http://www.rezgar.com/m.asp?i=787

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-08-2024, 05:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-28-2005, 11:50 PM

Osman M Salih
<aOsman M Salih
تاريخ التسجيل: 02-18-2004
مجموع المشاركات: 13081

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: http://www.rezgar.com/m.asp?i=787 (Re: Osman M Salih)

    الأضحية والضحية - أقانيم في ثقافة التعارض


    فالح عبد الجبار
    [email protected]
    الحوار المتمدن - العدد: 1227 - 2005 / 6 / 13


    لعل من باب المصادفة أن تنفرد لغتنا العربية, عن لغات شتى, في انحدار الأضحية والضحية من جذر واحد. هذا التوحد في المنبع لا يمنع ذلك الحرف الواحد والأول في الأبجدية, الأليف, من أن يحول الضحية الى أُضحية, وهو انقلاب للجور الاخلاقي الى واجب قدسي. هناك ثقافات عدة تلغي الفارق بين الاثنين, أو تمزج الواحد بالآخر.
    الأضحية في معناها الأعم قربان وعهد, ينعقد في طقس خاص. وهذا القربان دليل عرفان, وبرهان امتثال, ودريئة ضد غائلات الزمان, أو لربما التماس ورجاء. وفي العادة يتعمد الطقس بتفجير الدم.
    هكذا دأبت شعوب شتى, في غابر الأزمنة, على نحر عذراء, أو اقتلاع كبد فتى أعذر, كل عام, في حفل جمعي, طلباً للغفران, وغسلاً للأدران, وطمعاً في هناءة وجيزة, وإطالة لأعمار قصيرة, بل تعبيراً أيضاً عن العرفان. وحتى تعمّ كل هذه البركات أفراد الجماعة كان قلب الأضحية أو كبدها يقسم ويوزع. في لحظة آفلة استُبدل طقس الذبح الفعلي بآخر مجازي. حلّت بعض الحضارات هذه النقلة بإحلال بهيمة محل البشر. وحلّت حضارات اخرى المشكلة بابتكار طقس رمزي, يسيح فيه الصباغ الأحمر بدل الدم, وتقطع أوصال الدمى بدل تقطيع الكائن... الأضحية إرباً. أعفت الدمى, كما البهائم, البشر من سفك دماء بعضهم البعض.
    هذا التعويض, أو هذا الابدال, يشي بمسعى للخروج من مملكة الحيوان, واعلاء شأن الحياة قيمة في ذاتها, تعلو على أية قيمة أخرى.
    ولثقافتنا العربية - الاسلامية اسهامها في هذه النقلة من النحر الفعلي الى النحر الرمزي, وما الرمز سوى إبدال واستعاضة. ما زلنا نحتفي, حتى اليوم, بكبش الأضحية (أو "خروف العيد" في الدارج العاميّ). ويقوم الحجيج بالطقس ذاته: نحر قرابة مليوني كبش كل عام في موسم الحج. ولم تعد الذبائح ترمى الى العفن, بل صارت, بفضل ابتكار عقلاني, وشركات ذكية, تطعم الجياع. فلا مقدم الأضحية يرى ذبيحته, ولا الجائع الذي يقتات على لحم البركة هذا يعرف هوية المحسن. بعض الغلاة في ثقافتنا ارتأوا, لأسباب ليست وجيهة بالمرة, وجوب أن نعود القهقرى من الرمز الى الحقيقة, من نحر الأكباش الى نحر البشر, من مملكة الانسان الى مملكة البهائم. يشترك هذا الفعل في تقليد ذكوري لغسل دنس المرأة الزانية بالخنجر, على رغم ان الشريعة الاسلامية تنص بجلاء على الجلد وسيلة قصاص.
    أما اليوم فإن التطرف الديني يوسّع فكرة الغسل بالدم خارج دائرة الشرف الذكوري, الى حقل الخلاف السياسي أو الديني. ثمة, والحق يقال, ايديولوجيات دنيوية تبيح القتل عـلى الهويـة الدينية أو السياسية. والحروب الأهلية, المعاصر منها والقديم, سواء بسواء, تحفل بضروب الإبادة الجمعيـة, من الفتك بالغاز الى الرمي بالرصاص. لكن ما يميز الداعية العصبوي عن غلو الايديولوجي, ليس القـتـل بذاتـه, بل وسيلته: حزّ العنق.
    رأينا في عقد التسعينات صور نساء جزائريات انفغرت أعناقهن. كما شاهدنا مراراً, على مواقع الانترنت الحديث, أقدم مراسيم الذبح التي يتسابق على اكتساب "شرف" التنفيذ فيها رجال ملثمون, ينتشون طرباً لتولي دور الجلاد.
    وتدور هذه الدراما البدائية في أجواء مثقلة بالمعاني السوداء. ثمة السيف, وثمة اللثام, وثمة الأضحية البشرية المقيدة, وثمة عدسة الكاميرا. وهذه الأخيرة هي المعلم الوحيد من الحضارة التكنولوجية الحديثة. هناك أيضاً لافتة, وهناك أيضاً الاصطفاف العسكري المنضبط لهذه الثلّة من العتاة. الرموز ثرية جداً في هذا العالم الفقير في تفاصيله, والمدقع في خوائه الروحي. والسيف المسلول, لا في الحرب ازاء فارس, بل ازاء نعجة بشرية مسلوبة الارادة, يرمز الى تعطش للجبروت لا يرتوي, وهو الحدّ الباتر بين الحياة والموت في تلك الغرفة المعزولة عن العالم. غير ان السيف, في عالم اليوم, سلاح نافل, لا قيمة له ازاء أصغر سلاح ناري. لكن حامله لا يكترث لذلك, فهو معني بإظهار القوة ازاء كائن أعزل, وهو يلتمس عودة الى التاريخ الذي كان ولم يعد, لابساً لبوس ورع زائف, متخيلاً نفسه قديساً أرضياً يمارس تعبّداً من طراز خاص.
    نعلم ان العبادة اتحاد روحي, تذوب فيه النفس في وجد باطني. لا يحتاج المصلي الى نظارة, ولا يبتغي المتعبد جمهوراً. فالابتهال علاقة جوانية وليس مسرحاً للفرجة. ولا يفكر المتبتل, وهو في محرابه, في ذاته, ولا يخطر له قط أن ينظر الى نفسه حين يدعو ويبتهل. المتعبد في محراب الدم لا يقبل بذلك, فهو يحرص على متطلبات الفرجة. فالقناع للإثارة, والرهبة, مثلما هو للتخفي, لكه نوع صارخ من التخفي, ينتشي حين يعرض نفسه أمام عدسة الكاميرا, ويذوب في ثمل هذه الشهرة السرية. ومتعته في ذلك عصبوية. ذلك ان شركاءه في الطقس هم وحدهم الشهود على هويته. ولكيما ينسى ان هذا القتل فعل سادي, ومبتذل, يرفع يافطة بالأهداف السامية, لإقناع جمهور متشكك.
    تدور هذه الدراما في غرفة صغيرة مجردة من معالم الحياة, خاوية خواء الممثلين فيـها. يستـطيع هؤلاء اطلاق النار على الضحية في عتمة زقاق, أو حفرة منزوية (كما اقترح أحد المفكـرين العرب). لكـن لا. فالممثل يـريـد اظهـار رموز قوة يفتقدها, وان يطرد الخوف الكامن في الأعماق بإظهار قسوة لامتناهية على الشاشة. ومغزى هذا التعارض بين ما هو جواني وما هو برّاني يوحي أن مسرح الفرجة السادي هذا يكشف عن سطوة الرعديد واستعلاء المهان, وهي ازدواجيات نمت في تربة الذل والخنوع.
                  

العنوان الكاتب Date
http://www.rezgar.com/m.asp?i=787 Osman M Salih10-28-05, 08:22 AM
  Re: http://www.rezgar.com/m.asp?i=787 Osman M Salih10-28-05, 08:26 AM
    Re: http://www.rezgar.com/m.asp?i=787 Osman M Salih10-28-05, 09:12 AM
      Re: http://www.rezgar.com/m.asp?i=787 Eng. Mohammed al sayed10-28-05, 10:58 AM
  Re: http://www.rezgar.com/m.asp?i=787 هشام مدنى10-28-05, 12:15 PM
  Re: http://www.rezgar.com/m.asp?i=787 jini10-28-05, 06:28 PM
    Re: http://www.rezgar.com/m.asp?i=787 Eng. Mohammed al sayed10-28-05, 06:39 PM
  Re: http://www.rezgar.com/m.asp?i=787 Osman M Salih10-28-05, 11:33 PM
    Re: http://www.rezgar.com/m.asp?i=787 Osman M Salih10-28-05, 11:43 PM
      Re: http://www.rezgar.com/m.asp?i=787 Osman M Salih10-28-05, 11:45 PM
        Re: http://www.rezgar.com/m.asp?i=787 Osman M Salih10-28-05, 11:47 PM
          Re: http://www.rezgar.com/m.asp?i=787 Osman M Salih10-28-05, 11:50 PM
            Re: http://www.rezgar.com/m.asp?i=787 Osman M Salih10-28-05, 11:52 PM
              Re: http://www.rezgar.com/m.asp?i=787 Osman M Salih10-28-05, 11:54 PM
                Re: http://www.rezgar.com/m.asp?i=787 Osman M Salih10-28-05, 11:56 PM
              Re: http://www.rezgar.com/m.asp?i=787 Osman M Salih10-29-05, 00:01 AM
                Re: http://www.rezgar.com/m.asp?i=787 Osman M Salih10-29-05, 00:03 AM
                  Re: http://www.rezgar.com/m.asp?i=787 Osman M Salih10-29-05, 00:05 AM
                    Re: http://www.rezgar.com/m.asp?i=787 Osman M Salih10-29-05, 00:09 AM
                      Re: http://www.rezgar.com/m.asp?i=787 Osman M Salih10-29-05, 00:12 AM
                        Re: http://www.rezgar.com/m.asp?i=787 Osman M Salih10-29-05, 00:14 AM
                          Re: http://www.rezgar.com/m.asp?i=787 Osman M Salih10-29-05, 00:16 AM
                            Re: http://www.rezgar.com/m.asp?i=787 Osman M Salih10-29-05, 00:18 AM
                              Re: http://www.rezgar.com/m.asp?i=787 Osman M Salih10-29-05, 00:19 AM
                                Re: http://www.rezgar.com/m.asp?i=787 Osman M Salih10-29-05, 00:41 AM
        Re: http://www.rezgar.com/m.asp?i=787 wadalzain10-29-05, 01:28 AM
          Re: http://www.rezgar.com/m.asp?i=787 Osman M Salih10-29-05, 03:17 AM
  http://www.rezgar.com/m.asp?i=787 Ahmed Daoud10-29-05, 02:49 AM
    Re: http://www.rezgar.com/m.asp?i=787 Osman M Salih10-29-05, 03:20 AM
      Re: http://www.rezgar.com/m.asp?i=787 Osman M Salih10-29-05, 12:04 PM
        Re: http://www.rezgar.com/m.asp?i=787 Murtada Gafar10-29-05, 12:48 PM
          Re: http://www.rezgar.com/m.asp?i=787 Osman M Salih10-29-05, 01:26 PM
        Re: http://www.rezgar.com/m.asp?i=787 خضر حسين خليل10-29-05, 01:40 PM
          Re: http://www.rezgar.com/m.asp?i=787 Osman M Salih10-29-05, 02:50 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de