الضرب تحت الحزام: عبد العـــــــال وشبرين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 11:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-22-2004, 04:58 PM

Ahmed Elmardi
<aAhmed Elmardi
تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 1663

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الضرب تحت الحزام: عبد العـــــــال وشبرين (Re: Ahmed Elmardi)

    شبرين يرد على احمد عبد العال ‏

    بسم الله ولا حول ولا قوة إلا بالله
    اللهم اني اسألك ان اكون رحب الصدر بلطفك، ورحيما على طالبي الذي تخرج على يدي، ثم اوجدت له الوظيفة في ‏‏فنه - في وزارة من وزارات الدولة يوم كانت الدولة لاشأن لها بالتشكيل والتشكيليين في خدمتها المدنية - وكان ذلك ‏‏في اوائل السبعينات! فالذي اعطيته كان من علم رزقنا الله به من بين يدي اساتذتي في كل مراحل دراستي - هنا في ‏‏السودان او تلك التي اغتربت من اجلها عام 1957م.‏
    وما قلته عنه كان باحساس المعلم لكثيرين سبقوه.. بل قلت عن بعضهم الاكثر اعجابا بهم. قلت كل ذلك تشجيعا لهم ‏‏لينطلقوا في علم وفن لم تكن له قواعد مسبقة يعتمدون عليها.. وليكون كل شئ استدرارا من مواهبهم وتكملة بالمعارف ‏‏التكنولوجية التي تصادفهم مستقبلا.. فما قلته عنه، قلته باحساس المعلم الى طالبه.. ليكون حريصا - جاهدا نفسه لاكبر ‏‏مما قلت - لكن ليس الحرص على المعلومات والفنيات والتكنولوجيات وحدها، لكن ليواكب كل ذلك تنمية الخصائص ‏‏الانسانية، لانها هي الروح الخالصة من الفن في ادني وارقي مستوياته!.. وهي الجدوي الاكبر للناس مستخلصة ‏‏لجدوي الحياة في مشوارها الطويل. المثبت تارة، والمتعثر صغار العثرات وكبار العثرات! وجدوي الفن كجدوي كل ‏‏علم اصيل عند الانسان الحق.. فكلما زادت معلوماته ومعارفه، زاد تواضعه وقلت مطامعه الحسية. وما دون ذلك ‏‏تكبر عنده الرغبة والالحاح في المعرفة الحسية غير آبه بخصائصها الخلقية! ثم تكبر وتزيد المعلومات، ومن ناحية ‏‏اخري تتساقط فضائله واحدة بعد الواحدة حتي لا يبقي له رصيد من هذه الخصوصية الانسانية التي لا تشتري ‏‏بالمال!! وبذلك يكون (روبوتا) بشريا من عظم ولحم ودم!.. وهذه هي قضية الوجود الثقافي مع التضخم المعرفي! ‏‏فليست هذه هي الحالة الوحيدة التي تصادفني في هذه الحياة المضطربة على مدار الازمنة. بما توجد وبما تفني وتذري ‏‏مثلما تذري الريح الاشياء!‏
    ولئن كان (هذا الروبرتاج) هو الانموذج التطبيقي لهذه الحالة التي بدأت افكر ان كيف حصل الانفلات وعدم التماسك ‏‏مابين المعرفة الحسية وقيمة الفضيلة!.. فعندما يحدث عدم توليد الفضيلة من المعرفة تبقي المعرفة بدون جدواها ‏‏الحقيقي هذا المثال قد صادفني في مشوار الحياة كثيرا.. فيهم الشباب الذي كنت اتوقع ان يكونوا رجال دولة يجودون ‏‏بما انعم الله عليهم من فضله في العلم، فاذا بهم يتساقطون واحدا بعد الاخر في مشوار الحياة وفق مطالب تأخذ منهم ‏‏ولا تعطيهم.. تجردهم ولا تلبسهم لباس الوفاء لوطنهم.‏
    اذكر ان اللحظات السعيدة قد جمعتني مع اساتذتي - الرجل الرقيق العالم ا لاستاذ احمد سعد - اطال الله عمره.. تحدثت ‏‏معه عن ظاهرة الانحسار التي تصادف عددا من الدارسين الذين يبدأون مشوارهم بثقة وتوهج ثم يخمدون فجأة كما ‏‏تخمد نار الهشيم! تبسم استاذي، بعد صمت قصير اخذ يحدثني.. فقال: هذه ظاهرة عشتها - خصوصا عند شباب نابغ ‏‏تخرج من جامعة الخرطوم كنت اتصور ان تكون لهم ادوار مشهوده في بناء هذا الوطن.. ثم وهم في طريقهم تفلت ‏‏الرسالة منهم.. بل حتي لا يوفقون في انجاز مصيرهم الفردي.. ناهيك عن بناء مستقبل امة مثل الامة السودانية.‏
    اقول، وبمثل ما اطلعتهم على ما كتبه د. عبدالعال في اخفاقه في الحصول علي جائزه (الشهيد) اطلعت عليه ايضا فقد ‏‏بدأ حواره بانه مندهش مندهش لانه فقد جائزة مالية كأنها مكتوبه له برقيا او حجاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا ‏‏من خلفه! وكأنها مكتوبة له في صك غفران اوحصانه ذات ضمانات فوق حكم المحكمين في اعماله هو، وفي اعمال ‏‏غيره من المشاركين..فهنا قد اخطأ التصور.‏
    فاندهش ثم ارتكب خطيئة ثانية. وهي انه امسك بالقلم وكتب.‏
    وانا اعتقد ان كل الاقلام عمياء وطرشانة اذا ما تركناها تجري على الورق دون حابس يحبسها، او دون رادع ‏‏يردعها، فالاقلام عندما تكتب بيد مرتجفة، يفلت منها وقار الحروف، يفلت منها ادب ا لمخاطبة فتزداد السطور ‏‏غرورا ويزداد النص وحشة بعد وحشه، فلا ترق مخاطبة، فتتعري كل الكلمات من حكمة الاستفسار والرضا بما قد ‏‏قضي امره! ثم يجئ كل ذلك متبوعا بالعجب والتصعيد ومن اجل ذلك جاء القرآن على لسان لقمان الحكيم عليه ‏‏رضوان الله جاء هكذا:‏
    ‏ (ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الارض مرحا ان الله لا يحب كل مختال فخور) الاية 18 - لقمان.‏
    هذا ماحدث .. هذا ما حدث فعلا.. كتابة لا تخمينا، وانتم ايها القراء الاعزاء قد وقفتم على كل كلمة.. وعلى كل جملة. ‏‏ولربما تكونون قد اندهشتم اندهاشا مغايرا لاندهاشه بفقدان الجائزة ا لمالية.. ولما كانت الكلمات مسببه للغثيان،، ولما ‏‏كانت الكلمات جارحة لاحاسيس غير الظانين ظن السوء . ولما كان كل شئ مخالفا لثقافتنا وادبنا في المخاطبة، رأيت ‏‏ان الطف عليكم- ولو قليلا.‏
    بهذه القصيدة التي ترجمتها من اشعار الكاتب المسرحي والشاعر الفذ (وليم شكسبير) فقد ترجمتها قبل سنوات - ‏‏لتكون مدخلا مؤنسا قبل الدخول في حيثيات ردي لعبدالعال - صاحب خطيئة القلم بغير ادب الخطاب بين الناس ناهيك ‏‏ان يكون من طالب الى استاذه..‏
    قصيدة شكسبير:‏
    وبين التشكيليين والتشكيليات من هم اعظم رسوخا وامتع نتاجا في علم فنون الجماليات! يا عبدالعال.‏
    لقد تسني لي ان افتح عشرات معارض الفن التشكيلي في الخرطوم.. وبحق اقول انهم هم القامات لكن تواضعهم ‏‏يجعلهم بعيدين عن الاضواء التي لا تترك لها بابا الا طرقته - بحثا عن الصور الزاهية واليك بعض الاسماء واكثرهم ‏‏اساتذتك:‏
    الاستاذ الشاعر ابراهيم العوام
    الاستاذ سليمان العريفي
    الدكتور عبده عثمان
    الدكتور عمر درمه
    الاستاذة كمالا ابراهيم اسحق
    الاستاذ احمد عبدالرحمن
    الدكتور راشد دياب
    الاستاذ محمد عبدالله عتيبي
    الاستاذ حسين جمعان
    الاستاذ محمد حسين الفكي
    الاستاذ صالح الزاكي
    وغيرهم داخل الكلية وخارجها.‏
    واليك انموذجين مما كتبت عن معرضي الاستاذين: سليمان العريفي والاستاذ عتيبي:‏
    معرض : ملاحم العاديات الجياد - 1 اكتوبر 2000 .. للعريفي:‏
    ‏(لاعمال في الرسم والتلوين فريدة الانجاز، قوية الرجع، ممتعة المرائي للحد الذي يجعل الانسان عند قناعاته بان ‏‏الابداع التشكيلي في هذه الاعمال لا بد ان يكون استخلاصا من الهامات، عميقة الروح من تقويم بصري شديد التقصي ‏‏لاخر ما يمكن ان يتعامل مع البصر بقياسات هندسية الجمال.. وهوالناتج ابدا عندما يتعامل العقل والروح معا. ‏‏ولاستنطاق معاني الاعتزاز في النفس، لقيم صنعها ابطال هم صناع التاريخ، وخصوصا عندما يكون الابطال هم ابناء ‏‏الارض، وهو الوطن الذي نعيش فيه ويعيش بنا، ان احداث التاريخ فينا.. وبهذا المعني تعلمنا اننا نعيش في ارض ‏‏تسامقت بالتضحيات على ظهور العاديات الصافنات الجياد. هو هذا الرجع لقوي الابداع الفني عند فنان هذا المعرض ‏‏الكبير الاستاذ سليمان جاد الله العريفي. ولما كان له عطاؤه من مناهج التربية بين طلابه - وما يزال - كذلك كانت له ‏‏مكانته في هذا الاستقصاء من بشارات تاريخ السودان فمن كل ذلك جاء يضرب بفرشاته معبرا عن الموضوع بقدرة ‏‏اكاديمية عالية واحساس ينسج هذه الرقائق الشفافة من اللون والرسم، اداء ينم عن دفء المعالجة التي تختفي عندها ‏‏اثقال المادة..وهو تعامل يتم عند الموهوبين.. اهل الدراية الاكاديمية العالية! التي تفتقر اليها ياعبدالعال.‏
    اما عن الاستاذ عتيبي المقتدر، فقد كتبت عن معرضه: ملحمة التراث ومترادفات المعاصرة التشكيلية قلت:‏
    ‏( أعرف الاستاذ عتيبي فنانا مقتدرا في تلخيصات الفكر الجمالى - في موقعه بفرشاته التي تجعل من الالوان مساحة ‏‏معشوقة للعيون.. وومن اشكاله ونمنماته وخطوته، نسجا لاطلالة حوار لا يتركك تفكر في مفردات النسج من حيث ‏‏بناء الهيئة التشكيلية في صورتها الفردية او العمومية، بل يدعوك ان تكون معه في الحوار مشاركا في جذب ‏‏الخصوصية الفكرية الشعرية والشعورية من منطقة البحث في عمق الفكرة الشعبية التراثية. ثم لا يتركك ان تتغني ‏‏بالتراث من حيث انه الشئ الذي تجسد بالبناء المادي في ظرفيته الزمانية والمكانية بل يسمعك نداءه: بأن هذا الشئ ‏‏كان ومايزال حصيلة تفكير وحصيلة ايد لم تعرف العبث في الاشياء وتتركها دون ان يكون لها قوة النداء المستمر ‏‏وقوة طرح المضامين التي لا تتوقف في مناسبات الانكفاء على الذات.. بل تفرحك انها صائرة بك مثلما كانت صائرة ‏‏بالقوة التي انجزتها في الزمان الذي قد مضي - ولك ان تسأل؟ وما صفة هذه الاطلال التشكيلية غير الجامدة وغير ‏‏الصامتة اما العين؟ الاجابة النهائية تكون صعبة ان لم تكن مستحيلة). مثل هذا ترسمه وتلونه الروح ياعبدالعال وليس ‏‏الجسد.‏
    ‏* 1960 رفضت عرضا مغريا جاذبا للثراء المؤكد بلندن.‏
    ‏* فضلت ان اعود للسودان لاعلم ابناء وطني علما نافعا.‏
    ‏* ورصيدي الان، اعز واغلي من عروض لندن اذ تخرجت اثنتان وعشرون دفعة من حملة الدرجة العلمية الجامعية ‏‏في فنون الغرافيك.. وهم الان جنود في الفن والثقافة والتكنولوجيا للسودان وخارج السودان.‏
    واليك القصة يا احمد عبدالعال:‏
    في عام 1960 وهو موعد تخرجي من كلية الفنون المركزية بلندن، حائزا على الدرجة الاولي في فنون التصميم ‏‏الغرافيك وحائزا على جائزة التصميم في المسابقة التي اشترك فيها كل طلاب التصميم في الكلية، فتفصيلات هذه ‏‏الجائزة ساترك سردها الان لمناسبة قادمة ان شاء الله.‏
    كنا ثلاثتنا نسكن في شقة واحدة - فيها كل ما يحتاج اليه الانسان الدارس، او الذي يباشر مسؤوليات العمل.‏
    كان الشيخ خاجا قمر الدين الباكستاني، يعمل اماما لمسجد رجنت بارك، وهو المسجد الوحيد في لندن - وقتها - زيادة ‏‏على مسؤوليات علمية اخري..‏
    الشخص الثاني هو: عبدالمتين مبعوث الحكومة الباكستانية لدراسة الطب في لندن، ثم كان شخصي الضعيف اول ‏‏مبعوث من حكومة السودان لدراسة فنون (الغرافيك)‏
    قضينا ثلاثة اعوام، كل عند مسؤولياته ولا نجتمع الا عند المساء على مائدة العشاء التي نتعاون في تجهيزها - كل ‏‏بنوبته.‏
    كان للشيخ خاجا قمر الدين صديق اسمه السيد خان يبلغ الخامسة والستين من العمر وهو من كبار رجال الاعمال ‏‏الباكستانيين له سفنه الخاصة التي تجوب البحار حاملة الجوت كل انواع الخيش والشوالات. كان من برنامجه ان ‏‏يزور لندن ثلاث مرات في العام ليقف على احوال اعمال مكتبه بلندن الذي يعمل فيه موظفون خبراء في امور ‏‏التسويق في بلدان اوروبا الغربية.‏
    كان الرجل يكره الاقامة في الفنادق لاتروق له اطعمتها - لذا كان يفضل الاقامة معنا. مع صديقه الشيخ قمر الدين ‏‏حيث طهي الطعام على الطريقة الشرقية.. كان ليله تلاوة القرآن الكريم بعد ان ينتهي من طبع البرقيات التي يجهزها ‏‏ليرسلها لسفنه.. الخ وذلك بعد ان يكتبها على التايبرايت الصغيرة التي لا تفارقه. فلم يكن يومها تلكسات او فاكسات.‏
    وذات مساء جاءتني افادة من الاخوة بان لهم الشرف ان يحتفوا بمناسبة فوزي بالاجازة العلمية في الفنون، وبجائزة ‏‏التصميم ولمناسبة وداعي، عوداً الى السودان - ذلك بعد اسبوع على اقرب تقدير.‏
    تم تنظيم الحفل..كان الاحتفاء ما كدت استأذنهم بعد شكري لهم، الا وكانت المفاجأة؟؟ طلب مني السيد خان ان انتظر ‏‏بعض الوقت لان هناك موضوعا بعينه يريد ان يتحدث معي حوله، ووافقت على الانتظار ورجعت جلوسا في مقعدي.‏
    بدأ السيد خان حديثه، قائلا اعلم ان رياح الوطن بالنسبة لك قد هبت.. واعلم ان مكوثك في لندن لن يطول بعد حفل ‏‏الوداع الذي كان لي شرف حضوره، وكأني كنت على موعد معه في عودتي الى لندن - في هذا الشهر.‏
    صرت صاغيا الى حديثه دون ان اعلم ما سيأتي في القول.‏
    قال لي: اريد ان اتقدم اليك بعرض للعمل معنا في مكاتبي هنا في لندن كمشرف عام لاعمال مكتبي في التسويق.. معك ‏‏كادر من العاملين لهم خبرة واسعة في التسوق في اوروبا الغربية وما علىك الا قراءة التقارير وابداء وجهة النظر ‏‏بطريقة تقويمية للنتائج وعرضي اليك كالاتي:‏ ‏
    أ/ لك ان تقرر راتبك الشهري.‏
    ب/ لك ان تختار عربة خاصة لك. كهدية من مؤسستي
    ج/ لك ان تختار عربة للمكتب.‏
    د/ لك ان تختار الشقة التي تصلح لك في أىة منطقة في لندن يتبعها كل الاثاث الذي تختاره.‏
    هـ/ وسيكون لعربة المكتب سائق.. على حساب الشركة.‏
    و/ ... لاترد على الان.. لك مدة شهر كامل.. ارجو ان تقبل.‏
    جاء ردي اليه بعد نصف دقيقة من انتهاء حديثه: قلت له شكري وتقدير لك على هذه الثقة التي ستبقي معي ما بقي ‏‏العمر.. فانا لا استطيع ان اعبر لك ولعل الكلمات لا تسعفني ان اعبر لك عن الذي بنفسي في هذا المقام .. ثم واصلت ‏‏حديثي:‏
    ‏(لكن يشق على ان اخذ منك الوقت انتظارا لردي.. هل تسمح لي ان اخاطبك الان؟ قال اتمني ان يكون ايجابيا..‏
    قلت له: انا اول مبعوث من السودان لدراسة فن الغرافيك.. وبرجوعي سوف اسودن استاذا انجليزيا.. ولعلى اكون ‏‏اصلح لابناء السودان الدارسين لهذا الفن.. فبقبولي هذا العرض الكبير السخي الذي وضعته بين يدي سوف لا اعلم ‏‏كيف تكون خيبة الامل عند من يثقون في عودتي للتدريس في الكلية التي تخرجت منها في الخرطوم.. اترك لك ايها ‏‏الاخ الكريم ان تعفيني من هذه المسؤولية.‏
    صمت برهة وقال: لقد اغلقت كل الابواب امامي، ولم يبق بيدي مفتاح واحد لافتح به بابا.. ثقتي معك في رسالتك ‏‏واعجابي بك.. لك كل التوفيق بحول الله وقوته ان شاء الله.‏
    وهكذا حضرت الى السودان وبدأت رسالتي حتي خرجت اثنتين وعشرين دفعة من ابناء وبنات السودان الذين اعتز ‏‏بهم ايما اعتزاز، وهم بدورهم كان لهم التأثير القوي مهنيا - علميا وثقافيا في الحياة المعاصرة في السودان. ثم اتبعت ‏‏ذلك عندما كلفت بعمادة الكلية لمدة اربع سنوات..واخيرا ذهبت في المعاش الاختياري.. وقبل المعاش عرض على ان ‏‏اكون وزيرا بالقصر الجمهوري.. اعتذرت بشكر وادب وكان ردي: عفوا انا معلم - ولا اصلح الا لهذه المهنة. فقبلوا ‏‏عذري.. شاكرين.‏
    أقوال عبدالعال وما يترتب من مسؤوليات جنائية:‏
    لقد اطلق عبدالعال لقلمه العنان..ان يشتم من يشتم.. ان يحقر من يحقر.. ان يصف بعبارات حقيرة من يصف.. اما ‏‏بصورة مباشرة.. او بصورة موحية او يتهم.‏
    فقد نسي انه موظف دولة. وعليه ان يلتزم بادب الخطاب احتراما للدولة وتقيدا بالقانون الجنائي وغير الجنائي - بل ‏‏واحتراما لمهنة الصحافة وقانونها مثلما في النقد وفق العرف الادبي والاخلاقي الذي يجب ان يحسب له الف حساب!‏
    هنالك اقوال مشينة وردت في الروبرتاج الذي ادلي به امام استاذين كبيرين من اساتذة الصحافة السودانية في صحيفة ‏‏الصحافة الغراء، وهما الاستاذ عادل الباز رئيس التحرير والاستاذ عيسي الحلو - اللذان افردا له صفحة كاملة ليقول ‏‏حجته دون المساس بالاخرين اتهاما وتحقيرا باطلا..‏
    وهو ايضا يعمد ان يسئ الى مؤسسات الدولة الذين يصرفون شؤونها وفق الصلاحيات القانونية كأطر تشريعية وعلى ‏‏جدواها يتم تصريف المسؤوليات.‏
    وانا هنا لا اتحدث عن الصفة القانونية الجنائية التي وردت في اقواله - فهذه مكانها دوائر اخري تملك كل الصلاحيات ‏‏في تفسير الاقوال - الصريحة منها او الموحية عمدا وقصدا لكني اتحدث عن اشياء تمسني يوم ان تم تكليفي رسميا ان ‏‏اقوم بعمل رسمي اوكل الى وفق ما اوكل لاستاذين كبيرين من اساتذة هذا البلد المعترف بهما مهنيا في مجال الفن ‏‏التشكيلي، وهما الاستاذ عبدالله محي الدين الجنيد، عميد كلية الخرطوم التطبيقية، والاستاذ عبدالله حسن بشير، رئيس ‏‏قسم التلوين بكلية الفنون الجميلة، ولما كان التكليف يرتبط بجهات رسمية في نظام الدولة، وهي الجهات المفوضة ‏‏قانونيا لادارة شؤونها، فان عملنا معها كان من ذات صلاحياتها في التكليف ما دمنا في حدود ما كلفنا به.. وهذه الجهة ‏‏هي:‏
    ‏* هيئة رعاية الابداع العلمي
    ‏* الادارة التنفيذية للجائزة
    ‏* كل الجهات المكلفة رسميا لانجاز عمل ما وفق الشروط المحددة كتابة.‏
    فهذه هي هيئة مستقلة - ذات صفة اعتبارية تضم عددا من العلماء واساتذة الجامعات فهم اذ يقومون بانجاز الاعمال ‏‏التي توكل اليهم، انما يقومون بها وفق ضوابط دقيقة دون مجاملة او محاباة. هم ملتزمون بها وفق الثقة التي وضعت ‏‏فيهم لامحسوبية ولاتمسك الا بالشروط المحددة للعمل.. فمن يطلب غير ذلك يظلم نفسه ويظلم المكلفين تيقنا من ‏‏امانتهم ونزاهة حكمهم.. اما من اراد ان يأتي الحكم على هواه لرغبته اعتمادا على عجبه وافتخارا بنفسه، فهذا تصور ‏‏باطل لن يؤخذ به!‏
    موضوع العملة الورقية وواجبات وصلاحيات الجهات المسؤولة:‏
    مرة اخري يذهب عبدالعال في تهوره ان يكون وصيا على كل المؤسسات التي تقرر في امر (العملة الورقية) التي ‏‏يقرر لها بنك السودان وفق الاجراءات المحددة والمعتمدة تسلسلا منذ ان يصدر القرار للاصدار بالفئة المحددة. فأي ‏‏اصدار له توصيفة وجدواه من الناحية الموضوعية ثم يمر كل ذلك عبر اجتماعات طويلة حتي يصدر التكليف.. وحين ‏‏يرفع التصميم يجري البنك نقاشا طويلا مستفيضا تشترك فيه كل الجهات المعنية.. اما الجهات المعنية وفق ما اعلم ‏‏هي:‏
    أ/ وزارة المالية التي يقرر وزيرها وفق التقديرات الاقتصادية التي يحددها مجلس الوزراء.‏
    ب/ بنك السودان وفق صلاحياته القانونية الادارية والمالية الفنية وتتبع الادارة العليا في البنك كل الادارات ‏‏المتخصصة في البحوث الاقتصادية الحسابية وغيرها.‏
    ت/ ثم يتم عرض المشروع على مجلس الوزراء ليصدر قراره.. اما من هو الذي يوكل الىه تصميم ورقة العملة فهذا ‏‏تقدير البنك اولا واخيرا وفق تقويمات دقيقة لا تقبل التخمين!! في دائرة الامن الاقتصادي الوطني! فالبنك وحده الذي ‏‏يقرر. ورقة العملة فهي ليست ورقة تشكيلية تجريدية وفق ما يتصور عبدالعال! ثم ان لم يكن هو المصمم، يطلق ‏‏الاتهامات في حق مؤسسة مقنن لها.. ثم يقول (اهي العلاقات والمصالح الشخصية؟) ام ماذا.. هذا سؤال تقريري فيه ‏‏اتهام وتشكيك في المنهج الذي يسير به بنك السودان مسؤولياته، بل فيه النية الخبيثة تجاه علاقات المؤسسة ‏‏والمتعاملين معها.. هذا سوء نية وقصد.. وكل ذلك يقع في دائرة المساءلة الجنائية.. ولن يسلم المتجني بالباطل.. ان ‏‏شهادتي لبنك السودان انه يمثل كل الامانة والنظافة في العمل الاداري الذي يصرف به شؤون العملة السودانية، وفق ‏‏تعاملي معه لسنوات طويلة.‏
    عبدالعال واوراق العملة وام الذلقاء (وأبوالذلقاء)!!‏
    وردت هذه القصة في كتاب (الجينومي) في علم الوراثة..مؤلف الكتاب. هو دكتور موسي الخلف - فالحكاية هي ان ‏‏الزوجين ابوالذلقاء وام الذلقاء قد رزقهما الله بالبنات - دون البنين. ومن البنات كانت هذه التي اسمها الذلقاء كانت ‏‏والدتها راضية بها تحبها، فرحة بها، بمثل ماهي فرحة بكل بناتها،، لكن الزوج (ابوالذلقاء) كان لايحب البنات.. وكلما ‏‏توقع ان تنجب له زوجته ولدا، يكون النصيب بالبنت،، وهكذا دواليك.. ولما لم يطق احتمال هذه الزوجة التي فشلت ‏‏في تحقيق مطلبه، اخذ يتغيب عن منزل الاسرة حتي بلغ به الحال ان يسكن في بيت مجاور لبيت اسرته.. استمر على ‏‏هذا المنوال فترة طويلة.. وبعد مدة تأكدت ام الذلقاء ان كره زوجها للبنات قد بلغ اعلى درجاته .. تحاول الزوجة ان ‏‏ترضيه لكن كيف؟ هوعايز اولاد وما عايزش بنات.. فخطرت اليها خاطرة بعمل الفطرة، ان قصة بنت او ولد ‏‏هوتقدير الله في الرجل وليس عند المرأة . كانت ام الذلقاء هذه شاعرة عربية ذات بصيرة في ذلك الزمان السمح - ‏‏الذي نفتقر نحن اليه الان:‏
    ثم راحت الشاعرة تحدث نفسها شعرا - وتقول:‏
    ما لابي الذلقاء لا يأتينا؟
    وهو يسكن في البيت الذي يلينا
    يغضب ان لم نلد البنينا
    انما نعطي، الذي اعطينا؟
    علق الدكتور الخلف على قول هذه الشاعرة العربية الملهمة والتي سبقت بشعرها هذا علماء العصر الجينومي الذي ‏‏نعيشه نحن الان..وهوعصر تتكاتف فيه دراسات علم الوراثة.‏
    ذكرتني هذه القصة ما كتبه عبدالعال عني وعن تصميماتي التي نفذت للعملات الورقية وهي جميعا لاترضيه - ذلك ‏‏انها لا تعلم الشعب السوداني الثقافة والحضارة ولا تعطيه الامتاع الروحي!!‏
    فمثله مثل ابي الذلقاء يريدها ان تكون اوراقا بنينية صرفة ولايريدها ان تكون بنتوية ابدا .. لكن ان تكون العملة بنينية ‏‏هذا يقدر عليه عبدالعال..‏
    الان انا مثل خلق الله الذين كتب لهم عن اوراق العملة الورقية العبقرية البنوتية.. فموضوع عبدالعال هو ان يعوض ‏‏المال الذي فقده في جائزة الشهيد الزبير!‏
    وبمثل ما جاءت به الشاعرة العربية لابي الذلقاء:‏
    قلت لِمَ لا اجاريها رغم شعرها اعظم سلاسة
    لكن بمثل ما قالت انما نعطي الذي اعطينا فهاكم هذه الابيات
    مالا بي العال يبخس ماصممنا ورسمنا
    وهو يعلم عدد الاجيال التي خرجنا
    وهو منهم ان رضينا او انكرنا!‏
    يدعي علم الثقافة والفكر الذي جهلنا
    يريد العملة بنينا - لاكما خلفنا!‏
    لتنزل البركة فيما بعنا واشترينا
    ليعوض جائزة الشهيد بعدما شتمنا
    ‏.اقول ابشري يا ام عثمان ولبني!‏
    الاستعاشة
    وفي رواية اخري الاستاشة!‏
    كلمة الاستعاشة هذه كلمة سائبة نسمعها في الاسواق وعند سماسرة الفن التشكيلي، وهي جاءت في اخر نصوص ‏‏الروبرتاج.‏
    احمد عبدالعال يفتقر الى المعلومات الصحيحة عني لذلك اعينه بهذه المعلومات الصحيحة حتي لا يتورط في معلومات ‏‏مضللة تزيده تضليلا وحسدا.‏
    املك عمارة من اربعة طوابق بمنافعها وحديقتها الجميلة.‏
    عندما بنيت المبني كان سعر طن الاسمنت ثمانية جنيهات والىوم سعرالطن مائتي الف جنيه ويزيد شويه.‏
    اشتريت طن الحديد بـ عشرين جنيها.‏
    الىوم طن الحديد يقارب المليونين ونصف جنيه للطن.‏
    حولت الطابق الارضي الى غالىري ليعرض فيه التشكيليون من ابناء السودان مجانا.. وكذلك الفنانون الزائرون.. ‏‏مجانا كذلك..‏
    عرضت على شركة اجنبية ايجار هذا الطابق الارضي بخمسة ملايين جنيه شهريا رفضت وقلت لهم هذا مركز ‏‏شبرين للفنون.. ولسوف يبقي كذلك.‏
    اسكن واسرتي في الطابق الاول
    اما بقية الطوابق اقولك
    ما عاوزش ايجار!! مثلما كان يقول اخي بروفيسور رباح طيب الله ثراه.‏
    تصميم ورقة العملة في البلدان الاوروبية مائتي الف دولار.‏
    وفي السودان الفين ونصف - عدلت مع التضخم الى عشرة دولارات - ما وصلني من بنك السودان زدت علىه ‏‏لتطوير الغاليري.‏
    مستعد لتصميم العملة الورقية السودانية لبنك السودان مجانا (هالحين).‏
    عربتي كريسيدا ذات الاربعة وعشرين ربيعا.. ومازالت بعافية..‏
    واخيرا ارفع الحمد لله وشكرنا لاخينا بروفيسر علي شمو الذي نشر مقالا في صحيفة سودانية - ولعلها الصحافة - في ‏‏اول السبعينات مطالبا الدولة ان تحدد قطعا سكنية لمواطنيها.. فاقول الحق والعرفان..بارك الله في اخينا علي شمو - اذ ‏‏شملت بركته فئات الاسر السودانية.‏








                  

العنوان الكاتب Date
الضرب تحت الحزام: عبد العـــــــال وشبرين Ahmed Elmardi05-22-04, 04:57 PM
  Re: الضرب تحت الحزام: عبد العـــــــال وشبرين Ahmed Elmardi05-22-04, 04:58 PM
    Re: الضرب تحت الحزام: عبد العـــــــال وشبرين Ahmed Elmardi05-22-04, 05:00 PM
      Re: الضرب تحت الحزام: عبد العـــــــال وشبرين Ahmed Elmardi05-22-04, 07:07 PM
  Re: الضرب تحت الحزام: عبد العـــــــال وشبرين gessan05-23-04, 02:43 AM
    Re: الضرب تحت الحزام: عبد العـــــــال وشبرين Ahmed Elmardi05-23-04, 12:09 PM
  Re: الضرب تحت الحزام: عبد العـــــــال وشبرين THE RAIN05-23-04, 04:03 PM
    Re: الضرب تحت الحزام: عبد العـــــــال وشبرين Bakry Eljack05-23-04, 07:58 PM
      Re: الضرب تحت الحزام: عبد العـــــــال وشبرين Ahmed Elmardi05-24-04, 04:04 AM
    Re: الضرب تحت الحزام: عبد العـــــــال وشبرين Ahmed Elmardi05-24-04, 01:42 AM
      Re: الضرب تحت الحزام: عبد العـــــــال وشبرين THE RAIN05-24-04, 06:57 AM
  Re: الضرب تحت الحزام: عبد العـــــــال وشبرين Nagat Mohamed Ali05-24-04, 08:59 AM
    Re: الضرب تحت الحزام: عبد العـــــــال وشبرين Ahmed Elmardi05-25-04, 03:24 AM
  Re: الضرب تحت الحزام: عبد العـــــــال وشبرين Nagat Mohamed Ali05-25-04, 10:01 AM
    Re: الضرب تحت الحزام: عبد العـــــــال وشبرين Ahmed Elmardi05-26-04, 01:10 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de