|
Re: مالم يقـله نقـد ..بعد ظهوره الثـاني ..(الشيوعية السودانية ومراجعة الذات) (Re: luai)
|
/ نتحدث دون كلل او ملل عن الديمقراطية والاصلاح الديمقراطي والتحول الديمقراطي والسلوك الديمقراطي والحكم الديمقراطي، انجبنا من احشائنا جبهة ديمقراطية وتحالفاً ديمقراطياً، ننتمى لتجمع وطني ديمقراطي ونتبنى برنامجاً للثورة الوطنية الديمقراطية، فهذه الديمقراطيات، منفردة أو مجتمعه لا يربطها رابط مع الفكر الماركسي الذي نعتمده كمرجعية فكرية، الديمقراطية مفردة غريبة على الفكر الماركسي، ليس هناك ديمقراطية في الماركسية، الديمقراطية في واقع الامر عدو للماركسية، لأن الديمقراطية صنيعة رأسمالية وفقاً للتحكيم الماركسي، إذ هما تتجاوز الطبقات الاجتماعية والصراع الطبقي لتتعامل مع المجتمع بمنطق رياضي لتمنح السلطة للاغلبية وغض النظر عن منحدراتها الطبقية وتحفظ للاقلية حقوقها وغض النظر كذلك عن مصنفاتها الطبقية، فيما تهدف الماركسية لاز كاء جذوة الصراع الطبقي واحداث تغيير ثوري وعنيف في المجتمع تتسيد على اثره الطبقة العاملة زمام الامر وتفرض اشتراكيتها ثم شيوعيتها على سائر المجتمع فيبدو المجتمع وكأنه طبقة واحدة أو قل بلا طبقات. هذه عصارة ما ترمي اليه الماركسية وهذا هو الفرق الجلي بينها وبين الديمقراطية، ضدان لا يلتقيان وتصعب إن لم تستحل المزاوجة بينهما، نحن هنا معنيون بالامر، إذ لا يمكن ان تكون ماركسية وديمقراطية في آن، لقد عشنا وما نزال نعيش هذا اللبس والذي بتراكمه صار تشويهاً ثم بالمكابرة صار خيانة للماركسية وللديمقراطية على السواء، إن كنا نطلب في سياق خطابنا السياسي الفصل بين الدين والدولة وبين الطائفة والحزب وبين الحزب والدولة، كما نطلب فصل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية عن بعضها البعض، كما نطلب فصل السلطة الفيدرالية عن الاقليمية عن المحلية، كما نقنع وفق منطوق الادب الشعبي بفصل البيضة عن الحجر، فما بالنا نساوم في قضية فكرية غالية الوضوح ومترقية الى مرتبة المسلمات فأنا الآن اختار اللياقة لا تسعف الماركسية لعنفها واحاديثها وتساوقها مع الخيال، اللياقة تسعف الديمقراطية لسلميتها وتعدديتها وتساوقها مع الواقع، سأصوت من بعد لان يكون حزبنا ليبرالياً متحداً مع الديمقراطية نهجاً وارادة. * ما بالنا نتجاسر على أ مهات الامور، لماذا نحاول ان نقنع الناس بأن الشيوعية لا تتعارض مع الدين، هذا غير صحيح، فبذات قناعة الشيوعي بالاشتراكية/ للشيوعية كغاية اقتصادية وبالصراع الطبقي كأداة ثورية لتغيير المجتمع تكون قناعته بلا جدوى ما وراء الطبيعة حيث الآلية والعالم الآخر ومنظومة الروح، ولأن الماركسية منهج متكامل لادارة حياة الفرد والمجتمع فلا يجوز الاجتزاء، فاما ان تأخذها برمتها او تتركها برمتها، ونحن اخذناها برمتها وربينا عضويتنا على كليتها وخصصنا لهم كل المناهج ووفرنا لهم كل الدراسات التي تثبت اخذنا بكل الماركسية لا ادخل هذا الموضوع من باب الدين افيون الشعوب كعبارة مبسطة حمالة اوجه تنسب الى كارل ماركس، لكن ادخله من باب المادية الجدلية كركن اساسي في الماركسية ومن زاوية العلاقة بين ا لمادة والروح كركن اساسي في المادية الجدلية، وعبر هذه الابواب والزوايا ليس هناك ثمة إفتراض ينفي الالحاد عن الماركسية غير واحد هو الامية أو عدم المعرفة بالقراءة ،اما إن قرأت فكله واضح جلي، ويبدو لي أننا كشيوعيين ما نزال نقيم حاجتنا وقناعتنا بهذه المادية الجدلية تقييماً اعلى من علاقتنا بمجتمعنا وبموروثاته الدينية، وإلا فلماذا نحاول ان ننفي عن انفسنا تهمة الالحاد بينما نحن على إرتباط بقاعدته الفكرية، وإن كنا جادين في نفي هذه التهمة فلماذا لا نجتث آصرتها الفكرية؟ وإن افضى ذلك لاجتثاث علاقتنا بالماركسية عموماً، لماذا لا نأخذها (من آخرتا) بقطع الحبل السري للالحاد من معينه الآيدولوجي، هذا مهم حتى ندخل الجوامع والكنائس بلا شبهة أو تأويل سياسي لمقصد ديني، ولأننا تعبنا من هذا الحصار الرهيب، ولأن الالحاد، ودون مكابرة كان من الاسباب القوية في عزلنا عن مجتمعنا، ولأننا ظللنا نتعايش مع الالحاد فكريا ثم نلفظه اجتماعياً، فليس في الحال من السعد ما يوحي بأهمية التواصل، سوف اصوت من بعد لحزب منسجم مع واقع السودان وفي سياق براءته التاريخية والنفسية من الالحاد. 3- هناك علة جوهرية في الاختيار ومن ثم المناولة، لم يكن مهماً لدولة من دول العالم الثالث ولمجتمع ينوء باثقال التخلف ان يكون مرشداً للنهضة وللتجاوز نظرية بكامل عدتها وعتادها، نظرية تذكرني بقطع لعبة الدومينو (ونسميها بالسودان الضمنة) ولأنها قطع متساوية الحجم والابعاد، فقد اختار لها هواة الالعاب شأناً آخر في اللهو غير المعتاد وحيث تستوي هنا البلاطة والبيش والجهار وما إليه، اختاروا رص اكبر عدد ممكن من هذه القطع بارتكاز على القاعدة الاصغر، لكن بميلان محدود ليتشكل بهذا خطوط متصلة وذات طابع هندسي، تبدأ اللعبة (بلكز) القطعة الاولى ليتواصل ارتماء كل قطعة على تاليتها حتى آخر قطعة. ينهار البناء الهندسي في نهاية المطاف. لكن يظل الشكل محتفظاً بهيئته الهندسية، لا نود في حزبنا ان نهندس الخراب، فالخراب خراب، والميت ميت وان علت وجهه ابتسامة، انهار البناء الاشتراكي عملياً وفي هذا الخضم لم تغفل يد العامل (المنهار) ان تقبض براحتها على النظرية، فاستقر كليهما على اقبية التاريخ. لمجتمع كمجتمعنا كان الاختيار هذا (أي الماركسية) اختياراً مفارقاً وجامحاً، ورثنا هماً وطنياً من الاستعمار، كان الاحرى هو التفكير في الحفاظ على هذا الاستقلال وحمايته اولاً وتطوير المجتمع السوداني من ذات معطياته ثانياً، وتأهيل البنية الوطنية والسياسية لتتساوى مع هموم مجتمعها وتتجاوب مع روح العصر في الديمقراطية والنهضة والحداثة ثالثاً، لم يكن الامر في سابقه ولا لاحقه يحتاج الى آيدلوجيا بقدر ما يحتاج الى موجهات مرتبطة بالاولويات والى دراسات مرتبطة بالسياسات، فالمجتمعات الديمقراطية اسست احزابها على مناولة قضايا الناس المباشرة، والتكييف الفكري على مسارها ليس بصنع نظرية، وانما للتمييز بين مدرسة واخرى.. فهنا ديمقراطية.. سأصوت من بعد لحزب يتبنى سياسات وليس آ0يدلوجيا.
|
|
|
|
|
|
|
|
|