|
Re: الجنس.. من الثورة والتمرد إلى النخاسة (Re: Frankly)
|
شبكات مزدهرة بينما لا يستطيع أحد اليوم أن يحدد بدقة الرقم الحقيقي لتجارة الدعارة، يقدر بعض الخبراء والجمعيات المهتمة أن الرقم يتراوح بين 15 و20 مليار فرنك فرنسي (الدولار الأميركي يعادل 5.33 فرنكات فرنسية)، تذهب نسبة 70% منها إلى جيوب الوسطاء "تجار القوادة". " في الوقت الذي تستمر فيه "اللحوم الأنثوية" في الدوران مع الطلب، يعزز الزعماء رأس المال البشري بأنواع أخرى من النشاط مثل المتاجرة في المخدرات وعلب الملاهي الليلية " وفي الولايات المتحدة وحدها يتراوح الرقم بين 10 و14 مليار دولار لسنة 2000، وما يطلق عليه "غيتو إكس" أصبح اليوم أثقل من كرة القدم الأميركية وكرة السلة معا، ولا ينافس الأميركيين في هذا المضمار إلا الألمانيون. وبالفعل تطورت هذه "المهنة" المنبوذة مستفيدة من "الثورة" المزعومة استفادة كبيرة، متخذة أشكالا تتلاءم مع كل الحالات والذهنيات، كأنما صنعت تلك الثورة من أجل عيونهم، وكأنما تسلل إليها وساهم في إشعال نيرانها وجلب منافعها أولئك الوسطاء. والوساطة هي المورد الرئيسي لتغذية سوق الدعارة، إذ يوجد وسط قطيعه أفراد مستعدون للإجرام ومحميون لا يترددون في توسيع "أنشطتهم" و"مستوطناتهم السوداء" بترويج البضاعة والحفاظ على المكانة والسيطرة على السوق، بتكوين تحالفات أو استخدام السلاح الأبيض لتصفية المنافسين. وفي الوقت الذي تستمر فيه "اللحوم الأنثوية" في الدوران مع الطلب، وتحصل "النساء" على قوتهن اليومي، يعزز الزعماء رأس المال البشري بأنواع أخرى من النشاط الاقتصادي مثل المتاجرة في المخدرات وعلب الملاهي الليلية والسلاح والعقار، أو كل ذلك جميعا. والنخاسة الدولية موجودة، وإذا تعذر على المراقبين وضع حدود دقيقة لشبكتها الممدودة شرقا وغربا وشمالا وجنوبا لأسباب مختلفة، منها تورط أجهزة المراقبة وسهولة شرائها وإسكاتها، إلا أنها تبدو مثل كوكب من جمعيات المخربين وزعماء المافيا تتبادل فيما بينها خدمات ومساعدات ومنافع وتعقد الاتفاقيات، أو تذهب إلى عين المكان للعرض وتلبية الطلب. ويتجاور في الميدان ما هو تقليدي وما هو جديد وعصري، ويتعايش الذين يديرون تجارة التقسيط الأصغر مع الذين ينظمون العمليات الكبرى للتصدير والاستيراد. في الشرق الأوروبي استفحل أمر هذه الشبكات بعد انهيار الدولة الشيوعية السوفياتية، وأصبحت المنظمات الخطيرة مطلقة الأيدي في المتاجرة بكل الممنوعات، وعلى رأسها تجارة الدعارة المدرة للأموال الكثيرة، فالمخدر، كما قال مايكل سبيكتير معلقا في صحيفة "لو كورييه أنتيرناسيونال": "يباع مرة واحدة وينتهي الأمر، لكن النساء يجلبن أموالا لفترة أطول..". " يقدر الإنتربول الدولي أن دخل السمسار الواحد من الدعارة في أوروبا يصل سنويا إلى 720 ألف فرنك فرنسي عن "رأس" واحدة " وتحتل مدينتا موسكو وكييف مكانة متقدمة في التجارة المدمرة، وتزدهر شبكات أخرى في كل من بلغاريا وبولونيا وسلوفاكيا ورومانيا ودول البلقان التي يقال إن ثمن امرأة واحدة يتفاوض عليه انطلاقا من 100 ألف فرنك فرنسي. ونقل رولان بيير بارانغو في مقال له نشر بصحيفة "لوموند" الفرنسية يوم 26 أبريل/نيسان 1998 بعنوان "المرآة للأوكرانيات" أن أكثر من 14 ألف ألبانية يمارسن الدعارة في أوروبا. وحسب السلطات الأمنية الألبانية، فإن ما بين 30 و40% منهن اختطفن من بلادهن وأدخلن إلى عالم الدعارة بالقوة في الخارج، و40% منهن قاصرات. ويقدر الإنتربول الدولي أن دخل السمسار الواحد في أوروبا من هذا "العمل" يصل إلى 720 ألف فرنك فرنسي في السنة عن "رأس" واحدة. وعقب إلقاء القبض على سماسرة بلغاريين في فرنسا في أغسطس/آب 1999، أورد الصحافي فيليب موطا في مقال له نشر بصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية بعنوان "عبيد الشبكة البلغارية" أن المتاجرين يديرون تجارة مغرية، "فكل فتاة تحصل على متوسط مال يقدر بمليوني فرنك سنويا، وبعضهن جمعن أكثر من 10 ملايين فرنك في بضع سنوات، لكن لم يكن لهن منها سوى "ساندويتش" ومشروب غازي كل يوم. ولم يقتصر الأمر على الشبكات غير القانونية فحسب، بل توجد أشكال أخرى من المتاجرة بالرقيق الأبيض بطرق "قانونية" واضحة، وتحت سمع وبصر السلطات الرسمية، بل تحت رعايتها وحمايتها. الأشكال القانونية أفسحت المجال أمام مغامرين ومغامرات ومتاجرين ومتاجرات مثل الملياردير الأميركي "لاري فلاينت" والألمانية "بيت أوهس"، ويعتبر الأول ملك تجارة "البورنو" في العالم ومدير الجريدة المتخصصة "بيبل" ومجلات أخرى تربو على العشرين. " مع الإنترنت والفضائيات العابرة للأوطان والجدران، تجاوزت الإباحية الجنسية كل الحدود الجغرافية والسياسية والأخلاقية " ورغم تعرضه لمحاولة اغتيال عام 1978 من تنظيم شبكة مافيا منافسة له كاد أن يفقد فيها حياته وأقعدته على كرسي متحرك، فقد استمر في التجارة الخبيثة معتبرا نفسه "مناضلا من أجل الحرية"، وما زال يوسع إمبراطوريته "البورنوغرافية" ليبقى متربعا على رأس قائمة المفسدين. أما الألمانية "بيت أوهس" فقد كانت قائدة طائرة حربية خلال الحرب العالمية الثانية، وتسير اليوم "مقاولة" للثقافة الخليعة، وتجني حوالي 400 مليون فرنك فرنسي من بيعها مقالات جنسية. وهذه المرأة التي يعرفها 98% من الألمانيين تجاوزت السبعين من عمرها ولم تتوقف عن هذا "العمل"، بل وسعت تأثيرها خارج ألمانيا ليصل إلى بلدان بريطانيا وسويسرا والنمسا وسلوفينيا. ولو ذهبنا نستقصي في كل بلد، بمن فيها بلدان العالم العربي، فسوف نجد في كل منها أباطرة وسماسرة يتحكمون في السوق عرضا وطلبا وجنيا للأموال.
يتبع
|
|
![ICQ](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![AIM](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Yahoo](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![URL](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
|
|