سفير جهنم ؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 02:57 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبد الرحمن بركات(أبو ساندرا)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-02-2007, 03:23 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سفير جهنم ؟ (Re: أبو ساندرا)

    سفير جهنم والأمير المنكَََََََفِي

    هلال زاهر الساداتي
    [email protected]

    تعود معرفتي بالرزنامة التي يكتبها الأخ الكاتب الشاعر القانوني المناضل كمال الجزولي إلى عام 2000 عندما كان ينشرها في جريدة الصحافة , وتناول فيها مدى الجحود والإهمال الذي أولآه السودانيون لأبطالهم ورموزهم الوطنية , و تحدث تحديداً عن الزعيم البطل على عبد اللطيف قائد ثورة 1924 , وطرح كمال مشروع إقامة ضريح له لتنقل رفاته إليه ليدفن في تراب وطنه الذي ضحى من أجله بروحه , و أقترح أن يقام الضريح في مدخل أمدرمان في المثلث المجاور لحديقة الريفيرا وجامعة القرآن الكريم للبنات , ورددت عليه في نفس الصحيفة مؤيداً ومعضداً مسعاه النبيل , ولكن هذا أمر آخر لست بصدده الآن , ولكن يلح على السؤال عن مآل ذلك المشروع العظيم .

    وطرق كمال في الرزنامة الأخيرة المنشورة بصحيفة سودانايل , قصة تريكن الملحق العسكري الأثيوبي السابق والذي أطلق عليه لقب سفير جهنم لما نسب إليه من جرائم وآثام في حق الأثيوبيين الوطنيين المعارضيين لحكم هيلا سلاسي اللاجئين في السودان , وألتقآه في سجن كوبر , فكان هزيلاً قذراً مهاناً مهلهل الثياب , وعندما تعرف عليه بمبادرة من كمال , فر كمال منه كما يفر السليم من الاجرب !

    وبعد قراءة تلك الحادثة قفز إلى ذاكرتي موقف مشآبه , ولكنه مغاير في الاتجاه , ويجمع بين الموقفين الفرار من كليهما , سفير جهنم , وبطل قصتنا الحالي والذي نومئ إليه بالأمير المنكفئ . جمعتني به مهنة التعليم وتقارب حلتينا , وصبوات الشباب حول بنت الحان في جلسات مضطردة , قبل الاقلاع والهداية , وكان الرجل من بيت مجيد في تاريخ السودان مما اضفى عليه لقب الامير , كما انه كان يدعى انتمائه لليسار , وكان انيقاً في ملبسه , ومهذباً في حديثه . ثم تعاقبت ايام الزمان , واقتضى العمل ان انتقل من مدينة إلى أخرى مشرقاً مرة , ومغرباً مرة أخرى , واستغرق الترحال وراء الرزق نحو ست سنوات , وباعد بيني وبين صحبتي واحبابي في أمدرمان مما قل معه أو كاد ينتفى لقاء الصحاب والاصدقاء القدامى , والذين شت المزار بالكثيرين منهم .

    وخلال تلك السنوات جثم على صدر الوطن النظام المايوي بقضه وقضيضه , وتجرع السودانيون كؤوساً مرة من العذاب في حرياتهم وارزاقهم , وطورد الشريف وارتفع الوضيع , واطلقت يد كلاب الأمن الآدمية تطارد وتعتقل وتسجن وتضطهد كل من ارتفع صوته ضد الظلم والقهر . تلك الأيام الرهيبة التي كان فيها المناضل كمال وزملاؤه في غيابه سجن كوبر .



    وفي تلك الأيام كان لجهاز الامن اليد الطولى فهو الحاكم بأمره , كما هو الحال اليوم , وجندت الدولة البوليسية الفاشستية في صفوف الأمن كل الفئات حتى بائعي الترمس وستات الطعمية , و كان طبيعياً أن يمتهن خائرو الاخلاق والرجولة وظيفتين , الظاهرة منها موظف أو مدرس أو عامل ..الخ , والباطنة منها في جهاز الأمن . وكان في كل وزارة جهاز مصغر للأمن يرأسه موظف كبير في الوزارة , ويعاونه عدد من الموظفين والمراسلات متخفين تحت وظائفهم . و لكن كان هناك آخرون سافرين , واذكر انه في عام 1976 , قدمت إلى الخرطوم من مكتب تعليم نيالا موفداً للوزارة للاشتراك في اللجنة الاستشارية لتنقلات المعلمين في السودان , وفي الجلسة الاولي للجنة جاء شاب في العشرينيات من عمره وكان يحمل ملفاً به عدة أوراق بيضاء وقدم نفسه بأنه المندوب الرسمي لجهاز الأمن وأنه مكلف بحضور جلسات اللجنة , تخيل ! وكانت اللجنة تضم كبار الموجهين في مديريات السودان التسع ويرأسها مساعد لوكيل الوزارة .

    ومصادفة ألتقيت صديقي القديم الأميرفي شارع الاربعين بأمدرمان , وبشوق السنين احتضنته وانهالت السلامات ( وحق الله وبق الله ) , وسألته عن مكان عمله الآن , وأجابني بكل عفوية , ( اعمل في الأمن ) واتج على الكلام , ومددت يدي اليه بسرعة وتمتمت ( مع السلامة ) , وادرت له ظهري مسرعاً , وفررت منه كما فر كمال من سفير جهنم تركين . وعرفت لاحقاً أنه كان مسؤولاً عن المعلمين في جهاز الأمن , وخاصة الشيوعين منهم . وانقطعت صلتي بالأمير , وبعد سنوات قابلته مرة أخرى مصادفة أيضاً بالقرب من جامع الخليفة بأمدرمان , وكان يلبس جلابية رّقَت واصفر لونها من كثرة الغسيل كما أظن فهى وحيدة , منتعلاً مركوباً قديماً اقرب إلى ( البرطوش ) , ومعتماً بعمامة مهترئة ( كالمصران ) , كما أنطفأ بريق عينيه , وهزل جسمه كالمعتل بالسل . و كان ذلك بعد سنوات من ذهاب نظام نميري المايوي إلى الأبد .
                  

العنوان الكاتب Date
سفير جهنم ؟ أبو ساندرا03-27-07, 04:50 PM
  Re: سفير جهنم ؟ Elmoiz Abunura03-27-07, 05:20 PM
  Re: سفير جهنم ؟ أبو ساندرا03-27-07, 05:32 PM
  Re: سفير جهنم ؟ Elmoiz Abunura03-27-07, 06:01 PM
  Re: سفير جهنم ؟ أبو ساندرا03-27-07, 06:11 PM
    Re: سفير جهنم ؟ رشا سالم03-27-07, 06:32 PM
  Re: سفير جهنم ؟ أبو ساندرا03-28-07, 01:22 PM
  Re: سفير جهنم ؟ أبو ساندرا04-02-07, 03:23 AM
  Re: سفير جهنم ؟ شكرى سليمان ماطوس04-02-07, 06:23 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de