|
Re: هل ان الاوان لتغيير فهمنا ونظرتنا للاخوة والاخوات المسيحيين (Re: Sabri Elshareef)
|
تحدثت "سورة الأنبياء" عن معظم الأنبياء السابقين وهم : موسى وهارون وإبراهيم ولوط وإسحاق ويعقوب وداود وسليمان وأيوب وإسماعيل وإدريس وذو الكفل وذو النون وزكريا ويحيى وعيسى عليهم السلام جميعاً ، وذكرت طرفاً من سيرتهم ، وحياتهم ، ومواقفهم ، وعبادتهم ، ودعوتهم ، وصراعهم مع الباطل ، وصبرهم على أذى الكافرين ، وفضل الله عليهم ، ثم تلت ذلك آية قال تعالى فيها : {إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون} (الأنبياء،192) . كما تحدثت سورة "المؤمنون" عن عدد من الأنبياء هم : نوح وهود وموسى وهارون وعيسى عليهم السلام ثم قال الله تعالى بعد ذلك : {وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون} (المؤمنون ،51-52) . أشارت الآيتان السابقتان بعد الحديث عن معظم الانبياء إلى أن أمة الانبياء جميعهم أمة واحدة ، ويمكن أن نفسر الأمة الواحدة بتفسيرين مرتبطين ببعضهما هما : الأول : الدين الواحد والملة الواحدة لجميع الانبياء من لدن آدم إلى محمد عليهم الصلاة والسلام وهو دين الإسلام الذي أوحاه الله إليهم ، وأشارت آيات أخرى إلى مثل هذا المعنى فصرّحت إلى انتماء بعض الأنبياء إلى دين الإسلام فطلب يوسف عليه السلام أن يتوفاه الله على الإسلام ، قال تعالى : {أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما والحقني بالصالحين} (يوسف،101) ، وقد وصى إبراهيم ويعقوب عليهما السلام أولادهما أن يموتوا على دين الإسلام ، فقال تعالى : {ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون} (البقرة،132) . الثاني : قيادة الأمة الإسلامية منوطة بجميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لذلك فإن الامة الإسلامية ليست أتباع محمد ( وحده بل تشمل أتباع الأنبياء السابقين جميعهم. إذن نستطيع أن نتبين من خلال ما سبق أبعاداً أخرى لمفهوم الأمة في الحضارة الإسلامية يتجاوز الاجتماع الموحد والتجانس المشترك والمعنى السائد اليوم، وأبرز هذه الأبعاد : البعد الاجتماعي : يشتمل على واجبين : الأول : نحو المجتمع الإسلامي : وذلك بالقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي يعني ديناميكية فعالة من أجل التوازن المستمر. الثاني : نحو المجتمعات الأخرى : وذلك بالقيام بواجب الشهادة عليها ونقلها إلى ما هو أفضل لها وأنفع . - البعد الشرعي : يقوم على الالتزام بالشرع الذي جاء به الدين الإسلامي ، ولا شك أن هذا الالتزام يرفع الأمة باستمرار إلى رحاب ساميةٍ من التكيفات الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية والعقلية والجمالية التي تقود الى والوحدة الانسانية . - البعد التاريخي : يقوم على الارتباط بالأمم السابقة وتشكيل أمة واحدة معها والاعتراف بحق القيادة لأنبيائهم . {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله} حيث تطرح هذه الاية مبدأ الحوار مع الآخرين والاجتماع على النقاط المشتركة لتقويتها.و اذا ما مارس المجتمع الاسلامي هذه المفاهيم فان حقوق الاخوة المسيحيين محفوظة ولا تحتاج الى ايراد نصوص فد تكون مدسوسة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|