|
موت مسرح ...موت جيل...وعيون لا تستدير
|
قال للمذيع فى تلك المقابلة التى اجراها معه عن سر اختياره للتمثيل وانتشاره وذيوع صيته، بعد ان ادار عينيه الكاميراتيتين:
اصلو ا انا أمى كانت بتدعينى لما كنت صغير بتقول لى : الله يفرج فيك خلقو .... اهو الناس كلها بقت تتفرج على...
عيناه تدوران دورة كاملة بعرض الصالة وعرض الشاشة ...لانه ممثل يعرف ما يريد ...... الانتباه كل الانتباه ثم تستقران على الضحية ـ القلب، بعدها يرسل قذيفة ..مفاعلة الضحك
مؤكد عليها انها "ستقطع امعاءهم" من فكاهتها ...ولن تنسى ...
تستدير عيون بت قضيم امرأة ثقافة المركز السودانى، وهى تجمع طرف ثوبها تحت ابطها وتتصنع الجهل بما تقول وطاااااخ استغفرتك يا مالك روحى ..ويكون نصف الجمهور قد وقع فى البعض وسال الدمع على الوجوه من شدة الضحك...لا تهتز هذه المرأة وبعض اسنانها نمفقودة لموت الجمهور من الضحك بل تمضى تصلح من احجبتها ومفاحضها ..ولا يجرؤ احد ان يراها غير امرأة ثقافة المركز المسنة ...ذات القضية الجريئة والحوار الداخلى الذى لا ينفض مع جنس الذكور ولا معقولية تركيبته العقلية....
العيون نفسها تستدير من ركن الصالة الايسر الى الايمن غاسلة غبار الانتباه وبعدها يقول العجب ...ابن المجتمع المدنى الذى يضيق واقعه بامكانياته ومهاراته ...ولا يخبو له أمل قط :
لودايرنى انت التجينى ....وأنا ارأسك وأرس العينك ....ياتافه..
وتتقطع مصارين كثيرة ...ويفتفت الغالبية فى كراسيهم او مضاجعهم اذا كانوا فى منازلهم ويخلد العجب ......او مواقفه من استدارة عيون ذكية ...لممثل يعرف ما يريد ....
وكرتوب عجوز ثقاافة المركز ...وأم سكاسك ...العجوز المتصابية ...كلهم يديرون عيونهم ويلقمون الجمهور قذائف فكاهية ويخلدون ...
فكيف لا تخلد انت يا مبدعهم ....ياوالج القلوب ...يا ثائر الفن ...يا من لم تتوقف عن ادائك ولا عن عروضك حتى بعد ان توقفت الخرطوم عن العطاء ..!!! عندما جئنا الى المعهد العالى للموسيقى والمسرح وفى محاضرات المسرح السودانى ..او فى محاضرات التمثيل... وورد ذطر المسرح النمطى والشخصية النمطية ...بدأنا نظن انها حالة فاشلة من حالات الممثل...وكلمة " نمطى" نفسها تستبطن الفشل ....ولكن الامر معك كان مختلفا ..
فالحالة المبدعه هى ان يأنى الممثل بالشخصية من بين جدران النص ..ومن رموز الحوار..و ينفخ فيها الروح
التى تختلف عن حالة التشخيص النمطى ...فهناك شخصية سبق اعدادها ...تتوقف حيث تعبرها الاحداث والمواقف ...كالريح تعبر حقلا من السنابل تهدأ الريح وتعود السنابل الى سكونها ...
هذه الشخوص التى ابتدعتها ...لم تتوقف عن النمو والتطور ...ولم تتوقف عن الحياة ..فقد كانت كالسنابل التى تحاور الريح وتلاعب الهواء وتطرح الاريج وتعطى القمح وتهب .الحياة ...كل يوم والعجب فى شأن كل يوم وبت قضيم فى قرضمة جديدة وكرتوب على قلة طرقك له كل يوم هو فى " حجة " جديدة من حججه الملتوية واشتباكاته التى لا تحل له عقدة .... شخوص من قلب المجتمع ...مرآة له ... ومواقف متعقدة بمثل ما تتعقد اسباب الحياة ....
لكن الاهم من ذلك انت الممثل الكاتب المخرج المنتج يا ....الفاضل سعيد ...كان هناك ريح لا يسكن اسمة "مسرح الفاضل سعيد...." ...متى سمع بك الناس انهمروا فى اتجاهك ....وازدحموا فى قبالتك طالبين الضحك غاسل القلوب بعد ان عرفت الحياة الضنكة والممارسات الحمقاء كيف تحول الجمهور الى مخلوقات بائسة ..قلوبها دفنت فى غبار كثيف من المأساة .......تستدير عيونك عرض الصالة وترسل قذائفك المزاحية العاصفة... ويعودون الى بيوتهم "الله يجازى محنك يالفاضل سعيد" ...
عندما ذهبت فى زيارة الى الوطن بعد غياب ...قبل ثلاث سنوات ...هرعت الى قبيلتى "قبيلة المسرح " اتحسس حالهم ...قال محدثى شيئا اعتبرته تدوينا للتاريخ ...قال ان المسرح خامد والممثلين يعانون من شطف العيش وملاحقة النظام او تدليسه لقضاياهم ...وان اغلب العاملين بحقل المسرح هجروه او يكابدون من اجله ...قال "الا الفاضل سعيد" بعدها اضاف ان جمال حسن سعيد مازال نشطا و ان فرقة الاصدقاء تحاول لتثبيت عروضها فى مسرح خاص بها ...
لكن اهم ما فى التدوين اليوم هو "كلام الاول ما بتحول" ......الا الفاضل سعيد ...يفتح خشبة كل مساء .....سلوكا حضاريا وثقافيا ....كل مساء ...للجيل الثالث او الرابع من جمهوره ...ويقدم .........
تستدير منه هذه العيون المدربة الذكية ...يلف هذا الجيل فى مصيدة الفرجة ويرسل قذيفة النكتة عابرة الازمان فيفتفت من يفتفت فى مقعده وييسيل دمع من يسيل دمعه وتتقطع مصارين كثيرة ......ويخلد.
نحن ندين لك يالفاضل سعيد ...بخلود الحركة المسرحية ....لهذا الجيل ..."جيل متفرجيك الرابع" ندين لك بقلب مفهوم النمطية ...وندين لك بغسل المأساة من قلوب ...ما تبقى من الشعب السودانى .. المتناول لثقافة المركز .... الذين لم تدركهم المأساة بالازالة من وجه المعمورة.
بموتك يتوقف مسرح الفاضل سعيد عن العروض وبموتك يموت جيل من عشاقك وعيونك لن تستدير
الا رحم الله رائد الشخصية النمطية ...فى ثقافة المركز فى السودان ...مضحك الاجيال وناق
الفاضل سعيد ..
فيا "خلق الله " الذين كان لهم نصيب جميل فى الفرجة على الفاضل سعيد مصداقا لدعوة امه له ...امهات وآباء ..اخوان واخوات ابناء وبنات ...شهدتهم ..فى حضرتك المدهشة ... يضحكون بملء الخواطر اعزيكم .واجهش معكم بضحك مرير .....
تماضر شيخ الدين .
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
موت مسرح ...موت جيل...وعيون لا تستدير | Tumadir | 06-12-05, 07:11 AM |
Re: موت مسرح ...موت جيل...وعيون لا تستدير | Tumadir | 06-12-05, 07:16 AM |
Re: موت مسرح ...موت جيل...وعيون لا تستدير | مطر قادم | 06-12-05, 07:31 AM |
Re: موت مسرح ...موت جيل...وعيون لا تستدير | nour tawir | 06-13-05, 08:38 AM |
Re: موت مسرح ...موت جيل...وعيون لا تستدير | Yasir Elsharif | 06-12-05, 07:34 AM |
Re: موت مسرح ...موت جيل...وعيون لا تستدير | بلدى يا حبوب | 06-12-05, 08:30 AM |
Re: موت مسرح ...موت جيل...وعيون لا تستدير | Adil Osman | 06-12-05, 08:35 AM |
Re: موت مسرح ...موت جيل...وعيون لا تستدير | Tumadir | 06-12-05, 08:55 AM |
Re: موت مسرح ...موت جيل...وعيون لا تستدير | almulaomar | 06-12-05, 10:27 AM |
Re: موت مسرح ...موت جيل...وعيون لا تستدير | بدرالدين شنا | 06-12-05, 11:42 PM |
Re: موت مسرح ...موت جيل...وعيون لا تستدير | Ahmed Elmardi | 06-13-05, 00:26 AM |
Re: موت مسرح ...موت جيل...وعيون لا تستدير | بدرالدين شنا | 06-13-05, 03:42 AM |
Re: موت مسرح ...موت جيل...وعيون لا تستدير | محمد بهنس | 06-13-05, 12:18 PM |
Re: موت مسرح ...موت جيل...وعيون لا تستدير | Maha Bashir | 06-14-05, 08:05 PM |
Re: موت مسرح ...موت جيل...وعيون لا تستدير | Kostawi | 06-26-05, 01:37 AM |
|
|
|