|
Re: هل الديموقراطية والديكتاتورية وجهان لعملة واحدة ؟ (Re: Elsadiq)
|
pocket veto أو فيتو الجيب
نحن فقط من أوجدنا صورة مثالية أفلاطونية للديموقراطية في عقولنا , صورت لنا أن الرئيس في النظام الديموقراطي مكبلاًً ولا يستطيع أن يتصرف كديكتاتور .. لكن الواقع أن النظام الديموقراطي وخاصة الرئاسي منه كما في فرنسا , يعطي الرئيس سلطات واسعة , وخاصة في ظروف الطوارئ ..
بل إن الدستور الأمريكي يعطي الرئيس الأمريكي الحق في إستخدام حق الفيتو لكي يعرقل صدور تشريعات وافق عليها المجلس التشريعي .. وقد يقول قائل أن حق الفيتو هذا ليس مطلقاً , وأن مجلس الكونجرس يستطيع أن يبطله .. لكن الواقع يشهد أن قليلة هي المرات التي تمكن فيها الكونجرس من إبطال حق الرئيس في إستخدام الفيتو .. لأنه لكي يبطل الكونجرس حق الفيتو للرئيس , يجب أن يكون ذلك بغالبية ثلثي الأعضاء ..
فمثلاً أيزنهاور إستخدم حق الفيتو هذا 181 مرة لكي يعرقل صدور تشريعات , ومن هذه ال 181 مرة , تمكن الكونجرس من إبطال هذا الحق في مرتين فقط , وكلينتون إستخدمه 37 مرة , وتمكن الكونجرس من إبطاله فقط في مرتين
العجيب أن بوش لم يستخدم حق الفيتو هذا ولا مرة حتى الآن .. والسبب لأن الغالبية في المجلسين كانت غالباً من الجمهوريين , مما يعني انهم كانوا يوافقون على تشريعات يعرفون أن الرئيس بوش ( الجمهوري ) سيوافق عليها .. والسبب الآخر , أنه يكفي في أحيان كثيرة أن يهدد الرئيس بأن يستخدم حق الفيتو حتى لا يصدر مشروع القانون من الأساس , يعني ( بيوريهم العين الحمرة ) فيقولوا ( يا دار ما دخلك شر ) أو بالأصح يا كونجرس ما دخلك شر وبوش قد هدد بإستخدام حق الفيتو ضد مشروعات قانون حتى الآن 44 مرة ..
والخطورة هي في أن الفيتو نوعين , والنوع الخطير فيه هو ما يطلق عليه " pocket veto " أو فيتو الجيب , وهو أن يتعمد الرئيس أن لا يصدق على مشروع القانون في خلال العشرة أيام المنصوص عليها ( لأنه يعرف أن الكونجرس سيدخل في عطلة في خلال العشرة الأيام هذه ) يعني يضعه في جيبه لمدة عشرة أيام ( ويطنش ) , ومن هنا جاءت التسمية " فيتو الجيب ", فإذا مرت العشرة أيام ولم يصدق عليه يصبح مشروع القانون وكأنه لم يكن .. ليس ذلك فقط وإنما لا يحق للكونجرس أن يعترض على فيتو الرئيس هذا بعد رجوع الكونجرس من الأجازة , حتى ولو بأغلبية الثلثين .. يعني سلطة مطلقة للرئيس .. ولا في أجدع منها ديكتاتورية .. هذه هي الديموقراطية , وهذه هي ألاعيبها .. إنها ضحك على الشعب لا أكثر .. وإيهامه بأنهم يحكمون بإسمه
|
|
|
|
|
|