فستان من الأظافر: لأُمِّنا حواء

Quote: الأمهات عبادتنا الأرضية والسماوية الذي بيني وبين أمي، ما يزال أعظم مما بيني وبين العالم كلّه من الجهة الثانية كنتُ من باب الغَيْرة على الأم، أنزعج حتى من بيت الشعر الذي يقول: الأم مدرسةٌ إذا أعددتها... أعددت شعباً طيب الأعراق كنتُ أتساءل قائلاً: من هذا الذي يجرؤ على استخدام فعل وقح وذميم مثل "أعددتها" مع الأم! وما أنت لتعدّها؟ وكيف تنظر إلى "مقام" الأم الذي هو "محراب" بنظرة تخطيطية!؟ وكيف تنظر إلى الأم كأنها صناعة ولها "مادة خام" هي المرأة الصغيرة، قبل الأمومة، كي "تعدّها" وتهندسها، مستفيداً من منتوجاتها الفلانية والفلانية. أعني أنني أنظر إلى أمي كموجود أزلي وسرمدي، ليس له نقطة مبتدأ ونمو يمكن توجيهها وشحنها بتوقعات ما. ربما هي نظرة متطرفة، ولكنها بأي حال نظرة الكائن إلى أمه، ففي الحقيقة والواقع هي من ابتدأتني وهي أزلي ولستُ أزلها. وبإضافة مفاهيم العبادة في كل الأديان المتعلقة بالأم، أي حين رؤيتها كمحراب، يتعلّق بها الأبد والسرمد أيضاً، تتعلّق بها الحياة الآخرة. فكيف لنا في حالة كهذه أن نستسيغ فعلاً مثل "أعددتها". ربما هي هضرباتي وحدي، ولكن بحق أشعر بأنّ بيت الشعر الشهير هذا هو أسخف بيت حفظه الناس ورددوه قدحاً في حق الأم وليس مدحاً، وما دروا، "ومحتمل" ما دريتُ أنا، والله أعلم. كوني بخير يا مي، ولا بُدّ من ردّ الاعتبار لأُمّنا حواء محمّد عيسى، هي نفسها نبيّة الاسم والمبتدأ الذي حكيتُ عنه أعلاه "حواء"، ثم نبيّان في اسمها، "محمّد"، و"عيسى"، ولم يعصمها كلُّ ذلك من غائلة اللئام وضاريتها. إنهم لا خَلاقَ لهم.