|
Re: الوطواط "دراكولا" في العراق (Re: willeim andrea)
|
شكرا أخي على هذا الدخول
الشاشاتية اصلهم من حلب الشهباء أو حلب سيف الدولة كما يقولون وحسب علمي انهم إما عرب أو كلدانيون استعربوا والله أعلم . أما استفسارك عني فأحيلك إلى المقالة التالية التي نشرت في صحيفة (الضفتان ) بتاريخ 1 اغسطس 2004 :
يضغط عليّ بعض الأصدقاء وتضغط عليّ الأحداث ، حتى أكتب شيئا عن المدينة التي "خلقت" فيها علي رأي أخواننا اللبنانيين. نحن نستغرب في السودان استخدام كلمة "خلق" في هذا الموضع ، لا أعرف لماذا؟ . . ولكن حقا ما الفرق بين الولادة والخلق؟ . . ولدت أو "خلقت" في مدينة الفاشر .. وقتها كانت هي عاصمة ما عرف بمديرية دارفور : الأرض التي قامت عليها سلطنة الفور وحاضرة أو "فاشر" آخر السلاطين علي دينار. والفور ليسوا اكبر قبائل الغرب ولكنهم بلا أدنى شك من أقدرها على ممارسة فن الحكم ، ولا أريد بذلك أن اغضب آخرين فكل أهل الغرب يتميزون بقدر عال من النخوة وعزة النفس والانضباط ، الذي أتاح لهم شكلا إداريا اتخذ أسماء كبرى القبائل لكنه احتوى قبائل أخرى صغيرة وهو نفس الشكل الإداري الذي بنى عليه الإنجليز نظامهم منذ إسقاط آخر حصن مستقل ، وضمه إلى السودان الذي عرفناه بحدوده التي رفع الراحلان الكبيران إسماعيل الأزهري ومحمد أحمد محجوب علم استقلاله عام 1956 ، ذلك الشكل الإداري الذي استند على زعماء كان همهم، خلق أجواء التعايش والتمازج والانصهار بين القبائل ، فأوجدوا صيغة رائعة لحل الخلافات والاحتكاكات، والقضاء على بؤر الفتنة قبل أن تستفحل. أقول ذلك وأنا أقف مشدوها أمام هول ما يحدث في تلك الأرض الطيبة الحاضنة ، وأنا لا ألقي القول على عواهنه خاصة وأنا - وأحسب أن هناك الكثيرين - أمثل حالة، إن لم أقل شهادة ، بأن ما يحدث الآن ليس من طبع هذا المكان ولا أهله. . أخوالي ، كما سمعت من حكايات أمي - رحمها الله - وأهلها ، وجدوا في تلك الأرض الطيبة ملاذا ، بعد سقوط سلطنة وداي ، (سياد الراي) كما كانت تصر على نعتهم وهي تفاخر بالانتماء إليهم ، وأعمامي كما حكى لي والدي - رحمه الله - جاءوا إليها تجارا من الشام ، سلكوا درب الأربعين وغير درب الأربعين اليها، فاغتنوا من خيرها، ونعموا بكرم نظارها وشيوخها وناسها الخيرين . . أعادني إلى كل ذلك وذكّرني بما مضى حديث هاتفي قصير مع د. احمد إبراهيم دريج . . كم هائل من الصور داهمني ذاك المساء . من بينها بيان تناقله البعض بمدرسة الفاشر الثانوية، التي درست فيها ، في منتصف الستينيات عن منظمة أسمت نفسها (سوني) ، ومطالب أزعجت السلطة المركزية في الخرطوم .. وتردد اسم دريج على اعتبار انه هو الذي يقف وراءها. . مطالب أهل دارفور كانت ولم تزل ،عادلة، وكل من عاش تلك الفترة في مدينة الفاشر ،حاضرة المديرية، كان يدرك ذلك . . فمنذ أن نال السودان استقلاله ظلت المدينة وبقية المديرية على حالها وكما تركها الإنجليز . أكملنا الثانوية عام 1968 ونحن نقرأ بالفانوس ، والماء نجلبه بالخرج من "الدونكي" أو الآبار ومن "الفولة" لسقي الزرع وشرب الحيوان ، هذه كانت الحال في وقت كانت الخرطوم فيه غير الخرطوم الآن : النوافير والحدائق والمعامل والمصانع والجامعات والنوادي . . كانت باختصار مدينة لا تشبه الفاشر . . وللحقيقة أقول أنني أصبت بالصدمة الحضارية وأنا أنتقل اليها ، وعلى عكس ذلك لم اشعر بأن هناك اختلافا كبيرا بينها وبين أثينا، التي جئتها عام 1969 . . لكني صعقت عندما عدت إليها بعد 17 سنة قضيتها في اليونان، طيلة حكم جعفر النميري، لأني رأيت مدينة مشوهة قذرة، ناسها غير ناسها، فلعنت العسكر وحكمهم لمرة أخرى ، مع انهم قالوا لي : "احمد ربك انك جئت الآن ولم تأت قبل سقوط النميري ، فحالنا كانت أسوأ بكثير. ." وأعود إلى إخواننا اللبنانيين ، واقص عليكم ما حكيته لأستاذنا الكبير انطوان معوّض . . أثناء دراستي الوسطي بمدرسة الفاشر الأهلية ، اعتدنا كل يوم خميس على عقد أمسية أدبية بإشراف إدارة المدرسة ، وأذكر أنى شاركت مع زميلي وقتها والشاعر والباحث المعروف الآن عالم عباس محمد نور . . هو اختار قصيدة شاعر المهجر ايليا أبو ماضي : وطن النجوم أنا هنا حدق ّ أتذكر من أنا أنا ذلك الولد الذي دنياه كانت ها هنا وأنا اخترت قصيدة لشاعر سوداني من مدينة الفاشر ، لبناني الأصل، هو اميل فواز ، وكانت عن الثورة الجزائرية، نشرت وقتها في صحيفة كردفان . فاز عالم باليا أبو ماضي، وجئت أنا بعده باميل فواز . . لبنان أيضا كانت هناك ، ولمن لا يذكر ، وللتاريخ أقول، أن المظاهرة الوحيدة التي تمكن المشاركون فيها من الوصول إلى علم المستعمر الإنجليزي وحرقه، شهدتها مدينة الفاشر، وكان اميل فواز - رحمه الله - مشاركا فيها بل وفي طليعتها. لدارفور وأهلها حق علينا إذن وواجب فلا تسكتوا على الظلم الذي حاق بها
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
|
|