فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-10-2024, 09:47 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-19-2005, 10:14 AM

Murtada Gafar
<aMurtada Gafar
تاريخ التسجيل: 04-30-2002
مجموع المشاركات: 4726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" (Re: Murtada Gafar)

    (مدينة النهر الميتة)

    جلس صلاح محشوراً في المقعد القاسي. لم يكن قادراً على الاسترخاء لأن ركبتيه كانتا تضغطان على حديد المقعد الذي أمامه. وكان عليه أن يبقي ظهره منتصباً حتى لا يؤلم ركبتيه.

    حولوا لواري الشحن إلى بصات. نفس صندوق اللوري سقفوه وركبوا عليه ما استطاعوا من المقاعد المصنوعة من حديد البناء والخشب وضاعفوا مقدار الأجرة. السفر بلواري الشحن أريح ألف مرة. أقلها ينعم الركاب بالهواء. هذه الطريق بين جويكِرَّة والمركز، سافر عليها صلاح مرات لا تحصى. باللواري وبالتركتر في الخريف وأحياناً على الأقدام حين تتعطل وسيلة المواصلات. يعرف أسماء القرى على هذه الطريق قرية قرية. يعرف سكان المنطقة قبيلة قبيلة. ومع ذلك لا أحد يعرفه اليوم على طوال الطريق. فمنذ أن أُخذ معتقلاً مكبلاً عقب أحداث جويكِرَّة قبل خمسة وثلاثين سنة، لم يسافر على هذه الطريق سوى مرتين وهذه هي المرة الثالثة. وفي كل المرات كان متنكراً. هل كتب عليه أن ينكر نفسه طوال عمره؟. صلاح أفندي قد انتهى مع نهاية جويكِرَّة. مثلها صار من التاريخ المنسي.

    يعود إلى جويكِرَّة متخفياً ويلوذ بها كلما ضاقت به البسيطة. هي الملجأ الآمن الوحيد كلما احتاج الأمان رجل مثله إحترف السياسية من شبابه الباكر. عاد إليها للمرة الأولى بعد سبع سنوات من خروجه منها مكبلاً. كانت سلطة الجنرالات الأولى قد ضيقت الخناق على السياسيين ذلك العام. فالحزب قد كثف نشاطه المناوئ للسلطة وازداد معدل توزيع المنشورات وغطت الكتابات الحمراء حوائط العاصمة. بدأت السلطة تفقد الثقة في نفسها وتفقد بالتالي اتزانها. جاء التوجيه من أجهزة الحزب بالإختباء. لم يفكر كثيراً. تنكر في زي أعرابي واستقل أول وسيلة مواصلات صادفته واتجه جنوباً. وصل إلى المركز واتجه رأساً إلى حيث يجد لورياً يقله إلى جويكِرَّة. دخل إلى جويكِرَّة مع مغيب الشمس وجدها، في مظهرها العام هي هي. لكنها كانت خالية من البشر. لم يجد بها سوى صديقه القديم حكيم. لكن الفاجعة أن حكيماً قد صار مثل مدينته خاوياً. كانت جويكِرَّة صامتة بلا بشر. وكان حكيم صامتاً مثلها.

    وجد صلاح مكتبه القديم كما تركه. حتى الأوراق التي داخل الأدراج، كانت كما هي. وسريره لايزال باقياً وقد أكله الصدأ. والغريب في الأمر أن حكيماً، رغم ذهوله، قد قام بخدمته على أكمل وجه. في نفس ليلة وصوله قدم إليه السمك المشوي. وفي اليوم التالي جاءه بأرنبٍ. مد إليه الأرنب والسكين وهو صامت. ضحك صلاح.

    - تريدني أن أذبحه على الطريقة الاسلامية؟

    وبقي صلاح في تلك المرة خمسة أشهر مع حكيم. اكتشف أن أهل المنطقة كلهم يتحاشون الإقتراب من البلدة المهجورة، وكان هذا يناسبه تماماً. لهذا كان يعرف تماماً إلى أين يذهب عندما جاءه الأمر من الحزب بالنزول تحت الأرض في عهد سلطة العسكر الثانية. ورجع إلى جويكِرَّة للمرة الثانية بعد ست سنوات فقط من زيارته الأولى. كان الجنرال الثاني قد قاد مذبحة همجية ضد الشيوعيين. وفي الزيارة الثانية أيضاً كان حكيم صامتاً. كان صلاح يعرف بأن مدة بقائه ستطول لذلك فقد جلب معه في رحلته الثانية إلى جويكِرَّة عدداً من الكتب والأوراق. وقام حكيم بخدمته بلا كلل أو ملل. أحياناً كثيرة كان يضبطه وهو يحدق فيه بتركيز. هل كان يحاول أن يتذكر؟ حسنا يا صديقي... تذكرتني أو لم تتذكرني الأمر سيان.... أنا أيضاً أنتمي إلى هذه المدينة الميتة.... والناس في الناحية يخافونك ويتجنبون المدينة المسكونة بالجان...هذا يناسبني تماماً... هارب أنا من الناس... والجن خير من الناس... فهم لا يسربون الوشايات إلى أجهزة الأمن. وعمل صلاح في زيارته الثانية على ألا يظهر نهاراً مع حكيم في المدينة المهجورة حتى لا يثير تساؤل الرعاة وصيادي الأسماك على ضفة النهر.

    هذه هي الرحلة الثالثة، أو الهروب الثالث إلى جويكِرَّة. الأمر مختلف هذه المرة. كل المرات السابقات كانت إرهاصاً لما يحدث الآن. هذه نهاية الطريق الذي سارت فيه البلاد. كان الإعتقال السياسي يعني شهوراً أو حتى سنوات خلف جدران السجن العتيق بالعاصمة، ثم يأتي الفرج، إن عاجلاً أو آجلاً حسب تقلبات المناخ السياسي في البلاد. الآن اختلف الأمر. ليس الأمر أمر تغيير في مناخ البلاد السياسي, وإنما الأمر الآن تغيير الدولة. تغيير خط سير البلاد نفسه. هذه المرة لابد من نقض البنيان القديم من أساسه وإعادة بنائه. لا بد من الهدم أولاً. الحكام الجدد يدركون ذلك ويسعون إليه. والمعارضون لهم قد أدركوا مؤخراً ذلك وصاروا يتحدثون عنه. والصراع الآن حول خارطة البناء الجديد بعد الهدم. هذا ما ظل ساسة البلاد يتحاشونه ويسوفون فيه منذ رحيل المستعمر. الآن لابد من مواجهة الأمر. دولة لكل الناس أم دولة لبعض الناس أم يصير لكل أُناس دولتهم؟.


    صلاح محشور في المقعد الضيق القاسي، واللوري البص يتقافز على الطريق الترابية غير الممهدة. أخذت الأفكار تتقافز إلى وعيه المشوش. لقد ظل منذ أن كان في العشرين من عمره يناضل بعزم ويزهو كشيوعي ملئ بالتفاؤل والإيمان بمستقبل الكادحين والشغيلة فوق أرضية ثابتة ووطن مساحته مليون ميل مربع. الآن إهتزت الأرضية الثابتة، وحول المليون ميل تثور الأسئلة الأساسية. كان يناضل كشيوعي، الآن يناضل كمواطن. هل هناك فرق؟.

    جويكِرَّة الهادئة بنهرها القديم. هل لا تزال قادرة على منحه فرصة ترتيب أفكاره كما في المرتين السابقتين؟ هل لا يزال حكيماً عائشاً؟ وشعر بمباغتة السؤال. ماذا لو....؟ نعم هذا ممكن. لكنه لن يستطيع المكوث والعيش في جويكِرَّة إذا مات حكيم. لن يستطيع العيش يوماً واحداً بدون حكيم. بدأت هذه الفكرة المزعجة تلح عليه. نعم، فقد ظل حكيم صامتاً في المرتين السابقتين، لم يكن يبادله أي حديث. كان الحوار بينهما دائماً من طرف واحد. وفي إتجاهٍ واحد. لكن صلاح قد اعتاد هذا. بل أنه بدأ يرتاح له. فقد كان يعبر بحرية عن كل ما يخطر له من أفكار. وكان حكيم ينظر فقط ولا يرد. لكن حتى هذا الوجود المحايد كان ضرورياً لصلاح. أما أن يختفي حكيم... هذا مخيف. ثم هناك صعوبات عملية ستواجهه إذا مات حكيم. صعوبات تتعلق بالعيش من يوم ليوم. حكيم هو الذي يصطاد ما يؤكل. السمك، الأرانب، والدجاج البري. وهو الذي يجلب الأخشاب ويطبخ الطعام رغم صمته العنيد. ترى هل هي قضية البرجوازي الصغير الذي لابد له من الإعتماد على شخص آخر ليسهل له معاشه اليومي؟ هل جزعه الآن نابع من هذه الحقيقة؟ هل يستطيع أن يصطاد بنفسه؟ من أين سيأتي بأدوات الصيد؟ صيد الأسماك هو الأسهل. حسناً، من أين سيأتي بالسنارات والخيوط؟ كان يجب أن يفكر في ذلك ويجلب معه من المدينة ما يلزم للصيد. من الأفضل أن يدع التفكير في هذه الأمور حتى يصل إلى جويكِرَّة. الإنجليز يقولون أعبر الجسر عندما تصل إليه. أو لا تعبر الجسر حتى تصله. لا شك أن الصيغة الأولى هي الصحيحة.

    لا يزال البص يترنح ويواصل المسير بإصرار. الفقر يطل من القرى التي يمر فيها الطريق. مالذي أصاب هذا الجزء من البلاد؟ مالذي حطم الحياة فيه؟ لا حياة في المشاريع الزراعية. الأبقار عجاف تكاد لا تقوى على السير، والإنسان مثال للبؤس. ما كل هذا الفقر؟ الفقر هنا ليس لمحات من البؤس هنا وهناك، الفقر هنا هو الأساس. ليس ومضات من المظاهر بل السديم الذي يعم كل شئ. مثل الظلام والغبار والجفاف، ليس به نوافذ تطل خارجه. إنتهت المشاريع الزراعية. جفت الترع من الماء. نفقت الحيوانات وهاهي هياكلها على طول الطريق. لم تجد نساء الأعراب ما يحملن عليه قرب الماء سوى ظهورهن. أنت عليَّ كظهر أمي. لماذا الظهر؟ لماذا تتدهور الأشياء بدلاً عن أن تتطور في هذا البلد العجيب؟ لماذا لا تلد الزراعة الصناعة؟ لماذا يظل التدهور هو القانون وليس الترقي؟ تبدأ الأشياء في التراجع والتدهور منذ لحظة نشأتها. لا شئ يسير إلى الأمام. من الذي قال: (اللهم خذ حياتي إذا لم أكن أحسن من آبائي؟) هل هذه الأرض بكل هذا البؤس واليأس، أم أن لهذه الحرارة والانحشار في المقعد القاسي دخل بهذا الأمر؟.

    تقيأت أمرأة بدوية. لا شك أنها غير معتادة على ركوب الباصات ورائحة البترول. أصابها دوار البص. مثل دوار البحر. صارت رائحة المكان لا تطاق. قد يتقيأ هو الآخر إذا استمر على هذا الوضع. ليت البص يتوقف فينزل عنه ولو لبضع دقائق يعبئ رئتيه هواء نظيفاً. كيف يكون الإنسان قادراً على العيش وسط كل هذا الكم من البؤس والفقر والجهل ورائحة الغئ. سيصل إلى جويكِرَّة عند مغيب الشمس. دائماً يصل إليها عند مغيب الشمس. هو أصلاً يلجأ إليها عندما تغيب الشمس. إرتاح لهذه الفكرة الأخيرة. إنها شاعرية. البيوت تشيخ عندما يهجرها ساكنوها. تتهدم أسقفها وتهترئ أبوابها. تقتلها الوحشة. جويكِرَّة مدينة قتلتها الوحدة. ما هذه الأفكار الشاعرية؟ تذكر شيئاً فلم يستطع أن يمنع نفسه من الابتسام. فلتت منه ابتسامه. تلفت حواليه. هل لاحظ أحد أنه يبتسم لنفسه؟ كانا جالسين هو وحكيم الصامت، على شاطئ النهر، أول الليل. فجأة إنفجر صوت رهيب وعميق لا يصدر إلا عن وحش. أجفل صلاح وهب واقفاً متحفزاً للفرار. وفي اللحظة التالية انفجر ضاحكاً. إنه خوار فرس النهر. وبمجرد أن تذكر صوت فرس النهر الذي سمعه كثيراً قديماً في جويكِرَّة، ذهب عنه الخوف. الجهل أساس الخوف. المعرفة تميت الخوف. أعرف عدوك. هذه الحادثة كانت في فترة اختفائه الأولى. بقي في جويكِرَّة خمسة أشهر ثم عاد إلى العاصمة. شارك في المظاهرات والإجتماعات ضمن الثورة الشعبية التي أطاحت بحكم العسكر الأول.

    الإختفاء الثاني كان أمراً آخر. كان صراع الحزب ضد السلطة صراعاً دموياً لعلع فيه الرصاص. المحاكمات والإعدامات وكلاب الأمن. كان وقتاً عصيباً. أضطر لأن يبقى مختفياً حتى أطاحت الانتفاضة الشعبية بحكم العسكر الثاني. لم تعرف أجهزة الأمن له مكاناً... هو لا يتنكر في زي أعراب البادية، بل يتحول إلى واحد منهم. لقد عاشرهم في جويكِرَّة وأتقن لهجتهم. يلبس العراقي على الثوب الطويل ويتلفع ثوباً متسخاً. على عضده السكين وبيده عصا غليظة. وعندما يضع نظاره سوداء تحت العمامة الضخمة لن يشك أحد في أنه ليس بدوياً. لهذا لم يقع في أيدي رجال أمن النظام بينما تم القبض على معظم قادة الحزب.

    فجأة اكتشف صلاح بأن الذي يحتل المقعد المجاور له يوجه له سؤالاً.
    ردد الرجل سؤاله:

    - اللخو من يين؟
    - من الوساع.
    - وعاني يين؟
    - والله انا مهمل لي بهايم. بروغ رواغة. ماني عاني بكان واحد.
    - وبهايمك ديل وصفهن شنوه؟
    - عجلتين، واحدة حمرا جت والتانية بيضا ليها سيحان زرق.
    - وفي زول طراهن ليك جاي؟
    - كو، مافي زول طراهن لكن المهمل بفتح خشم البقرة.

    يالله هذا الأعرابي لن يتوقف عن الأسئلة حتى يعرف كل شئ. هو يخبر هذا النوع من البشر جيداً. وراح صلاح يفكر في طريقة للتخلص بها من أسئلة الأعرابي الفضولي. واهتدى إلى أن أمثل طريقة هي أن يبادر هو بطرح الأسئلة. وبالفعل، صار صلاح يخترع سؤالاً جديداً كلما رد الأعرابي على السؤال السابق. سأله بطريقة الأعراب عن قبائل المنطقة وأفخاذها وشيوخها وعمدها. عن الرعي وأمراض الحيوان وكل ما يخطر بباله في تلك اللحظة. واستمر الرجلان هكذا حتى وصل الأعرابي منطقته واستعد للنزول. ولم يفته بالطبع أن يدعو صلاحاً للنزول ضيفاً عليه. وأصر في دعوته. إلا أن صلاحاً رفض بشدة.

    لقد تجاوزت الخمسين الآن يا صلاح. الشيب على الفودين والشارب. تذكر أنه لم يحلق ذقنه منذ ما يقارب الأسبوع. لا شك أن منظره يبدو بشعاً. تجاوزت الخمسين يا صلاح ولم تتزوج. تزوجت الحزب. في برلين كاد أن يتورط مع تلك الشقراء هيلين. ثم تراجع عندما بحث الأمر بموضوعية مع نفسه. كيف أعود إلى البلد بأمرأة ترى أن من حقها أن تشرب الفودكا مع الرجال. هيلين... ترى ما حل بك في معمعة البروسترويكا وزمان ليخ فاليشيا؟ هل انطفأ ذلك الايمان الصوفي بانتصار الشيوعية؟ كانت تقول: (لاشك أنكم تجدون أن النضال من أجل الإشتراكية أمراً سهلاً في أفريقيا. أمامكم كل تجارب أوربا والصين وحتى أمريكا اللاتينية، خاصة إذا تذكرتم أن آباء الإشتراكية في أوربا كانوا يناضلون بدون مثال يهديهم. بدون نموذج وتجربة سابقة). الآن يا هيلين صار المثال والنموذج عبئاً وخطيئة.

    ترى هل في الأمر أي نوع من الإنتهازية وسوء الطوية عندما نطالب اليوم بحرية التعبير وبالديموقراطية؟ ماذا لو كانت التي على السلطة هي حكومتنا؟ هل نمنح الأعداء الطبقيين حرية التعبير والديموقراطية؟ هل نهادن أعداء الشعب؟ ولكن ماذا عن أعداء الرب؟ أعداء الشعب يمكن إصلاحهم وإعادة تربيتهم وتحجيم خطرهم بانتزاع وسائل الإنتاج منهم. أما أعداء الرب فليس لهم سوى الإفناء. ولكن ماذا فعل استالين بالناس باسم الشعب. لا... لا... الأمر لا يتعلق بأعداء الشعب أو أعداء الرب. الأمر يتعلق بفرض الوصاية على الناس. هذا هو أخطر داء عرفته البشرية منذ الفراعنة. مجموعة تعطي لنفسها حق الوصاية على الناس أجمعين. مجموعة تعرف مصالح الشعب أكثر منه ومجموعة تعي رغبات الرب أكثر منه. هذا هو الداء.
    لا يا صلاح... توقف. قريباً ستصل إلى جويكِرَّة. هناك في الصمت والهدوء والإمتلاك الكامل للوقت، تستطيع أن تفجر كل الأفكار. تستطيع أن تقتحم كل أقاليم الفكر. ستقلب كل الأحجار السود والبيض والرمادية. فقط توقف الآن. لا شك أن مخك قد بدأ يسيح مثل الزبد في هذا الجو الخانق ورائحة قئ البدوية التي ملأت معدتها بالجوافة الرخيصة وأفرغتها على أرضية هذا البص اللوري. هل يستطيع الإنسان أن يوقف التفكير؟ سمكة القرش تظل تسبح... حكيم يبقي سمكة العجل مربوطة حية داخل الماء... بيض السمك يلقونه. يرمونه... غذاء.. كافيار.. البحر الميت.. صالة من الزجاج باردة... المطار... رائحة منظفات الأرض... البلاط الناعم... سجن كوبر... ذلك العسكري المحمر العيون... عيون الديك... بيضة الديك... الماستربيس... مريود وليس موسم الهجرة... الهجرة... الدومة... العرقي... غناء أبو عركي... المطر.... الطين ....... السمك...... الحارررررررررردلو..................................................................

    (عدل بواسطة Murtada Gafar on 09-23-2005, 05:07 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Murtada Gafar08-31-05, 07:06 AM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Murtada Gafar08-31-05, 07:16 AM
    Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Murtada Gafar08-31-05, 07:25 AM
      Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" wadabdean08-31-05, 05:35 PM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" wadabdean08-31-05, 05:39 PM
    Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Murtada Gafar08-31-05, 11:01 PM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" حامد بدوي بشير09-01-05, 03:12 AM
    Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" mazin mustafa09-01-05, 03:17 AM
    Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" wadabdean09-02-05, 11:43 AM
    Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" wadabdean09-02-05, 11:43 AM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" TahaElham09-01-05, 11:23 AM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" حامد بدوي بشير09-02-05, 03:37 AM
    Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Murtada Gafar09-02-05, 05:31 AM
      Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Murtada Gafar09-02-05, 09:59 AM
        Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" حامد بدوي بشير09-03-05, 04:08 AM
          Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Murtada Gafar09-03-05, 05:32 AM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" WadAker09-03-05, 07:46 AM
    Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Murtada Gafar09-03-05, 10:31 AM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" AlRa7mabi09-03-05, 11:20 AM
    Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Murtada Gafar09-03-05, 01:42 PM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" خضر حسين خليل09-03-05, 02:01 PM
    Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Murtada Gafar09-04-05, 00:55 AM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Murtada Gafar09-04-05, 06:01 AM
    Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Murtada Gafar09-04-05, 01:57 PM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" حامد بدوي بشير09-05-05, 03:50 AM
    Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" wadabdean09-05-05, 05:40 PM
      Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Murtada Gafar09-06-05, 03:10 AM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Murtada Gafar09-06-05, 08:00 AM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" حامد بدوي بشير09-07-05, 04:10 AM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Adil Osman09-07-05, 06:53 AM
    Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Murtada Gafar09-08-05, 04:13 AM
      Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Murtada Gafar09-09-05, 10:08 AM
        Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Murtada Gafar09-10-05, 00:50 AM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" حامد بدوي بشير09-10-05, 04:26 AM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Adil Osman09-10-05, 09:22 AM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" حامد بدوي بشير09-10-05, 09:41 AM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" WadAker09-11-05, 09:33 AM
    Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Murtada Gafar09-12-05, 01:43 AM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Murtada Gafar09-12-05, 10:21 AM
    Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Murtada Gafar09-13-05, 04:56 AM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" حامد بدوي بشير09-14-05, 04:35 AM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Murtada Gafar09-14-05, 09:55 AM
    Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Murtada Gafar09-15-05, 01:29 AM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Murtada Gafar09-16-05, 10:07 AM
    Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Murtada Gafar09-18-05, 05:32 AM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Adil Osman09-18-05, 08:44 AM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" حامد بدوي بشير09-19-05, 04:47 AM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Murtada Gafar09-19-05, 10:14 AM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" WadAker09-20-05, 04:28 AM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Murtada Gafar09-21-05, 05:06 AM
    Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Adil Osman09-21-05, 11:03 AM
      Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Murtada Gafar09-23-05, 05:09 AM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Murtada Gafar09-24-05, 05:46 AM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Murtada Gafar09-26-05, 08:39 AM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" حامد بدوي بشير09-27-05, 01:11 AM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Murtada Gafar09-28-05, 01:39 AM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Murtada Gafar09-28-05, 06:40 AM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Murtada Gafar09-30-05, 01:36 AM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" حامد بدوي بشير10-01-05, 01:19 AM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Murtada Gafar10-02-05, 01:34 AM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" حامد بدوي بشير10-03-05, 01:38 AM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Adil Osman10-06-05, 10:13 AM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" حامد بدوي بشير10-17-05, 03:17 PM
    Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" محمد عثمان الحاج10-18-05, 01:35 AM
      Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" Murtada Gafar10-18-05, 02:51 AM
      Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" ABU QUSAI10-18-05, 03:18 AM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" حامد بدوي بشير10-18-05, 03:45 PM
    Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" ABU QUSAI10-19-05, 02:27 AM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" حامد بدوي بشير10-19-05, 10:20 AM
    Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" ABU QUSAI10-20-05, 03:44 AM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" حامد بدوي بشير10-21-05, 01:53 PM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" حامد بدوي بشير10-23-05, 10:22 AM
  Re: فصول من رواية غير منشورة للصديق الكاتب حامد بدوي أو "مدينة النهر المينة (1)" حامد بدوي بشير10-24-05, 09:47 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de