذلك , وزى ما قال الأخ / محمد سليمان : (( درب إسرائيل تعرفه الأمة العربية من المحيط إلى الخليج )), ( وموريتانيا كمان) أما عن التهميش , وما ا دراك ما التهميش , فكن صادقا مع نفسك قبل أن تكون صادق مع الآخرين , من هو المهمش صراحة ؟ بتوضيح آخر يعنى , أهل البشير وأهل على عثمان, وأهل بكرى حسن صالح , وأهل عبد الوهاب عثمان , وأهل عبد الرحيم محمد حسين , مهمشين ؟ ولو صاح , يبقى منو العوض وليهو العوض .
أخي الفاضل/
الوضع الانسانى , محبط للغاية , فالحكومة تعرقل عمليات الإغاثة , وتقوم بطرد المنظمات من منطقة الصراع , حتى لا يتسنى لها فضح أكاذيب الحكومة , إزاء ما يحدث من حملات ابادة لبعض العرقيات في المنطقة , وإذا كانت الحكومة تقوم بإعاقة عمل المنظمات الإنسانية , فمن أين يتأتى للوضع الانسانى للنازحين أن يتحسن ؟
أين هي المنظمات الإسلامية , وماهو دورها فيما يحدث , وماهو الدور الذي تلعبه ؟ وماهو الذي قدمته لحل المشكلة ؟ و ماهى نظرتها لأهالي دار فور المسلمين ؟ منظمات يهودية , كفاهم فقط أنهم تأثروا لما يجري في دار فور , أما مسلمي الصين , فعلى نظام الخرطوم أن ينصر مسلمي الصين والشيشان ويقطع علاقته مع الصين وروسيا فورا.
إن تدخل القوات الدولية بدار فور , لا يعنى باى شكل استباحة ديار السودان وأرضه, فالقوات الدولية موجودة بالسودان , في جبال النوبة وشرق السودان , وقوات الاتحاد الافريقى , موجودة ,و تراقب الوضع في دار فور , لكن الجديد في الأمر أن القوات الأممية إذا ما قدر لها الانتشار في دار فور , فسيكون لها الصلاحية والقدرة على ملاحقة المعتدين على المواطنين والعزل , وردعهم , وهذا هو السبب الذي جعل نظام الخرطوم إلى رفض تدخلهم , خشية من أن يتحولوا إلى ملاحقة رموز النظام ممن هم مطلوبون في محكمة العدل الدولية بلاهاي.
الانشقاقات والانقسامات , بقدر ماهى خطيرة وتؤدى إلى الإضعاف , إلا أنها تخدم نظام الخرطوم أكثر , وتضر بالقضية , و أأمل أن تتقبل حديثي بصدر رحب , ولنا عودة بأذن الله.
|
|
|
|
|
|