ما زالت العصابة التي تسمي نفسها الجالية السودانية بالشرقية تلعب على عقول الناس "جريدة الخرطوم"

Quote: كلام عابر عبد الله علقم [email protected] جالية 5 نجوم‏ كثير من الناس في هذه الأزمنة لا يفقهون أو يتجاهلون الأهداف الحقيقية للعمل التطوعي العام ولا يريدون فيه سوى انه ‏سبيل سريع لتحقيق الذات المهملة أو خدمة مصالح فئة معينة على حساب مصلحة الأغلبية التي تؤثر دائماً الصمت.‏ بهذا الفهم الفطير تم ( حشد ) عدد من الناس لا يتجاوز العشرين رتبوا اجتماعاً بحضور مسئول من السفارة السودانية ‏في إحدى دول المهجر وتم ( انتخاب ) شخص معين رئيساً للجالية السودانية هناك رغم انه لا يملك الرصيد الاجتماعي ‏وغير الاجتماعي الذي يتطلبه مثل هذا المنصب الوفاقي ، وتم كل شيء كما أراد المسئول والزعيم الجديد الذين يجمع ‏بينهما التزامهما الراسخ بنهج المشروع الحضاري في ظل ثقافة الهيمنة على الآخرين داخل وخارج الوطن. احد كرام ‏أبناء ذلك البلد تكفل بإيجار المبنى الذي اتخذ مقراً لنشاط الجالية لفترة زمنية محددة. الزعيم انفق مبالغ كبيرة من أموال ‏الجالية في صيانة وتجهيز المبنى ليبدو بالفخامة اللازمة لتحقيق الذات المهملة. بعد مضي فترة من الوقت قررت ‏السلطات المحلية إغلاق ذلك المقر لأسباب وجيهة وفقاً لتقدير تلك السلطات.‏ إلى هنا والأمور عادية تقريباً ، غير العادي هو ما حدث بعد ذلك. الزعيم الذي كان يتعامل مع الجالية وأعضائها ومقر ‏الجالية كإمبراطورية خاصة به ، أخطأ في تقدير الموقف. بدلاً من تنفيذ قرار السلطة المحلية ( وكل حي يروح لحاله ) ‏أخذ الزعيم يماطل ويتباطأ ويواصل سداد إيجار المبنى المهجور لبعض الوقت ثم توقف عن السداد وانصرف أثناء ذلك ‏إلى إقامة الحفلات في فنادق الخمس نجوم تكريماً لهذا ووداعاً لهذا وبعثرة الهدايا والأوسمة والأنواط أمام الكاميرات ‏والفلاشات وخلف المكرفونات. لأول مرة حقق الزعيم ذاته تماماً ولكن ( الحلو ما يكملش ). فجأة انتهت الحفلة ‏والموسيقى ، كما يقولون في ايطاليا ، وأصبح لزاماً بحكم المحكمة إخلاء المبنى ودفع متأخرات إيجار بآلاف الدولارات ‏فذهب الزعيم إلى أهله يتمطى يستشير الآخرين لأول مرة ويطلب إليهم سداد المبلغ المطلوب منه بعد أن استهلك موارد ‏الجالية في الوجاهات 5 نجوم ، فرأى من صانعه سداد المبلغ من الرصيد المتبقي والاستعانة بالسفارة لسداد بقية الدين ‏رغم انه دين طوق به الزعيم عنقه بسبب تصرفاته الفردية الخرقاء وتكالبه على الأضواء وسعيه لجر الآخرين معه.‏ هذه الحكاية نموذج عابر للجهل بمفاهيم العمل العام وسوء التصرف في المال العام عندما يتشابك الصواب مع الخطأ ‏وتختلط الأشياء ويغيب الطريق.‏ وسنعود مرة أخرى لهذه الواقعة.‏