|
|
 Re: غسيل البطون .. الاضان الحمرا.. الحوازمة والنوبة (Re: Biraima M Adam)
|
مقال: نحو تفعيل دور القبائل العربية في دعم قضايا النوبة
بسم الله الرحمن الرحيم
مدخل: من الذى كان يصدق أن ذلك التمرد الذى قادته طليعة جنوبية منذ قبل الأستقلال أن يصير بعبعاً يهدد وحدة السودان والسلام الأقليمى والدولى: قضايا النازحين، حقوق الأنسان، الألغام، اللاجئين وغيرها من قضايا عابرة القارات. قضية النوبة في جنوب كردفان، شبيهه بالقضية الجنوبية فيما يخص التخلف التنموى، الهوية وقضية السلطة وعلينا أن نتعامل معها بجدية وحيادية وموضوعية. فإن فرصة الفدراليه المقبلة سوف تكون فرصة نادرة لأحتواء جزور الأشكال.
وفي هذا المقال أدعو أبناء القبائل العربية في المنطقة إلي فهم مغاير للأشكال، وهناك ربما من يسأل: ما الذى يهمنا من تفعيل دور القبائل العربية في دعم قضايا الأخرين ونحن الذين إقتتلنا حتى تكسرت نصالنا؟ هل كنا نقاتل من أجل لا شئ؟ لقد قاتلت القبائل العربية من أجل ثوابت أساسية أهمها: أمنها، بقاءها، دينها، تراثها، ثقافتها ووحدة تراب الوطن، هل تفتقد شئ من ذلك بحلول السلام؟ إذا لم تفتقد شئ هل علينا أن نفكر في حل أو التعامل مع جزور الأشكال الذى ظل يقعدنا دوماً عن النهوض وقوفاً والسير علي أستواء أم نظل نمشى مكبين علي وجوهنا علي الدوام؟ والأن سؤالى أين تكمن جزور إشكال الأقليم؟ هل هى تكمن في قضايا القبائل العربية أم في قضايا النوبة؟ هل قضايا القبائل العربية والنوبة قضايا إقصائية أم قضايا يمكنها أن تتعايش إذا ما توفر المناخ الملائم؟ وأعلم أن للقبائل العربية وللنوبة قضايا مختلفة. وقد تعايشت تلك القضايا قرونا وليس هناك ما يمنع بعث ذلك التعاش من جديد. أذن أين يكمن الأشكال؟ تكمن قضية الأقليم في سوء الفهم المتأصل بين القبائل العربية والنوبة في فهم القضايا الأساسية للطرف الأخر. سوء الفهم سوف يظل محور إشكال متكرر علي الدوام ما لم نتحرر منه. في هذا المقال سوف أطرح بعض المحاور الأساسية التى تشير إلي جزور الخلافات في الأقليم والتى نريد التعامل معها بنهج يختلف عن النهج السابق العقيم الذى لا يقدم ولا يؤخر:
1- من الحرب إلي تكامل الرؤى نحو تفعيل السلام
تتمحور قضايا النوبة حول قضايا أساسية: إستلاب الهوية، قضية التنمية، قضية السلطة وقضية الأرض (ما يسمى بصراع الموارد). هذه القضايا تتداخل تداخل تأريخى معقد مع الوجود العربى في الأقليم الذى تعتبره الكتلة الأفريقية أمتداداً للهيمنة علي السلطة والموارد ورمز للأستلاب الثقافى. هذا التلازم بين القبائل العربية التى تمثل ظل المركز في وعى النوبة وقضايا النوبة الأساسية أدى إلي تحويل الصراع من صراع الأقليم تجاه المركز إلي صراع إثنى قبلى، من دون الخوض في التفاصيل، إن ذلك المنحى في إتجاه القضية النوباوية أثناء الحرب هو نتاج لخطأ النخب السياسية للنوبة في تحديد من هو الخصم الحقيقى في الصراع (البقارة والنوبة ليس خصمين طبيعيين). ومنبع الخطأ هو عدم فهم وإستيعاب خصوصية القبائل القبائل العربية المستوطنة في جنوب كردفان كشعب جنوب كردفانى في خصائصة ومميزاته. إنتبهت قيادات النوبة لذلك الخلل حينما بدأ جليا أن قضية النضال أنحرفت عن مسارها نحو المواجهات القبلية (مواجهة البقارة) متناسية القضية الأساسية (مواجهة النظام) الذى يمثل رأس الحية في التهميش والأفقار الثقافى، تلك النقطة تمثل إنقلاب في الوعى النضالى النوباوى تجاه القبائل العربية (أى التحول من المواجهة إلي بحث السلام موقتاً كمرحلة من مراحل الصراع) وقد عبرت عن ذلك في تلك الفترة الحرجة في إحد مقالاتى (بسقوط شعار تحرير النوبة والعودة إلي تحرير جنوب كردفان الأرض). ومن نتائج ذلك الوعى، إستشعر أبناء النوبة في الحركة أهمية دور القبائل العربية المستوطنة في تحقيق أهداف النضال سلباً أو أيجاباً وتأمين السلم في الريف، مما دعى القائد يوسف كوه مكى إلي عقد أتفاقات سلام مع القبائل العربية كان نتيجتها سلام موقت له أثر طيب في حركة المواطنين والبضائع في الريف وأنشاء أسواق السلام التى أزدهرت بين الحمروالجنوبين مما أدى إلي إنفراج أمنى نسبياً. تلك هى بداية أتجاه الحركة إلي السلام مع القبائل العربية وبحث قضاياها بصورة تضمن حد أدنى للتفاهم يسمح بتمرير أجندة الحركة دون إثارة حفيظة القبائل العربية في المنطقة. أنشقت أتجاهات الرأى النوباوى داخل الحركة بعد وفاة القائد يوسف كوه، فالجانب العسكرى الميدانى يتشدد تجاه القبائل العربية، بالذات تجاه الرحل حيث يعتبرهم أزرع للنظام في المنطقة (وما يزال هذا المسلسل العقيم يتواصل حتى اليوم)، بينما في الجانب الأخر ترى القيادات السياسية أهمية إستيعاب القبائل العربية بصورة أفضل في العملية السلمية لتسهيل تنزيل ما أنجز من بروتوكولات علي أرض الواقع. نخلص إلي أن الأنقسام يمثل منظورين مختلفين تماماً: الجانب العسكرى في الصراع يرى أهمية الجانب الأمنى لقضية النوبة، في حين الجانب السياسى يرى أن القبائل العربية المستوطنة لا تمثل عائق بالنسبة لقضية التنمية والموارد وقضية السلطة قد تم إنجازها بالفدرالية بينما قضية الهوية يمكن إنجازها من خلال مؤسسات الأغلبية النوباوية في المستقبل. وبزوال الجانب الأمنى بعد توقيع السلام (وقد لا يكون هناك تغيير كبير في موقفه)، نظل أمام قضية واحد تقود الصراع من وجهة نظر النوبة وهى قضية الهوية ومآلاتها في لغة التدريس، المناهج، وتسمية المؤسسات ومحاولة إنبعاث الثقافية الأفريقيه (الأفريكانية) وغيرها. وهنا فقط أتساءل ماذا يجب؟ ومع صعوبة الأجابة علي السؤال يبقى شئ واحد بديهى وهو تحول الصراع إلي الحوارالسلمى. وهناك سيناريوهين: الأول معارض (الفهم القديم للصراع) والثانى تعايش القضايا المحورية (الفهم الجديد للصراع). وسوف أسوغ المبررات سلباً وأيجاباً لهاتين الفكرتين.
وفي خلفية تأريخية موجزة، نجد أن القبائل العربية دخلت إلي السودان سلمياً تماماً وقد أستوعبت جميع المتغيرات منذ أن أتت إلي تلك الديار، وكان منها التغيير الهائل الذى طرأ علي البنيات العشائرية للبقارة بعد إدخال نظام الأدارة الأهلية، وتحول الولاء من القبلية إلي القومية بقيام الثورة المهدية، التطور الذى حدث في النمط المعاشى للبقارة بعد الجفاف الذى ضرب كردفان في فترة المهدية وفيما بين الحربين العالميتين في مطلع ثلاثينات القرن الماضى والذى أدى إلي إستقرار كثير من الرحل حيث تجد الحوازمة وحدهم يمتلكون ثلاثة أنماط من طرق الزراعة التقليدية اليوم (يزرعون بالجراية الكردفانية وهم وقوف في شمال كردفان، ويقتلعون الأعشاب بأيديهم في مثلث هبيلا-الدلنج-كادقلى، بينما يستعملون الطورية النوباوية وهم قعود علي كعبى أرجلهم في الأجزاء الجنوبية من جنوب كردفان). إذن نخلص إلي أن القبائل العربية أستطاعت التعامل مع جميع المتغيرات، خيرها وشرها، علماً أنها حافظت علي ثوابتها في الدين، اللغة والتراث والثقافة العربية، فما الذى يجعلها تتراجع اليوم؟ فعلينا أن نكن بحجم المستجدات في تفكيرنا وفهمنا لواقع المنطقة. ولعلى أشير إلي ماهو التراث النوباوى والذى يظن البعض أن أنبعاثه يمثل بعبع في المنطقة، ففى حقيقة الأمر أمتلكت القبائل العربية كثير من التراث النوباوى وأصبح جزء هام في تراث القبائل العربية في المنطقة. خروج القبائل العربية في النفير الزراعى في جنوب كردفان ليس تراث عربى بل تراث نوباوى أصيل، أستعمال القبائل العربية للطورية في الزراعة تراث نوباوى. فإن تبنى القبائل العربية لهذين التراثين في الزراعة جعل القبائل العربية والنوبة يخرجون في نفير واحد في أرياف جنوب كردفان، مما يعنى تضافر جهود الأنتاج وتسيهل مهمة الأرشاد الزراعى في تحويل نمط واحد تقليدى إلي النمط الحديث (إذا أخذنا في الأعتبار أن القبائل العربية جاءت بأنماط أخرى). ذلك التحليل يجعلنى نخلص إلي أن كل أو بعض ما يأتى مع محاولة بعث التراث النوباوى في المنطقة سوف يكون مفيداً للقبائل العربية والتى يمكنها أستعابه والأستفادة منه. وذلك يزكرنى برأى إدارات الهجرة الأمريكية في الأنسان المهاجر الذى يقول (ليس كل ما يأتى به المهاجر حزمة ممتلكات بالية إن العالم الفيزيائى ألبرت إنشتاين كان مهاجراً). هذا الفهم يدعم تعايش القضايا المحورية.
2- نحو الخروج من مأزق الأنقلابات والتمرد في المنطقة:
أن التأريخ له مدلولات عظيمة إذا تم قراءته قراءة سليمة، قراءتى المتواضعة لتأريخ النوبة في المنطقة تشير إلي الأتى: هناك تطلعات وطموحات للنوبة لم تتحقق طوال الصراع الذى يقودونه وقد تشكلت ملامح تلك التطلعات في الهوية، التنمية، السلطة والأرض، وتلك التطلعات هى سبب الأنقلابات والتمرد المتكرر في المنطقة، وما تم من سلام إذا لم يرض تطلعات الطليعة النوباوية فالمنطقة سوف تكون علي أعتاب (ساقية) أخرى من (سواقى جحا). وحتى لا أظلم أحد دعنى نشير إلي مقتطفات من التأريخ النوباوى في جنوب كردفان:
أولاً: وقف النوبة مع المهدية وعندما إنقلب عليها الأشراف وجدها النوبة فرصة سانحة للأنسلاخ ولكن تم إخماد ثورتهم بواسطة حمدان أبوعنجة (النوباوى) وتلك كانت حركة أقليمية لأبناء النوبة ترمى إلي تحقيق تطلعات محددة.
الثانى: مقتل السلطان عجبنا (النوباوى) بعد حصارمن قبل الأستعمار، وقد وقف البقارة بصلابة ضد البريطانين، ووجدها الأستعمار فرصة سانحة ليحرض بقية الجبال ضد البقارة بأنهم يريدون الأستئثار بالجبال، لتصبح القضية بين البقارة والنوبة بدل أن يقفوا جميعاً ضد الأستعمار. أضاع أبناء النوبة القضية، مما يعنى أن تطلعاتهم تختلف عن تطلعات البقارة في ذلك الوقت والتى لم تتحقق أيضاً.
الثالث: وقف البقارة بجسارة أمام غزوات الزبير باشا وتقدمة نحو بلاد المجموعات الأفريقية من النوبة والفور، وقد إنتصر البقارة لوحدهم دون مساعدة أى من المجموعات الأفريقية علما أنها المقصودة من الغزوات، وفي نهاية المضاف كتب البقارة كتاب صلح مع الزبير أن لا يعتدى علي أرواحهم وأموالهم، وتركوا الزبير وشأنه بقبائل الفور ومن يواليها، ولو لا إستدعاء الزبير غدراً إلي مصر لكى يمنح لقب الباشوية وتم الأحتفاظ به هناك لأرضاء جماعات محاربة الرق في بريطانيا، لكانت المواجهة بينه والنوبة حتمية، هذا التحليل يؤكد أيضاً أن النوبة رفضوا توحيد قضية جنون كردفان نتيجة لأختلاف تطلعاتهم عن تطلعات القبائل العربية في ذلك الوقت.
النقاط السابقة تؤكد أن شعب البقارة وقف مع النوبة في كل تأريخيه، حيث وقف البقارة مع النوبة في مناطق الدلنج، ميرى، جبل الداير، كادقلى وهيبان وغيرها وفي بعض الأحيان أنشق البقارة أنفسهم جزء منهم وقف مع النوبة ضد الأخرين، وهنا أشير إلي ما ذكره الكاتب البريطانى يان كونيسون أضف إلي ذلك أستمات أبناء البقارة في صد الأستعمار عن الجبال. هذا الرفض النوباوى للتواصل مع القبائل العربية في قضايا أمن الأقليم (في حالة الحرب) هوالذى أفشل تحقيق تطلعات النوبة وأقعد عجلة تطور الأقليم إلي الأمام (واليوم يقف الأقليم علي نفس المحك الأثنى في الصراع). يجب أن نفكر خارج الأطار الأثنى لكى يتقدم الأقليم.
ونشير هنا إلي أن موقف البقارة في الحرب الأهلية ضد قضايا النوبة في حقيقته موقف ضد وجود الجنوب في جنوب كردفان وذلك لسبب تقليدى بسيط هو حروب التماس بين البقارة والجنوبين، فوجود الجنوبين في جنوب كردفان يعنى إعتداء علي مواطنهم أى المنظور التقليدى للصراع في إطار الغارات في أراضى التماس، ومع بدء السلام لم يتغير الوضع في حروب التماس.
الرابع: ونواصل قراءة التأريخ النوباوى: إنظر إلي تأريخ الأنقلابات العسكرية التى حدثت في السودان، ففي إنقلاب نميرى كان مدبره الأمنى هو الرجل النوباوى القوى محمود حسيب والذى من المفترض أن يجد للنوبة مكاناً مرموقاً، أضاء القضية. أنظر إلي إنقلاب البشير، إبراهيم نايل إيدام هو المسؤول الأمنى الذى نفذ الإنقلاب بأعتباره الرجل الأمنى الأول، أيضا أضاع القضية. هناك 31 عاماً عجافاً إنقضت من عمر السودان شارك فيها أبناء النوبة بفعالية ولكنهم لم يحققوا طموحاتهم. واليوم يقاتل النوبة حكومة الرئيس عمر البشير وهم أصحاب الفضل فيها، السبب أن الحركة إنقلبت عليها كما إنقلب الأشراف علي المهدية فثار النوبة لكى يحققوا تطلعاتهم، أى التأريخ أعاد نفسه. أضف إلي ذلك فشل ثلاثة إنقلابات أخرى قام بها النوبة بقيادة الأب فليب عباس غبوش، وكل ذلك يضيف للمجازفات لتحقيق التطلعات المنشودة.
من هذه المطالعة التأريخية نقرأ النقطة التالية: أن تأريخ النوبة أثبت أنهم في كفاح مستمر من خلال التمرد أو الأنقلابات، علماً أنهم لا يجنون أو يحققون أهدافهم، أى أنهم كالزارع في عرض البحر لا يجنى إلا الزبد، وفي هذه اللحظة يقف النوبة علي أعتاب محطة تأريخية أخرى لم نستطع الحكم عليها بعد، وإذا لم تنجح سوف تتكرر المأساة الأنقلابية أو التمرد مرة أخرى وسوف تكون القبائل العربية ضحية الصراع كما كانت بالأمس.
إذن ما يهم القبائل العربية أن قضايا النوبة يتم علاجها وذلك لأن التأثير المضاد في حالة عدم تحقيقها يدفع ثمنه البقارة كما دفعنا الثمن في هذه الحرب بأرواحنا ودماءنا وأموالنا، كما دفعنا الثمن تخلفاً وفقراً وتهميشا وتشريداً. فإذا أرادت القبائل العربية تحقيق مصالح حيوية للأقليم بحيث يصل إلي الأستقرار والتنمية يجب عليها أن تجد وسيلة تحقق بها تطلعات أبناء النوبة، علماً أن النوبة أنفسهم أقل حماساً للتجاوب مع مبادرات القبائل العربية ومن ثم يقودنا الموضوع إلي بداية المقال السابق والفهم المغلوط الذى لا زال سائد عند المجموعات الأفريقية (أن سوء الفهم أدى إلي ما يشبه اللغز أو الغلوطية، أى كل طرف يشكك في نوايا الطرف الأخر). تلك الدوامة في التفكير هى سبب تخلفنا ونقطة ضعفنا التى يستغلها الأخرون لتحقيق مآربهم في الأقليم.
3- دعم موقف إيجابى من الصراع النوباوى-النوباوى:
الحركة السياسية لأبناء النوبة مع نضجها السياسى تظل حركة دائمة الخلاف والأنشقاق. أن الخلافات والأنشقاقات المتكررة أقعدت حركة أبناء النوبة من أنجاح دورها المرجو منها في قيادة النوبة إلي بر الأمان وكفاية الأقليم شرها ومألاتها. ونذكر هنا أنشقاقات الحزب القومى السودانى إلي عدة أحزاب كمثال لتلك الأنقسامات المتكررة، ، وهناك أنشقاقات وأنشقاقات قديماً وحديثاً لا حدود لها، كل تلك الخلافات والأنشقاقات سوف تلقى بظلالها علي الدور السياسى الذى يجب أن يلعبه أبناء النوبة جملة في قيادة حركة فاعلة داخل الأقليم تقود إلي تنمية شاملة تخرج الأقليم من حالة (البلاء) الأقتصادى. دعنى أحدد أهم بؤر الصراع التى تؤثر في مستقبل النوبة السياسى وبالتالى مستقبل التعايش السلمى والوضع الأقتصادى والتنموى في الأقليم:
1- جناح الحركة الشعبية
2- جناح التوالى مع الحكومة
3- جناح ضد الحكومة وضد الحركة الشعبية، دعنى أسميه "مجموعة الأحرار".
وأى من هذه الأتجاهات الثلاثة يمكنه قيادة مستقبل النوبة بفاعلية. وقد رأينا ذلك ماثل أمامنا، المجموعة المتواليه مع الحكومة هى التى أوصلت المساعدات الأنسانية علي أرض الواقع وقاتلت من أجل القضايا المعيشية اليومية للنوبة، في حين مجموعة الأحرار هى التى حركت القضية النوباوية عالميا في الأطار الأنسانى ونبهت العالم إلي المخاطر التى تحدق بمستقبل النوبة كشعب وتجاوب معها العالم بصورة متفردة، مجموعة جناح الحركة هى التى حققت مكاسب ميدانية من خلال تقديم التضحيات في جبهات القتال.
ويمكن أيضاً النظر إلي مستقل النوبة السياسى في أطار:
1- الجناح السياسى المعارض
2- الجناح العسكرى
3- الجناح السياسى المتوالى
والجناح السياسى المعارض برمته (سواء كان مع الحركة الشعبية أو ضدها) وجميع أحزابه يتبنى قضية الأقليم عن طريق دفع تقرير المصير وفصل الدين عن الدولة، في حين الجناح المتوالى يعارض قضية تقرير المصير وفصل الدين عن الدولة، في حين الجناح العسكرى يتبنى سياسة فرض الأمر الواقع حتى بعد السلام، أى أن يرابط النوبة علي ما تحقق لهم من خلال سنوات النضال للأستعداد لوثبه أخرى إلي الأمام إذا أختلطت الأوراق مرة أخرى.
كما يمكن النظر إلي مستقبل النوبة السياسى من خلال الأطار القبلى:
1- النيمانج 2% من شعب النوبة ولكنهم القوة السياسية التى تقود وحتى الأن.
2- الأجانق 60% حقوقهم السياسية والتأريخية مهضومة ويسعون بنشاط لأنتزاعها.
3- ميرى وما يواليها من قبائل، زعامات تأريخية معتدلة تحظى بشعبية واسعة، أحفاد الفكى علي الميراوى، وينتمى إليهم القائد يوسف كوه مكى.
4- البقية قوة صامته مهمشة.
وأخيراً يمكن النظرإلي المستقبل السياسى للنوبة في الأطار الجغرافي:
1- الدلنج ثقل سياسى و(زعاماتى) ضخم.
2- كادقلى ثقل سياسى وشعبى.
3- تلودى ثقل سياسى وشعبى مقدر.
4- كل المناطق الأخرى هامش سياسى.
ومن هذه القراءة السريعة للحركة السياسية المعاصرة للنوبة أردت أن أوضح الأتى: أن القبائل العربية التى تعرف النوبة كشعب، تجهل الكثير عن النوبة في المجال السياسى وبالذات مابعد الحرب الأهلية. ومع جهلنا بذلك التعقيد السياسى فإن محاولة الوقوف مع طرف بعينه سوف يخل بموازين الصراع داخل الأطار النوباوى (أشبه بالصراع الطبقى في بعض الوجوه) والتعايش السلمى علي مستوى القواعد الشعبية (علما أن أغلب الأحزاب والأتحادات هى واجهات قبلية).
وهنا وجهة نظرى يجب أن تقف القبائل العربية موقف إيجابى والتعامل مع الجميع بمعيار واحد دون أقحام نفسها في الأجابة علي سؤال من يمثل النوبة سياسياً في المرحلة القادمة، فالنوبة وحدهم قادرون علي إجابة ذلك السؤال ولكن سوف يكون بعد صراع مرير لم تتشكل ملامحه بعد إلأ بصورة باهته. ولكن يبقى الأهم من ذلك هو دعم تقارب وجهات نظر المجموعات المختلفة حتى تتحرك القرارات داخل المجلس التشريعى ومن وإلي الحكومة الفدرالية لكى تبدأ التنمية المتوقفة في الأقليم والتى نعانى منها جميعاً.
4- خلاصة:
وفي الختام أقول ليس هناك جديد في علاقة القبائل العربية والنوبة، فهى علاقة تداخل وتمازج وأرتباط ولا يستطيع سياسيى الحاضر والمستقبل التأثير فيها إلا من خلال ما يثيرونه من حروب مفتعلة ومتى ما هدأت الراجمات والمدافع تعد مياه العلاقات إلي مجاريها بعامل الزمن. وما دام شعبى البقارة والنوبة في تعايش منذ قرون دون فرض ثقافة إحدهما علي الأخر، فسوف يفرض ذلك النمط التعايشى سلطته علي القوانين الوضعية والوهمية التى تريد أن تجعل الفواصل وترتسم الحدود الثقافية والأثنية وكيفية تفاعلاتها. ومن هنا أجدد دعوتى أن نقف موقف أيجابى من قضايا النوبة، فهى قضايا الأقليم وبالتالى قضايانا جمعياً ولنعطى السلام فرصة لكى يتحقق علي واقع الأرض بالصورة التى يرتضيها الشعب، ولنفتح، مثقفى القبائل العربية والنوبة، الحوار من أجل إرساء مزيداً من السلام.
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| غسيل البطون .. الاضان الحمرا.. الحوازمة والنوبة | Manal Mohamed Ali | 09-16-05, 07:17 AM |
| Re: غسيل البطون .. الاضان الحمرا.. الحوازمة والنوبة | Adil Osman | 09-16-05, 07:41 AM |
| Re: غسيل البطون .. الاضان الحمرا.. الحوازمة والنوبة | Manal Mohamed Ali | 09-16-05, 08:06 AM |
| Re: غسيل البطون .. الاضان الحمرا.. الحوازمة والنوبة | Shams eldin Alsanosi | 09-16-05, 08:05 AM |
| Re: غسيل البطون .. الاضان الحمرا.. الحوازمة والنوبة | Manal Mohamed Ali | 09-16-05, 08:24 AM |
| Re: غسيل البطون .. الاضان الحمرا.. الحوازمة والنوبة | Shams eldin Alsanosi | 09-16-05, 09:26 AM |
| Re: غسيل البطون .. الاضان الحمرا.. الحوازمة والنوبة | nour tawir | 09-16-05, 08:40 AM |
| Re: غسيل البطون .. الاضان الحمرا.. الحوازمة والنوبة | Manal Mohamed Ali | 09-16-05, 09:12 AM |
| Re: غسيل البطون .. الاضان الحمرا.. الحوازمة والنوبة | nour tawir | 09-16-05, 09:47 AM |
| Re: غسيل البطون .. الاضان الحمرا.. الحوازمة والنوبة | Manal Mohamed Ali | 09-16-05, 10:56 AM |
| Re: غسيل البطون .. الاضان الحمرا.. الحوازمة والنوبة | nour tawir | 09-16-05, 11:21 AM |
| Re: غسيل البطون .. الاضان الحمرا.. الحوازمة والنوبة | Tragie Mustafa | 09-16-05, 01:14 PM |
| Re: غسيل البطون .. الاضان الحمرا.. الحوازمة والنوبة | Biraima M Adam | 09-17-05, 00:09 AM |
| Re: غسيل البطون .. الاضان الحمرا.. الحوازمة والنوبة | Khalid Kodi | 09-17-05, 07:01 AM |
| Re: غسيل البطون .. الاضان الحمرا.. الحوازمة والنوبة | Biraima M Adam | 09-17-05, 05:51 PM |
| Re: غسيل البطون .. الاضان الحمرا.. الحوازمة والنوبة | Khalid Kodi | 09-17-05, 06:08 PM |
| Re: غسيل البطون .. الاضان الحمرا.. الحوازمة والنوبة | Biraima M Adam | 09-17-05, 07:26 PM |
| Re: غسيل البطون .. الاضان الحمرا.. الحوازمة والنوبة | Mohamed Suleiman | 09-17-05, 11:24 PM |
| Re: غسيل البطون .. الاضان الحمرا.. الحوازمة والنوبة | Khalid Kodi | 09-18-05, 09:08 AM |
| Re: غسيل البطون .. الاضان الحمرا.. الحوازمة والنوبة | Manal Mohamed Ali | 09-18-05, 10:18 AM |
| Re: غسيل البطون .. الاضان الحمرا.. الحوازمة والنوبة | Biraima M Adam | 09-18-05, 05:12 PM |
| Re: غسيل البطون .. الاضان الحمرا.. الحوازمة والنوبة | Biraima M Adam | 09-18-05, 05:59 PM |
| Re: غسيل البطون .. الاضان الحمرا.. الحوازمة والنوبة | Adil Osman | 09-18-05, 02:14 PM |
| Re: غسيل البطون .. الاضان الحمرا.. الحوازمة والنوبة | Manal Mohamed Ali | 09-19-05, 03:43 AM |
| Re: غسيل البطون .. الاضان الحمرا.. الحوازمة والنوبة | Shams eldin Alsanosi | 09-19-05, 02:33 PM |
| Re: غسيل البطون .. الاضان الحمرا.. الحوازمة والنوبة | Biraima M Adam | 09-20-05, 06:36 AM |
| Re: غسيل البطون .. الاضان الحمرا.. الحوازمة والنوبة | Tragie Mustafa | 09-20-05, 08:36 AM |
| Re: غسيل البطون .. الاضان الحمرا.. الحوازمة والنوبة | Biraima M Adam | 09-21-05, 06:16 AM |
| Re: غسيل البطون .. الاضان الحمرا.. الحوازمة والنوبة | Biraima M Adam | 09-21-05, 05:31 PM |
|
| |
Biraima M Adam
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست