ثقافة السودان الجديد:سر الرجل الذي تطارده الكلاب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 08:44 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-18-2005, 00:40 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36993

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثقافة السودان الجديد:سر الرجل الذي تطارده الكلاب (Re: adil amin)

    جاءت والدتي مع لفيف من رجال ونساء الحارة وأحمد يجلس من ركن قصى يبكى بحرقه ، نقل جثمان والدي من المستشفى إلى البيت ودفن في مقابر المدينة وعدنا إلى المنزل الذي كانت تسودة الوحشة " كم كان إحساس بغيض عندما عدنا إلى البيت ولم نجد أبي " إنقضت أيام وذهب كل من حاله وبدأت الأحزان تنحسر تدريجياً … الشيء الوحيد الذي ظل عملاقاً في ذهني وصيه أبي الأخيرة … أخبرت أمي وأخي بالوصيه وإنه يجب احترام رغبة المتوفي .. ومضت الايام تباعاً عكفنا على الدراسة .. جلس أحمد لامتحان دخول الجامعة ولم تسعنا الفرحة لاحقاً عندما ثم قبوله في كلية الاقتصاد ، أطلقت أمي زغرودة شقت الحي الذي نقطن فيه وتقاطرت أفواج المهنئين إلى البيت أنا الوحيد الذي لم يعجبني نجاح أخي ، كان يسد الفراغ الذي خلقه أبي في البيت في يوم الوداع كانت أمي تحاصره بدعواتها ،كان أخي كنجوم السينما وهو يرتدي الملابس الجديدة التي ارسلتها شقيقتي من السعودية .. تحرك القطار .. حاولت جاهداً أن اخفي دموعي كان الموقف حافل بالشجن .. هذا نوع جديد من الرحيل ، ظل أحمد يلوح بيده حتى غاب القطار وعدت إلى البيت .. أمي يبدو عليها التوتر هذه أول مرة يذهب عنها أحمد بعيداُ وبعد عدت أيام استلمت الرسالة التالية فعدت إلى البيت:
    - أمي وصلت رسالة من أحمد .
    - انتظر يا ولدي .. لا تقراها حتى أحضر .
    خرجت من المطبخ تقطر عرقاً جلست جواري وفتحت الرسالة .
    الآسرة الكريمة
    تحية طيبة وبعد
    لقد وصلنا بالقطار بعد مسيرة طويلة إلى الخرطوم في منتصف نهار اليوم التالي .. فتعرفت على بعض الطلاب الجدد في القطار وصلت معهم إلى الجامعة كل شيء فيها مبهر مباني تاريخية عريقة ، هل تذكر الصورة في العملة أنها مباني المكتبة الرئيسية … وجدت شيء غريب .. كانت هناك صحف حائطية يصدرها الطلاب .. تشجب الحكومة علناً … هناك حرية في الجامعة لكنى لا زلت عند وعد المرحوم أبي لم أقرأ فيها حتى سطراً واحداً … يوجد بالجامعة طلبة من الدول الشقيقة .. لقد بأت الدراسة بصورة مكثفة أخيراً أستودعكم الله و اتركم في رعايته .
    ابنكم أحمد الطاهر
    طويت الخطاب ، لمعت عينا أمي من فرط السرور وأجبرتني على كتابه الرد فوراً .
    أبني العزيز أحمد
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
    وصلنا خطابك الذي طمئننا على أحوالك .. أبني إذا احتجت إلى مصاريف نحن مستورين الحمد لله ، لقد حصلنا على معاش التقاعد لوالدك وعملنا به متجر صغير اعمل فيه بالنهار ويعمل أخوك بالمساء .. أرجو أن تهتم بدروسك ولا تنحرف خلف أي تيار وتقبل سلام أمك المشتاقة
    الجواب من أمك زينب
    ظلت الرسائل تتوالى بيننا حتى أوشك العام على الانتهاء … كنت فرحاً ذلك اليوم ، سيحضر أخي وتظل نثرثر طوال اليوم … ذهبت إلى محطة القطار مبكراً وصل القطار ولمحت أخي يقف على باب عربة القطار وقد كساه الغبار تلصقنه بالأحضان قبل نزوله وحملت عنه الحقائب .. كانت أمي تتنظرنا عند الباب وفتيات الحارة يختلسن النظر خلف الأبواب المغلقة ، لقد عاد أبن الجامعة وهم شئ نادر في حي العمال .
    * * *
    بعد أن استحم وتغدي راح في سيات عميق ، جلست قربة كالقط من انتظار الاخبار … استيقظ عشائاً ونظر إلى باسماً
    - طبعاً تنتظر الأخبار أيضاً الفضولي؟!
    - لدي ما يكفيني من أخبار . خاصة عند جارنا العزيز
    لمعت عيناه وقال في استسلام .
    - إذاً لابد من تبادل الأخبار .
    - هات ما عندك أولاً .
    - هناك في الجامعة تنظيمات طلابية سياسية تختلف عن بعضها البعض ولكنها تثقف في عداءها للسلطة … هناك مظاهرات وهتافات لتعريض الطلاب.
    - أين أنت من هذا ؟!
    - أنت تعرف تماماً .. قسم والدي العظيم .. أني أمارس الرياضة فقط.
    - وينحى منحى أخر عندما حدق في صورة فاطمة شقيقتي وزوجها المعلقة على الجدار .
    - ما هي أخبار فاطمة .
    - وضعت مولد ذكر … اسمته الطاهر
    - أرجو أني يكون جسوراً كجده .
    - أرجو ذلك ما خطتك لقضاء العطلة المملة
    تشادي أحمد .
    - سألتحق بسلك المحاسبين في السكة حديد للتدريب وأنت .
    - سأجلس في المحل حتى ترتاح أمي .
    * * *
    مضت الشهور تباعاً وأنقضت العطلة الصيفية وعاد أخي إلى الجامعة ، وعدت إلى الدراسة كان هناك حافز قوي يحفزني للالتحاق بالجامعة فقد استهوتني تماماً وكانت أمي لا تنفك تطرى شقيقي أمامي وهذا يثير غيرتي .
    كان وقع الزمن بطيئا في تلك الأيام الراكدة في بداية الثمانينات وأحمد يواصلنا برسائله الحافلة بالإثارة كان سرور والدتي عظيما بتلك الرسائل التي ترد إليها ما فتئت تجمعها وتضعها في إحدى علب الحلوى الفارغة وكثيرا فاجئيها وهي تأملها وتحملق في طلامسها .
    بعد حين توتر الجو وبدأت الأخبار ترد بأن هناك إضطرابات في الجامعة ، بسبب تردي الاحوال المعيشية وكالعادة ملأت الشائعات الافق والمظاهرات تجتاح الشوارع والشرطة تطلق النار على الطلاب … أزعجنا لذلك وعرفنا بعد ذلك من المذياع ان الجامعة أغلقت أبابها وسيتم ترحيل الطلاب إلى ذويهم بأسرع وقت
    ظللت لفترة استقبل القاطرات القادمة من الخرطوم دون جدوى . سألت العديد من الطلبة العائدين ، أسألهم عن أخي ، بعضهم لا يعرفه والبعض يقول أتن هناك بقية لم تأتي بعد . وبين هذا وذاك انزعجت أمي وتملكها المرض … عصفت بى الهواجس والافكار السوداء هل أصابه مكروه ؟"،،
    ظلت أمتي نفسي بقسم أبي . ومضى أسبوعان أخي لم يحضر ، عزمت على السفر إلى الخرطوم …. كنت قد فرغت من امتحان دخول الجامعة لتوي …. هناك في الخرطوم كانت المفاجئة . أول مرة انزل عاصمة البلاد ن لم أدر من اين أبدا ن توجهت نحو حافلات يصيح الناس حولها بأنها تسير عبر شارع للجامعة واستقلت احداها ، هناك نزلت لأواجه الجامعة المحاصرة بالجنود ، سألت أحد المارة عن مكان الإستفسار عن الطلاب ، دلوني على عمادة الطلاب ، هناك وجدت قسم من أعضاء الاتحاد ، أعطوني قائمة بأسماء الطلاب المعتقلين ، لم أجد اسم أخي بينهم ، وقد أطلق سراحهم جميعا ، في قائمة المفقودين كان يقبع اسم أخي ومعه اسم طالب آخر يدعى جابر حاج التوم ،تملكني رعب وتوجس شديد وقفلت راجعا من نفس اليوم بالقطار إلى عطبره
    لن أسطيع أن أصف لك ، الايام المروعة التي عشناها أنا وأمي ، أمي التي نحل جسمها واصبحت جلد بلا عظم … حضرت شقيقتي فاطمة من السعودية أصيبت بانهيار عصبي ولزمت المستشفى بين الحياة أو الموت ن تشتت جهودي بين اختي أمي ، كنت أعيش في كابوس مزعج ، في هذة الأيام الموت أفضل من الاختفاء ، ظلت تنتابني الهواجس ولااجد منها فكاكا … سمعت اسمي في المذياع مع الطلاب المقبولين في كلية القانون ، لم أعر الامر التفاتا للوهلة الأولى ما جدوى دراسة القانون في بلد تعيش شريعة الغابة . لكن لاحقا قررت بجدية السفر إلى الخرطوم والبحث الدقيق عن اخي … وكان يوم الفراق ، لحظات مرة تنازعني مشاعر عدة .
    * * *
    كنت أعرف كل شيء عن الجامعة ، كما كان يحكي أخي مقهى النشاط ، منتدى الفلاسفة / سينما النيل الأزرق … الملعب الشرقي ، هذه الاماكن التي كان يرتادها أخي … كعادة الطلاب في الجامعة كان يتندرون بالطلاب الجدد ويدبرون لهم المقالب الظريفة ، ومع ذلك لم يتعرض لي أحد لعلهم استشفوا الحزن الغريب المخيم على ، كنت أحاول الابتسام وسرعان ما تزوى الابتسامة حالما يحاول الطلاب التعرف علي وجذبي إلى ما يسوقه الطلاب وعقلي نائم ، كنت أعيش في وحده مع نفسي بين الأصدقاء وليس معهم …. ظل الحال على هذا المنوال حدث ذات مره أن التقيت بأحدى زميلات أخي في الكلية عن طريق الصدفة ، تدعى سلمى تعرفت على الشبه الغريب بيننا أخبرتني أنها رأت صورتي معه … وقد شاهدته مع صديق … آخر يدعى جابر في المظاهرات الأخيرة متجهين إلى السوق … ومنذ ذلك التاريخ لم تسمع عنهم شيئاً … ولاحقاً عرفت أن جابر التوم اصيب باختلال عقلي ويقبع تحت رعاية شيخ الزاكي في ضاحية الدروشاب الشمالية .. إذا اليوم التقطت طرف خيط ، يجب العثور على جابر أولاً .
    ********************
    يتبع.....

    (عدل بواسطة adil amin on 08-18-2005, 00:43 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
ثقافة السودان الجديد:سر الرجل الذي تطارده الكلاب adil amin08-17-05, 02:25 AM
  Re: ثقافة السودان الجديد:سر الرجل الذي تطارده الكلاب adil amin08-18-05, 00:40 AM
  Re: ثقافة السودان الجديد:سر الرجل الذي تطارده الكلاب adil amin08-19-05, 07:52 AM
    Re: ثقافة السودان الجديد:سر الرجل الذي تطارده الكلاب adil amin08-20-05, 07:18 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de