|
Re: ثرثرات تحت المطر ! (Re: ALGARADABI)
|
اها ... بعد المطرة ما وقفت شوية - يعنى لسه فى رزاز - ذهبت مشوار كدا مررت فيه امام فندق المرديان وكنت مثل الراقص تارة امسك بطرف حائط مبتل من لطف الله بنا انه لم يكن حاملا لاى تيار كهربائى وحينا تاتى يدى فى عمامة شخص يمشى امامى وهالنى ان المياه كانت تصل (الركب ) فلم يجد المارة وعابرى شارع القصر والطرق الداخلة والخارجه منه بدا من خوض المياه - وزى ما تجى تجى - فيما تمسك البعض بحرصه على حذائه الذى حمله على يديه مجتهدا فى كفكفة البنطال الى ما فوق الركبة اذا تيسر ذلك بينما لجا مرتدى الجلاليب لعضها ، اما المعضلة الاكبر مع الذين برفقتهم (حريم ) كبيرات فى السن او صبايا زميلات عمل ودراسة فهؤلاء اضطروا لمشى الهوينى ممسكين بايادى البنات لتفادى السقوط وفى وسط كل هذا تماما تعطلت حركة سير المركبات الخاصة بالطبع لان المركبات العامة اختفت ولاذ معظم اصحابها بمركباتهم فى (شوارع ميتة وعالية ) لتفادى المياه قدر الامكان بينما اغتنم (ميكانيكى متجول ) رداءة الطقس وسوء المنقلب فى مكنات (النزين ) التى تعطب سريعا مقارنة بمكنات (الجاز ) وقد رايت ذاك الشاب سعيدا وهو يشعل سيجارة بللها الندى وينفثها وهو يلاحق فى الزبائن ... دقيقة يا حاج اشوف الدكتورة دى قبالكم لانو عندها شفع محجوزين فى الروضة .... ثم يعود وهو يحمل ادواته فى علبة حديدية جعل لها رباطا وسيرا يحملها به على ظهره يعود وهو يردد يا جماعة روقو كلو ببقى حلو قبل ان يامر السائق بالتنحى عن (الكبوت ) لاجراء الفحص الاولى والحق ان الفتى كان نشطا ورمحا وبدا لى كمتطوع لجهة عدم مفاصلته فى الاسعار ، اما اكثر المشاهد ايلاما فقد كان مشهد احد الاشخاص وهو يحمل على ظهره شيخا عجوزا يحمله فوق ظهره بينما يمسك الشيخ بيد مرتجفة ملف اصفر مثل تلك التى تحمل (صور الاشعة ) وقلل من المنا جميعنا وقوف سيارة نزل منها شاب وهو يدعو الشاب الذى يحمل الشيخ للدخول وركوب العربة وكان منظرا سودانيا وانسانيا مريحا . واجمل مافى كل تلك المشاهد روح الدعابة والتعليقات البهية والرطبة مثل رطوبة الاجواء التى كان المنتظرين فى مواقف الحاج يوسف واركويت والصحافات يطلقونها مثل ان (قرنق كراعو خضرا ) وان والى الخرطوم (دقس ) فى البناء الهندسى لطرق وشوارع العاصمة بينما وجد بعض الطلاب ان (الشرة ) فى انتظار المركبات العامة قد اوجدت من حيث لا يحتسبون اجواء مؤاتية (للخلط ) ومد جسور الونسة مع الزميلات واللائى انصرفن فى احايين عديدة للسعى من اجل اجراء مكالمات هاتفية مع ذويهن عبر هواتفهن النقالة او عبر محلات الاتصالات التى اكتظت بطالبى اجراء المكالمات حتى يطمئن الاهل ان العقاب بخير لكنه مقطوع فى قلب العاصمة وفى تقديرى ان بعضهم- الطلاب وبعض الموظفين - تمنى لو ان مثل هذه المطرة تاتى يوميا ورب صدفة ومطرة وشرة خير من الف ميعاد فى بنشات !
|
|
|
|
|
|
|
|
|