|
Re: رقية الراقية وأديبة (Re: أبو ساندرا)
|
دمعة رقية وراق المتجمدة ـــــــــــــــــــــــ ووب يا ناس علي والف سجم يسربل فمي الثلج كالني والرماد هي صرخة ذات مرجعية نسائية سودانية صرخة من هناك ، من حيث تلك المنافي البعيدة التي لاذ بها السوداني هربا مما هو اشد من المنفي عذابا وضجرا ، صرخة تحاول ان تتمرد علي هذا الانخطاف الاجباري في نسيج تمزقات الوطن ، صرخة لها من الغربة احتشاد في الانفعالات ، في الفقد والحنين ، في اختلافات المناخات ، في الشوارع التي لم تتراكم عليها خطوات الطفولة تلك التي تختزن روح المكان في الذاكرة ، في ملامح البشر الذين لا تحس بهم في علائق الانتماء والحميمية ، هي صرخة تجادل غربة الروح واغتراب المشاعر والاحاسيس . صرخة شعرية كثيفة تطلقها الشاعرة الصديقة ـ رقية وراق ـ من كندا حيث تقيم هناك كعادتها كانت الشوارع هذا الصبح ثلجية وبياضها شاسع يقطع خميرة الدفء التقيت بالصديقة الشاعرة ـ رقية وراق ـ في بداية الثمانينات ، كانت وقتها طالبة بجامعة القاهرة فرع الخرطوم و كانت تتجول بذائقة فتاة ادمنت اللهث وراء القصيدة الجميلة والقصة والخاطرة والمسرحية ومعارض التخرج بكلية الفنون ، كان لها ذلك الحضور الجميل و هي توقع بخطواتها الانيقة علي ندوات جماعة تجاوز ، تكتب قصيدتها القصيرة الكثيفة الاختزال علي دفترها ويعلن خطها عن امكانية ان تمنح الرونق للاشياء كما قال امل دنقل ، كانت تملك ان ينضح وجهها بالجمال وهي تمتص عذوبة مقطع شري قذف به الشار الصديق ـ محمد محمود الشيخ ـ الشهير بمحمد مدني او حين يراود اسامة الخواض بنية النص بشهوة تنتمي للتفكيك او حين يقدل السر السيد متقمصا حالة غزل درويشية او حين يجادلها عرض مسرحي وتغازلها لوحة تشكيلية. رقية وراق تكتب قصيدتها بحميم الحروف و بتدفق عاطفي ثر. هي برودة الدرب الطويل و لا نهاية لشكل الغياب فأجاني ظمأ غريب الي قطرة من رحيق البلاد ورغبة في الرحيل هي تلك القصيدة التي لا مناص لها من الحنين ، هي القصيدة دوما متهمة بالحنين و موبؤة بتفاصيل ايدلوجيا الغياب ، هي قصيدة ل ـ رقية وراق ـ تفضح فيها غربتها عن الوطن و تحاول فيها الهروب من حصار الثلج والبرودة في شتاء كندا ، قصيدة تعلن توهجها بين التضادات بين مناخ الوطن ومناخ المنفي هدأت من ايقاع مشيتي العجول وهتفت ملء الساحة الجليدية ووب يا ناس علي والف سجم يسربل فمي الثلج كالني والرماد تري من ينقذ الشاعرة رقية وراق وهي تشهر صرختها ضد حصار الجليد سوي ذلك الدف الذي يحتل الذاكرة؟ ،ذلك الدفء ، دفء الوطن الذي حاصره الخراب هل بالامكان ان تحمي ذاكرة الشاعر الشاعر نفسه من مغبة الاستغراق في الحنين ؟ ووب يا ناس علي والف سجم يسربل فمي الثلج كالني والرماد بصرختها الشعرية ذات الطقس النسائي في طلب النجدة تعلن الشاعرة ـ رقية وراق ـ عن غربة الدار وعظيم الخسارة ، ويبدو ان صرختها قد اصطدمت ببرودة رد الفعل و بثلج الغربة والمنفي. ارخيت اذني وانتظرت لا جارنا تلب عبر الحائط ولا اهلي غيبوني في الصدر حد انقطاع الانفاس عادت يداي تستدفئان بالجيوب و قالت دمعتي قبل ان تتجمد يا غريبة الدار ما اعظم خسارتك تري من يملك ان يعيد للشاعرة رقية وراق دمعتها المنسابة والدافئة ؟ من يتقذ دمعة رقية وراق من التجمد ؟؟؟؟؟؟؟؟
|
|
|
|
|
|
|
|
|