|
بعد 16 عاما - جردة حساب "2" - بقلم محمد خليل محمد (Re: زهرة حيدر ادريس)
|
جردة حساب – 2 – بقلم محمد خليل محمد
مساحة هي الاصغر و الاضيق التي تركتها لنا الانقاذ لان نقول انتهت الحرب وبدات مرحلة السلام ... في هذا الصباح وبالطبع لا صباح في هذا اليوم ... وظفت كل امكانيات الدول المادية و البشرية ، وتوقفت حركة الحياة .. لاشئ يتنفس الا باسم الانقاذ .. لا تتحركوا .. لا تتنفسوا ... لا تتكلموا .. لا تسجدوا او تركعوا لغير سبيل الانقاذ!!!!!
كبدي انشطر وانا اقراء معظم اللافتات التي كتبوا فيها دون حياء (( مواكب الشهداء اضاءات في طريق الانجاز))
وفي احدى المركبات العامة التي كانت تقلني صباحا الى وسط العاصمة بدات التعليقات : (( تاني شهداء ؟!!)) ، (( الاسطوانة دي ما انتهت ؟!!)) ، (( الحكاية شنو ما قالوا سلام ؟!!)) ، ((هو ديل شهداء ولا فطايس ؟!!)) تحدث لي جاري معلقا : (( طبعا الليلة 30 يونيو تاريخ دخول الاسلام للسودان )) والاسلام طبعا يجب ما قبله ..!! لا علينا
وليكن حديثنا حول شهدائهم الذين امتلات العاصمة بلافتاتهم ( قاعة الشهيد فلان ، شارع الشهيد فلان – مستشفى الشهيد فلان ابن فلان – مدرسة الشهيد )
وما بالنا بصورهم التي علقت في مناطق شتى من عاصمة الخلافة ، وابرزها واكبرها حجما صورتي الزبير محمد صالح و ابراهيم شمس الدين رمزا للدماء وصورة لا تمنحنا اي فرصة لمفارقة العنف و المجازر اولا من هو ابراهيم شمس الدين ، وماذا يمثل في ذاكرة شعبنا ؟؟! واجدني اتساءل سرا هل هناك من حزن على وفاته؟!!! الا يكفي ان يكون كل من الزبير وابراهيم شمس الدين احد عناصر انقلاب 30 يونيو ، وانهما شاركا في ابشع المجازر التي ارتكبت ضد ابناء وطننا واشهراها مذابح جبال النوبة وجنوب السودان وشرقه اضافة الى مذبحة 28 ضابطا من حركة الخلاص الوطني ؟!!!
ايهما اولى بان يسمى شهيدا ابراهيم شمس الدين ام شهداء 28 رمضان ام شهداء الحركة الشعبية ام شهداء التجمع الوطني ام شهداء العيلفون القصر الذين ماتوا برصاص البشير
ايهم اقرب للوطن الزبير وابراهيم شمس الدين ام شهداء الحركة الطلابية وقد ملاتهم الثقة بانهم سيغيرون شيئا ما في هذا الوطن .. يدفعهم شبابهم وحماسهم وفكرهم ... التاية ، طارق ، سليم ، محمد عبد السلام .. عفاف .. ميرغني النعمان .. وغيرهم
ايهم اخلص حتى للمؤسسة العسكرية .. ابراهيم شمس الدين الذي اقصى ابناء مؤسسته وعمل علة قتلهم وتشريدهم .. ام عبد العزيز النور الذي خرج في يوم لا يفارق ذاكرة اهله بكسلا حينما اوقف مسيرة التاييد التي نظمها المؤتمر الوطني لابادة 28 ضابطا بالجيش ، اوقفها ومنعها من دخول حامية كسلا .. بل خرج مناضلا بعد ذلك مدافعا عن ايمانه بان الوطن للجميع حتى 28 يونيو 1998 حينما انضم لارتال الشهداء بشرق السودان....
لا اكتب بتحيز و لا اميل لحزب او جهة غير شعبي الذي تشابه عنده البقر و النفر ، فالجميع يتحدث عن شهدائه .. و الكل يرى انهم الاكثر تضحية ... لكن فقط هي الحركة الاسلامية التي تحتكر كل شئ .. تتجار بهم وبنا وبالوطن ، وقبل كل شئ تتاجر بدينها حتى اصبح الدين ارخص سلعة في سوق السياسة السودانية
كيف يمكن ان نحدد الشهيد؟ و كيف يمكن ان نصفه؟ وهل يحق للبشير و حاشيته تسمية اي مرفق من مرافق الدولة التي هي ملك للشعب ككل باسم احد شهدائهم؟
والاهم من ذلك تلك المنظمة التي سنفرد لها مساحات ارحب من خلالها نستضيف العديد من الاسر و الشخصيات للتحدث عنها .. الصلاحيات التي منحت لها ... والمرافق التي اعطت اليها ابرزها منتزه المقرن العائلي .. الاعفاءات الجمركية وغيرها .. واعني هنا منظمة الشهيد ... هل ستستمر في خدمة كوادر وعناصر الحركة الاسلامية واسرهم؟؟ ، هل سيجبرا البشير ويخرج عن عباءته لتخدم مثل هذه المنظمة وتدعم اسر كل الذين ماتو في كل الجبهات بما فيهم الهالكين من مليشياته ؟؟ هل سيعترف البشير بان الجميع هنا سواسية ؟؟ وهذا حقهم لا منحة منه او منة من مؤتمره الوطني
اذا لم تلغى كل المسميات كقاعة الزبير ، شارع ابو دجانة .. مستشفى ... الخ لن يبقى الا ان نقول بان الراية مازلت حمراء وستستمر المعركة وليعلم رئيس نظامه بان كل القوى السياسية فقدت من كانوا اخلص وانقى واطهر ... و .. و وان كانت هنالك ضرورة لتسمية بعض المرافق باسماء شهداء فلنعد قوائمنا بمن ماتوا ضحايا لحرب لا ناقة لهم ولا جمل فيها ، ومن ماتو بسبب تجاوزات نظامكم ، ومن ماتوا جوعا ، ومن ماتو في السجون وبيوت الاشباح ، ومن ماتوا ضحايا للهيجان و التغييب الذي تحلت بهما عضويتكم ، ومن اعدمتموه لامتلاك بضعة دولارات "مجدي" ثم كرمتم اكبر تاجر عملة بعد عام من اعدامه كابن السودان البار ، ولن ننسى من ماتوا نتيجة التدريب القاس في معسكراتكم واخرهم طالب الشهادة السودانية الذي توفي قبل شهر نتيجة اجباره على شرب سطل من ماء "البلاعة" ادى الى وفاته بعد عدة ساعات (( وهذا الموضوع ساقدم تقريرا كاملا حوله في الايام القادمة )).
ابراهيم شمس الدين وغيره ليسوا بافضل من اولائك فاذا كانوا هم ضباطا في الجيش فهناك قتلى في وطننا من علماء واساتذة الجامعات و الطلاب و المثقفين وحتى مواطنين بسطاء نتيجة سياساتكنم الغراء.
لن يهدا البال ولن يستقر الحال دون ان تسقطوا عن حساباتكم كل مظاهر الهوس ولوحات العنف واشكال الاقصاء.
لن تستقر البلاد دون ان تخلعوا مساحيق الدجل و الشعوذة وترموا بنفاقكم في مزبلة بعيدة عن وطننا
ختاما لا اعرف ما هو موقف الحركة الشعبية و التجمع الوطني من كل هذه المظاهر ؟ هل سيعتبرون ازالتها من الكماليات ام سيقفون عند كل شاردة وواردة ؟؟
وغدا نواصل
محمد خليل محمد
|
|
|
|
|
|
|
|
|