|
أم دبيكرات...إحتفال جدير بالإشادة...
|
بسم الله الرحمن الرحيم كتب الأستاذ كمال حسن بخيت... تحت عموده صباح الخير بجريدة الرأي العام يقول....
ماذا يحدث عندما تفتح نافذة على التاريخ؟ أو حينما يكون التاريخ نفسه يستدعيك لفتح صفحاته.. والسودان يكبر في عيون أهله لأنه التاريخ.. منذ مروي الى سوبا.. والسلطنة الزرقاء.. الى عهد الثورة العربية الإسلامية الأولى.. الثورة المهدية، العلامة المميزة في وحدة السودان الحديث، الى رجال صنعوا الاستقلال بحكمة الموقف السوداني. إنها ثورة الإمام محمد أحمد المهدي وهي تقترب من الخرطوم ويدخلها أولئك الثوار الذين امتزجت ألوانهم وقبائلهم من الشرق والغرب والوسط والجنوب والشمال.. صوفية.. وعرباً وزنوجاً.. سودانيين وهبوا من سحناتهم اسم السودان الوطن الواحد، ليصبح التاريخ السوداني حكراً لأبنائه بتوقيع حضارته العريضة وبأحداثه ومعاركه البطولية، الأمر الذي يجعل من دعوة هيئة شؤون الأنصار للاحتفال بإحياء ذكرى معركة أم دبيكرات أمس الخميس دعوة تستهدف اسم السودان شعباً وقيمة وتسجل بادرة حسنة لإحياء ذكرى بطولات شعبنا.. وأن لا نجعل من تاريخنا نسياً منسياً أو سطوراً موضوعة على الرفوف يملأها الغبار وخيوط العنكبوت.. أو تحت تأثيرات الإنتماءات السياسية الضيقة... فأم دبيكرات امتداد لكرري الملحمة البطولية والإدانة القوية للاستعمار البغيض في وحشيته وظلاميته وأهدافه وأطماعه. وأم دبيكرات هي صورة ملحمة استشهاد الخليفة عبد الله التعايشي وصحبة الميامين.. وانطلاقة البداية لمعارك وبطولات شعبنا ضد المستعمر بدلالات عميقة تتصل بما يحدث الآن في أكثر من موقع خاصة وأن الثورة المهدية حينها لم تكن تريد أن تؤطر السودان بحدود جغرافية تنتهي عندها وإنما تمتد بحضور حقيقتها الى خلاص شعوب شقيقة وصديقة تعاني ويلات المستعمر وسوءاته.. فهي ثورة إيمان وقضية. دفع في سبيلها أبناء هذا الوطن أغلى ما يملكون وهي النفس إيماناً بمشروعية الجهاد والمقاومة. فتجئ أم دبيكرات في وجهها الآخر لتعكس منهج المستعمر وجرائمه ووحشيته التي وسمت سفره الموغل في ارتكاب المذابح الدموية والأفعال اللا إنسانية وهو ما جعلها وماسبقها من معارك ودوافع وطنية ونضالية ضد الاستعمار ومحفزات لمواصلة الكفاح ومشاهده الواضحة في ثورة 1924 وبين مناضلي الحركة الوطنية.. فالشعوب تستذكر تاريخها لنهضتها ووجودها الفاعل في مسيرة الحياة الإنسانية، فشعب بلا تاريخ لا يساوي شيئاً.. لا في الحاضر أو المستقبل. والاحتفال الذي كما هو مرسوم له مسبقاً أن يتم بأرض المعركة نفسها أمس الخميس.. وتتحرك مسيرته من مسجد الخليفة لموقع المعركة صباح يوم الذكرى.. تقليد جدير بالإشادة والتمسك به.. والانتباه لقضية شعوب تعاني الآن من عودة الاستعمار بصور وأشكال مختلفة. وأبشع من ما كان عليه في القرون الماضية. شعب العراق الذي يعاني الاحتلال والتخريب والقتل والإبادة وشعب فلسطين وسوريا المهدد شعبها بالعدوان والحصار والعقوبات.. وليكن ذلك استعادة لقدرة الثورة المهدية وعالميتها وشرعيتها ودلالة تعبوية. ان السودان وطن التاريخ وأن نسي فلن ينسى أشقاء وأصدقاء وأمماً تصنع الحياة معه.. ولابد أن يستجيب القدر.. والتحية لهيئة شؤون الأنصار في التفاتتها الذكية والوطنية. مع الأمل بتطويرها بما يعيد الى تاريخنا الماضي حضوره الأكيد بصفحاته الناصعة البياض وبطولاته الفذة ومآثره الخالدات
|
|
|
|
|
|
|
|
|