تحية قلبية للمسيحيين والمسيحات باعياد الميلاد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 08:53 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-25-2005, 00:35 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تحية قلبية للمسيحيين والمسيحات باعياد الميلاد (Re: Sabri Elshareef)

    المسيح الذي أعرفه


    قد يختلف الناس في انتماءاتهم للمسيح أو مفهومهم للحياة والشركة معه، وقد يختلف الناس في دوافع مجيء المسيح إلى عالمنا الأرضي

    أما المسيح الذي أعرفه وأحبه إلى درجة العشق ، فهو غير ذلك تماماً ، إنه ليس مجرد قربان يؤكل بانتظام على موائد العشاء الرباني أيام الآحاد ، وليس مجموعة من الطقوس أو الأوامر والنواهي التي ألتزم بها وأطبقها عن ظهر قلب دون زيادة أو نقصان ، أؤديها بانتظام ودون تأخير ، وهو ليس مجرد قطعة من الذهب أو الفضة على شكل صليب تحتضنها الأعناق إما للتبرك أو للزينة، وهو ليس مجرد نقوش تنقش على الأكف والسواعد، وهو ليس حركة تلقائية من السجود أمام صورته التي نجدها في الهياكل أو على جدران الكنائس

    إن المسيح الذي أعرفه يختلف عن كل تلك الصور، فهو مسيح من نوع خاص، فريد في نوعه، فريد في شخصه، فريد في جوهره، فريد في قدرته، وفريد في خلاصه . ليس له مثيل، هو مسيح من نوع خاص حقا . لا يمكن لكلماتي أن تصفه بالدقة التي يستحقها

    فأنا أعيشه، وهو لي الحياة ، هو الهواء الذي أتنفسه، هو البسمة التي ترتسم على شفتاي كلما تحاملت عليّ الأيام بالهموم والأحزان ، إنه فرحي ومصدر سعادتي ، هو ملجأي عندما يطردني الناس وهو حمايتي كلما هبت عليّ الأعاصير، وهو سندي الذي ألقي عليه كل أحمالي وأثقالي التي ينوء عن حملها كل مخلوقات العالم سواه ، هو لي الطريق والحق والحياة ، هو سراج لرجلي ونور لسبيلي، هو نوري وخلاصي، الذي معه لا أخاف شيئا

    هو الماء الذي لا يعطش من يشربه، وهو الخبز النازل من السماء، الذي لا يجوع من يأكل منه، هو من أدعو باسمه فيأتيني بقوة ، هو من أطلب منه فأجد، ومن اسأله فيعطيني، وهو من أتعلق به فينجيني، هو من باسمه ارتفع، وهو من لا يفارقني في الضيق، ومن ينقذني في الشدة، ومن يصاحبني إن رفضني الناس، ومن يعزيني إن أهانني الناس، وهو من يقود سفينتي إذا عصفت بها رياح الشر من كل جانب

    وأخيراً هو بهاء المجد الذي طلب موسى وتمنى أن يراه ، وهو المصالح الذي يمكنه أن يضع يداه على الإنسان والله كما تمنى وطلب أيوب ، وهو بلسان جلعاد كما طلب أرميا هو…..، هو….. ، هو…….. من لا تستطيع الكلمات أن تصفه، لأنه غير محدود، ذاك هو مسيحيّ أنا فقط من دون الناس، لكن ليس كل الناس، بل هو أيضاً مسيح كل من يطلبه ويعرفه ويعيش كما يحق لإنجيله

    إن شخص المسيح فريد في نوعه ، جاء لأرضنا مبيناً جوهر الله الذي تجهله كل الخليقة .. وهو الركيزة الأساسية في خطة الله لخلاص البشرية ومصالحتها مع الله بعد السقوط المشين للإنسان الأول ممثلا في آدم الذي بخطيئته انفصلت إرادة الإنسان عن إرادة الله، وهيمن عليها عدو الخير، وتسلط الشيطان على الإنسان كل أيام حياته

    ولأن الله قد احب العالم متمثلا في الإنسان عموم الإنسان، فلم يكن يرضى بأن يظل هذا الانفصال قائما إلى ما لا نهاية، ولأن الله قد أوضح لآدم إن عقوبة أن يخالف أمره وان يأكل من الشجرة هي الموت فقال:"لأنك يوم تأكل منها موتا تموت" تك17:2 .. لذا كان على الله أن يبطل هذا الحكم بعدله ورحمته ليعبر عن حبه للعالم، وكان المسيح محور هذا الحل ومحور تحقيق العدل والرحمة، وحجر الزاوية في خطة المصالحة بين الله والإنسان وإعادته ثانية لسلطان الله وإرادته

    وأخذت خطة الله أشكالا متعددة ، وصورا مختلفة؛ لكن تلك الخطة كانت واضحة المعالم منذ الوهلة الأولى

    فالمعروف أن آدم كان يعيش في الجنة بفطرته عاريا، لا يلتفت لأعضاء جسده ولا يعرف ما يجب ستره وما لا يجب إخفاءه . لكن عندما أكل من الشجرة وانفصل عن إرادة الله الحية بدا له ما كان خافيا عنه ، فشعر أن هناك جزء من جسده يجب تغطيته لأنه غير مباح كشفه أو(عورة) وحاول آدم جاهدا ستر تلك العورة فأخذ من أوراق الجنة وحاول أن يصنع له رداء يغطيه لكنه لم يصلح؛ لأن تلك الأوراق كانت تجف وتيبس وسرعان ما تتساقط ، ولأن الله أحبه وما يزال يحبه ، فصنع له جلداً يستر به عورته ، وكان هذا من جلد البهائم المذبوح ، ومنذ هذا التاريخ اتضحت معالم خطة الله، وهى أن الدم وحده هو الذي يستر عارنا الذي هو الخطية

    البر يرفع الأمة وعار الشعوب الخطية - أم 34:14

    وأخذ الله يجهز ويعد الإنسان لتلك الخطة ويؤهله لذلك ، لكن كان الإنسان يحتال بشتى الطرق على اقتراب الله منه مفضلاً البقاء في العزلة والانفصال عن الله عن طريق التحايل والكبرياء

    فبعث الله الرسل والأنبياء لإعداد طريق الرب ليأتي ويخلص ؛ لكن لم تكلل جهودهم بالنجاح لأنهم لم يكونوا حسب المواصفات اللازمة للفداء ، فقد اقتصرت مهمتهم على الإعداد فقط ، الإعداد لمجيء المخلص الذي لا يتم الخلاص إلا به ، فقد كانوا هم أنفسهم خطاة وبحاجة إلى الخلاص ، لكن كان دورهم قاصرا على إعداد طريق الرب ، ونزع الأحجار منه وتجهيز مسكنه مقدسا

    وكان آخر صوت نادى بذلك هو يوحنا المعمدان الذي ذكّر الشعب بما قد سبق أذيع على مسامعهم "صوت صارخ فى البرية اعدوا طريق الرب اجعلوا سبله مستقيمة……" أش22:60

    ولعظمة يسوع ودوره في الخلاص تناولت سيرته جميع المسكونة، وتسابق الأدباء والعلماء والمفكرون في الكتابة عنه وعن أعماله وإبراز الآيات والعجائب التي أتى بها وتناقل العدو قبل الصديق سيرة المسيح منذ ولادته وحتى رفعه، وألفت في سيرته العديد والعديد من الكتب والمجلدات

    ومن أكثر الذين أولوا المسيح اهتماماً وتقديراً يتلاءم مع شخصه ودوره هم العلماء والفقهاء المسلمون، فقد كتب الكثير منهم في مراجعهم ومؤلفاتهم ما يدل على احترامهم وتقديرهم للمسيح

    وقد كتب المؤرخون المسلمون عجائب نسبت إلى المسيح لم يتناولها غيرهم حتى المسيحيون أنفسهم، وتكلم عنه القرآن الكريم بصورة مستفيضة وبدرجة لم ينل مثلها نبي أو رسول غير المسيح ، وكذلك النبي محمد قال في المسيح أحاديث لم يقل مثلها في أحد غيره حتى عن نفسه هو

    وكان لهذا الاهتمام مغزاه ، إذ أن الجميع أدركوا محورية شخصية المسيح الذي لم ولن يماثله أحد في أعماله وفي خصوصية دعوته ، وبنظرة سريعة عما كتب عن المسيح وقع اختيارنا على بعض ما كتبه المؤرخون المسلمون ، وما ذكره المفسرون من أهل الثقة والاحترام في المجتمع المسلم ككل وخاصة ابن كثير، العلامة الجليل الذي ذكر في تفسيره، أثناء تناوله للآيات القرآنية التي تتكلم عن المسيح ، ذكر صفات وأعمال عظيمة لم يتصف بها أحد من قبل، وكتب أيضاً في كتابه المعروف "البداية والنهاية" الكثير عن أعمال المسيح

    لكن نبدأ بالترتيب العجيب الذي يسرده لنا القرآن عن المسيح بدءاً من الإعداد المقدس لمجيئه بداية مما ذكر في سورة آل عمران فيقول : إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين -آل عمران 33

    وقال ابن كثير في تفسيره إن اصطفاء الله لآل عمران على العالمين، ذلك لأن منهم عيسى ابن مريم وذكر نسب المسيح حتى وصل إلى داود النبي في توافق رائع مع نسبه في إنجيل متى وذكر نفس الشيء الزمخشري في كتابة الكشاف بأن آل عمران هم عيسى ومريم الذي يرجع نسبهم إلى داود فى تسلسل مقدس كإعداد مقدس لحجر الزاوية فى خطة الله الخلاصية

    ويسترسل القرآن الكريم فى إكمال الاختيار الإلهي والاصطفاء المميز فيذكر ولادة مريم بنت عمران إذ قالت امرأة عمران : رب إني نذرت لك ما فى بطني محررا فتقبل منى انك أنت السميع العليم

    ذاك لأنها (امرأة عمران) أرادت من نذرها هذا أن تكون مريم أم المسيح بارة وبلا لوم تحيا فى محضر الله وتحت رعايته، لا تسجد لوثن ولا تدع مع الله إله آخر تحيا حياه مقدسة لأن منها سيكون قدوس الله؛ لذلك نذرته لله كما نذرت حنة من قبل ابنها صموئيل لخدمة الهيكل، لقد كان والد مريم باراً قوى العلاقة بالله، وهذا إعداد الهي فريد وعجيب

    و يكتمل السرد القرآني بذكر ولادة مريم وقول والدتها "وليس الذكر كالأنثى" إلا أنها تقبل عطية الله بفرح وسرور، وربما كانت تعنى بذلك ان الذكر أفضل من الأنثى فى العبادة كما قال ابن كثير وابن الأثير، لكن في النهاية قبلت عطية الله بفرح ووهبتها لله وطلبت أم مريم من الله قائلة (أعيذها بك من الشيطان الرجيم) فاستجاب الله لها فأبعد الشيطان عن مريم منذ الطفولة لأنها ستحبل بالحمل الذي يرفع خطية العالم

    وهنا يروى البخاري ومسلم فى صحيحيهما عن أبى هريرة، قال:قال رسول الله: ما من مولود يولد إلا مسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخا من مسه إياه إلا مريم وابنها

    وهذا الحديث الشريف فيه دلالة عظيمة على ترتيب الله وأعداده لخطته الخلاصية ، فالحديث يخبر أن كل مولود عموم المواليد يمسه الشيطان ، لكن الاستثناء الوحيد هو مريم وابنها وقد تكررت هذه الرواية مرتين فى تفسير بن كثير لأهميتها

    وكبرت مريم وترعرعت فى رحاب الكنيسة (المعبد) تخدم الرب وتقوم على عبادته كما نذرت والدتها ، حتى عرفها القاصي والداني بالبتول الطاهرة المباركة بين النساء

    ثم يأتي الوعد الإلهي، وتقترب خطة الله من نهايتها، وتنفيذ مراحلها الأخيرة، وفجأة تحمل مريم بلا ذكر وبلا زرع بشر، فلا نطفة، ولامضغة، ولاعلقة، لأن كل ذلك هو من المنى الذي يمنى(ماء الرجل) حملت مريم لكن من دون ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب

    حملت مريم بروح الله القدوس، وجاء ببشارة الحمل ملاك الرب في تطور لم تر مثله البشرية من قبل ، فقد ولد من قبل أنبياء كثيرون ، لكن ليس بهذه الطريقة ولا في هذا الوسط البار المقدس ، وما منهم إلا عليه ذنب يحاسبه الله عليه إلا المسيح

    ويقول القرآن الكريم مصورا هذا الحمل العجيب، فيحكي لنا دراما الحدث الإلهي منذ بدايته، وحديث الملائكة مع مريم باصطفاء واختيار الله لها كوعاء يسكن فيه مخلص البشرية، جوهر الله القدوس " وإذا قالت الملائكة يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين . يا مريم أقنتي لربك وأسجدي وأركعي مع الراكعين" - آل عمران 42

    هكذا نشأت مريم كما نذرتها أمها راكعة لله وساجدة له. لقد ظهرت بركة الله على مريم فى سن مبكرة كما جاء فى النص " كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا ، قال يا مريم آني لك هذا. قالت هو من عند الله….." - آل عمران37

    قال الزمخشري في الكشاف " كان الله يرزق مريم فينزل رزقها عليها من الجنة ، ولم ترضع ثديا قط ، وكان زكريا يجد عندها فاكهة الشتاء فى الصيف، وفاكهة الصيف فى الشتاء" حيث كان زكريا يغلق عليها سبعة أبواب ، ولا يدخل عليها أحد إلا هو فيعجب من أين يأتي لها هذا الرزق

    ويقول ابن كثير فى حق مريم تفسيراً لهذه الآية : روى عن هاشم بن عروة عن أبيه…عن على بن أبى طالب قال: سمعت رسول الله يقول : "خير نسائها مريم بنت عمران"، وعن أنس أن رسول الله قال "حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران"، وعن أنس أيضا أن رسول الله قال: "خير نساء العالمين مريم بنت عمران"، وعن معاوية بن قرة عن أبيه قال: قال رسول الله: كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران

    وتبدأ ملامح الحمل العجيب فى الظهور على مسرح الأحداث بعد أن أكمل الله الإعداد المقدس لولادة قدوسه البار ويذكر ذلك القرآن الكريم فيقول : " إذ قالت الملائكة: يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين" - آل عمران 45

    لقد حملت البشارة إلى مريم ملائكة الله فى صورة فريدة لم تحدث ولن تحدث مثلها مع أي مولود آخر؛ تلك البشارة بكلمة الله، لقد كانت الكلمة هي البشارة، تماما كما قال يوحنا البشير في مطلع إنجيله "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله " يو1:1

    لقد كان ذلك بالنسبة لمريم عار وسط قومها من اليهود، حتى يوسف خطيبها الذي لم يصدق ذلك، وذهب أليها يسألها عما حدث، فأجابته بأن ذلك ترتيب وإرادة الله، فصدقها يوسف، وروى ذلك ابن الأثير في كتابه الكامل

    وهو نفس ما جاء به لوقا في إنجيله في الإصحاح الأول، وقد حفظ الله المسيح قدوسه من شئ كان ولابد أن يصيب كل أطفال المسكونة، وهو مس الشيطان؛ بل جعل له حجاب يحجبه عن الشيطان، وهو الحجاب الذي كان الله يكلم الناس من وراءه

    فقد روى ابن كثير في تفسيره رواية عن أبى هريرة أن رسول الله قال "كل بنى آدم "يطعن الشيطان في جنبه حين تلده أمة إلا عيسي بن مريم ذهب يطعن فطعن فى الحجاب

    وفي رواية أخرى " ما من مولود يولد إلا مسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخاً إلا عيسى بن مريم"‌‌‌ و لم يتوقف الأمر عند ذلك؛ بل كانت ملامح شخصية المسيح الفادي واضحة التحديد والمعالم بدءاً بسجود يحيى (يوحنا) وهو فى بطن أمه للمسيح (في بطن أمه) عندما تقابلت مريم مع أم يوحنا

    فيقول ابن الأثير:" إن أم يوحنا (يحيى) قابلت مريم وهى حامل بعيسي فقالت لها : يا مريم أحامل أنت ؟ فقالت: لماذا تسأليني ؟. فقالت: " أنى أرى ما في بطني يسجد لما فى بطنك"

    وهذا في غاية الأهمية فالسجود لغير الله يعد في كل المفاهيم شركاً وكفراً لكن هاهو الله يسمح للمسيح بأن يأخذ نفس الفضل فيسجد له يوحنا ، ويقول ابن الأثير : فذلك تصديقه

    وهذا هو نفس ما جاء في إنجيل لوقا1:1 "ودخلت بيت ذكريا وسلمت على اليصابات فلما سمعت اليصابات السلام ارتكض (سجد) الجنين في بطنها وامتلأت اليصابات من الروح القدس . وصرخت بصوت عال وقالت مباركة أنت في النساء ومباركة ثمرة بطنك" لوقا40:1 -47

    .إن ما ذكره ابن الأثير وما قاله ابن كثير يؤكد أن المسيح قد امتلك كل الصفات التي لم يمتلكها نبي من قبل ولن يمتلكها بشراً بعد المسيح، وعمل كل الأعمال التي لا يقدر أن يأتي بها إنسان على وجه الإطلاق، وتمت هذه الأعمال في تناغم وتوافق كامل مع الآ،ب أو ما يمكن أن نطلق عليه بإذن الله التي تعنى في اللغة (بمعرفة) الله

    وقد سرد القرآن الكريم هذه الأعمال في سورة آل عمران وتناولها المفسرون بإسهاب ملفت للنظر فقال: "ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل" ثم استطرد يبين أعمال المسيح الإعجازية فيقول : أنى اخلق لكم من الطين كهيئة الطير، فانفخ فيه فيكون طيرا بأذن الله، أبرئ ألاكمه والأبرص وأحيى الموتى بأذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم. ومصدقا لما بين يدي من التوراة. ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم - آل عمران48-51

    لقد أجمع المفسرون فى تعليقهم على هذه النصوص إن المسيح قد أحيا الموتى، وذكر ابن كثير في البداية والنهاية أن المسيح امتلك سلطان الحياة والموت فبالإضافة إلى أنه قد أحيا الموتى فقد أمات الحي أيضاً وشفى المرضى وتنبأ بالمدخرات فى البيوت، و أضاف ابن الأثير في تاريخه إن المسيح كان يمشى على الماء ويسيطر على الرياح

    وقال ابن كثير في "البداية والنهاية" أن المسيح قد أحيا وأمات وغفر الذنوب. وهو وحده الذي يملك سلطان أن يحل ما يراه طيباً ويحرم ما يراه خبيثاً - يحل لكم الطيبات ويحرم عليكم الخبائث

    ذاك هو المسيح الذي أعرفه ويعرفه الجميع مسلمون ومسيحيون، فهل فتحت قلبك له ليسكن فيه؟ هل طرق يوما ما على بابك فأصغيت إليه وأسرعت تفتح الأبواب المغلقة أمامه؟ هل سمعته يدعوك لتلقي عليه أحمالك وأثقالك فأجبت الداعي وألقيت عليه كل أحمالك وأتعابك ليريحك منها إلى الأبد؟ هل تريد أن تتلامس معه ليقودك إلى النور، وليكون سراجاً لسبيلك؟

    إن لم تكن قد فعلت فسارع لأنك لا تدرى متى تحين الساعة، فكن مستعدا لذلك لئلا تقع في دينونة مخيفة . فقط سلم قلبك وحياتك إليه، فها هو ينادى بأعلى صوته ويقول: "تعالوا إلي" فسارع بالذهاب إلية لتشرب من ماءه، فلا تعطش، وتأكل من خبزه فلا تجوع ، وتتحد معه حياتك فتسير في نوره فلا تعود تمشى في الظلمة أبدا

    حقا إنه المسيح الذي أعرفه، الذي يهدى التائهين للمسير، ويفك كل أسير، ويشفى القلب الكسير، معزى الحزانى، مشبع الجياع خيرات، مطهر البرص، مجبر الكسور، تعال إليه لا تبتعد عنه . أنه يسوع المسيح الذي باسمه سكن الريح . اله القوات، الذي يقيم الأموات، الذي لا يضل من سلك في نوره، الذي لا يقدر الشيطان أن يأخذ أحدا من رعيته فهو الراعي الصالح . إنه الصادق الوعد الأمين في وعوده، القوي في محبته، الذي يعطي بسخاء ولا يعير

    فاقبله ولا تتردد ..الآن وليس غدا إنه المسيح الذي أعرفه وعليك أيضا أن تعرفه



    إمضاء : بولس صادق














                  

العنوان الكاتب Date
تحية قلبية للمسيحيين والمسيحات باعياد الميلاد Sabri Elshareef12-22-05, 10:56 PM
  Re: تحية قلبية للمسيحيين والمسيحات باعياد الميلاد Agab Alfaya12-22-05, 11:07 PM
  Re: تحية قلبية للمسيحيين والمسيحات باعياد الميلاد بدرالدين شنا12-22-05, 11:31 PM
  Re: تحية قلبية للمسيحيين والمسيحات باعياد الميلاد Sabri Elshareef12-24-05, 04:11 PM
  Re: تحية قلبية للمسيحيين والمسيحات باعياد الميلاد Sabri Elshareef12-24-05, 04:14 PM
  Re: تحية قلبية للمسيحيين والمسيحات باعياد الميلاد Ibrahim Adlan12-24-05, 10:48 PM
  Re: تحية قلبية للمسيحيين والمسيحات باعياد الميلاد Sabri Elshareef12-25-05, 00:03 AM
  Re: تحية قلبية للمسيحيين والمسيحات باعياد الميلاد Sabri Elshareef12-25-05, 00:11 AM
  Re: تحية قلبية للمسيحيين والمسيحات باعياد الميلاد Sabri Elshareef12-25-05, 00:17 AM
  Re: تحية قلبية للمسيحيين والمسيحات باعياد الميلاد Sabri Elshareef12-25-05, 00:35 AM
    Re: تحية قلبية للمسيحيين والمسيحات باعياد الميلاد Muna Khugali12-25-05, 00:42 AM
  Re: تحية قلبية للمسيحيين والمسيحات باعياد الميلاد Sabri Elshareef12-25-05, 00:50 AM
  Re: تحية قلبية للمسيحيين والمسيحات باعياد الميلاد Sabri Elshareef12-25-05, 00:54 AM
  Re: تحية قلبية للمسيحيين والمسيحات باعياد الميلاد Sabri Elshareef12-25-05, 01:34 AM
  Re: تحية قلبية للمسيحيين والمسيحات باعياد الميلاد Sabri Elshareef12-25-05, 01:35 AM
  Re: تحية قلبية للمسيحيين والمسيحات باعياد الميلاد Sabri Elshareef12-25-05, 01:54 AM
  Re: تحية قلبية للمسيحيين والمسيحات باعياد الميلاد Sabri Elshareef12-25-05, 10:30 AM
    Re: تحية قلبية للمسيحيين والمسيحات باعياد الميلاد Tragie Mustafa12-25-05, 12:03 PM
      Re: تحية قلبية للمسيحيين والمسيحات باعياد الميلاد Sudany Agouz12-25-05, 01:06 PM
        Re: تحية قلبية للمسيحيين والمسيحات باعياد الميلاد hala alahmadi12-25-05, 01:53 PM
          Re: تحية قلبية للمسيحيين والمسيحات باعياد الميلاد محمدين محمد اسحق12-25-05, 02:31 PM
  Re: تحية قلبية للمسيحيين والمسيحات باعياد الميلاد Sabri Elshareef12-26-05, 09:00 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de