الإنسان والعنف في مثيولوجيا الدينكا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-22-2024, 02:31 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-10-2005, 00:26 AM

abraham deng

تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الإنسان والعنف في مثيولوجيا الدينكا

    الإنسان والعنف في مثيولوجيا الدينكا

    قديماَ أعتقد أهلنا الدينكا ان الخالق "Aciekأشيك" كان قد أراد لجميع مخلوقاته من الحيوانات، بما فيها الإنسان، ان يعيشوا بسلام ووئام علي سطح الأرض فكان كذلك. جميع الحيوانات كانوا في تآلف وود. وكانوا ايضا سواسي وينظرون إلي بعضهم البعض كإخوة في الخلق، لا شجار بينهم ولا عراك. الذئب كان يصاحب الحمل والقط يداعب الفأر و الفيل حريص علي أن لا يسحق أو يفرنجخ القعونج بأقدامه....وهكذا كانت الحياة طمآنينة ورغد، ومن البقول وأعشاب البرية يقتات كل الحيوانات ومن ثمار الأشجار أيضاَ أكلت كل دآبة وطير والإنسان وهكذا كان الخالق راضي بما صنعه يده.
    لم يمض علي هذا السلام الفردوسي علي الأرض وقتاَ طويلاَ حتي طرأ علي الأنسان مزاج وسلوك غريب لم يألفه من قبل إخوته من الحيوانات. فقد أصبح كثير الحركة، غريب النظرات وغارق في التفكير. حاول بعض الحيونات الإستفسار عن السبب فلم يسعفهم أحد بالإجابة فتغافلوا الأمر وعادوا يزاولون حياتهم كالمعتاد إلي ان حدث ذات مرة ما لم يخطر ببال وإنتشر خبر الحدث وعم القري وبدأ الكل يسأل: في شنو ياخوانا؟
    ....الإنسان.
    مالو الإنسان؟
    ....عفص جداد من رقبتو وقتلو
    آآآآآه؟...قتلو؟
    ....آآي قتلو
    آآهاه؟..وعمل بيهوه شنو بعد ده؟
    ....والله سمعنا قالوا شواه و أكلو
    آآآآه؟...أكلو؟...ليه؟
    .................
    القردة والثعالب كانوا هايمين في البلد بيوزعوا الخبر والحيوانات في ذهول. لكن بعد مرور الأيام هدأ الموقف وعادت الطمآنينة إلي النفوس وأعتبر الحيوانات السلوك الذي بدر من الإنسان مجرد تغيير بسيط في المزاج ويمكن تعديله بالنصح. لكن الإنسان لم يتغير، بل إزداد سلوكه ومزاجه غرابه وتعقيد. وقد لاحظ الحيوانات في الإنسان إنه كل ما رأي سرب من الطيور رماها بحجر، بل وذهب أكثر من ذلك وبدأ يصنع لنفسه آلات فتاكة مثل الحراب والسكاكين وغيرها من آلات الصيد. فدب الخوف وعم الرعب بين الحيوانات.


    في صباح يوم من الأيام صحا الحيوانات مبكر ففاجئهم منظر الخروف وهو مذبوح ومعلق علي خشبه إستعداداَ للسلخ، فأصاب الهلع كل نفس حي، فدعا القرد جميع الحيوانات لإجتماع طارئ إستهجن فيه سلوك الإنسان وطالب بعزله فورا لأنه أصبح مصدر تهديد خطير للسكينه العامه. لكن بعض الحيوانات رفضوا الفكرة وطالبوا بمنح الإنسان فرصة أخرى لعلة يعدل سلوكه، ثم كونوا لجنة برئاسة البقر للإجتماع بالإنسان. فى الإجتماع طرح الحضور مجموعة من الأسئلة مستفسرين عن أسباب التحول المفاجئ في سلوك الإنسان. تعلل الإنسان فى الإجتماع بأنه لا يملك ملكة تسلق الأشجار لجني الثمار كما تفعل بقية الحيوانات. عادت اللجنة وشرحت بالتفصيل ما دار في الإجتماع الذي ضم الإنسان وعملاءه. أعترض القرد وقال: "عذر مشلول"...... لكن بقية الحيوانات تفهموا الموقف، فعادت الحياة إلي طبيعتها مرة أخري إلي أن حدثت المفاجئة الكبري.
    في شنو ياجماعة؟
    ....البقر
    مالو؟
    ....ضبحوه
    آآآآه؟
    فرد القرد قائلا: "يا جماعة أنا كلمتكم من زمان...بأن الإنسان من ما ذاق اللحم خلاص...إتوحش"....ومن ثم طالبهم بالهجرة إلي الغابة، فخرج جميع الحيوانات عدا قلة، من بينها الحمار والكلب والحصان وحيوانات أخري أعتقدت إنها مقربه للإنسان. عندما أحس الإنسان بتمرد الحيوانات ضده جن جنونه فإتخذ من نفسه عدوا للطبيعة ومن ثم بدأ في شن غارات علي معاقل كل من هو مخالف، وكان قد تكمن من إستمالة الكلب إلي صفه، فصرع به عدد كبير من الحيوانات التي خرجت عن الطاعة.
    مرت الأيام وسئمت الحيوانات حياة الغابة فدعوا لإجتماع تفاكري طارئ ، آملين التوصل إلي صلح مع الإنسان يعيد الإسقرار والطمآنينة إلي نفوس الحيوانات المرعبة، فإختاروا بموجبه القرد ليذهب ويراقب تطورات سلوك الإنسان من بعيد حتي إذا ما لاحظ تحسن في سلوكه أخبرهم بذلك.
    تمانع القرد في البداية، وأخبر الحيوانات بان سلوك الإنسان لا يمكن ان تتعدل وانه خير لهم ان يمكثوا في الغابة. ولكنه في الآخر قبل التكليف وهو في غاية الإحباط خاصة عندما علم ان هنالك حيوانات اخري قد حذوا حذوة الأنسان فصاروا من أكلي اللحوم: مثل الأسد والنمر وبعض أخر من الطيور.
    في مساء احدي الايام، تسلل القرد حتي إقترب من مقر الإنسان و إتخذ شجرة بالقرب من مسكن الإنسان برجاَ للمراقبة، وظل هناك لعدة ايام وهو يراقب بحذر تحركات الإنسان ونشاطه اليومي. كان الأنسان يخرج كل صباح لمزاولة نشاطه اليومي، يصنع الآلات ويجلب الماء والحطب وأحياناَ يخرج مع الكلب للصيد، ولكن في أحايين أخري يذبح دجاج أو خروف أو حتي البقر، ثم يشويه ويأكلان اللحم هو والكلب. وهكذا ظل القرد يراقب الإنسان وعميله الكلب وفي نفس الوقت كان يأتيه أخبار من الغابة عن تحول حيوانات كثيرة أخري إلي أكل اللحوم فتوحشوا وصاروا يفترسون إخوتهم اللذين ظلوا يقتاتون من عشب البرية والثمار، فإنعدم الأمن وأصبح القوي يأكل الضعيف وسارت الأمور علي هذه المنوال إلي ان وقع، ذات صباح، ما لم يكن في حسبان القرد وبقية الحيوانات.
    سمع القرد في ذلك الصباح، عويل الكلب فصحا من نومه مذعورا وألقي ببصره علي مسكن الانسان فرأي الكلب مكتف وملقي علي قفاه والانسان، بيده سكين، منهمك في عمل ما بين فخذي الكلب. إنتهت العملية وبقي الكلب مكوم علي الأرض يئن ويئن من شدة الألم.
    في المساء إقترب القرد من الخروف وسأله عن سبب عويل الكلب في الصباح الباكر فشرح الخروف تفاصيل الحدث بالكامل وقال: ان الإنسان كان دائماَ يشكو بأن الكلب لا يقوم بواجبه في الصيد بالوجهة الأكمل وان سرعته لا تضارع سرعة الغزلان والأرانب، لذلك فكر في ان يخصي الكلب حتي يخف في سرعته ويزداد وفاءه وإخلاصه. وقد طلب الخروف من القرد ان يخبر باقي الحيوانات في الغابة بالكارثة التي حصل للكلب ونصحهم بعدم العودة وقال ان الأقدار قد شاءت ان يكون مصيرهم، هو وباقي الحيوانات التي فضلت البقاء تحت رحمة الأنسان و جبروتة, الإستعباد الأبدي.
    عاد القرد إلي الغابة, وهو في غاية الإنكسار النفسي, ودعا إلي إجتماع عاجل حضره كل الحيوانات عدي الحيوانات التي تحولت لأكل اللحوم، ثم خطب فيهم قائلاَ: ياخوانا، الحصل لأخونا كلب ما بونسو...دي حاجا بتال...ولكن هو بستحق.
    ...مالو..حصل ليهو شنو؟
    فرد القرد:لا لا...دي حاجة بتال كلاس.
    ...قولو ياخ
    إستعدل القرد في جلسته وأخذ نفس طويل ثم قال: " قطعو حاجات بتا كلب".
    تأهه الحيوانات بصوت واحد: آآآآهههههه.....دي ياهو حاجة الماينفع كلو كلو....ليه يعمل زي ده؟
    شرح لهم القرد ما حدث بالتفصيل، نقلا عن الخروف. وبعد أن إستمع الحيوانات إلى التقرير المفصل الذي قدمه القرد, دار بينهم جدل و نقاش طويل إتفق أغلبهم فيما بعد على أن لا يقيموا مسكنا مع الإنسان بعد.
    ...............................................................................................................................................

    هذه القصة حكاها لى قبل عدة سنين فى الإسكندرية الأخ دوت قوم المقيم الآن بأستراليا . ومنذ ذلك الوقت لم يبرح ذهني السؤال عن إقتران العنف بالمخلوقات آكلة اللحوم. فمثلا تجد الغزلان أكثر وداعة من الأسود والنمور, وهكذا الصقور أكثر شراسة من بقية الطيور.
    وينسحب نظريتي الملعونة هذه علي الإنسان فنجد القبائل الرعوية التي تعتمد في معاشها على اللحوم أو منتجات الحيوانات التي ترعاها غالبا ما تميل إلي العنف عكس القبائل الزراعية التي هي مسالمة بطبعها.
    لا باعة لي في علم السلوك لذلك لم أرغب في هذا المقام أن أدلف بكم إلي دهاليز علم النفس والسلوك الحيواني لكن الفضول دفعنى للإنتباه إلي ظاهرة مهمة وهى أن الإنسان المعاصر بدأ يشكو كثيرا من تناول المنتجات الحيوانية خاصة اللحم. ورغم أننا قد نقرن الأعراض الجانبية الناتجة عن تناول اللحوم إلي ثقافة "الإستهلاك المفرط" إلا أن هنالك مؤشرات عديدة, لا يسع المجال لذكرها, قد تلمح إلي أن الإنسان يفترط أن يكون نباتي.
    المهم هو أن أهلنا الدينكا بمثيولوجيتهم هذه لم يبتعدوا كثيرا, علي ما أعتقد, عن روح الأديان, إذ ذكر في الكتاب المقدس ما يلي: ( وقال الله إني قد أعطيتكم كل بقل يبزر بزرا علي وجه كل الأرض وكل شجر فيه ثمر شجر يبزر بزرا. لكم يكون طعاما. ولكل حيوان الأرض وكل طير السماء وكل دبابة علي الأرض فيها نفس حية أعطيت كل عشب أخضر طعاما. وكان كذلك. تكوين: 1-29.)

    Any way, I am going vegetarian next year.

    أبرهام مدوت باك دينق
    Quote: كل عام والسودان وأهله الطيبين بخير

    (عدل بواسطة abraham deng on 11-10-2005, 02:24 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
الإنسان والعنف في مثيولوجيا الدينكا abraham deng11-10-05, 00:26 AM
  Re: الإنسان والعنف في مثيولوجيا الدينكا abraham deng11-10-05, 02:29 PM
    Re: الإنسان والعنف في مثيولوجيا الدينكا osama elkhawad11-10-05, 02:46 PM
      Re: الإنسان والعنف في مثيولوجيا الدينكا Sudany Agouz11-11-05, 04:47 AM
  Re: الإنسان والعنف في مثيولوجيا الدينكا adil amin11-11-05, 09:25 AM
  Re: الإنسان والعنف في مثيولوجيا الدينكا abraham deng11-12-05, 08:24 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de