لم تكن الأحـداث الدامية و العنف و التخريب الذى أعقب نبأوفاة د.قـرنق بمفاجأة للكثيرين إذ أن سيناريو الصدمة الأولي و ما سبق ذلك من شائعات سرت بين العامة و ترقب لمعرفة مصير الدكتور قرنق كل ذلك جعل رجل الشارع البسيط يتنبأ بحدوث كارثة أمنية و توقع بنشوب تظاهرات و تخريب ماجعل الكثير من المواطنين يلزم منزله تحسبا لما سيحدث .. فما بال وزارة الداخلية و أجهزتها الأمنية تغط في نوم عميق لدرجة أفقدتها إحساس رجل الشارع البسيط بحلول خطر محدق و أحداث دامية و هي الجهة المختصة المنوط بها حفظ الامن و حماية أرواح المواطنين ؟؟؟؟ ألم يفتح الله على قادة الداخلية و خبرائها و منهم العسكريون الأمنيون بدراسة الوضع الامنى و التحوط لكل ما يمكن حدوثة في مثل هذه الحالات و التى لم يكن معرفة ما سيحدث فيها يتطلب كثير إجتهاد أو ذكاء و إنما إحساس بالمسؤولية و إنضباط مهني إفتقده قادة وزارة الداخلية و التى ظلت خلال الكثير من الأحداث تبرهن بما لايدع مجالا للشك أنها الحلقة الاضعف دوما و ان أرواح و ممتلكات المواطن في يد مبتورة لاتملك القوة و القدرة على حماية نفسها ناهيك عن الآخر ، فقد ظل رجال الشرطة ضحايا لسوء التصرف العسكري و الضعف في إتخاذ القرار المتسق مع كل ظرف كما ان فشل الخطط الامنية التى تنتهجها قيادتهم و سوء التوقيت في التعاطي مع الأحداث المتسارعة ماجعل رجال الشرطة أشباح لاتقوى على شيىء شأنهم كخيال المآتة الذى يخيف به الزراع الطيور بمظهره و هو لايقوى حراكا .... * أين كانت قوات الشرطة و القوات الأمنية الأخرى قبل الأحداث و لماذا لم تتحسب لما هو متوقع منذ إعلان فقدان الطائرة قبل يومين و هو ما يكفي لحماية و تأمين كل السودان ؟؟؟ * لماذا لم تتخذ الإحتياطات الامنية من إخلاء لوسط العاصمة و تقييد للحركة قبل إعلان النبأ ؟؟ * هل تجهل السلطات الامنية المناطق الجغرافية لتجمعات أنصار الحركة الشعبية و غالبيتهم من أبناء الجنوب في العاصمة و هي أماكن ثقل يعلمها الجميع ؟؟؟ لماذا لم تعمد على التمركز و تكثيف الوجود الأمنى في تلك المناطق السكنية و الأسواق تحسبا لما وقع ؟؟؟ * هل على القوات الأمنية أن تقوم بدور المتفرج على الدمار و القتل و السلب دون أن تحرك ساكنا و تردع المعتدين على أرواح الابرياء وممتلكاتهم بدعوى ان ذلك قد يثير دعاوى باضطهاد المعتدي و هو أمر يخالف مبدأ العدالة و حفظ حقوق المواطن السوداني بغض النظر عن إنتمائه الجغرافي ؟؟
ماحدث بالخرطوم يوم أمس من إنفلات أمنى و ترويع لأمن المواطن و سلب و نهب لممتلكاته يعد غاية السقوط لوزارة الداخلية و اجهزتها الأمنية التى جعلت من الخرطوم أرض مستباحة ومن حرمات المواطنين منتهكة و ممتلكاتهم سائبة ... و لن تجدي سياسة مابعد وقوع الفأس في الرأس التى إتخذتها السلطات (بعدخراب سوبا)من مسح تلك الصورة السيئة لقانون الغاب عن الأذهان ولن تعيد ما زهقت من ارواح الى تلك الأجساد البريئة ....
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة