|
بدون عنوان
|
بدون عنوان
أحس بشيء غريب .. شيء زحف وتشعب في داخله .. نهض فجأة من فوق السرير .. جلس في الحاقة .. نظر إلى قدميه وحملق في أرضية الغرفة .. وقف صامتا متحيرا وقوف شحيح ضاع في الترب خاتمه. جلس مرة أخرى .. تداخلت الخطوط أمام عينيه وتلفت وكأنه يبحث عن شيء لا يعرفه. أخذ جهاز التحكم (الريموت كنترول) وأدار التلفاز إلى عدة قنوات .. سمع أخبارا كثيرة لأناس على مسافات بعيدة وهو مازال جالسا على الحافة. تذكر قريته أقترى القابعة في أحضان النيل والخضرة .. هرب من الغرفة وارتمى في أحد الكراسي، وحاول أن يتمدد شخص ببصره إلى أعلى .. رأى كتلة من الأسمنت يتدلى منها شيء مضاد .. ركز نظره .. أحس بزغللة في عينيه .. باغتته فكرة نفذها من دون أن يدري ما هي .. أدار جهاز التسجيل .. تناقلت ذرات الهواء محملة بموجات صوتية تحمل إليه أغنية مجهولة لمغن مجهول .. حاول أن ينسجم مع كلماته. فشل وتذكر قريته وجهاز راديو والده من نوع سوني .. ينبعث منه صوت مبحوح لمغن شعبي يجلي الحزن ويملأ الكون فرحا وسرورا. جلس على حافة المكان .. اتكأ على يديه .. تحرّك في خطوات متثاقلة ولم يدر إلى أين المسير .. التصق بالنافذة .. لفحته نسمة هواء يتيمة .. رأى منظر الطريق الممتد إلى البعيد أنواره ترسم لوحة خرساء إلا من أصوات الضجيج .. تذكر قريته ونافذة غرفته المطلة على الحياة، والبيوت مترامية كنقش تقليدي .. والنجوم ترسم لوحة نابضة باليقين ضجيجها همس السنابل. أحس بالجوع .. تلفت حوله .. حملق طويلا وتذكر قريته .. رأى صورة أمه سميرة ـ يرحمها الله، وهي توقد التنور .. دعا لها بالرحمة من كل قلبه، فضل الجوع وهرب من المنزل .. ركب سيارته وسار مشوارا طويلا. تذكر أهل قريته الطيبين .. كان يمشي ليلا في دروبها المليئة برائحة الطيبة والطين .. كل من يجده يرمي عليه تحية السلام من قلب طاهر مفعم بالحب .. مليء بنكران الذات. كانت حياته تمضي بسهولة .. أهله الحظ لوظيفة مرموقة في إحدى المدن .. لكنه الآن ولربما تيقن أن ذلك كان من سوء حظه .. عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم. تأكد مرة أخرى أن المدينة خلف الأضواء والمباني العالية تخفي وجها قبيحا ومشوها زائفا تتجمل به أمام الحياة، لكنه سريعا ما اكتشف هذا الوجه المزيف. وهو في الطريق سمع صوت الأذان .. تذكر لحظة صدق .. لحظة جلاء .. لحظة إيمان .. تراءى إليه صوت جده وهو يقيم الصلاة .. سمع صوت نمنمات الدعاء .. وصوت والده المحشرج بالدعاء. سار مشوارا طويلا .. ونظر إلى المدينة خلفه، سأل نفسه: لماذا يحمل هذا الشعور لهذه المدينة؟ سار مشوارا طويلا وأفاق من غفوته .. ومئذنة القرية بدأت في الأفق والشمس تشرق معلنة عن بدء يوم جديد.
|
|
![ICQ](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
بدون عنوان | أحمد علاء الدين | 11-14-05, 12:26 PM |
Re: بدون عنوان | ادم الهلباوى | 11-14-05, 04:33 PM |
Re: بدون عنوان | أحمد علاء الدين | 11-14-05, 11:55 PM |
Re: بدون عنوان | حمزاوي | 11-14-05, 11:59 PM |
Re: بدون عنوان | محمود بكر | 11-15-05, 02:31 AM |
Re: بدون عنوان | أحمد علاء الدين | 11-15-05, 04:06 AM |
Re: بدون عنوان | أحمد علاء الدين | 11-15-05, 03:34 AM |
Re: بدون عنوان | أحمد علاء الدين | 11-15-05, 06:53 AM |
Re: بدون عنوان | أحمد علاء الدين | 11-16-05, 00:15 AM |
Re: بدون عنوان | أحمد علاء الدين | 11-16-05, 02:46 AM |
Re: بدون عنوان | أحمد علاء الدين | 11-16-05, 04:04 AM |
Re: بدون عنوان | أحمد علاء الدين | 11-16-05, 06:58 AM |
|
|
|