|
مواصة في الحوار (Re: زهرة حيدر ادريس)
|
الاخ احمد الشايقي... تحية طيبة ، وكل الشكر على هذا الاثراء واستمرار للحوار ... اعتقد ان كثيرين منا يشعرون بهذا الاحباط الذي ينتابنا .. وقد يبدو ذلك الشعور وكانه موقف اجماع وطني تجاه ما يحدث ان جاز لي استعارة المصطلح اعتقادي هذا جاء من نقاشات كنت طرف فيها او حتى مجرد منصتة لها خلال الايام الماضية.... كما ارى هناك اسئلة تدور في ذهننا جميعا ... ربما اجابتنا عليها قد تنتقل بنا من مربع الاحباط الى عتبة الفعل من اجل هذا الوطن ... والاجابة على هذه الاسئلة تتطلب تجرد تام من انتمائتنا سواء العرقية او الدينية او حتى ميولنا السياسية .. فلربما نكون جيل يحدث تغيير حقيقي ان تملكنا هذا التجرد وغيرنا مسار الفعل السياسي ... مع الوضع في الاعتبار بان اسئلتي التالية وارد ان يسقط عنها الكثير كما قد يرد اضافة لها الكثير في اذهاننا:
لماذا عارضت القوى السياسية انقلاب 30 يونيو؟!!!
قد تبدو الاجابة على هذا السؤال بديهية ، لكن بمقارنتها بما يحدث الان يظل السؤال قائما ... فبافتراض ان الاجابة البديهية المتوقعه هي : لانه نظام غير ديمقراطي احادي اصولي ... الخ، يتاتى السؤال التالي بناءا على الاجابة البديهية:
ماالذي تغير الان لتصالحه القوى السياسية؟!!!
وبافتراض ان الاجابة البديهية للسؤال الثاني هي : بان هناك تحول في وجهة النظام" كما يجيب البعض" نتيجة للضغط الدولي ... يتاتى السؤال بناء على الاجابة البديهية:
هل التحول حقيقي وجذري ؟!!! وما هي مؤشرات بان ما يحدث من تحول ناهيك عن ضمانت قد تشير او تؤدي الى تغير لصالح السودان وشعبه؟!!
هل ستبقى وصاية العالم علينا لضمان احداث التغيير واعني بالوصاية ما يسميه كثيرين في الشارع السوداني بالاحتلال تحت مظلة الامم المتحدة و الاتحاد الافريقي ؟!! .... ام سيوضع اساس وعلى القوى السياسية السودانية تطويره؟!!!
اذا رجحت البداهة الخيار الاول (( ستبقى وصاية العالم علينا لضمان احداث التغيير واعني بالوصاية ما يسميه كثيرين في الشارع السوداني بالاحتلال تحت مظلة الامم المتحدة و الاتحاد الافريقي)) فالامر جلل .... وان رجحت البداهة الخيار الثاني ((سيوضع اساس وعلى القوى السياسية السودانية تطويره)) فترد الاسئلة التالية:
أ. هل القوى السياسية مؤهلة سياسيالاحداث التغير المرجو؟!!! ب. وهل من اهدافها حقا احداث التغير المرجو؟!!! ت. وهل تكوينها وتركيبتها التنظيمية و التصاقها بالجماهير وقضايهم يمكنها من احداث التغير المرجو؟!!! ث. ثم ما هي القوى السياسية السودانية التي يمكنها التغير المرجو؟!!! ج. وهل السياسة السودانية بشكل عام بتجاربها السابقة و ما يمكن ان تفرزه مستقبلا يمكن ان تحدث التغير المرجو؟!!!
هناك جانب اخر للامر ... اذا قمنا بتحليل الخطاب السياسي المطروح على الساحة نجد باننا على وشك كارثة حقيقية ... ان اخطر ما استخلصناه من 16 عاما عجاف هو ثقافة العنف و الحرب .... لقد اعتمد الشعب السوداني قصرا العنف لنيل حقوقه، فالكاسب في معركة المفاوضات من نجح في فرض نفسه عسكريا واعني النظام و الحركة ، ومن مرجح ان يكسب مستقبلا جبهة الشرق و حركات دارفور المسلحة.
الجانب الثالث للوضع.. يكمن في الطرق التي جاءت بها اتفاقيات السلام... و السؤال المحرج ... اين هي الحريات التي وقفنا 16 عاما على حد سيفها اما ان تكون او فالترق كل الدماء على حد قول الكيزان؟!!!! - جامعة امدرمان الاهلية احترقت بفعل صبية النظام وصفحات اتفاقيات السلام لم يجف حبرها او كانت على وشك ان تصطر "اتفاق القاهرة" !!! - اغلقت صحيفة الخرطوم مونترلفضحها تكتم الحكومة على وباء منتشر في مدينة بورتسودان !!! - اعتقال عدد من الاعلاميين عقب توقيع اتفاق القاهرة !!! - الصحافة و المطبوعات ما زالت تسل سيفها على الصحفيين و الكتاب و المفكرين السودانين!!! - حملات النظام العام و الكشات تطارد الشرفاء من ابناء شعبنا حتى اليوم صباح 30 يونيو - يساق موظفي وموظفات الخدمة المدنية قصرا من عملهم للتهليل و التكبير لثورة الاعجاز و الاجاز !!! - ما زالت العربات و المرتجلون يوقفون في شوارع عاصمة السلام بعد الساعة 11 ليلا للتفتيش !!! وغير ذلك الكثير
اين الديمقراطية ... التي تغنينا بها وتباكينا عليها سنينا طوال من سنوات عمرنا العجاف؟!!
اين الديمقراطية .. وقوانا السياسية قاطبة تقر على يطرح دستور البلاد للاجازة من المجلس الوطني " جسم النظام التشريعي" ومجلس الجنوب "جسم الحركة التشريعي" ؟!!!!!!
هل قسم الشعب السوداني ما بين النظام و الحركة الشعبية ؟!!! ، واي دستور في الدنيا يجاز هكذا ؟!!! ان كان التعديل في كلمة في الدستور يطرح عادتا للاستفتاء من قبل جماهير الشعب؟!!!!!
السؤال الادهى و الامر ... لماذا توافق القوى السياسية على ذلك ...؟!!
هل بالفعل اتفاق القاهرة ابرم على حس حليفة طلاق من قبل قائد السودان الجديد الدكتور جون قرنق ديمابور..؟!!!!!
اخيرا الاخ احمد الشايقي و الجميع ... ان وجدتم اجابات على اسئلتي هذه .. يبقى سؤالي الاساسي:
ماذا نحن فاعلون؟!!!
ولكم ودي زهرة
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
|
|