حول معالجة مسالة الوحدة الوطنية في السودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-09-2024, 12:05 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-14-2005, 12:54 PM

نزار باشري ابراهيم
<aنزار باشري ابراهيم
تاريخ التسجيل: 04-03-2005
مجموع المشاركات: 588

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول معالجة مسالة الوحدة الوطنية في السودان (Re: نزار باشري ابراهيم)

    المقاله الثانية
    حول الوحدة الوطنيه / بقلم د عبد الوهاب ابراهيم الزين
    دور الاختلافات اللغوية في إعاقة التكامل والوحدة الوطنية في السودان

    فردينادو سوسور المؤسس لعلم اللسانيات يعرف اللغة بأنها النظام الذي يدعم تأويل الخطاب الخاص في إطار جماعة معينة تتميز بنسق من العلاقات ، وترتبط أمرها بتوفر مجموعة من العبارات التي لها دور أساسي في سيرورة الجماعة الاجتماعية (4) وهي وسيلة انتقال وبث الثقافات والوعاء الذي تعبر من خلالها المعتقدات والآراء(5) واللغة بمفرداتها وبالمفاهيم التي تصيغها تشكل إدراك المتحدثين بها واتجاهاتهم واستجاباتهم نحو المجتمع الذي ينتمون إليه . وهي بذلك مكون أساسي من مكونات ثقافة جماعة بشرية معينة وطرق حياتها. وبهذا المفهوم تساعد اللغة في تحديد هوية الجماعات البشرية وانتمائها المكاني والعرقي والثقافي . وقد تقوم الجماعات الثقافية بالدفاع عنها والمحافظة عليها كعنصر أساسي من عناصر ثقافتهم . كما قد تتخلى عنها تلك الجماعة في سبيل القبول والاندماج في جماعة ثقافية أخرى(6)
    اللغة ليست دائماً ترتبط بالمجال المكاني فقد تنتقل عبر المهاجرين وعبر الاستعمار من مكان إلى آخر . كما أنها ليست دائماً جامدة تحتفظ بمفرداتها كجذور ثابتة ولكنها تتطور وتتعدل لتقابل مقتضيات التطور التاريخي .كما وأن مقومات اللغة لا تشكل أفقاً منغلقاً بقدر ما تطرأ عليها تحولات تتناسب صياغتها مع الموضوعات الاجتماعية المواكبة . ومثلما قد تتطور اللغة ، فإن بعض اللغات التي سادت في عصور معينة تموت وتنتهي في عصور لاحقة فنجد اليوم حوالي 6000 لغة مازالت حية من جملة اللغات التي تراوحت ما بين 10000 و15000 في عصور ما قبل التاريخ (7)
    تاريخياً شهد السودان سيادة لغات محلية عديدة قبل دخول العربية كلغة غالبة لمعظم أهل السودان . فعلى سبيل المثال يذهب بعض الباحثين إلى أن اللغة النوبية سيطرت كلغة تخاطب بعد زوال اللغة المروية وتنشر اليوم من كوم أمبو شمالاً إلى الغدار جنوباً.كما انتقلت مع هجرات النوبة الداخلية إلى أواسط السودان وإلى شمال كردفان في منطقة جبل حراز وشمال دارفور عند جبل ميدوب . بعد دخول المسيحية السودان حوالي القرن السادس الميلادي ومع الحاجة إلى فهم تعاليمها بترجمتها إلى اللغة النوبية ، استعارت اللغة النوبية الحروف القبطية وأضيفت إليها حروف أخرى من اللغة الديموطيقية مما جعلها لغة كتابة وقراءة بعد أن كانت لغة شفهية للتخاطب فقط .
    بدخول العرب المسلمين السودان ، أصبحت اللغة العربية باعتبارها لغة القرآن ، تمثل قيمة جديدة لدى المحليين الذين أسلموا لفهم الدين الجديد وتعاليمه . ومن ثم اصبح تعليمها مواكباً لضرورة حفظ القرآن في الخلاوي القرآنية التي انتشرت في البلاد . إلا أن ألفاظ العربية ومخارج حروفها تأثرت باللكنات المحلية السائدة وما زال هذا التأثير بايناً في أوساط الذين استعربوا على مستوى الثقافة من أولئك المحليين .
    مع التطور التاريخي والسياسي نحو الدول الوطنية ، ومع ضرورة وجود وسيط لغوي تأمن التواصل الداخلي والتفاهم بين القوميات التي جمعتها الدولة الوطنية ، أصبحت هناك حاجة لتدريس اللغة العربية في المدارس النظامية. هذا أدى إلى الانتشار التدريجي للغة العربية كلغة مشتركة ( Lingua franca) لا على حساب اللغات المحلية ولكن جنب إلى جنب مع هذه اللغات مع التأثير عليها والتأثر بها . فدخلت الكثير من المفردات العربية إلى معاجم تلك اللغات المحلية كما تأثرت اللغة العربية ببعض المفردات المحلية في مناطق التماس مع مناطق هذه اللغات المحلية . بتأثير من الألسنة المحلية ولهجاتها تشكلت فيما بعد اللهجة العربية السودانية المميزة عن اللهجات العربية في البلاد العربية الأخرى ، كنظام لغوي للمعاملات الشعبية اليومية في المناطق الحضرية المختلطة القوميات وفي المناطق البدوية ذات الطابع العروبي في الأرياف . .فيما أصبحت اللغة العربية الفصحى تستعمل في الخطاب الديني والرسمي وفي نظم التعليم والتربية .
    بانضمام الجنوب السوداني بلغاته المتعددة ومع التواصل التجاري ، نقل التجار الشماليون مفردات اللغة العربية بلكنة محلية تطورت فيما بعد ومع مزيد من التواصل إلى ما يعرف اليوم " بعربي جوبا "
    في مرحلة لاحقة وبدخول السودان تحت الحكم الثاني ، حدث تطور جديد في نمط السلوك اللغوي حين بدت اللغة الإنجليزية رمزاً للهيبة النخبوية ((Prestige لدى طبقة المتعلمين السودانيين باعتبارها وسيلة إلى المجالات الوظيفية المرموقة ، دون أن يكون لها دور بارز في أوساط العامة من غير المتعلمين . كما أصبحت اللغة الإنجليزية لغة التعليم الكنسي في الجنوب على حساب اللغة العربية ولسان صفوته من الجنوبيين الذين نالوا قسطاً من التعليم . وفيما بدا الانحسار التدريجي للغة الإنجليزية فيما بعد مع حركة التعريب في المدارس الثانوية في الشمال ، ظلت اللغة الإنجليزية في الجنوب في الانتشار في ظل عدم الثقة في العروبيين الشماليين ولغاتهم .
    في إطار الدولة القومية تكمن أهمية اللغة في اعتبارها وسيلة الاتصال والتفاهم بين أفراد المجتمع . ويرى بعض الباحثين فيها معياراً حقيقياً للانتماء القومي . ولعل من أهم الباحثين السياسيين الذين أكدوا على أهمية اللغة ودورها كوسيلة اتصال تقلل من مخاطر التعدد القومي في الدولة الوطنية ، عالم السياسة الأمريكي كارل دويتش وذلك في إطار نظريته العامة للاتصالات . لقد تأثر دويتش بنموذج الضبط والاتصال الذي طوره نوربرت واينر كما تأثر بكتابات تالكوت بارسونز في فهمه للدور الفعال الذي تقوم به نظم الاتصالات في الدول متعددة القوميات . ويرى أن وجود نظام اتصالات فعال من ضمنه عامل اللغة ، ركيزة أساسية من ركائز الوحدة الوطنية والتجانس القومي(. من جانبهم تناول بعض المختصين في علوم اللغات ومن المهتمين بالشأن السياسي والاجتماعي في السودان قضية اللغة في إطارها التعددي ما بين هيمنة لغة الأغلبية والتعايش الأخوي بين اللغات السائدة . وبهذا الصدد ، تناول الباحث السوداني عشاري أحمد محمود في دراسة له عن جدلية الوحدة والتشتت ، دور اللغة ووجودها المادي الفاعل في الكل الاجتماعي . فنجده يستلهم مقولات لويس التوسير ويقترح إدراج الظاهرة اللغوية كمستوى ممارسة لسانية لها ذاتيتها وفاعليتها داخل المنظومة الكلية وترتبط نظرياً وعملياً بعلائق جدلية بمستوى الممارسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية . ويرى أن "قضايا الوحدة الوطنية في السودان ، ومن حيث أنها ترتبط بالممارسات السياسية والإيديولوجية والاقتصادية ، لن تكتمل في غياب حل لقضية اللغة المتجذرة أصلاً من تفاعلات تلك الممارسات(9)".
    في المجتمعات متعددة اللغات كالمجتمع السوداني ، وفي حال فرادة الجماعة العرقية بلغتها الخاصة ، تتحول اللغة إلى ظاهرة تتأصل بها العرقيات وتكون رمزاً لتعبئة الشعور العرقي عند تصاعد الصراعات بين الجماعات المختلفة . ولعل مما يدل على ذلك الحرب الأهلية التي شنها الباسكيون من أجل الانفصال على أساس لغوي . وانطلاقاً من هذه الإشكالية ، يتناول عشاري تحليلاً موضوعياً لقضية الهيمنة اللغوية في السودان ويذهب إلى القول بإمكانية الانتقال التدريجي من اللغات المحلية إلى اللغة العربية وأن عملية انتشار اللغة العربية على حساب اللغات المحلية وانحسارها ، عمليتان مترابطتان تاريخياً . هذه العملية التي ترتكز ، حسب رأيه ، علي أسس مادية تتصل بأصول جذرية بخلخلة الأسس الاقتصادية والسياسية والإيديولوجية الداعمة للغات المحلية ، عملية حتمية ما لم تعمل الظروف السياسية علي إعادة إنتاج تلك الأسس المادية الداعمة لسريان اللغات المحلية كما هي في حالة تمفصل الأطراف الإقليمية المميزة بلغاتها المحلية(10). إلا أنه من غير المؤكد وفي ظل الظروف الراهنة التي تعمل في اتجاه إحياء اللغات المحلية ، أن يكون للغة العربية دور فاعل في تعبئة الحس القومي في أوساط الأقليات السودانية التي تعتز بلغاتها المحلية .ولعلنا نجد في سياسات الأقلمة الحالية، تشجيعاً في اتجاه انبعاث اللغات المحلية ولاسيما إذا ما سعت بعض الجامعات الإقليمية إلى تدريس اللغات المحلية وبذلت جهوداً لتحديثها للإنتاج الكتابي لاستيعاب التراث المحلي ( جامعة دنقلا وفكرة تدريس اللغة النوبية مثال على ذلك )، عندئذ وفي ظل ازدهار الوعي بقيمة اللغات المحلية كوعاء للتراث الشعبي والفنون المحلية ، لن تكون اللغة العربية ونزوعها إلى احتكار السوق اللسانية، عاملاً حاسماً في بنية الوعي القومي في السودان .
    إن المسألة التي تثير الجدل بين القوميات المختلفة في إطار الدولة القومية هي فرض لغة قومية معينة كلغة رسمية للدولة (official language) كما هي الحال في الولايات المتحدة .ففي الولايات المتحدة بالرغم من أن دستور الولايات المتحدة وقوانينها الفدرالية لا تحدد لغة رسمية ورغم أن حوالي 18% من المقيمين بها يتحدثون بلغات غير الإنجليزية ، فإن المعارضين للاعتراف الضمني بالتعدد الغوي في نظم التعليم والامتحانات ،يرون ضرورة الاعتماد على اللغة الإنجليزية وحدها باعتبارها ضماناً للوحدة الوطنية (Unifying glue of the United States) وصيانة لعملية الأمركة والتوجهات نحو التثاقف الأمريكي (acculturation)التي تتبناها القوميات المختلفة والتي قد تتعرض لنوع من الانهيار مع تشجيع حركة التعدد اللغوي في المعاملات الرسمية . تمكن هؤلاء رغم اعتراض كثير من الاثنيات من تمرير قانون "رسمية اللغة الإنجليزية " في 23 ولاية أمريكية في بداية التسعينيات من القرن العشرين (11) المعارضون لرسمية اللغة الإنجليزية في هذه الولايات يرون أن هذه القوانين تكرس العنصرية والتمييز العرقي .
    اشكالية اللغة الرسمية واعتبار اللغة العربية لغة رسمية كما ورد في دستور 1973وفي دستور السودان الانتقالي ، لا تشكل جدلاَ كبيراً كما هي الحال في بعض البلدان الأخرى . إذ أنه بجانب اللغة العربية هناك اعتراف ضمني باللغة الإنجليزية كلغة للتعليم في الجنوب إلى جانب أنها تسري في الشمال ليست كلغة رسمية ولكن كلغة نخبوية وكوسيلة للبحوث العلمية. ولا نعتقد أن وجود اللغة الإنجليزية كلغة رسمية في الجنوب يثير الحفيظة الوطنية باعتبارها لغة أجنبية . فكثير من البلدان تبنت لغات غير وطنية لغات رسمية لها . في نيجيريا على سبيل المثال حوالي 350 لغة محلية أهمها لغات الهوسا واليوربا واليبو . ومع ذلك تظل اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية للبلاد .
    كما وأن الاعتراف بلغتين رسميتين في السودان لا يخرج عن الإطار المتبع في دولة مثل كندا التي تعترف حسب تشريع اللغة الرسمية الصادر 1969 باللغة الفرنسية كلغة رسمية في مقاطعة كويبك واللغة الإنجليزية في المقاطعات الأخرى من البلاد ..أما اللغات المحلية الأخرى في السودان ، وعلى العكس من اللغات المتواجدة في الولايات المتحدة ما زالت لغات مخاطبة فقط في حدود الأقليات التي تتحدث بها ومازالت أية واحدة منها غير قابلة لأن تكون لغة مشتركة( mutually incomprehensible ) . هذا الأمر يعيق الاعتراف بأي منها لغة للمعاملات العامة أو الرسمية .

    للموضوع بقية
                  

العنوان الكاتب Date
حول معالجة مسالة الوحدة الوطنية في السودان نزار باشري ابراهيم06-09-05, 03:25 PM
  Re: حول معالجة مسالة الوحدة الوطنية في السودان adil amin06-10-05, 08:36 AM
  Re: حول معالجة مسالة الوحدة الوطنية في السودان نزار باشري ابراهيم06-10-05, 03:21 PM
  Re: حول معالجة مسالة الوحدة الوطنية في السودان نزار باشري ابراهيم06-11-05, 03:00 PM
  Re: حول معالجة مسالة الوحدة الوطنية في السودان نزار باشري ابراهيم06-14-05, 12:54 PM
  Re: حول معالجة مسالة الوحدة الوطنية في السودان نزار باشري ابراهيم06-17-05, 12:59 PM
  Re: حول معالجة مسالة الوحدة الوطنية في السودان نزار باشري ابراهيم06-17-05, 01:13 PM
  Re: حول معالجة مسالة الوحدة الوطنية في السودان نزار باشري ابراهيم07-14-05, 02:33 PM
  Re: حول معالجة مسالة الوحدة الوطنية في السودان نزار باشري ابراهيم08-13-05, 01:27 PM
    Re: حول معالجة مسالة الوحدة الوطنية في السودان nour tawir08-24-05, 02:14 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de