سالم ود السما ...الطبعة الثانية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-16-2024, 06:50 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-20-2005, 03:38 AM

omer almahi
<aomer almahi
تاريخ التسجيل: 03-25-2004
مجموع المشاركات: 1507

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية (Re: omer almahi)

    تمهيد

    لا أدَّعى لنفسي "خلق" الجزء الرئيسي من هذه الرواية ، قصة " سالم ود السما " ، بل لقد نقلتها بترتيبها الزمني من صُنَّاع أحداثها ومعاصريهم ، ومعظمهم كانوا تلاميذاً بخلوة ود الماجدى وعايشوا القصة من لحظة ذهاب سالم لإحضار الحمارة و اختطافه وحتى التحريات التي أجريت بمركز الكاملين . ودارت عجلة الزمن وذهب بعضهم إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج فقابلوا سالما بجدة وتعرَّفوا عليه وأخبر واحداً منهم كان صديقا له فى صباه ، بأنه أصبح خصيّاً .
    بذلت جهودا مضنية للحصول على الأشعار التى قالتها أم الصبي خلال الفترة الواقعة بين اختفائه وموتها حسرة عليه ، وعلمت أنها كانت كثيرة ، إلا أن جهودى لم تثمر كثيرا ولم أحصل سوى على الثلاثة أبيات التى ضمنتها الرواية ، وذلك لأن معظم من عاصروا أم سالم ماتوا واهترأت ذاكرة من لايزالون على قيد الحياة منهم .
    أما الأستطراد الذى أتخذته منهاجا لتوضيح الحالة الأجتماعية والسياسية والأقتصادية لمنطقة الجزيرة والسودان الأوسط خلال وقبل الفترة التى وقعت فيها أحداث الرواية بود الماجدى وأنتهت بالحجاز عند قيام عبد العزيز آل سعود بتوحيده مع نجد وأصبح يعرف بالمملكة العربية السعودية ، فقد أعتمدت فيما أوردته به من أحداث سماها بعض من قرأوا مسودة الرواية " تاريخ ماأهمله المؤرخون " على مصدرين : أولهما ماكتب عن تاريخ السودان الحديث ابتداء بطبقات ود ضيف الله ومرورا بيوميات غردون باشا والسيف والنار لسلاطين باشا وجغرافية وتاريخ السودان لنعوم شقير وأنتهاء بآخر ماصدر من كتب ومباحث ، وثانيهما رواة ثقاة مصداقيتهم عندى عالية تعاملت معهم على أمتداد أربعين عاما كنت خلالها أستمع ولا أحدث عملا بمقولة عبد الله بن عباس بن عبد المطلب رضي الله عنهم " أول التعلم الصمت وثانيه الأستماع ." أذكر من هؤلاء ، على سبيل المثال لا الحصر أستاذى الراحل الفقيه محمد المنصور الذى درَّس القرآن بخلوة ود الماجدي لأربع وستين سنة ، وقد حكى لى لقاء محمد ود شقدى والسيد عبد الرحمن المهدى بالناظر خلف الله ودتاتاي بام دقرسى عند مطلع القرن العشرين ، وكان ود المنصور حاضرا لذلك اللقاء ، والشيخ الطيب أبو صباح مصطفى من الهلالية ، وكان والده الفقيه أبو صباح مصطفى صديقا للمهدى بطيبه الشيخ القرشي حيث درسا معا على الشيخ القرشي ود الزين ، والدكتور عز الدين المهدى نجل الخليفة عبدالله التعايشى ، وبدوى مصطفى وزير التربية والتعليم الأسبق ، وأحمد الطيب عابدون وإبراهيم يوسف سليمان عُضْوا مجلس راس الدولة السابقين وميرغنى محمد نبق بالكاملين والطيب والطاهر ابني الشيخ أحمد يونس بأم قردسي والأستاذ سعد الدين محمد أحمد بالكلاكلة وعمى طلحة الطيب المنصور الذى كان صديقاً لسالم و زميلاً له بخلوة ود الماجدى ومئات السودانيين الذين توفاهم الله ، وما مات رجال إنما دفنت عبقريات .
    لم أحظ بمقابلة المكاشفى أبو عمر قبل وفاته عام 1962 والذى يقال أنه كان يتحدث عدة لغات أجنبية ، ولكننى شاهدت مخطوطة باللغة الأنجليزية كتبها فى الأربعينات . فقد أخبرنى الأستاذ محمد رحمه الله المشرف التربوى السابق بتعليم الدويم بأنه ذهب إلى الشكينيبة مع أهله من قرية كاوا بجنوب غرب الجزيرة لزيارة الشيخ المكاشفى أبو عمر ، وكان محمد وقتها تلميذا بالصف الأول بمدرسة ود مدنى المتوسطة ، فسأله المكاشفى :
    •••••• محمد ولدى ، أدوكم الأنجليزي فى المدرسة ؟
    •••••• نعم أدونا ليه ياسيدى الشيخ .
    •••••• وأدوكم البسملة بالانجليزى ؟
    •••••• لا والله ياسيدى الشيخ ، ماأدونا ليها
    •••••• سبحان الله ! كيف يدوكم الانجليزى و مايوروكم البسملة ؟
    وطلب ورقا ودواة وقلما وكتب
    “ In the name of God , the Merciful , the Compassionate “
    ثم مدها لمحمد ؛ وقد شاهدت المخطوطة بيخت الرضا عام 1971 عندما كنت أعمل هناك .
    والمكاشفى لم يتعلم اللغة الأنجليزية بالسودان ، كما أنه لم يغادره لنقول أنه تعلمها خارج حدوده . فالأتراك الذين حكموا السودان لأربع وستين سنة لم يفتحوا به سوى مدرسة واحدة فقط جعلوا منها مبررا لنفي الأستاذ رفاعة رافع الطهطاوى إلى السودان وذلك بتعيينه ناظرا لها وأغلقت أبوابها برحيله عن الخرطوم ،ولم تك اللغة الأنجليزية من بين المواد التى تدرس بها.
    والعربى الوحيد الذى كان يجيد اللغة الأنجليزية خلال فترة حكم الأتراك للسودان ضابط مصري إسمه أحمد عوان وكان يعمل سكرتيرا لأحمد عرابى باشا ونفاه الأنجليز إلى السودان بعد فشل الثورة العرابية وعينه غردون باشا مترجما بقصر الحاكم العام ، وكان غردون ومساعده الكولونيل سيتوارت يشكوان باستمرار من رداءة ترجمته وفصلاه عن العمل مما أضطره إلى التعاون مع المهدى فكان يقوم بكتابة برقيات مزورة من المندوب السامى البريطاني بمصر ، إيفلين بارنج ( لورد كرومر ) ، ثم يرسلها إلى غردون خلال حصار الخرطوم تطمئنه بقرب وصول المدد من مصر ، فعاش على ذلك الأمل حتى أقتحمت قوات المهدى الخرطوم وقتلته فى فجر 25 يناير 1885 .
    يقول أتباع المكاشفى أنه كان من " أهل الخُطْوَة " أي أنه يذهب إلى حيث يشاء ومتى أراد . ويعتقدون أنه تعلم هذه اللغات من خلال اختلاطه بأهلها . ولو سلَّمنا جدلاً بصحة هذا الزعم فإن من يعتمد على الأستماع فقط يتعلم نوعا ركيكا من اللغة مثل ماتعلَّمه صبية المحطة الوسطى بالخرطوم والذين كانوا يؤجَّرون حميرهم لنقل الركاب داخل الخرطوم عند نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين قبل أختراع السيارة ، والذى أطلق عليه أسم أنجليزية بُرَّي . فكانوا يعرضون خدماتهم على الحكام الجدد بعبارة:
    “Donkey me carry you , Khartoum Palace , piastre two “
    •••••• سوف أحملك على حماري إلى القصر مقابل مبلغ قرشين.
    ولكن المكاشفى أبو عمر كان يتحدث مستوى راقيا من اللغة الأنجليزية ويتمثًّل بآيات قرآنية مترجمة إلى هذه اللغة ، بالأضافة إلى أنه لم يك يحسن اللغة الأنجليزية فحسب بل لقد سُمع يتحدث لغات أخرى منها الألمانية والسواحيلية .

    لم أجمع ماضمنته هذه الرواية من أحداث جمع حاطب الليل ، ولم أخبط فى التاريخ خبط العشواء ، بل لقد توخَّيت الدقة الشديدة والتروَّى المتأنيَّ فى كل معلومة سمعتها أو قرأتها . وكنت أمَّحصها تمحيصا دقيقا خشية الوقوع فى الخطأ والزلل . وأستطيع أن أقول أن كل ما ورد فى الاستطراد بهذه الرواية حقائق صرفة لم أعمل فيها خيال الروائي أو تطويع القاص للأحداث كي توائم مقاصده وتخدم مراميه .
    ورغم ذلك ، فإن مابين يديك ، عزيزي القارئ ، رواية وليست كتابا فى تاريخ السودان . وما الوقائع التاريخية التى جاءت فيها إلا مرآة تسلَّط الضوء على خلفية أحداثها وأشخاصها.
    ولو أن أناساً أستفادوا من الأستطراد الذى تضمَّنته هذه الرواية فالفضل لهم وليس لى ، ولو أضير آخرون من جرَّاء ذلك فالوزر عليهم وليس عليَّ . فقد كان هدفى فى كل ماكتبته إنصاف الحقيقة حسبما أراها وأفهمها


    الطيب الزبير الطيب المنصور
    سرت – ليبيا – ص ب 185
    ‏1999‏ م

    شكر وعرفان

    يسعدني أن أتوجه بأسمى آيات الشكر والعرفان لأخوة أعزاء قدموا لي الدعم المادي والمعنوي خلال مختلف مراحل أعداد هذه الرواية ، منذ أن كانت مجرد فكرة حتى أصبحت كتاباً يتصفحه القراء.
    وأخص بالذكر من هؤلاء الأستاذ عمر الحميدى الذى تفضل بقراءة مسودة الرواية فكتب مقدمتها وصمم لوحة الغلاف . والأستاذ ناجى عمر الذى أعدَّ اللوحات التوضيحية . والأستاذ عاصم أحمد عسيلة الذي ساهم فى أعداد لوحة الغلاف . والأستاذ محمد المكي الذي راجع المسودة وأمن على سلامة اللغة ولزوجتى العزيزة أمينة الطيب سليمان التى أمضت بياض الأيام وسواد الليالي تقف إلى جانبي وتشدُّ من أزرى حتى أكتمل العمل.
    وللأ ستاذ إ إيهاب محمود الشيبانى الذى تفضل بإخراج الطبعة الثانية لهذه الرواية وكتبها على جهاز الكمبيوتر. وللأستاذ محمد بشير الفرجانى الناشر الليبي الذى تفضل بنشر الطبعة الأولى من الرواية .
    ومن يفعل الخير لايعدم جوازيه
    لا يذهب المعروف بين الله والناس
    كما أشكر عشرات الإخوة والأخوات العرب من غير السودانيين ، الذين كتبوا لى يشكون من الصعوبة التى واجهتهم فى فهم الحوار الذى كتب بالعامية السودانية ، وطالبوا بتحويله إلى اللغة العربية الفصحى ليسهل فهمه . ولخشيتى من أن يؤدى هذا إلى خلق مباعدة بين الكلمة والواقع فقد أعددت فى هذه الطبعة هوامش بما يزيد على المائة وأربعين مفرداً من العامية السودانية ، وأوردت مقابلها فى اللغة العربية الفصحى ، بحيث يصبح بإمكان كل قارئ عربي فهم الرواية كاملة دونما ضرورة للأستعانة بسوداني .

    المقدمة

    للروائي السوداني / عمر الحميدي

    سيجد القارئ ، كما وجدت أنا ، قدراً غير يسير من المتعة وهو يقرأ هذه الرواية ذات المذاق الجديد فى آفاق الرواية العربية . فالقارئ العربي عامة والسوداني خاصة مولع بالتاريخ. التاريخ له جذوره العميقة فى النفس العربية ، فنحن فى الواقع " سَلَفِيُّون " .

    وفى هذه الرواية ومضات من تاريخ السودان أيام الحكم التركى والثورة المهدية والحكم الثنائي ، وهي أيام حافلة بأحداث جسام ولكن المؤلف يلقى الضوء على الجوانب الممتعة التى تخدم سياق الرواية . ومتعة أخرى نجدها في تلك النبوآت التي تتحقَّق بعد أن يتنبأ بها أولياء الله الصالحين .

    نزل المهدى ضيفا على الشيخ برير ود الحسين بشبشة وهو فى طريقه إلى الخرطوم لفتحها . وبينما كان برير يودّعه دار بينهما هذا الحوار:
    •••••• محمد أحمد ولدى ، المقدَّم مُو مَوصّل ، فِكَّنى عشان أرجع ، وودعتك الله والرسول
    •••••• الفكة فى مكة !
    فأبتسم الشيخ بريرعندما أحسَّ بالمهدى يشدَّد من قبضته على يده ، وقال : -
    •••••• مكَّتى أنا سَيَّال خالى ود عَرِيض داك ، ومكَّتَك أنْتَ مُقرْن البحرين !
    توفى الشيخ برير ودفن بسيال ود عريض بشبشة وتوفى المهدى ودفن بأم درمان حيث مقرن النيلين .

    وهناك الذكاء الفطرى الذى ورثه الإنسان السودانى من أصوله العربية والذى يتجلى فى المشهد الفريد بين الخليفة عبد الله التعايشى والشيخ عوض الكريم أبو سن زعيم قبيلة الشكرية . فقد طلب منه الخليفة مدَّه بألف بعير من أبل الشكرية لإطعام جنوده . تحدَّث ود أبو سن للرسول الذى وقع عليه الأختيار لحمل الرسالة إلى أفراد القبيلة فأخبره بما مفاده أن يهربوا بالجمال إلى الحبشة .
    تاريخ السودان بصورة عامة يتمركز أساسا على الزراعة والرعي والتصوُّف .والرواية غنية بكشف هذه العناصر. ففى مجال الزراعة والرعي كان ذلك التراث الخصب فى معرفة مواسم الزراعة :
    •••••• خالى الزبير ود الطيب ، باكر ماشى أزرع البطيخ
    •••••• لاتزرع باكر ياولدى ، أصبر تلاتة يوم لامن تدخل عصاة الموية . أكان زرعت باكر بطيخط بطْلَع دَقَل
    وهناك أيضا معرفتهم الجيدة فى التعامل مع الماشية ، وبصفة خاصة الجمال . أما فى مجال التصوف فهناك مدارس القرآن " الخلاوى " وتلاوة الليل ، أو ماصار يعرف " بنار القرآن " ومعالجة الناس بالكتابة .
    هذه الرواية هي السودان فى لوحة فنية ، لوحة زاهية الألوان ، ولكنها لا تجهل الخط الرئيسي للرواية من خلال الاستطراد الذكي الشيق .
    أحيانا تعتقد أنك أبتعدت عن حكاية سالم ، ولكن الصحيح أنك تقترب منها من خلال تلك الأحداث لتعيش جوهر الحكاية …… حكاية سالم ود السما ………
    المؤلف لايخدعنا ، إنه يقدم لنا وقائع قصة تبدأ عام 1908 بقرية ود الماجدى بالسودان …… الناس بأسمائهم والبلاد بمواقعها الجغرافية ، يتساوى عنده الكبار والصغار.
    •••••• كنت وين يا فار الكتب ؟
    •••••• كنت فى العاصمة
    •••••• سويت شنو فى العاصمة ؟
    •••••• زُرت السيدين .
    •••••• السيد على الميرغنى أدًّاك شنو ؟
    •••••• أدًّانى الفاتحة
    •••••• والسيد عبد الرحمن المهدى ؟
    •••••• صرف لى قيمتها .
    عندما درس سالم القرآن بدأ يتبرم بما يجرى فى البيت ، وعندما يعود إليه فى أستراحة الفطور ويجد الشجرة تعج بالرجال يرفض الأكل . بعد ذلك بدأ يعترض على قيام جدته وأمه بعمل وبيع المريسة لأنها خمر والخمر محرَّم بنص القرآن .
    •••••• ياولدى القرآن دا بِقَرَّيك ليهُ فكى الخير وَلاَّ واحْداً خِلاَفُو؟
    •••••• فكى الخير
    •••••• فكى الخير قال المريسة عيش بلداتنا وموية نيلنا ، الحرام فيهن ياتو ؟
    •••••• ياحبُّوبة كل شاة معلقة من عَصَبتَها لوما بطًّلت المريسة أنا حأسيب البلد
    •••••• سَجَم خشمى ! لا ، لا ، لا وَكِتْ شيتاً بخلّيك تَطْفُش خلَيناها ، والله ماشقََّ حَنَكَاً ضَيعُو !
    أما التمييز العرقى فلم أقرأ عنه ملاحظة أبلغ مما جاء فى هذه الرواية ، وذلك عندما دخل النخَّاس الحجازى لمعاينة سالم والأتفاق على ثمنه فوجده جالساً مع الخاطف السودانى الآخر ، فسأل :
    •••••• مين فيهم للبيع ؟
    وهكذا نحن السودانيون فى أعين الآخرين ، وإذا لم تقتنع بأننا شىء واحد فسوف يكون الجميع من دينكا وجعليين وشلك ورفاعيين وشايقية وهدندوة معر‍وضين‌ للبيع !!
    هذه أمثلة من عشرات المواقف والمشاهد التى تذخر بها هذه الرواية والتى تدل على ثقافة ثرَّة وأطلاع واسع بتاريخ السودان ، وهذا الأطَّلاع ضرورى للروائي . فنجيب محفوظ تمكَّن بفضل معرفته الواسعة بالقاهرة وأناسها وحواريها وأسلوب حياة أهلها ونظرتهم للحياة والأشياء من كتابة عشرات الروايات الخالدة . وايرنيست هيمينقواي ومعرفته بالبحر والمد والجزر والأسماك وأنواعها والرياح والنجوم مكنته من كتابة إحدى روائعه " العجوز والبحر " . معرفة باسترناك بتاريخ روسيا وثوراتها مكَّنته من كتابة رواية " دكتور زيفيقارو".
    وللرواية بداية ووسط ونهاية ، ولكن الرواية هذه أحداث. من أحداث ثورة المهدى إلى أحداث حكم الخليفة عبد الله التعايشى ومجاعة " سنة سِتّة " ، ومن أحداث ثورة ود حبوبة إلى أحداث ظهور طائفتى الختمية والأنصار ؛ ومن أحداث الشيخ فرح ود تكتوك إلى أحداث " التمرجى بتاع رفاعة " حسن عطية .
    ولكن الحدث يصل إلى ذروته عندما تلملم هذه الرواية أطرافها ويتم اللقاء بين الظالم والمظلوم . وهنا نقف على طرف من أطراف الخلق السودانى حيث تتحقق مقولة العفو عند المقدرة. فالظالم سيَّد من سادات البلد ، عنده الجاه والمال والسلطان . والمظلوم عبد بيع فى سوق النخاسة ، دفعت به الأقدار ليكون سيدا ويقع تحت رحمته ذلك السيد الظالم . ترى ماذا فعل به ؟
    •••••• نسيت حمارتك المربوطة تحت الشجرة يا يابا محمد نور ؟
    أعجبتنى فى هذه الرواية التشبيهات الرائعة المأخوذة من البيئة الريفية السودانية وتشم فيها عبق طين الجزيرة الأسود الخصب ....... ساعداه مفتولان كحبال المراكب التى تنقل الذرة من سنار إلى الخرطوم ....... وجهه مثل قطعة الطماطم التى أنضجتها أشعة الشمس قبل أوانها فاحمّر وسطها وابيضّت جنباتها.
    وجهه مثل كلية الثور التى نزع غشاؤها ، لم تنبت فيه بيضاء ولا سوداء ........ عيناه زرقاوان تخالط زرقتهما خضرة، وهما كالطحلب المترسَّب فى قاع بركة صافية ...... ظهره مستو كظهر العجل ......... تدلى شحم رأسه على الكتفين كحلقة المحراث على ظهر الثور ...... إذا تحدثت أو ضحكت تطايرت ذرات التمباك من فمها تطاير الشعراء عن ظهر البعير وسقطت على وجه وملابس محدَّثها ....... كالطائر الوجل ، لايهنأ بعيشه ولايمتع الناس بصوته .
    الرواية هذه أسلوب جديد أومن به وأتوخَّاه وأرى الكثيرين من الروائيين يتبعونه ولكن بقدر ، وكاتبنا الطيب الزبير أتبع هذا الأسلوب الدسم كاملاً فى روايته هذه والتى سوف تحتل مكانها كإحدى روائع عصرنا .

    عمر الحميدى
    مصراته - ليبيا 1996

    (عدل بواسطة omer almahi on 07-31-2005, 01:34 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi06-20-05, 03:32 AM
  Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi06-20-05, 03:38 AM
    Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi06-20-05, 04:16 AM
      Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi06-20-05, 01:21 PM
        Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi06-21-05, 02:14 AM
    Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi07-31-05, 01:30 AM
  Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية THE RAIN06-21-05, 03:46 AM
    Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi06-21-05, 05:37 AM
      Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi06-21-05, 11:17 AM
        Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi06-22-05, 02:36 AM
  Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية ودقاسم06-22-05, 02:43 AM
    Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi06-22-05, 08:43 AM
      Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi06-23-05, 02:13 AM
        Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi06-23-05, 08:53 AM
          Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi06-25-05, 03:31 AM
            Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi06-25-05, 07:49 AM
  Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية THE RAIN06-25-05, 08:17 AM
    Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi06-26-05, 01:12 AM
      Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi06-27-05, 02:18 AM
        Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية حيدر حسن ميرغني06-27-05, 06:42 AM
          Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi06-28-05, 02:34 AM
            Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi06-28-05, 08:51 AM
  Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية THE RAIN06-28-05, 09:06 AM
    Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi06-29-05, 02:08 AM
      Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi06-29-05, 09:24 AM
        Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية banadieha06-29-05, 09:48 AM
          Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi06-30-05, 02:29 AM
            Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi07-03-05, 02:22 AM
              Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi07-03-05, 05:58 AM
                Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية banadieha07-03-05, 08:13 AM
                  Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi07-04-05, 02:25 AM
                    Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi07-05-05, 06:26 AM
                      Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi07-07-05, 01:44 AM
                        Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi07-07-05, 07:30 AM
                          Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi07-09-05, 04:22 AM
                            Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi07-09-05, 10:38 AM
                              Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية banadieha07-10-05, 01:00 AM
                                Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi07-11-05, 01:40 AM
                                  Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi07-11-05, 10:22 AM
  Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية THE RAIN07-10-05, 01:22 AM
    Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi07-12-05, 01:12 AM
  Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية THE RAIN07-10-05, 01:31 AM
    Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية banadieha07-10-05, 03:14 AM
      Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية abuguta07-11-05, 10:55 AM
        Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi07-13-05, 01:25 AM
          Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi07-13-05, 06:19 AM
        Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi07-19-05, 04:54 AM
  Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية THE RAIN07-13-05, 07:06 AM
    Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi07-23-05, 06:15 AM
  Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية nashaat elemam07-14-05, 05:51 AM
    Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi07-19-05, 03:05 AM
    Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi07-24-05, 02:45 AM
  Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية أبوذر بابكر07-19-05, 03:26 AM
    Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi07-20-05, 11:21 AM
      Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi07-22-05, 09:57 AM
        Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi07-23-05, 02:32 AM
    Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi07-25-05, 02:49 AM
  Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية أبوذر بابكر07-23-05, 06:46 AM
    Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi07-26-05, 05:09 AM
  Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية أبوذر بابكر07-25-05, 03:20 AM
    Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi07-26-05, 02:09 AM
  Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية أبوذر بابكر07-26-05, 03:46 AM
    Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi07-28-05, 01:13 AM
      Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi08-31-05, 08:51 AM
        Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi09-03-05, 03:52 AM
          Re: سالم ود السما ...الطبعة الثانية omer almahi09-04-05, 02:28 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de