|
مواسم الخذلان : ضعف الحركة الشعبية أم بؤس السطوة الشمالية !
|
رحيل قرنق .. والتشكيلة الوزارية الأخيرة ..عودة الإنقاذ وتبدد أحلام السلام و الوحدة
ومشروع السودان الجديد ..إستمرار التآريخ التأكيد علي سوءات طالع أقوام السودان
والطلاسم المحيرة لمجمل أقدار ذلك المكان !..بدء أهل الجنوب الإعداد لتوقعات الرحيل '
إن لم تكن حتميته ' ! ..وكذا الحال بالنسبة لأهل دارفور !.. إنتظارات الشرق والشمال
النيلي وو..نتفق مع منصور خالد فيما ذهب إليه من " تأريخ " لعقلية الأفندية الجلابة
الممعنة في الإستعراب ..إنه " عضم رقبتنا " كما خلص المنصور ..
المثير لكوامن الأخلاق , هو مانذهب إليه هذه الأيام من " قضم للأظافر " حينما يأتي ذكر
الحركة الشعبية وقائدها متهمين إياهم بالتهاون في أمر القسمة ' والقبول ' بالهامش '
الذي قاتلوا من أجله زهاء الربع قرن من الزمان .. لتذهب قريحتنا الولود أبعد من ذلك
متهمة إياهم بالعودة لتبني ' المزاج ' الإنفصالي ..عجبي !..كم من شمالي أصابته الخجلة
أمام إصرار وإلحاح الفصيل ' الشمالي ' علي الإحتفاظ بوزارة الطاقة ?..أهل الجنوب
ودارفور من حقهم أن يقاتلونا ثم يفاوضوننا ' جغرافيا ' وليس ' آيديولوجيا ' كما
يتمني البعض لأن الفصل الأخير في عملية تقرير المصير ستقرره شعوب تلك المناطق إعتمادا
علي السؤليات الأخلاقية المعلقة برقاب نخبة تلك المناطق وليس العكس كما نتوهم
ونرغب ..قادة الحركة ثم قادة حركات دارفور ليسوا برهيني العقل النخبوي الشمالي
النبيل أكثر من قربهم لمآسي مناطقهم , وليضع كل شمالي ' وحدوي ' نفسه في مكان
أحدهم !..إستمرار حياة جون قرنق لم يكن ليعني بأي حال من الأحوال عدم اللجوء لمبدأ
تقرير المصير في آخر المطاف !..فما هي الضمانات التي كانت ستكمل مساعي الرجل لتوحيد
دولة ديمقراطية عادلة ?..هل كان من الممكن بمكان أن يختلف تكوين الحكومة الحالية
وبخاصة من حيث عودة الرموز الإنقاذية ?..وماذا عن إتفاق القاهرة مع التجمع ? ألم يشهد
عليه رجال آخرون بجانب قرنق ?..ومن يستطيع أن يؤكد أيلولة وزارة الطاقة للحركة
الشعبية في حال نجاة قرنق ?..هل كان موت قرنق مؤامرة حكومية كي يتم تجاوز كل احتمالات
تأثير قرنق علي مجريات الأحداث اللاحقة ?..
المسألة السودانية مرهونة برمتها في اعتقادي بحجم التغيير النوعي و الكمي الذي من
المنتظر أن ' يطرأ ' علي طبائع وطرائق التفكير الحياتي الوجودي برمته في العقل
الشمالي , وفي الخارطة التقليدية المكونة للبناء المجموعاتي بأنواعه , فكري ,
سياسي , جهوي , إثني , ثقافي وو..ولكن يلحظ أن الإنتظار بعد الآن سيظل قاصرا علي أهل
الشمال إذا لم يتم تدبير معارضة يقظة في مواجهة الوقائع الصارمة الماثلة , فكيف ?,,
دعوة للحوار !
|
|
![Yahoo](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|