|
محجوب أبو النجا...النموذج الأصيل للمواطن الشريف...
|
فى حصة التاريخ يسأل الأستاذ: من بنى الهَرَم الأكبر..؟! يرفع كل الفصل أصابعه... أستاذ ...تاذ... تاذ ...تاذ...تاذ...! يختار الأستاذ-بعشوائيه- أحدهم... ينهض الطالب بثقه: خوفو يا أستاذ... يبتسم الأستاذ: أقعد ممتاز...! أنه التاريخ الشائه...لا يذكر سوى الإنتهازيين...!ه خوفو لم يبنِ الهرم الأكبر...!...لم يذهبُ يوماً تحت صقيع الشمس الإستوائيه ذات الفاصل المدارى المنحاز شمالاً فى ذلك الزمان السحيق..لم يسكُب عَرِقه مع عمال الصعيد لرفع حجارته الثقيله...التى إختارها المهندس- المجهول -بدقه فائقه..ورسم خريطة وَضْعِها بمعادلاته –الفيزيائيه- المُعقّده...!ه
إنهم صُنًّاع التاريخ الحقيقيون...!ه
يجلس محجوب أبو النجا بطمأنينته المدهشه فى أصقاع أستراليا بعد أن أقعده داء السكرى اللعين...هاجَر مع زوجته إقبال راسخ وأبنائه الذين بذر فيهم بذور الثقه بالنفس والجمال...ه تفصل بيننا وبينه السنين الضوئيه...لكنها لم تحجب-عنا- إبتسامته الوضيئه التى تتحدى هذا الزمن العُجاف...ه
أصل الحكايه بدأت من مدينة بورتسودان...فقد تميز الرجل بصدقه الشديد وتفانيه فى العمل...وجودة إنتاجه... أوكًلت له المدينه الساحليه أمر بعُوضها...ودوابها الزاحفه والطائره...فنامت المدينه آمنة مطمئنه...لا تخاف داء ملاريا...أو طنينٌ مزعج يُذهب النوم من جفون الأطفال...ويمزِّق جلودهم الطريِّه...
لم يقف الرجل-أبو النجا- عند حدود عمله فحسب...بل إمتد عطائه داخل أسرته...فكان نعم الملاذ للأهل...ونعم الزوج والأب الذى حقّ فيه َ قول الرسول الكريم: خيرُكم خيرُكم لأهله...ه
حاربه الطفيليون المتعطشون لمال السُحت...فيمم الى العاصمه متلمساً الرزق الحلال... فظل يجول ويجول... يصول ويصول...حتى آخر خطوه ...فترّجل فى منزله..تاركاً الكُره فى ملعب أهله وأحبابه
تحيه حارّه أبعثها عبر فضاء بكرى الرحب الى هذا الرجل النادر...متمنياً له الصحه والعافيه.. وأزجى تحياتى أيضاً لماما نور والدة الشهيد أبوبكر محى الدين راسخ... وتحياتى موصوله لكل أفراد الأسره الكريمه الأستاذ آمال راسخ...والأستاذ جعفر...والأخوان زياد...وبقية العقد النبيل...ه ويا ماما نور هديتك وصلت بسلام لأمينه المرأه الصابره
تمتعوا بدفئكم المدهش... بس لا يُنسيكم قَنقَر أستراليا...قَنقَر بَلَدكم...!ه
|
|
|
|
|
|
|
|
|