ثلاثة جنيهات رصيد إفتتاحي في دفتر توفير البريد مكتب البريد المجير بالجير الأبيض.. في طرف السوق بناه الأنجليز مازال بنفس الزنكي ظهر التور والتلقيمة التي تخفي خشب الميرانتي الأصلي والطوب الأحمر قياس والمونة حرة زيارة هذا المكان ربما تندرج ضمن خطوات الحضارة وفي متونها استعدادات كثيرة أقلها الحمام بالصابون الفنيك ولبس الساكوبيس والفاشري الجديد وكل مرة بضع من الجنيهات تدخل في خزينة المكتب وبضع أرقام تتراص على صفحات دفتر التوفير المغلف بالبلاستيك الأزرق نيلي المتدثر في المنديل الحريري ولافيه الشريط وفي الصباح الباكر من غير أيام السوق هدوء واستراحة الغبار من معاركة حوافر الحمير الصائغ يفتح أبوابه يعجبهإعادة تحسين المشغولات وتدبيكها ببعض من النحاس الأصفر المعتق بالحمرة.. مال هذا الرجل في كل مرة يصعب الشراء منه بل نظراته تزداد حرارة تشع حول الأسورة هذه الأسورة الهاربة قد أسرها حب الصائغ ذو اللكنة العجمية فتسربت إليه الواحدة تلو الأخرى فارقت معصم الحاجة زينب تحس يدها عادت في خفة فأعتادت إخفائها أو كادت تفعل كلما تساءلت نظرة من جارات والدفتر الأزرق نيلي عساه قد فهم أن الأصفار التي بدأت تتزايد تعصمه على جبل الثروة إن حال الموج بينه وبين مركب القيمة مال هذه الأصفار كثرت لتتناقص أما تدري أن صاحبتها مع كل جلوس على الفروة تسأل عمرا مديد أيطول عمر تتنكس فيه القيمة الدفتر كثرت صفحاته الرقم كثرت أصفاره في زمن كثرت فيه الزيارات للشباك الأخضر عالي في جنب الشارع في ناصيته مكتب البريد الشيك الأخضر بالعشرات غاب في خزائن مكتب البريد وجات الحوبة جيناك يادوبة يا دوبة تحوق يا رصيد وفي السحب مرة فد مرة صفر ما عاد ينفع قيمة شيلو الدفتر صلب كنصل كنصل خليه في الرايحات والعمر أصلو العمر رايح
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة