|
قصتي مع ماء زمزم
|
روي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه وصف ماء زمزم فقال ( إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ، إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ وَ شِفَاءُ سُقْمٍ ) و إستهداءاً بهذا الحديث الشريف فقد ظللت و الحمد لله حريصاً على أن لا يخلو منزلي من هذا الماء الطيب المبارك الذي هو خير ماء في الأرض كما وصفه نبينا الصادق الأمين . و لكون زوجتي ـ وهي سودانية الأم سعودية الأب ـ من أهل مكة المكرمة فقد أعتدنا في الغالب على قضاء يومي الخميس و الجمعة في منزل أسرتها بمكة و قد يسر لي ذلك الحصول على مؤونتنا الأسبوعية من ماء زمزم و التي أقوم بتعبئتها بنفسي من محطة التعبئة الرئيسية الكائنة في حي المسفلة أمام مواقف سيارات حجاج البر بكدي و منطقة كدي ( حي الهجرة ) هذه هي أول منطقة سكنت فيها في مكة المكرمة و فيها جبل ثور و غار ثور . و المعروف علمياً عن مياه زمزم أنها خالية تماماً من الجراثيم و هي تفوق المياه المعدنية في نسبة الأملاح المعدنية مثل الكالسيوم والصوديوم والمغنيزيوم والبوتاسيوم وغيرها ، و لهذا السبب و عن تجربة أقول أن إبنتي ( يارا ) التي لم تبلغ الثالثة من عمرها من السهل عليها تمييز مياه زمزم عن غيرها . مناسبة هذا الموضوع هي أنني و طيلة الأسابيع الماضية كنت ـ أجاركم الله ـ أعاني من صداع نصفي حاد جداً لم تخفف من حدته جميع الأدوية المسكنة التي تناولتها مما أضطرني لزيارة الطبيب الاستشاري أكثر من مرة حيث أجرى لي العديد من الفحوصات بما فيها الأشعة المقطعية و المغناطيسية للمخ و الرقبة التي أرهبتني وجعلتني أعتقد أن الأمر خطير جداً ، لكن طمأنني الطبيب بأن نتيجة الفحوصات ممتازة و لله الحمد و أن ما أعاني منه سببه التهاب بسيط في الحلق ، لكن و على الرغم من قيامي بتعاطي الأدوية التي قررها لمعالجتي إلا أن حالة الصداع التي تلازمني ظلت على حدتها . عانيت كثير من ذلك الحال حتى أصبحت أتوهم أوهاماً مذهلة ، و فشلت كل محاولات طمأنتي من زوجتي و أهلي و أصدقائي و حتى الطبيب المعالج بأن الأمر بسيط و ربما أكشف لكم أن السر وراء ذلك هو أنني بحثت عن تشخيص لمسببات هذا الصداع النصفي الحاد عبر الأنترنت فهالني ما قرأت و أدخل فيني بل أدخلني في حالة لا يعلمها إلا الله تعالى . صباح السبت الماضي و قبل أن أغادر منزلي إلى العمل طلبت مني زوجتي بعد أن أستنفذت كافة معينات الطمأنة أن أشرب من زمزم بنية الشفاء من هذا الصداع.. ترددت صراحة !! لكن سرعان ما زال ترددي حينما قامت بنفسها ـ و هي النفساء ـ بإحضار ( جك ) الماء لي و أنا أمام باب الشقة متأهباً للخروج تضلعت بزمزم و سألت الله تعالى أن يجعل لي فيها شفاءاً من صداعي النصفي اللعين وأنا كلي تصديق لما روي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قوله ( مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ فَإِنْ شَرِبْتَهُ تَسْتَشْفِي بِهِ شَفَاكَ الله ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ مُسْتَعِيذاً بِهِ أَعَاذَكَ اللهُ ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ لِيَقْطَعَ ظَمَأَكَ قَطَعَهُ اللهُ ) . حينما وصلت إلى مقر عملي و انغمست في أداء مهامي التي كان أولها اجتماع صاخب مع عشرة أشخاص من موكلينا من الموظفين الذين هم بصدد إقامة دعوى ضد أحد البنوك بسبب إنهاء خدماتهم ، إلا أنني و على الرغم من ذلك الاجتماع الذي أستغرق حوالي ساعتين و نصف كنت أشعر بأن حدة الصداع تخف شيئاً فشيئا و أشهد الله أنني حينما عدت لمنزلي بعد انتهاء فترة الدوام الصباحي كان الصداع اللعين قد زال عني تماماً وبقيت على هذه الحالة الطيبة و لله الحمد حتى لحظة كتابتي لهذا الموضوع . و إذ أحمد الله تعالى الذي اذهب عني ذلك الصداع و عافاني من آلامه حمداً كثيراً .. أجد لزام على أن أطرح هذه التجربة لمناقشتها عبر هذا المنبر من كافة النواحي الدينية و الطبية و السيكلوجية و من كافة وجهات النظر حتى تعم الفائدة .. فمرحباً بمداخلاتكم ..
|
|
![URL](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
|
|