وقائع و توصيات مؤتمر فلوتو

Quote: واخيرا سافكو دماء البجا امام المحكمة الدولية وليشمل التحقيق كافة جرائم الإبادة البشرية لن يفلتوا من العقاب د. ابوآ منة [email protected] جاء في الانباء بان محكمة الجنايات الدولية تنظر وتحقق فيما ارتكب من مجازر وابادات جماعية تمت بمدينة بورتسودان بتخطيط وتنفيذ من السلطات في يناير الماضي والتي راح ضحيتها العشرات من ابناء البجا ـبينهم اطفال.وقضية هذه المجزرة واضحة المعالم. فمن ارتكب هذه الجريمة هي الحكومة نفسها. فقد احضرت فرق الابادة من الخرطوم بطائرة حكومية بتعليمات من سلطات عليا. واستعملت هذه الفرق عربات الدوشكا لتطلق الرصاص علي المظاهرة السلمية التي نظمها مؤتر البجا وتبيد عشوائيا العشرات وتسبب الاذي للمئات من ابناء البجا, ولم يقتصر الضرب في الحي فقط علي المتظاهرين وانما امتد الي الاحياء الشعبية النائة التي يقطنها البجا ونشروا الرعب والخوف هناك لايام طويلة, مما يدل علي رائحة الانتقام والتفشي. فلنمسك راس الخيط اولا, فطاقم الطائرة الذي احضر منفذي المجزرة معروف, وهؤلاء ايضا معروفون, ومعروف ايضا سائق الدوشكا التي استغلتها فرقة الابادة, وكذلك الضابط المسئول عنهم. حتي هؤلاء معرضون للمسائلة. القانون الدولي واضح في هذا المجال. فحجة (انا نفذت تعليمات عليا) لا تفيد ولن تفيد. القانون هنا لا يرحم. من نفذ الجريمة ومن خطط لها هؤلاء شركاء في الجريمة ثم نصل بعد ذلك الي من اصدر تعليمات الابادة الي ذلك الضابط. هل تمت بواسطة قاضي مسئول كان في موقع الحدث؟ ام من جهات عليا في الخرطوم؟ هل يحق لهذه التدخل في شئون امن الولاية الداخلية ؟ ثم يرد التساؤل ماذا كان موقف الوالي؟ هل حاول ايقاف المجزرة بما له من سلطات؟ ام غض النظر عنها؟؟ في كلي الحالتين القانون واضح لايرحم. ام كان لايعلم بما يحدث في ولايته ؟ هنا ايضا القانون واضح. فعدم العلم بما يحدث في اقليم هو مسئول عنه هو في حد ذاته جريمة, بما يعني مشاركته السلبية فيما ارتكب. ان التسلل الي المناصب لسهل ولكن التامل في الخروج. نعم فلنمسك راس الخيط اولا, ثم هذا سيجر ويجر ويجر. بنوشيه ـ سفاح دولة شلي ـ لا زال يتعرض للمسائلة ان اقالة او استقالة هذا المسئول من منصبه او تهميشه لن تنقذه من المطاردة القانونية. القانونية رغم ابعاده عن المنصب ورغم ادعائه المرض ورغم تقدم العمر مجرمو النازية في المانيا يتعرضون للمسائلة. حجة انهم لا يعرفون عن جرائم النازية,او انهم نفذوا تعليمات عليا لم تفيدهم. لقد تم تنفيذ حكم الاعدام في المئات منهم بواسطة المحكمة الدولية. سفاحو عهد نول بوت في كمبوديا ايضا لا زالت العدالة تلاحقهم, وكذلك سفاحي رواندا. السفاحون لن يفلتوا من العقاب... ان لم يكن اليوم فغدا. انه من دواعي السرور ان تنظر محكمة الجنايات الدولية في موضوع مجزرة بورتسودان. ولكن البجا تعرضوا لكثير من الاجرام في عهد الجماعة الاسلامية هذه. فقد تعرضت كثيرمن القري في كل من المناطق شرق كسلا وتلك جنوب طوكر لضرب مركز بالطائرات وزرع الالغام مما ادي الي قتل الكثير من المواطنين والحيوانات, وتلك المقالات التي نشرها المفكر السوداني والقانوني الدولي المعروف السيد محمد الزين في سودانيز اونلاين وسودانايل في هذا المضمار تستحق الدراسة والمتابعة. ثم هناك الابادة البشرية التي تمت في مواقع متعددة في بيوت الاشباح.ان عدد البجـا الذين تمت تصفيتهم بهذه الطرق يقوف بعشرات المرات تلك الاعداد التي راح ضحية لمجزرة بورتسودان فليمتد التحقيق ايضا لهذه الجرائم البشعة.