السـودانيون مهجريا مآزق العودة ومآزق البقاء احمد محمود/امريكا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 06:12 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-21-2005, 09:23 AM

سعدية عبد الرحيم الخليفة

تاريخ التسجيل: 03-19-2005
مجموع المشاركات: 352

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السـودانيون مهجريا مآزق العودة ومآزق البقاء احمد محمود/امريكا


    السودانيون مهجريامأزق العودة ومأزق البقاء
    أحمد محمود\أمريكا

    ان الكتابة حول الهجرة السودانية تبدو مخاطرة غير محسوبة الجوانب وذلك نتيجة
    للأسباب التالية:
    اولا: الهجرة خارج السودان ولأسباب سياسية وبالشكل الذى باتت تتحول معه لظاهرة
    تعتبر فعلا جديدا عبر التاريخ السودانى الحديث.
    ثانيا: التنظير أو الكتابة البحثية حول هذه الهجرة غير متوفرة وعلى الأقل حسب علم
    كاتب المقال مما يتطلب ذلك اجتهادا ذاتيا وهو ما أطلق عليه المجازفة الفردية.
    ثالثا: كاتب المقال يعتبر ضمن المهجرين حديثا وضمن الكتابة حول هذا الموضوع ربما
    يتداخل الذاتى والموضوعى ومن ثم الخوف من طغيان الذاتى بكونه يصبح ملاذا تسكينيا
    لمرارة الهجرة وبعض صعوباتها مع الوعد بأجتناب هكذا محدد قدر الامكان.
    رابعا: تتباين الحالة المهجرية حسب وضع الدولة التى يعيش فيها المهاجر ومن ثم يصبح
    التعميم مخلا بالمنهج العلمى فى تناول الموضوع. ومثل هذا العمل يتطلب عمل
    المجموعات البحثية عبر كل دولة ومن ثم أستخدام المنهج المقارن لتقريب الحالات من
    أجل اصدار نظرة كلية حول الهجرة كظاهرة. ولكن رغم هذه المحازير أبدأ لهكذا تأسيس
    كتابى آملا أن يعكس جزءا من الهم السودانى الذى راكمته الجبهة الأسلامية القومية
    عبر تجربتها الراهنة ، ومتطلعا نحو آخرين ليسهموا بجهدهم فى واقع الهجرة فى البلدان
    الغربية.
    الهجرة معاينة كلية:
    ان ظاهرة الهجرة وحين معاينة الواقع السودانى تتبدى كظاهرة حديثة، أى الهجرة
    بمفهوماتها الجماعية. فالسودان يعتبر قطرا استيعابيا وذلك لموقعه الجغرافى وموارده
    المتعددة، اذ ما زال السودان ملاذا للكثيرين من دول الجوار، لاعبا هذا الدور ضمن
    واقع طبيعى يشتمله القبول السودانى المعهود. وقد أدت الظروف الطبيعية علاوة على
    الظروف الأقتصادية و نتيجة للخلل المعهود فى المركز الى هجرات داخلية ما زالت تزداد
    بأضطراد. فقد عرف السودان منذ السبيعينيات الهجرة الداخلية وهو أنتقال سكان الريف
    الى المدن مما أدى ذلك الى ترييف المدن بدلا من تمدين الريف. وكذلك نتجت الهجرة
    الداخلية نتيجة للحرب الدائرة فى جنوب القطر عبر سنواتها الطوال. ونتيجة لحالة
    التراجع فى العامل الأقتصادى وعلى االأقل عبر السبيعينيات، هاجر الكثيرون الى دول
    الخليج من أجل تحسين الأوضاع الأقتصادية مع أقامة علاقات طبيعة مع القطر وهى الفئة
    التى عرفت بفئة المغتربين. هذه الهجرات كان العامل السياسى يلعب فيها دورا حيويا
    بالتأكيد، سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مياشر لكنه لا يضاهى بالعامل السياسى
    الذى باشرت به الجبهة نفى الآخرين لاحقا. فحقبة الديكتاتورية الثانية أتسمت بالفساد
    ومحاربة الطبقة الوسطى وتفتيتها، علاوة على سيطرة الرأسمالية الطفيلية على السوق
    وتصدير قيمها الاستهلاكية للآخرين و تدهور الأوضاع المعيشية بشكل لم يعرفه السودان
    من قبل وقد تضاعف ذلك عبر حكم الأنقاذ. هذه الهجرات ليست مجال هذا المقال ولكنها
    مهدت الى هجرة أخرى تصاعدت مع زمن الجبهة الأسلامية القومية وهى الحقبة التى نحاول
    التركيز عليها من أجل رصد تداعياتها الراهنة وتحديدا على مستوى الهجرة الى دول
    الغرب .
    الهجرة عبر حكم الجبهة الأسلامية:
    لقد طرحت المرحلة التى حكمت فيها الجبهة
    الاسلامية واقعا جديدا كان تكثيفا نوعيا لكل العناصر السالبة على كافة المستويات.
    وما يميز الهجرة عبر حكم الجبهة أنها جاءت نتيجة تجفيف المنابع السياسية
    والأقتصادية والأجتماعية وبشكل غير مسبوق. فالأقصاء الدينى وثقافة التمييز على
    كافة الأصعدة علاوة على تصعيد العنف بشكل مكثف مسنودا برؤية دينية تبريرية، كلها
    عوامل طرد بأمتياز للمخالفين فى الرأى. فلقد أبتدأت الجبهة الأسلامية حكمها بمحاربة
    كل من لا ينتمى لتنظيمها، تضافر ذلك مع أساليب التعذيب ضد الخصوم السياسيين، وتأسيس
    مفهوم جديد لتصفية الآخر اللا منتمى الى أيدولوجية النظام الحاكم. ومن خلال تصفية
    الخدمة المدنية أستهدفت الجبهة قطع الطريق أمام الوسيلة النضالية المشهودة، وهى
    العصيان المدنى والأضراب السياسى. وهذا بدوره أفقد القوى السياسية المعارضة أداة
    أساسية مهمة وأربكت العمل المعارض. يتضاعف هذا الأمر مع الطريقة التى تعاملت بها
    الجبهة مع القوى السياسية من خلال التخوين مترافدا ذلك مع ارهاب الخصوم وسنن
    التعذيب الجديدة التى أبتكرتها الجبهة ومن هنا أنفتح نوعا جديدا من الهجرة لم يعرفه
    السودان من قبل وهى الهجرة التى ننوى التركيز عليها وهى الهجرة الى الغرب
    بتشابكاتها الجديدة.
    السودانيون فى الغرب:
    لقد أدت الحالة المذكورة سابقا والناتجة عن الضغط
    المتصاعد من قبل الجبهة الأسلامية القومية ضد الشعب السودانى عموما والمعارضين
    اختصاصا الى خروج الكثيرين من السودان. هذا الخروج كان نوعيا، حيت خرجت قيادات من
    أحزاب سودانية عديدة لتستقر فى الخارج. وتبعا لذلك خرجت عناصر عديدة تتبع هذه
    الأحزاب لتتشكل لأول مرة فى تاريخ السودان الحديث معارضة بهذا التكثيف خارجيا، حتى
    بتنا نتحدث عن ثنائية معارضة داخلية ومعارضة خارجية. وتركزت هذه المعارضة فى
    القاهرة وأسمرا تحديدا من خلال تأسيس أرضيات مهمة عبر هذه العواصم. ونتيجة لأختلال
    جوهرى فى عمل التجمع وضياع الفرصة التاريخية لأسقاط النظام، توجه الكثيرون مدفعوين
    بحالة اليأس الى هجرة شبه جماعية نحو دول الغرب وبمساهمة بعض قوى التجمع. ولهذا
    يمكن أن نتحدث عن بروز بوادر هجرات جماعية نحو الغرب عبر هذه المرحلة من تاريخ
    السودان، مما يسترعى الأنتباه اللافت لأوضاع السودانيين فى الغرب عموما وضرورة
    مناقشة اشكالاتهم. وحتى لا ندخل فى التعميم فأن السودانيين فى الغرب يتباينون درجيا
    حسب دول الغرب التى يعيشون بها وان كان هذا التبابن يعد نسبيا. فالغرب عموما يمر
    بظروف صعبة من حيث المهاجرين اليه ومن ثم فأن الهجرة تطرح اشكالياتها للغرب بشكل
    حاد وبالذات الغرب الأوربى. فالغرب بالرغم من حاجته للأيدى العاملة، الا أن هذه
    الأيدى يريدها بمقاييسه هو، ولكن الهجرة باتت نوعا من الفعل الغير مسيطر عليه من
    حيث ظروف الدول التى يأتى منها المهاجرون وتدهور الأوضاع الأقتصادية لبعض الدول
    الغربية. ولهذا يمكن أن نطلق على هذه المرحلة ، المرحلة الأحتدامية. اذ يتجلى هذا
    الأحتدام فى رؤية السكان الأصلانيون(الغربيون هنا) بأن كل الكوارث التى تحدث لهم هى
    نتاج لوجود المهاجرين حتى أصبحت مسألة الحد من الهجرة تدرج ضمن برامج بعض الأحزاب
    وبالذات الأوربية وقد فشل الغرب فى تحقيق بوتقة الأنصهار، اذ اصبحت المحددات
    جوهرانية وتجلى الفرز المعيارى كلبة عبر هذه المرحلة من تاريخه. علاوة على ذلك تدخل
    معادلة الأسلام والغرب بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر كعوامل ضغط أضافى تنعكس على
    السودانيين بكون بلدهم يعد مصدرا للأرهاب حسب التصنيف الغربى وان كان هو بالأساس ذو
    اختصاص فريد فى ارهاب السودانيين أنفسهم فى الداخل وتحميلهم مثالبه فى الخارج.
    أقول فى هذه الظروف توافد السودانيون نحو دول الغرب دون معلومات جوهرية، عدا التصور
    العام لدول الغرب بكونها الملاذ الآمن على كل الأصعدة، وليس هذا بالصحيح قطعا.
    وكتحديد أولى يمكن أن نقول ان الأشكالات عديدة ومتنوعة حسب كل ظروف دولة ولكن وبشكل
    تكتنفه العموميات يمكن حصرها فى الآتى:
    أولا:
    لقد هاجرت الغالبية من السودانيين عبر العقد الأخير نحو الغرب هربا من منظومة
    الحكم الدينى الديكتاتورى ومن ثم يصبح اللجوء الى الغرب كلجوء ظرفى ينتهى بالسبب
    الذى أنتج ذلك حسب تصور الكثيرين. وهذا ما ميز الهجرات الأخيرة لدى السودانيين. هذا
    النوع من الهجرة وبرغم نبالة هدفه الى أنه يعد أشكالا فى التعايش مع هذا الواقع
    الجديد. فالغرب تتداخل فيه قياسات تحتاج الى التدقيق فى معرفتها وذلك من خلال أدراك
    أن الغرب هو الدائرة الشريرة التى لا تنوى البقاء فيها وفى ذات الوقت لا تستطيع
    مغادرتها وهو ما أطلق عليه هنا الأنشباك اللا قصدى. لأن الغرب يطرح المعادلة
    الحضارية عبر طبيعة الواقع الذى جاء منه السودانيون والواقع الجديد الذى يعيشون
    فيه. فالرأسمالية دوما تطرح أن لا مكان أفضل من نطاقها ، وهذا من خلال ما تصدره من
    أنماط حياة وسلوك أستهلاكى قد لا توفره الدولة الوطنية وحتى لو سقط النظام الحالى،
    وهذا هو المأزق، فالغالبية تنوى العودة للوطن ولكن تنعدم كل الشروط الجاذبة للعودة
    والبقاء يحتاج الى نوع من التكيّف والانخراط فى الواقع الجديد حسب قياساته ، ووفق
    الشرط الرأسمالى فى الحياة وتحمل واقعها المادى الفردانى. وهذا المأزق تتخلق من
    خلاله حالة الأنفصال اللا أرادية نحو الجانبين، جانب الوطن الذى بات يبتعد تدريجيا
    حسب الأنقطاعات التى يمر بها المهاجر وجانب المهجر الجديد الذى يصعب التكيف معه وفق
    شروطه القاسية وفى حالة الأنشداد المستمر نحو الوطن. هذا الواقع يشكل ارباكا
    حقيقيا للمهاجر الذى ينزع للعودة للوطن والوطن معلق المصائر، مما يحد من طبيعة
    تكيفه الكلى فى الواقع الجديد ورغم صعوباته وتصبح الحالة بتوصيفها شبه أنتقالية ،
    وهذا ما أطلق عليه حالة اللا هنا وحالة اللا هناك أى الرؤية المسافرة.
    ثانيا:
    موضوعة الهوية الثقافية هى احدى الأشكالات التى تواجه المهاجرين السودانيين.
    فالأنتقال من هوية تتغاير كلية عن هوية الغرب ربما يعد اشكالا يقابل المهاجر منذ
    قدومه الاول. ويصبح هذا الأمر أكثر جدلية لدى الأسرة السودانية. وهنا يتبدأ نوع من
    الصراع اللا متكافىء من أجل تنشئة الأطفال السودانيين وفق الثقافة التى جاءت منها
    الأسرة، مما يضع هذا الامر الطفل السودانى فى نوع من الأذدواجية والأخلال بالمنهج
    الموحد فى التربية. لأن الأرتباط بالهوية لدى الطفل السودانى يتم فقط من خلال دور
    الأسرة فى مقابل مجتمع يمتلك كل أليات التأثير على الطفل على مستوى الهوية واللغة.
    ويصبح الجهد المضنى الذى تقوم به الأسرة السودانية من خلال تعلم الطفل اللغة
    العربية ليس ذو جدوى ، مع الأتفاق ان مفهوم اللغة القومية مفهوم مركزى لكن يتلاشى
    اثره فى غياب الثقافة التى تقوم بتنظيم الجماعة وكذلك غياب الملاحم الجماعية
    والأبطال الشعبيين والتراث وقيم المجتمع والبيئة. ومن غير ذلك يحدث الأنفصال من
    خلال تشكل طفل غربى تتناقض سلوكه مع الثقافة السودانية. وتتبدى الصعوبة أذا عرفنا
    طبيعة الآلية المقابلة والعاملة على أدماج الطفل السودانى فى الواقع الجديد. ومن
    جانب آخر ينتج الصراع فى الهوية نوعا من الصراع الداخلى لدى البعض، ولتسكين هذا
    الصراع يلجأ البعض الى الدين كملاذ اخير، ويبقى هنا انتاج لللأزمة بشكل آخر وتقليص
    ضدى لمفهوم الحداثة، وكأن التاريخ يتوقف هنا وتصبح الحداثة فى حد ذاتها شيئا منبوذا
    لدى البعض فى تمثلاتها الغربية. مما يشجعنى بالقول هنا، أنه أكثر افادة للحداثة
    الغربية أن يبقى المدافعون عنها فى أوطانهم ليزداد حماسهم لتطبيقها، لأن مجرد
    الأحتكاك بهذه الحداثة فى صورتها الراهنة قد يولد فعلا ضديا، لما تختزنه هذه
    الحداثة فى بعض جوانبها من أقلال لشأن الأعراق غير البيضاء والمهاجرين. ولهذا لا
    نستغرب الطرح الذى يصدره البعض داخل المجتمعات الغربية لفكرة ما بعد الحداثة لأن
    الحداثة الراهنة فقدت مبرر وجودها. وكذلك لا نستغرب وحسب قول أقبال أحمد،فى
    الباكستان ومصرمثلا، لا يقود الحركات الأصولية المثيرة للاختصامات مثقفو الفلاحين
    أو مثقفو الطبقة العاملة بل مهندسون وأطباء ومحامون تلقوا تعليمهم فى الغرب. وحتى
    سيد قطب المنظر المتعاظم للجماعات الدينية كان أكثر أنفتاحا قبل قدومه الى الغرب،
    حيث كان يتحدث قبل ذلك عن الفن الأسلامى، لكن بعد عودته من أمريكا طرح مفاهيم تتصل
    بالحاكمية وجهالة القرن العشرين.ان الهوية الثقافية تحتاج لأفراد مبحث خاص لكن هذه
    الأشارات تلخص جزءا من هذا التشابك.
    ثالثا:
    أدت الهجرة الى بروز الكثير من عوامل التفكك الأسرى والصدامات الزوجية.
    فالأسرة السودانية هى بالأساس وهى داخل السودان ليست علاقة مجردة بين طرفين، أنما
    تتساند بالمجتمع المحيط، وهذا يعطى الأسرة حصانة أكبر ويجنبها الأنزلاقات نحو
    التفكك. وبأنتقال الأسرة السودانية الى الغرب فأن هذا التحصين المجتمعى قد تراجع
    دوره. حيث أصبحت الأسرة تواجه مأزقها منفردة دون أن يتدخل طرف آخر لأيجاد الحلول
    اللهم الا طرف الدولة القانونى، وحتى هذا قد يستخدم فى بعض الحالات بشكل سلبى يؤدى
    الى المزيد من التففك لما يحتويه القانون فى دول الغرب من صرامة فى معالجة قضايا
    المرأة والطلاق. والجانب الآخر الذى يواجه السودانيين هو بعض الأنحرافات التى باتت
    تحدث وسط الأطفال السودانيين مدفوعين بالتأثر بالأطفال الجانحين فى المدارس وبعض
    وسائل الأعلام الجانحة أيضا، مما أنعكس على مستقبلهم التعليمى ومن ثم أدى الى
    صراعات داخل الأسرة حول تحمل الدور وهو بدوره يقود الى تفكك الأسرة السودانية.
    ويمكن أن يتم بحث شامل حول هذا الأمر أذا تعاونت الأسرة بهذا الخصوص بالرغم من
    التماهى لدى البعض مع حالة الكتمان تجاه ما يحدث لأطفالهم..
    رابعا:
    ظروف العمل فى الدول الغربية تعتبر ظروفا صعبة وبالذات لدى العناصر المتعلمة
    والمثقفة سابقا فى بلدانها. وفى الغالب فأن الغرب لا يعترف بتخصصات ان لم تكن تم
    أعتمادها فى هذه الدول. ولهذا فقد وجدت مجموعات كبيرة من المتعلمين والمثقفين تعمل
    فى مجال الأعمال الهامشية، وهذا بدوره يؤدى أحيانا لأنعكاسات سالبة من حيث المردود
    المعنوى والمادى وينطرح السؤال الأساسى عن معنى الأدوار، حيث تتقلص العملية كلها فى
    مجال توفير متطلبات الحياة الضرورية،ومن ثم الدوران فى هذه الحلقة وبشكل شبه مفتوح،
    مع بقاء سؤال الوطن معلقا والأسئلة التى خرج من أجلها المتعلم أو المثقف معلقة.
    فالمشاركة الثقافية والسياسية فى دول الغرب تكتنفها الكثير من الصعوبات وعادة ما
    يجد المثقف أو المتعلم نفسه معزولا قليل الفعالية يدور حول تأمين سبل الحياة
    اليومية ولا غير. وهذا الأمر يضع المثقف فى دائرة الهامش ويؤدى الى حالة الأنزواء
    والنظر للغرب كمعادل لا موضوعى . ولكن مع هذا قد نجد بعض المتعلمين والمثقفين الذين
    يرون نموذجية الغرب من حيث التطور وبالتالى تصبح النظرة للأوطان مصحوبة بنظرة دونية
    تصل لأتهام هذه الأوطان ليس فى خللها السياسى فحسب، ولكن فى خللها البشرى فى حد
    ذاته فى مقارنة الأنسان الغربى والمنظور اليه وفق منظور الهوية الصافية بالأنسان فى
    الوطن والذى ينظر اليه كمتخلف طبعى، وهذا يؤدى للأنفصال عند بعض المثقفين من الواقع
    الذى أتوا منه، منظورا اليه كواقع لا يمكن تطويره بكون التخلف فيه جوهرانيا، وهذه
    اشكالية قد لا تكون عامة ولكنها بالتأكيد موجودة. وبالتالى يصبح هذا الهامش مكانا
    مرموقا فى حالة هذه المقايسة الجزئية بين الغرب والوطن، الغرب المتقدم، الوطن
    المتخلف ولدى المجموعة الأخيرة تحديدا.
    خامسا:
    الكثير من البلدان الغربية تتميز بوجود المجموعات المتجانسة، وأقصد المجموعات
    الأقليمية القادمة من بلد واحد. حتى يمكننا أن نطلق على بعض مجتمعات الغرب
    بالمجتمعات المتوازية. وهذه التجمعات تلعب دورا حيويا فى تهيئة الظروف للقادمين
    الجدد وتفعيل دور الترابط الأسرى وتهئة البيئة الملائمة للأطفال من اجل اكتساب
    الهوية. والى الآن لم يستطع السودانيون تكوين التجمعات الفاعلة التى يمكن أن تقوم
    بأدوار عديدة تجاه قضايا السودانيين فى المهجر. فأذا كنا كسودانيين قد عرفنا بحالة
    المجتمع المتكاتف داخليا، الا أن السودنيين وفى كثير من الأحاوال قد فشلوا فى اقامة
    المجتمع المتجانس خارجيا من أجل خدمة قضاياهم. وهذا أفقد بدوره تأسيس أرضية
    لقادمين جدد وامكانية مساعدتهم.
    خاتمة:
    هذا المقال قد يعد اسهاما أوليا من أجل فتح ملفات السودانيين فى مهاجرهم
    الجديدة. ولن يكون عملا مكتملا اذا لم يختبر آخرون هذا الموضوع. فالمرحلة التى
    دخلنا فيها راهنا تحتاج الى الحفر عميقا فى كل قضايانا، ولن يتم ذلك الا بتكاتف
    الجهد، لأن العمل الفردى ومهما كانت فرادته لا يخدم القضية الكلية، ولنا عودة.







    | |
                  

العنوان الكاتب Date
السـودانيون مهجريا مآزق العودة ومآزق البقاء احمد محمود/امريكا سعدية عبد الرحيم الخليفة05-21-05, 09:23 AM
  السـودانيون مهجريا مآزق العودة ومآزق البقاء احمد محمود/امريكا jafar hashim05-21-05, 10:31 AM
    Re: السـودانيون مهجريا مآزق العودة ومآزق البقاء احمد محمود/امريكا سعدية عبد الرحيم الخليفة05-22-05, 01:35 AM
      Re: السـودانيون مهجريا مآزق العودة ومآزق البقاء احمد محمود/امريكا سعدية عبد الرحيم الخليفة05-24-05, 03:12 AM
  Re: السـودانيون مهجريا مآزق العودة ومآزق البقاء احمد محمود/امريكا Amjad ibrahim05-24-05, 03:42 AM
    Re: السـودانيون مهجريا مآزق العودة ومآزق البقاء احمد محمود/امريكا سعدية عبد الرحيم الخليفة05-24-05, 11:56 AM
      Re: السـودانيون مهجريا مآزق العودة ومآزق البقاء احمد محمود/امريكا صلاح شعيب05-24-05, 01:45 PM
        Re: السـودانيون مهجريا مآزق العودة ومآزق البقاء احمد محمود/امريكا سعدية عبد الرحيم الخليفة05-24-05, 10:50 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de