المشير البشير يخرج من صمته الطويل وعلى غير العادة هذه المرة يتهم نائبه الثانى ومجموعته

Quote: الرئيس البشير وعقدة دار فور المستعصية بقلم أبو نمو وادي -الرياض – السعودية سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 20/12/2005 11:30 م أبو نمو وادي [email protected] الرياض – السعودية نقل قبل يومين مراسل جريدة " الفجر الجديد " الإلكترونية والمتحدثة باسم حركة تحرير السودان، خبرا في موقع " سودانيز اون لاين " ، من لقاء الرئيس السوداني عمر البشير بقناة " اقرأ " السعودية ، وفى إجابته على سؤال القناة عن حقيقة مشكلة دار فور، لخص الرئيس المشكلة في إنها مؤامرة غربية للتنصير انتقلت إلى دار فور بعد أن تم إيقافها في جنوب الوطن بتوقيع اتفاقية نيفاشا . ولم يكتف الرئيس السوداني بهذا التشويه المعمم المقصود وبل زاد عليه وقال أن زعماء متمردي دار فور قد تم تسفيرهم إلى إيطاليا لاخذ دورة مكثفة في أحد الكنائس للقيام بهذا العمل التبشيرى الكبير والخطير . والجدير بالذكر أن الرئيس كان يتحدث في برنامج تحت عنوان " هموم الأمة بين يدي القادة " وهو يتحدث بوصفه أحد القادة من العالم العربي الإسلامي ، وكان اللقاء على هامش مؤتمر الدول الإسلامية الأخير والذي انعقد في مكة المكرمة . من الكوارث السياسية في السودان في عهد الإنقاذ أن قادة الإنقاذ يطلقون في معظم المناسبات التصريحات والأحاديث دون التفكير في تبعات أحاديثهم ، وخاصة تلك التصريحات المتعلقة بقضية دار فور . و لسوء الحظ أن اكثر الذين يطلقون الكلام على عواهنه فيما يختص بمشكلة دار فور هو دائما الرئيس البشير . ويذكر القراء في هذا الصدد عندما وقف البشير في مدينة الفاشر في بداية أزمة دار فور وقال قولته الشهيرة بانه لا يريد أسرى أو أحياء في هذه الحرب ، هذا الكلام جر على البشير ومازال الكثير من المتاعب وخاصة من المنظمات الحقوقية والعدلية الدولية باعتبار ذلك إشارة من رأس الدولة لارتكاب جرائم حرب في دار فور . ومثال آخر عندما أعلن البشير على رؤوس الأشهاد بأن الحكومة قد قضت على التمرد في دار فور وتبعا لذلك أمر بإيقاف العمليات العسكرية في هذا الإقليم حسب قوله ، وما هي إلا أيام من تصريحه حتى انتشر ثوار دار فور في كل أرجاء دار فور بعد أن كان معظم قواعدهم في الجزء الشمالي من شمال دار فور . من الحكمة في الأمور السياسية أن يكون الخطاب السياسي منسجما مع تطورات القضية ذات العلاقة . مثلا هنالك مفاوضات سياسية بين الحكومة والحركات المسلحة مستمرة منذ فترة طويلة ، توصل الطرفان فيها إلى توقيع اتفاق للمبادئ تم بموجبه تعريف ما هي المشكلة وتم تحديد إطار عام لحل هذه المشكلة (اتفاق إعلان المبادئ ) . المفروض أي خطاب سياسي بخصوص قضية دار فور في هذا الوقت ، سواء كان من جانب الحكومة أو الحركات المسلحة يجب أن يكون منسجما مع هذا التطور لان انسجام التصريحات مع تطورات القضية يعطى عملية التفاوض نوعا من الزخم والمصداقية سواء كان للأطراف نفسها أو للمراقبين على المستوى المحلى أو الدولي ، والعكس تماما عندما يكون الخطاب متعارضا مع تطورات القضية حيث يخلق ذلك نوعا من الربكة والخلط وعدم المصداقية وخاصة للمراقبين . تصريح الرئيس البشير لقناة اقرأ يندرج تحت بند التمويه والخبث والفبركة ( الغير موفقة ) وجناية في حق اكثر من ستة مليون مسلم دار فورى لا يوجد وسطهم مسيحي واحد ، علاوة على أنه يعتبر محاولة يائسة لممارسة اغتيال الشخصيات لقادة الحركات المسلحة والذين لا نشك أن الالتزام الديني (الإسلامي بالطبع ) والأخلاقي لاغلبهم يفوق ما للبشير من التزام ديني وأخلاقي وهو يعرف بعضهم على المستوى الشخصي عندما كانوا يرددون معه وبصدق " هي لله ...هي لله " قبل ما تنجلي الأمور واكتشاف الحقيقة من قبل هؤلاء و تأكدهم من إنها كانت " للبشير ولعلى عثمان ولنافع على نافع ولابو الجاز ولبقية العصابة " وليس لله الواحد الأحد عكس ما يزعمون . لا اعتقد أن مذيع قناة اقرأ (السعودي الجنسية ) الذي سأل البشير عن حقيقة مشكلة دار فور ولا المشاهد العربي أو المسلم يكون بهذه الدرجة من الخواء الذهني حتى يصدق أن قادة الحركات المسلحة في دار فور والذين ينتمون إلى إقليم من شدة تمسك أهله وقادته بالإسلام ، أن سلاطينه ( عندما كان هذا الأقاليم دولة قائمة بذاتها ) كانوا يكسون الكعبة المشرفة وبل تركوا سمعة طيبة وأياد بيضاء ظاهرة حتى الان في ارض الحرمين الشرفين (آبار على ، الموجودة على مشارف مدينة الرسول (ص) والمنسوبة إلى السلطان على دينار ، سلطان مملكة دار فور ، طيب الله ثراه ) ، أن يشنوا حربا بهذه الضراوة فقط تنفيذا لاجندة كنسية ويسافروا إلى إيطاليا للتدرب على تحويل اكثر من ستة مليون مسلم إلى الديانة المسيحية !! ألم يكن هذا هو الإسفاف بعينه وعدم احترام لعقول المشاهدين ؟! ا ولان مذيع قناة " اقرأ " عندا سأل الرئيس السوداني أراد بذلك أن يطلع الرئيس مشاهدي القناة من العالم العربي والإسلامي عن بعض خفايا حرب دار فور (وليس لإلغاء عقولهم وحشوهم بلغو الحديث ) ، كنت أتمنى أن يكون البشير شجاعا ويقول لمذيع قناة اقرأ ولجمهور المشاهدين في العالمين العربي والإسلامي أن الحرب مشتعلة في دار فور لان أهل دار فور قد (شبعوا ودايرين يحكموا وان الحكم لا يشبههم ) ، ألم تكن هذه كلماته على التلفزيون السوداني مخاطبا الشعب السوداني على الهواء ؟! أبو نمو وادي الرياض – السعودية الاثنين 20 ديسمبر 2005 م