اهل المدينة الفاضلة يمتنعون:الـجـنـس فـي الـســيـرة الـذاتــيـة الـعــربــيـة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-19-2024, 09:11 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-19-2005, 04:31 PM

Hatim Elhassan

تاريخ التسجيل: 05-11-2005
مجموع المشاركات: 576

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تأويل النص الأدبى وإشكالياته الفلسفية (Re: Hatim Elhassan)

    Quote:

    تأويل النص الأدبى وإشكالياته الفلسفية


    تشكل عملية التأويل الأدبية للنصوص مجال خلاف واسع بين نقاد الأدب وعلماء التأويل Hermeneutics أو الهرمنيوطيقا أى التفسير بمعناه القديم الذى استمد الكثير من محدداته وشروطه من علم التأويل بمعناه الدينى الذى استمد جل شروطه من مركزية النص المقدس، ومن تصور شائع مؤداه انطواء هذا النص على طبقات متعددة من المعانى والدلالات اللدنية التى لا تكشف عن نفسها للجميع، إلا لمن لديه من المعرفة والبصيرة والقدرة ما يتيح له سبر أغوارها. فالتأويل هو علم التفسير أو فنه الذى اقتصر فى بادئ الأمر على تأويل النصوص الدينية، ولكنه مد نطاق اهتمامه فى القرن التاسع عشر ليشمل كل أنواع النصوص الأخري، ومشاكل تفسيرها. ولأن هذا المجال المعرفى قد بدأ مسيرته العلمية فى إطار النشاط الديني، فقد جعل لدور الفرد العارف بالنص الأصلى مكانة محورية فى عملية التأويل تلك. تنبنى عليها الكثير من المسلمات أو المصادرات المنهجية التى يقوم عليها العمل التأويلي. ولا يفوق هذه المكانة فى علم التأويل إلا مكانة النص المقدس الذى تنصب عليه عملية التأويل ذاتها. فقد كان طبيعيا أن يحظى هذا النص المقدس بقدر أكبر من المركزية التى تعد أحد شروط قدسيته الأساسية. ومع أن منطلقات تأويل النصوص المقدسة ليست مدار اهتمامنا هنا، فإن التذكير بهاتين الخاصتين: مركزية النص ومحورية مفسره مفيد للتعرف على المناهل التى ارتوت منها الكثير من مقتربات تأويل النصوص الأدبية الحديثة فى تركيزها على الجانبين معا: النص ومفسره.

    النقد والدراسة الأدبية

    وحتى نتعرف على مسار التطورات التى انتابت انتقال هذا المنهج التأويلى الذى كان قاصرا على النشاط الدينى إلى مجالات النصوص الدنيوية علينا العودة إلى الأسس الفكرية والفلسفية لهذه النقلة المهمة التى أثرت دون شك النقد الأدبي، أكثر مما ساهمت فى إغناء النظرية الأدبية أو الدراسات الأدبية الأكاديمية. والواقع أن ثمة فارقا مصطلحيا دقيقا بين النقد والدراسة الأدبية، فالنقد هو النشاط الثقافى الذى يتناول العمل الأدبى بطريقة تتغيا التركيز على تجربة القراءة، بما تنطوى عليه من وصف للعمل الأدبي، وتأويل معناه، وتقييم تأثيره على المتلقي، وتقديم هذا كله للقارئ العام غير المتخصص. فالنقد ليس عملا أكاديميا محضا، ولكنه عمل ثقافى عام، وقد يكون نشاطا فرديا له طابع خصوصى أو شخصي. ولا يعنى هذا أن النقد لا ينطوى على قدر من الصرامة المنهجية التى تقترب به من تخوم الممارسة العلمية، ولا يجرده هذا الجانب الفردى من حيدته وقيمته المعيارية، لكن كل ما يعنيه أن اهتمامه الأول هو القارئ العام لا المتخصص، برغم اتشاحه برداء التخصص والمعيارية فى كثير من الأحيان. بينما تعمد الدراسة الأدبية التى تتوجه باستقصاءلتها عادة إلى المتخصصين إلى تناول هذا كله بالإضافة إلى مجموعة من العناصرالخارجة عن تجربة القراءة مثل أصل العمل الأدبى موضوع الدراسة، وعلاقاته النصية بعدد من نصوص سابقة عليه أو معاصرة له، وغير ذلك من العوامل التى تهم المتخصصين فى الدراسات الأدبية دون غيرهم. لأن مطمح الدراسة الأدبية الأول هو تحقيق الحياد الموضوعى والاقتراب قدر الإمكان من معيارية العمل العلمي، والالتزام بصرامته المنهجية التى تتسم بها كل مجالات الاستقصاء البحثية الأكاديمية.
    وهناك فضلا عن ذلك فارق آخر مهم بين النقد والدراسة النظرية، وهو أن النقد على العكس منها ليس مشغولا بالمصادرات النظرية التى يصدر عنها العمل النقدى نفسه، وإنما بتجربة قراءة هذا العمل فى المحل الأول. وليس مهتما بالمفاهيم المجردة، وإن استخدم الكثير من التجريدات النظرية فى صياغة أطروحاته، لأن مدار اهتمامه الأول هو تجربة تلقى العمل الأدبي، وإرهاف وعى القارئ بها من خلال الشرح والوصف والمقارنة والتقييم. ومن هنا يمكن القول بأن النقد الأدبى يستخدم لغة التجسيد أكثر من لغة التجريد، ويطمح إلى إقناع القارئ أكثر مما يتغيا البحث فى المجردات التى تنطلق منها التجربة الإبداعية. لكن على النقد الذى يريد أن يضيء جوانب العمل الأدبى الذى يتناوله، والذى يسعى لطرح تأويل مقنع له، أن يعى بعض الأسس التى تنهض عليها ممارساته، حتى يكسب هذه الممارسات قدرا من التماسك والإقناع. وهذا هو سر الاهتمام بالتعرف على مسار عملية التأويل وتطورها من ناحية، وعلى أصولها الفكرية والفلسفية من ناحية أخري.

    مد نطاق التأويل

    وقد كان من أوائل المفكرين الذين أولوا هذا الأمر عنايتهم ومدوا نطاق التأويل إلى النصوص الدنيوية هو المفكر الألمانى ديلتى Dilthey الذى بنى على استقصاءاته الفيلسوف الألمانى هوسيرل الكثير من مبادئ فلسفته التأويلية التى سرعان ما حورها فيلسوف ألمانى آخر هو هايديجر، ثم طور الناقد الألمانى الكبير هانزجورج جادامار Hans-Georg Gadamar استقصاءاتهم الفكرية إلى عمل نقدى بالغ الأهمية فى كتابه الكبير "الحقيقة والمنهج Truth and Method". وهو عمل يطرح عددا من أهم الأسئلة المتعلقة بتأويل النصوص الأدبية: ما هو المعنى فى النص الأدبي؟ وما هى الصلة بين المعنى الذى ينطوى عليه النص ومقصد كاتبه منه؟ وهل ثمة أمل فى أن نفهم أعمالا غريبة عنا ثقافيا أو تاريخيا؟ وهل من الممكن تحقيق الفهم الموضوعى حقا؟ أم أن كل فهم نسبي، ومشروط بالظرف التاريخى والسياق الذى تبلور فيه؟ ولأن عمل جادامار هذا على درجة كبيرة من الكثافة والتعقيد، فإن من الضرورى علينا أن نعود إلى أسلافه الفكريين، وأن نتعرف على مصادراته، أو الأصول التى تحاور معها، أو حاول نقضها كى يشيد فوقها البنية المنهجية التى تنهض عليها الآن معظم الدراسات التأويلية المعاصرة فى النقد الأدبى الحديث.

    فلسفة الظاهراتية

    ويعرف المهتمون بالدراسات الفكرية أو تاريخ الأدب والفكر الإنسانى على السواء أن صدمة الحرب العالمية الأولي، وهى واحدة من أكثر الحروب دموية فى التاريخ الإنساني، قد زعزعت الإيمان بكل الرواسى الفكرية والأدبية السابقة عليها، وأدت إلى ظهور الكثير من النزعات التحديثية فى الفكر والأدب على السواء. وفيما يتعلق بالأساس الفلسفى لعملية تأويل النصوص وهو موضوع اهتمامنا هنا، فإن بزوغ ما عرف باسم "الظاهراتية Phenomenology" شكل الأساس الفكرى للكثير من مدارس تأويل النصوص الأدبية الحديثة. لذلك علينا أن نتعرف بسرعة عليها كى نفهم الكثير من مصادرات المنهج التأويلى الحديث. ويعتبر الكثيرون الفيلسوف الألمانى إدموند هوسيرل هو مؤسس هذه المدرسة الفلسفية التى انطلق فيها من محاولة رأب صدوع مثالية الفيلسوف الألمانى الكبير كانت التقليدية وإشكالية منهجه المعرفية الأساسية، وهى كيفية استطاعة العقل معرفة ما يقع خارجه. لأن هذه الإشكالية كانت نقطة الضعف الأساسية فى مشروع كانت المعرفى الكبير، الذى جعل المعرفة العقلية منارة عصر التحديث، وكان سبيله لحل إشكاليات ما يمكن دعوته بالكوجيتو الكانتى "أنا أعرف، إذن فأنا موجود" هو العودة إلى الكوجيتو الديكارتى القديم "أنا أفكر إذن فأنا موجودِ". وذلك من خلال ربط المعرفة بالتفكير، واعتبارهما معا، وليس منفصلين أساس أى وجود.
    فقد بدأ هوسيرل بزعزعة يقين النزعة الطبيعية القديم بأن معلوماتنا عن العالم الخارجى تتسم بالصلابة والتماسك الذى يجعلها مصدر كل يقين. فقد كان هذا اليقين الزائف هو مصدر الفاجعة الأوروبية الكبرى التى تمخضت عنها الحرب العالمية الأولي. ولكى نؤسس أى معرفة يقينية فى رأيه علينا أن نطرح وراء ظهورنا كل ما لا نستطيع إدراكه بوعينا، فلا يقين لديه فى وجود الأشياء والظواهر فى حد ذاتها، وإنما فى مدى وعينا بها، لأن كل وعى هو وعى بشيء ما إبان عملية التفكير فيه ومن خلالها. ففعل التفكير وموضوعه متصلان لا يفترقان، ويعتمد كل منهما على الآخر اعتمادا كاملا. ولذلك يرى هوسيرل أنه لكى يمكن تأسيس أى معرفة يقينية لا بد أولا من أن نطرح وراء ظهورنا كل ما لا نستطيع أن نعيه بشكل مباشر، وكل ما لا تنطوى عليه خبرتنا المتعينة الملموسة. وأن نختزل العالم الخارجى إلى ما يمكن أن يحتويه وعينا، وهذا هو ما يدعى باسم الاختزال الظاهراتى phenomenological reduction الذى يستبعد كل ما لا يحيط به الوعى مباشرة. أو هو فى تأويل آخر علم الظاهرة فى نقائها وتجردها من أى التباس أو غموض. لكن الظاهراتية كفلسفة ليست على هذه الدرجة من التبسيط والاختزال، لأن هوسيرل ليس مشغولا بزحام الظواهر التى تتبدى بشكل عفوى لأى وعى إنساني، بقدر ما هو مشغول بما وراءها من ثوابت وجوهر خالص، أو بالأحرى نظام كونى جوهرى حيث ينصب اهتمامه فى المحل الأول على إعاده الفلسفة من عالم التجريدات الهلامية الغامضة إلى عالم المحسوسات والظواهر المحددة والمتعينة. وتأسيس معرفة يقينية يمكن الوثوق بها، وتمحيص مفرداتها بشكل دقيق. وهى من هذه الناحية تشكل نقلة أساسية للفلسفة من عالم التأملات إلى ساحة العلم التجريبى أو معادله الفلسفى حيث تقدم لنا مقتربا تفصيليا لدراسة أن نص أو ظاهرة بطريقة منهجية محددة، يمكن تطبيقه على أى شيء من الذاكرة إلى الرياضيات.

    وقد خلق هذا المقترب أساساً علميا لدراسة المعنى الذى كان يتشح من قبل بقدر كبير من الهلامية. فقد ربط المعنى بالوجود والوعى بالظاهرة موضوع التأمل والدرس. ومن هنا أقام جدلا عميقا بين الذات والموضوع أو بين المعنى والذات التى تتوصل إليه، وفى هذا الأمر قدر من العودة ألى فلسفة برادلى الاستقصائية التى تقول بأن الذات والموضوع هما وجها عملة واحدة، وأن الذات هى مصدر كل معنى وأصله، بما ينطوى عليه ذلك من مثالية فاضحة من حيث الموقف الفلسفي، وعودة إلى محورية الذات العارفة فى علم التأويل القديم. لأن هوسيرل يجعل معرفة العالم مشروطة بمحورية الذات العارفة حيث بنى فلسفته على فلسفة كانت بإنسانها المتعالي. فقد أكد أن المعنى ليس موضوعيا بالطريقة التى نجد أن المحسوسات بها موضوعية مثل الكأس أو الكرة، ولكنه ليس ذاتيا أيضا، وإنما أقرب ما يكون إلى المثال الموضوعى الذى يمكن التعبير عنه بأكثر من طريقة واحدة، ولكنه يظل برغم تباين طرق التعبير عنه ثابتا. وهذا ينطوى على أن معنى العمل الأدبى ثابت أبدا، وهو محدد بالموضوع الذى أراد المؤلف التعبير عنه بشكل قصدى فى وقت الكتابة، أو بما دعاه النقاد الأمريكيون الجدد فيما بعد بالأغلوطة القصدية Intentional Fallacy. فالمعنى عنده "موضوعى وقصدي" بمعنى أن له استقلاله النسبى الذى يحول دون اختزاله إلى المزاج النفسى لأى من الكاتب أو القارئ، وإن لم يكن مستقلا عن أى من الفعلين. فالمعنى موضوعي، ولكنه ليس موضوعيا بالصورة التى تتحدد بها دلالات المفردات، ولا موضوعية المحسوسات والأشياء مثل المقعد أو الكرة. لأن موضوعيته تعتمد على مركزية الذات العارفة باعتبارها الوعى الذى تتم عبره المعرفة، ويتبلور به المعني، وبذلك تصبح الذات هى مصدر المعنى وأصله.

    جوهر المعني

    وقد ترتب على هذا التمحيص الفلسفى للظواهر بغية الوصول إلى جوهرها المتعالى مقترب نقدى يعمد إلى تأويل المعنى فى العمل الأدبى من خلال عزله عن سياقاته الفردية (المؤلف) والتاريخية (زمن صدوره) والاجتماعية (الظروف التى صدر عنها) وفاعليته (القارئ الذى توجه باستقصاءاته إليه). مقترب يستهدف معرفة جوهر المعنى كما يتجلى فى النص واستقلاله عن كل المؤثرات الخارجية، لكى يصبح تجسيدا لوعى المؤلف وبلورة لقصده منه. وكما يدرس الفيلسوف كل مكونات الظاهرة بحياد موضوعى باعتبارها أجزاء فى وحدة عضوية، يدرس الناقد مكونات النص اللغوية والأسلوبية والدلالية باعتبارها أجزاء تتخلق من مجموعها وجدة المعنى العضوية دون الإشارة إلى أى معلومات خارجية عن النص سواء منها تلك التى تتعلق بسيرة المؤلف أو أعماله السابقة، أو بالسياق الاجتماعى أو التاريخى الذى أنتج فيه النص. فغاية الاستقصاء النقدى هنا هى الوصول إلى المعنى باعتباره تجسيدا للبنية العميقة للوعى الذى أنتجه. لأن عالم النص الأدبى عنده ليس واقعا موضوعيا ولكنه Lebenswelt حسب التعبير الألمانى الذى يعنى الواقع كما خبره الوعى الفردى ونظمه. كما أن سبيل اكتشاف هذا الواقع فى تشكلاته التى صاغها الوعى الفردى هو تمحيص كل مكوناته وعلاقات هذه المكونات الزمنية والمكانية على السواء بطريقة موضوعية وحيادية صارمة، ولكنها دؤوبة ومخلصة فى تجردها عن القصد وتعاطفها مع موضوعها. ولا بد أن ينحى هذا التمحيص عن نفسه كل الأفكار والمعلومات المسبقة، وكل نزوع إلى النقد أو التقييم ناهيك عن التقويم.

    أهمية اللغة

    والواقع أن كل هذه الاحتياطات مفيدة من حيث أنها ترهف من حيدة العمل النقدى وتعزز موضوعيته، لكن أهم إشكاليات هذا المقترب هو ما يتعلق بتصوره للغة ومعالجته لها. إذ يعتبر اللغة مجرد تعبير خارجى عن جوهر المعنى الداخلي. وقد جلب هذا التصور جل متاعب هذا المنهج، حيث انهالت عليه بسببه معاول الهدم، لأن أى وعى بأى ظاهرة لا يتم خارج اللغة وبمعزل عنها، وإنما عبر اللغة نفسها ومن خلالها. فأى وعى بأى خبرة دون أخذ اللغة بعين الاعتبار يعد ضربا من الوهم المحض. كما أن اللغة باعتبارها كائناً اجتماعياً تجلب معها إلى تأويل المعنى عناصر اجتماعية عديدة تشارك بفعالية فى عملية انتاج المعني، كما برهنت على ذلك ثورة القرن العشرين اللغوية من بنيوية سوسير ووضعية فيتجنشتاين إلى توليدية تشوميسكى واستقصاءات ما بعد البنيوية عند كل من باختين وبيير بورديو.

    وقد كان الوعى بإشكاليات التصور التجريدى الخاطئ للغة عند هوسيرل، وبأهمية البعد التاريخى والاجتماعى لها هو الذى دفع تلميذه النجيب مارتن هايدجر إلى الانشقاق على أستاذه وتطوير منهج تأويلى أكثر تماسكا ونفاذا. فقد رفض هايدجر المنطلق الكانتى لمحورية الذات المتعالية الذى ينهض عليه فكر هوسيرل التأويلي. وانطلق من كلية التجربة الإنسانية كمعطى لا يمكن اختزاله، ومن هنا كرس عمله الرئيسى "الوجود والزمن Sein und Zeit" ــ وقد تركت عنوان العمل بالألمانية للكشف عن الطباق الذى ينطوى عليه العنوان ودلالته على محتوى الفكرــ لقضية الوجود ذاتها. وينطلق هايدجر فى عمله ذاك من أن الوجود هو أساسا وجود فى العالم. لأن إنسانية الإنسان عنده تنبثق عن وجوده فى العالم المادى مع آخرين وفى سياق هذا الوجود المادى ذاته. فالعالم ليس شيئا خارجيا عنا يمكن لنا أن نعقله ونحلله بمعزل عن الذات العارفة التى تستطيع أن تضع نفسها خارجه كى تحلله بهذا الحياد الموضوعى الذى يتغياه هوسيرل، لأننا كذوات فردية ننبثق عن هذا العالم الذى يستحيل علينا تصور أنفسنا خارجه، لأن حركية التصور ذاتها تتخلق من هذا الوجود فى العالم، وبالتالى يستحيل علينا أن نتعامل مع العالم الخارجى بموضوعية كاملة محايدة ولاذاتية فيها كما يريد هوسيرل. ومن هنا فإن الذات عنده تنطوى على الموضوع، كما أن الوجود الإنسانى نفسه هو وجود حوارى يحاور فيه الإنسان العالم. وقد أدى تغير هذا الأساس إلى تغيير جذرى مهم فى عملية تأويل النصوص الأدبية فتح المجال أمام اسهام جادامر البارز فى ها الميدان، وهو ما سنتعرف عليه فى المقال القادم والذى يتضمن مراجع هذا البحث.



    بقلم: د. صبرى حافظ - العرب أونلاين - 24.08.2004



                  

العنوان الكاتب Date
اهل المدينة الفاضلة يمتنعون:الـجـنـس فـي الـســيـرة الـذاتــيـة الـعــربــيـة Hatim Elhassan07-19-05, 12:04 PM
  Re: السيرة الذاتية وانتهاك الصمت Hatim Elhassan07-19-05, 02:44 PM
  التهام الأدب ومزايا عصيان الأباء Hatim Elhassan07-19-05, 03:39 PM
  Re: اهل المدينة الفاضلة يمتنعون:الـجـنـس فـي الـســيـرة الـذاتــيـة الـعــربــيـة Dr.Mohammed Ali Elmusharaf07-19-05, 04:08 PM
  Re: اهل المدينة الفاضلة يمتنعون:الـجـنـس فـي الـســيـرة الـذاتــيـة الـعــربــيـة Hatim Elhassan07-19-05, 04:20 PM
    Re: اهل المدينة الفاضلة يمتنعون:الـجـنـس فـي الـســيـرة الـذاتــيـة الـعــربــيـة humida07-19-05, 04:26 PM
    Re: اهل المدينة الفاضلة يمتنعون:الـجـنـس فـي الـســيـرة الـذاتــيـة الـعــربــيـة Dr.Mohammed Ali Elmusharaf07-19-05, 05:02 PM
  Re: اهل المدينة الفاضلة يمتنعون:الـجـنـس فـي الـســيـرة الـذاتــيـة الـعــربــيـة Hatim Elhassan07-19-05, 04:29 PM
    Re: اهل المدينة الفاضلة يمتنعون:الـجـنـس فـي الـســيـرة الـذاتــيـة الـعــربــيـة humida07-19-05, 04:51 PM
  تأويل النص الأدبى وإشكالياته الفلسفية Hatim Elhassan07-19-05, 04:31 PM
  Re: اهل المدينة الفاضلة يمتنعون:الـجـنـس فـي الـســيـرة الـذاتــيـة الـعــربــيـة Dr.Mohammed Ali Elmusharaf07-19-05, 04:49 PM
    Re: اهل المدينة الفاضلة يمتنعون:الـجـنـس فـي الـســيـرة الـذاتــيـة الـعــربــيـة Hatim Elhassan07-19-05, 05:17 PM
      Re: اهل المدينة الفاضلة يمتنعون:الـجـنـس فـي الـســيـرة الـذاتــيـة الـعــربــيـة Dr.Mohammed Ali Elmusharaf07-19-05, 05:49 PM
  الوليمة والشارع وحيدر حيدر Hatim Elhassan07-19-05, 06:06 PM
  Re: اهل المدينة الفاضلة يمتنعون:الـجـنـس فـي الـســيـرة الـذاتــيـة الـعــربــيـة Dr.Mohammed Ali Elmusharaf07-19-05, 06:55 PM
  Re: اهل المدينة الفاضلة يمتنعون:الـجـنـس فـي الـســيـرة الـذاتــيـة الـعــربــيـة Dr.Mohammed Ali Elmusharaf07-19-05, 08:15 PM
  Re: اهل المدينة الفاضلة يمتنعون:الـجـنـس فـي الـســيـرة الـذاتــيـة الـعــربــيـة Hatim Elhassan07-23-05, 11:47 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de