الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت والكل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 11:45 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الدراسات الجندرية
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-23-2002, 04:46 PM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت والكل

    بسم الله الرحمن الرحيم

    من ملامح الهوية الجندرية في شعر نبيلة الزبير
    تطبيق على نص ( بي امرأة هاجرت من عروقي )


    مدخل : أسئلة نظن أنها مشروعة :
    هل نستطيع أن نطبق نظرية ( موت المؤلف ) كما درجت معظم نظريات النقد الحديث ، عندما نحاول معالجة موضوع الهوية الجندرية في نص ما ( قصيدة ، قصة ، رواية ، مسرحية ، فلم ، لوحة ... الخ) ، وهو موضوع متصل أصلاً بالواقع الاجتماعي ، والمفاهيم التي ينتجها ذلك الواقع حول الجندر؟ وهل يمكننا التعرف على الهوية الجندرية للنص بالنظر فيه فقط ( أي بالنظر داخله ) ؛ ودون أية إضاءة وبتعتيم كامل على الواقع السياسي والاجتماعي والتاريخي والثقافي الذي انتج فيه ؟ كيف يمكن أن نتجاهل أن النص الذي نحاول أن نتلمس هويته الجندرية الآن ، قد تم إنتاجه في مدينة كانت تغلق أبوابها على الرجال والنساء سواسية عند غروب الشمس حتى أواخر عام 1962م ، وأن معظم نساء هذه المدينة لم يعرفن الطريق إلى المدرسة إلا بعد اندلاع الثورة اليمنية في 1962م .

    تعريج : الهوية الجندرية
    يمكن أن نعرف الهوية الجندرية بأنها مجموع الصفات والسلوك والأدوار والمظاهر التي يعرف الفرد بنفسه من خلالها ؛ ويصنفه المجتمع عبرها ، بما في ذلك : طريقة الحديث والإيماءات ، الزي والدور الاج/ اقتصادي ... الخ . وعرفتها الباحثة زليخة أبو ريشة بأنها " ما (نحسُّ ) أنه ( جنسنا ) بغض النظر عن جنسنا الفسيولوجي والبيولوجي ". ( زليخة أبو ريشة ، ورقة عمل مقدمة لندوة المصطلحات في الدراسات النسوية بمركز البحوث التطبيقية والدراسات النسوية بجامعة صنعاء 23ـ 27/12/1998م بعنوان أزمة المصطلح ودور المعجم ، غير منشورة) .
    والعلاقة بين الدور الجندري والهوية الجندرية علاقة جدلية ، فبينما يسهم الدور في تحديد الهوية ، تسهم الهوية في توزيع الأدوار ، وهما يخضعان لعدة متغيرات : ( المكان ، التاريخ ، العرق ، والاختلاف الإثني ، الطبقة ، التعدد والتنوع الثقافي ، وغيره ) ؛ وكمثال لخضوع الهوية والدور لمتغير المكان : الدور الذي تلعبه النساء في الهند وبعض بلدان وسط أفريقيا كعاملات بناء ، وهو دور مُقر اجتماعياً ضمن تقسيم العمل في تلك المناطق ، ولا يشكل أي إرباك على مستوى الهوية الجندرية ، ولكن إن قامت إحدى النساء في وسط صنعاء مثلاً بالعمل كعاملة بناء ، فإن ذلك سيكون مدعاة للتشكيك في هويتها الجندرية واتهامها بالإسترجال ، وإن كانت هذه السيدة طبيعية وسبق لها الزواج والإنجاب ، أي أن هويتها البيولوجية محددة ، بل أن هذين المفهومين ( الهوية الجندرية ، والدور الجندري ) يخضعان لمتغير المكان حتى في المكان المؤطر ضمن مفاهيم الجغرافيا السياسية كمكان واحد ، فالدور الذي تلعبه الريفيات في بعض مناطق غرب السودان كراعيات مواشي ، يعد دوراً من أدوار الرجل في مناطق وسط السودان ، لذا نجد مظاهر الإسترجال تبدو جليه على العاملات في هذا الحقل ، وهذا الكلام ينسحب معكوساً على الطباخين ومصففي الشعر وغيرهم .
    وكما سبق القول فإن مفهومي الهوية الجندرية والدور الجندري ، يخضعان لمتغير العرق والاختلاف الإثني ، فالعمل في مهنة التمريض بالنسبة للنساء في السودان مثلاً هو عمل مصنف ضمن الأعمال المسموح بها لعرق معين ، أي القبائل غير العربية وخاصة المنحدرة من أصول زنجية ، ولذا تجد النساء العربيات صعوبة كبيرة في الانخراط في هذا المجال ، ولكن هذا الأمر لا يسري على الرجال ، فالرجال من جميع الأعراق مسموح لهم بالعمل في مهنة التمريض .

    عودة : صعوداً إلى قمة النص :
    سنحاول أن نتلمس ملامح الهوية الجندرية في نص ( بي امرأة هاجرت من عروقي ) للشاعرة اليمنية نبيلة الزبير في ديوان ( متواليات الكذبة الرائعة ) ، الطبعة الأولى التي صدرت عام 1991م في سبع أوجه . ولاحظنا أن الشاعرة أجرت بعد التعديلات على النص في الطبعة الثانية الصادرة 1997م ، وقد أهملنا هذه التعديلات إذ أننا قمنا بالعمل على النص في الطبعة الأولى .
    1 . المكان :
    المكان ليس هو البقعة الجغرافية الواقعة ضمن حدود جغرافية واحدة ، وهو ليس الوجود المادي لأرضٍ ما ، ولكنه محتوى العلاقات الاجتماعية والاقتصادية السائدة فيه ومنظومة القيم التي أنتجتها تلك العلاقات ، وهو الوطن .. الحنين .. المكان الذي نولد فيه .. دفء الأمومة وصدمة الفطام .. وهو " الارتباط البدءي المشيمي برحم الأرض ـ الأم " (اعتدال عثمان ، إضاءة النص ، دار الحداثة بيروت ، الطبعة الأولى ، 1998، ص 6) . والرغبة في الهجرة التي نجدها في عنوان النص والتي تستقبلنا في عتبته والمقطع الأول منه :
    " بي امرأة هاجرت من عروقي "
    ليست رغبة في هجر المكان بوجوده المادي ، ولكنه التوق لهجر العلاقات الاقتصادية والاجتماعية السائدة فيه ، ورغبة في التحرر من منظومة القيم الساحقة والظالمة التي أنتجها ذلك المكان ، وقد قررت امرأة النص ( الصوت النسوي فيه ) أن تفارق ذلك المكان ، أن تنطلق لفضاءات جديدة .. تجيد فيها فعل الأنوثة الأول (المخاض و الولادة / الخلق) بجمال مطلق دون إدانة أو تقديس زائف .. تمارس فيها دوراً جندرياً مختلفاً.. تشعل نور المعرفة ونار الثورة :
    " بي امرأة قررت أن تفارق
    لتمضي بأزمنة الإنبهار ،
    ومائية الصوت ، والاستجابة
    وأحلى عيون تجيد المخاض،
    وأحلى عيونٍ
    تماطرت العشق مثل السحابة
    وأنبتت العشب بين المآقي
    وأنبتت النار بين الكتابة "

    2 . اللغة الأنثوية / الجندرية :
    زخر قاموس النص بمفردات أنثوية مثل : تلد ، ينجب ، ولوداً ، المخاض .. ، وأخرى محتشدة بالظلال الجندرية مثل ، تصنع الخبز ، شهرزاد ... الخ ، كما أنه استخدم تعبيرات أنثوية صرفه " تجيد المخاض" ، وأشارت إلي ممارسات مصنفة جندرياً على أساس أنها من ممارسات النساء :
    " بي امرأة قررت :
    أن تعيد اهتمامي ،
    بشكل عيوني "
    فالاهتمام بشكل العيون هو من ممارسات النساء في إطار مفاهيم ثقافة المركز العربية الراهنة ـ قديماً لم يكن الكحل في الثقافة العربية محرماً على الرجال بل كان يعتبر اقتداء بني العرب ـ فالرجال محرم عليهم الاهتمام بشكل عيونهم وإلا تم التشكيك في هويتهم الجندرية ، ونلاحظ هنا أن هذا التشكيك متعلق بمتغيري التاريخ و الثقافة ، فثقافة المركز العربية الراهنة مثلاً تمارس هذا التشكيك ، ولكن يسمح للرجال في ثقافات أخرى بالاهتمام بشكل العيون وتزيينها ، وفقاً لمتطلبات مختلفة قد تكون دينية ، كما هو الحال لدى عدد من القبائل الأفريقية ، أو لإعلان حالة الحرب أو الصيد ، أو غيرها كما لدى الهنود الحمر ، أو ربما من أجل دعاوى صحية كما فعلت بعض القبائل العربية قديماً .
    وقد ساد لفترات طويلة الاعتقاد بأن ما يدخل في دائرة اهتمام النساء ، من اهتمام بشكل العيون ؛ أو أي تمظهر للاهتمام بالشكل الجمالي ، هو هم أنثوي ، و لا يرقى لهموم الرجال العظيمة ، وأن أرادت النساء أن يصبحن مختلفات ، ومهتمات بهموم إنسانية عامة وعظيمة ، فعليهن التخلص من طقوسهن الخاصة ، لأن ما يدخل في دائرة اهتمام الرجل وحده هو الإنساني . وقد خدع ذلك الكثير من النساء ، وكانت غالبية المشتغلات بالهموم العامة السياسية أو الثقافية ، في ستينات وسبعينات ، بل حتى الثمانينات من القرن العشرين ، تركن الاهتمام بشكل عيونهن وشعرهن ، وارتدين الجينز والأحذية الرياضية ، وسادت قصات الشعر الرجالية ، حتى لا يتهمن بالسطحية وعدم الجدية في الالتزام بالهم العام ، وحتى لا يقال عليهن أنهن ينفقن الوقت في طقوسهن الخاصة ، ويضيعن الوقت الذي هو ملك للقضية العامة. لكن النص يأتي برأي مغاير ، يأتي ليقول كفوا أيها الرجال عن إرغامنا على تبني وجهات نظركم ، ورؤيتكم للأمور ، ودعونا نهتم بأشيائنا الخاصة ، وبهمومنا العامة بعيداً عن وصايتكم ، وبالطريقة التي نراها ونريدها , وان اهتمامنا بشكلنا الجمالي ، لا ينقص إنسانيتنا لأن ليس الشكل الإنساني الأوحد هو شكل الرجل ، ولأن ذلك الاهتمام بالجمال والذي هو هم إنساني أيضاً ، لا ولن يقل من قدر اهتمامنا بهمومنا الإنسانية الأخرى .

    3 . الأسطوري والتاريخي :
    تحكي الأسطورة أن إبليس وسوس لأدم ، ليأكل من الشجرة المحرمة ، ولكنه عجز ؛ فقامت حواء بذلك خير قيام ، وأكل آدم من الشجرة وارتكب الخطيئة ، ونزل هو وزوجه إلى الأرض . ومنذ ذلك الحين تم الربط ، بين تفاحة الخطيئة ، والغواية ، وبين حواء التي أصبحت العن من إبليس نفسه ، هذا ما تفتقت عنه عبقرية العقل الذكوري لتطهر آدم وتنزهه عن الخطأ؛ وظلت النساء يدفعن ثمن خطيئة لم يرتكبنها فعلاً ، ولكن ( امرأة النص ) ترفض هذه الأسطورة الظالمة ، والتي حوكمن النساء ، وتمت إدانتهن بموجبها قروناً طويلة .
    " قررت أن : أن تعيد اهتمامي
    بأضحي النساء اللواتي عشقن
    اللواتي فرغن من الصبر
    ومتن انتماءً لتفاحةٍ معطبة "

    كما أومئ النص إلي فعل الوأد الذي درجت الغالبية من عرب الجزيرة في فترة ما قبل الإسلام على ارتكابه ، كأحد أبشع مظاهر العنف ضد النساء في تلك الحقبة ، فالحقيقة في هذا النص هي أنثى يتم وأدها ، ويغيب جسدها الذي هو عورة ، وإسكات صوتها الذي هو فاضح وعورة أيضاً .
    " فكل الرسالات والأنبياء
    عند وأد الحقيقة كانوا شهود
    ليس إلا شهود ... "

    4 . الهواجس الأنثوية :
    الدور الأنثوي ، أي المرتبط بالنوع البيولوجي ( الولادة ) ، دور طبيعي و لا تكتنفه الكثير من المخاطر ، وتقوم به نساء العالم الأول والثاني بمنتهى السعادة ، ولكن قدرنا نحن نساء العالم الثالث ، أن نصاب بالاكتئاب عند التهيؤ لهذا الحدث ـ خاصة إذا ما كانت نسبة وفيات الأمهات في بلد مثل اليمن تصل إلى 1000 حالة في كل 100.000 حسب تقرير منظمة اليونسيف عن النساء والأطفال في الجمهورية اليمنية لسنة 1993م ) . فقرار إعادة إنتاج الحياة تقابله المغامرة بحياة واهبة الحياة نفسها ، وهذا الهاجس والتوتر تم استبطانه في لا وعي نساء ذلك العالم ، وقد عبر عنه النص تماماً :
    " قررت أن تلد
    أن تموت علها تسرد الولادة "

    5 . الانتماء إلى قبيلة النساء وأمنياتهن المجهضة :
    درجت غالبية الأديبات العربيات على رفض مصطلح ( الأدب النسوي ) ، ومقاومته بشدة ، وعلى رفض أنهن يعبرن عن النساء وآمالهن وإحباطاتهن ، ويعبرن عن ذاتهن وهويتهن ، دون لتبس لهوية الآخر / الرجل ، ودون أن يسمحن لسلطته بمصادرة صوتهن الخاص ، ويؤكدن بإصرار مبالغ فيه ، أنهن ينتجن أدباً إنسانياً وليس نسوياً ، وكأنما النسوي نقيض الإنساني ، وتقول الكاتبة نازك الأعرجي في كتابها ( صوت الأنثى ـ دراسات في الكتابة النسوية العربية ، ص 8 ، الأهالي ، الطبعة الأولى ، 1997) ، " في الغالب تنأى الأديبة عن الخوض في هذه المسألة ـ الأدب النسوي ـ تزلفاً للنادي الأدبي الرجولي ، فهي تدرك في قرارة وعيها أنها عضو غير متمتع بحقوق ثابتة وأصيلة فيه ، وأنها ـ هناك ـ لأن الرجل قد رضى بذلك لأسباب عديدة قد لا يكون منجزها الفكري والثقافي أهمها ، فالأديبة تخشى إذن إن هي انعزلت ـ تميزت في الواقع ـ تحت تسمية ذات صلة بجنسها أن تفقد حماية الرجل التي هي دائماً مشروطة بالانصياع في الثقافة كما في البيت وكما في المجتمع ". لكن النص لم يعبأ بتربييت الثقافة الذكورية ومؤسساتها على كتفه ومنحه رضاها أو مساومته على القبول والاعتراف داخل تلك المؤسسات ، وأعلن انتماءه لقبيلة النساء ولأمنياتهن المجهضة دائماً ، والتي لا يزلن يراودنها وتراودهن :
    " قررت أن تعيد اهتمامي
    باضحى النساء اللواتي عشقن
    وقلن الكثير عن الشوق والانتظار
    وعن العشق قبل التساقط
    وعن أمنيات أتاها الكساد
    ولازلن يأملن في المقربة "

    6 . الدور التقليدي والدور المرتجى :
    مثلما كان سائداً ضمن تقسيم العمل لدى القبائل العربية قديماً ( ليس العبد للكر ) ، ولكن له مهام أخرى يتوجب عليه القيام بها ، ويسمح له بأدائها ، فللنساء أيضاً أدوارهن ، المحددة بالطحن والخبيز والتزين لنيل رضا الرجال وتسليتهم ، وعلى شهرزاد الحكي لتفدي حياتها حتى يدرك الصباح سيدها شهريار فينام وتسكت هي عن الكلام المباح ، فليس مسموح للنساء القيام بأدوار أخرى مثل : إشعال نور المعرفة أو نار الثورة ، وقطعاً ليس من مهامهن المشاركة في صنع البلاد التي تدير وتلك التي تدار ، لكن النص يرفض هذه الأدوار التقليدية ، وتحلم امرأته بأدوار جديدة ، تحلم بإشعال نور المعرفة ونار الثورة بأدواتها الخاصة " :
    " قررت أن تعيد التزامي
    بمد البحار
    وأن يصنع الغيم من راحتيّ تضاريس خبز
    وأن تصنع الشمس من قاع رأسي
    بلاداً تدير ،
    وأخرى تدار "
    وتقرر امرأة النص أن تهاجر لترجع شهرزاد الجديدة ، تحكي ليس لتنقذ روحها فحسب ، ولكن أيضاً لتسمع العالم صوتها الخاص ، لتعبر عن ذاتها وهويتها ، لتحاور وتشارك في صنع الحياة بصيغ متقدمة :
    " بي امرأة قررت أن تهاجر
    لتلقى سماء ودوداً
    وغيماً ولوداً
    وترجع بي شهرزاد جديدة "

    7 . ثنائية الخنوع والانعتاق :
    يقال أن الانقلاب الذاتي هو أصعب مراحل التغيير ، ولأننا نتاج واقع ثقافي واجتماعي محدد (ذكوري) ، فإن التجاذب بين ما تشربنا به وتربينا عليه ووعيناه منذ الطفولة ، وبين القيم والمفاهيم الجديدة التي نحلم بها وننشدها ، سيظل قائماً لفترات طويلة ، فنلاحظ أن النص فيه امرأتان واحدة الصوت النسوي ، والأخرى صوت الثقافة الذكورية وسلطتها :

    " بي امرأة سألتني الممات
    لأني اهتممت بأعياد ميلادي السابقات
    وذكرى زواجي
    وأسماء أمي
    وما ينجب الليل من أزمات "

    وبالرغم من قرار ( الصوت النسوي في النص ) الهجرة والانفلات من جاذبية المكان ، بعلاقاته الاجتماعية والاقتصادية ومنظومة قيمه ( الذكورية ) ، والحلم بالتحليق في فضاءات الأدوار الجديدة والقيم الجديدة ( الإنسانية ) ... إلا أن الأخرى ( صوت ثقافة الذكورية ) تسائلها العودة ، العودة لذلك الاستسلام المريح لوصاية الأب ( المجتمع البطريركي ) وحمايته وحنان وعقابه ورضاه ، هذه الثنائية نلاحظها من مطلع النص :
    " بي امرأة هاجرت من عروقي
    وأسألها أن تعود "
    ثم تتواتر في عدة مقاطع بآلية التكرار .
    " وأسألها باحتقان وجودي
    وأسألها أن تعود "

    وتصحبنا تلك الثنائية حتى توديعنا في خاتمة النص ، برغم الحلم بدور جميل جديد ومختلف لشهرزاد ، إلا أن المرأة / الرجل صوت الثقافة الذكورية فيه تسألها أن العودة :
    " بي امرأة قررت أن تهاجر
    وأسألها أن تعود "


    منتهى سؤال المهادنة :
    هل غالينا كثيراً ولوينا عنق النص وأدخلناه في زجاجة الهوية الجندرية ؟؟
    نأمل أن لا نكون قد فعلنا .

    * كتب هذا المقال في مايو 1997 ونشر في القدس العربي في 1999م

    بي امرأة هاجرت من عروقي

    بي امرأة هاجرت من عروقي
    وأسألها أن تعود
    أجمد نصف نهار حياتي
    وأسالها أن تعود
    أعانق أقصى تضاريس نفسي
    ألملم أبعادها المستحيلة
    أناول كأسي
    هدير الرياح
    وأحفر في الطيف وجهاً
    لمد انتباهي ،
    وللذاكرة
    وأسماء أبنائي المقبلين ،
    وأسماء أمجادي الغابرة.
    أسألها باحتقان وجودي
    وأسألها أن تعود
    وأرتشف البرق ،
    والمطر المتعصِّب ،
    وأسلم وجهي لسيف الرعود
    وأعنى بترتيلِِ
    أرواح أشواقنا الشائكة .
    بي امرأة قررت أن تسافر
    بمد السنين الصعاب
    ومد الحنين
    قررت أن تلد
    أمة مستحيلة
    أن تموت
    علها تسترد الولادة
    قررت أن تسافر
    فهل يسمع الغيث قطر المواجع ..؟
    وهل ترجع الريح طعم الترابِ ..؟
    على أيِّ أرضٍ هنا نتعانق.
    وهذا المدى يتثاءب
    بأجفانِ عشاقي المترفينَ .
    وأعصاب أشواقنا الخائرة
    هناك استحالة
    وبي امرأة قررت أن تفارق
    لتمضي بأزمنة الإنبهارِ ،
    ومائيةِ الصوت والاستجابة
    وأحلى عيون تجيد المخاضَ ،
    وأحلى عيونٍ
    تماطرت العشق مثل السحابة
    وأنبتت العشب بين المآقي
    وأنتبت النار بين الكتابة .
    ***
    بي امرأة ساءلتني الممات
    لأني اهتممت
    بأعياد ميلادي السابقات
    وذكرى زواجي ،
    وأسماء أمي،
    وما ينجب الليل من أزمات
    وتلك الرتابة .
    ***
    بي امرأة قررت :
    ان تعيد اهتمامي ،
    بشكل عيوني
    وما بعيوني
    من الأمم المستقيلة
    ومن لؤلؤٍ شاقني وتوفي
    وما بي من العهد قبل الوفاة.
    قررت أن تعيد اهتمامي
    بأضحى النساء اللواتي عشقن
    اللواتي فرغن من الصبر
    ومتن إنتماءً لتفاحةٍ معطبة
    وقلن الكثير عن الشوق ، والانتظار
    عن العشق قبل التساقط
    وعن أمنيات أتاها الكسادُ
    ولازلن يأملن في المقربةْ.
    ***
    قررت أن تعيد التزامي
    بمد البحار
    وأن يصنع الغيم من راحتيّ
    تضاريس خبزٍ
    وأن تصنع الشمس من قاع رأسي
    بلاداً تدير
    وأخرى تدار.
    ***
    بي امرأةٌ هجّرتها القصيدة
    وحلمٌ توارث
    وجرحٌ توارث

    وثأرٌ سيبقى بأطلال نفسي
    لينبتني
    امرأة من دفاتر
    وينبت إكليل مجد الشهيدة.
    بي امرأة قررت أن تهاجر ...
    لتلقى سماءً ودوداً
    وغيماً ولود
    وترجع بي شهرزاد جديدة
    وأسألها أن تعود ...
    فكل الرسالات والأنبياء عند وأد الحقيقة كانوا شهود
    ليس إلا ـ شهود

    نبيلة الزبير
    25 أيار 1986م
    من ديوان متواليات الكذبة الرائعة
    الطبعة الأولى
                  

العنوان الكاتب Date
الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت والكل الجندرية10-23-02, 04:46 PM
  Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و الجندرية10-24-02, 11:03 AM
    Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و قرشـــو10-24-02, 11:20 AM
      Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و Tumadir10-24-02, 11:31 AM
      Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و الجندرية10-24-02, 11:47 AM
    Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و Tumadir10-24-02, 11:44 AM
      Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و الجندرية10-24-02, 03:17 PM
      Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و الجندرية10-25-02, 03:48 PM
  Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و Elmosley10-27-02, 11:50 AM
    Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و الجندرية10-27-02, 12:21 PM
      Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و Elmosley10-27-02, 12:28 PM
      Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و Elmosley10-27-02, 12:43 PM
  Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و منوت10-27-02, 12:39 PM
    Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و الجندرية10-27-02, 02:43 PM
      Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و Elmosley10-27-02, 03:13 PM
        Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و Tumadir10-27-02, 03:37 PM
          Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و الجندرية10-27-02, 04:00 PM
            Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و Elmosley10-27-02, 08:09 PM
          Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و Elmosley10-27-02, 07:59 PM
            Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و الجندرية10-28-02, 11:01 AM
              Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و Elmosley10-28-02, 11:53 AM
              Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و Tumadir10-28-02, 12:12 PM
                Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و Elmosley10-28-02, 12:26 PM
                  Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و Tumadir10-28-02, 12:32 PM
                    Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و Elmosley10-28-02, 12:52 PM
                      Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و Elmosley10-30-02, 04:26 AM
                        Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و الجندرية10-30-02, 09:25 AM
                        Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و الجندرية10-30-02, 09:26 AM
                          Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و Elmosley10-30-02, 10:34 PM
          Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و smile10-31-02, 07:54 PM
  Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و smile10-31-02, 07:37 PM
    Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و الجندرية11-02-02, 06:52 PM
      Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و Elmosley11-02-02, 10:35 PM
        Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و الجندرية11-04-02, 01:30 PM
    Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و الجندرية11-02-02, 06:53 PM
      Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و smile11-04-02, 02:00 PM
        Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و الجندرية12-25-02, 03:48 PM
          Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و nadus200012-25-02, 10:12 PM
            Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و أبنوسة12-25-02, 10:46 PM
  Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و Yasir Elsharif12-26-02, 08:21 AM
    Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و الجندرية12-26-02, 08:34 AM
  Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و Yasir Elsharif12-26-02, 08:34 AM
  Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و Abomihyar12-26-02, 09:23 AM
    Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و الجندرية12-28-02, 07:36 AM
  Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و Ahlalawad12-28-02, 09:22 AM
    Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و الجندرية12-30-02, 07:33 AM
      Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و الجندرية01-07-03, 09:44 AM
  Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و altahir_201-07-03, 02:33 PM
    Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و الجندرية01-08-03, 07:19 AM
  Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و Ahlalawad01-08-03, 07:58 AM
    Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و الجندرية01-09-03, 07:27 AM
  Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و altahir_201-10-03, 01:11 AM
  Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و أبوالزفت01-12-03, 11:40 AM
    Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و الجندرية02-08-03, 10:40 AM
      Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و bamseka02-08-03, 02:40 PM
        Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و الجندرية02-08-03, 02:55 PM
          Re: الهوية الجندرية في شعر نبيلة ـ الى بيان وابنوسة وتماضر ابومهيار ومنوت و Yara02-08-03, 05:00 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de