حقوق المراة في الاسلام ... السيد الصادق المهدي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 03:17 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-23-2004, 11:53 PM

محمد حسن العمدة

تاريخ التسجيل: 03-31-2004
مجموع المشاركات: 14086

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حقوق المراة في الاسلام ... السيد الصادق المهدي (Re: محمد حسن العمدة)

    الفصل الخامس
    شواهد الفكر الإنساني

    الفكر الأوربي متأرجح في كثير من القضايا الرئيسية ، هذا التأرجح يمكن رده لإفراط وتفريط انطوى عليهما تراثه المسيحي ، واليكم الأمثال :
    ‌أ. المسيحية دين أريد له أن يكون شحنة روحية تصلح ما فسد من النواحي الروحية والخلقية في اليهودية . وهو دين متجه تماما لعالم الغيب منصرف تماما عن عالم الشهادة ، هذه العوامل دفعت لتكوين الكنيسة كمؤسسة وضعية أقامها المسيحيون بمحض اجتهادهم لسدّ الفراغ فصارت سلطة دينية تقود وتشرع باسم الدين في كل جوانب الحياة . احتكرت الكنيسة الاتصال بعالم الغيب ووضعت نفسها صلة بين الله والناس وكل ما كان غائبا في نصوص المسيحية المنقولة في جوانب الحياة شرعت الكنيسة فيه تشريعات محددة.
    هذه النظم والتشريعات وضعها البشر قادة الكنيسة وادعوا لها قدسية دينية . ولمّا كان فكر البشر قاصرا فقد تصدى مفكرون آخرون لمواقف الكنيسة وتحدوها ولمّا كانت دعوى رجال الكنيسة مستندة إلى الغيب وحده فإن دعوى معارضيهم استندت إلى المشاهدة وحدها. قال المعارضون إنّ الحق والحقيقة هما ما نجده في عالم الشهادة في هذا الزمان وفي هذا المكان لا في غيب محجوب ، هكذا بردة الفعل من ظروف المسيحية نشأ الفكر العلماني .
    العلمانية هي اشتقاق على غير قياس من العالم أي عالم الشهادة المحسوس بالحواس الخمسة .
    ‌ب. نفت المسيحية في مبادئها المعروفة أن يكون للمادة دور في الحياة ووجهت الاهتمام عقائديا نحو الأمور الروحية وحدها . لكن واقع الكنيسة أجبرها على الاهتمام بالمسائل المادية فامتلكت الأراضي وحازت الأموال ودخلت طرفا في صراع المصالح المادية.
    هذا الانصراف نظريا عن دور المادة في الحياة والانشغال بها عمليا أدى إلى ردة فعل في البيئة الأوروبية فحواها المبالغة في الاهتمام بالمادة ودورها . واتهام رجال الدين بأنهم إنّما يستخدمون عقائد الدين لتخدير الشعوب فيستغلونها ويستبيحون مصالحها .
    إنّ المادية والمادية الجدلية في الفكر الأوروبي هما ثمرة مباشرة لتلك الظروف .
    ‌ج. إنّ تعاليم المسيحية الأصلية لم تذكر من أمر المرأة شيئا محددا يقوم عليه وضعها الإنساني والاجتماعي . لذلك بقى الأمر للكنيسة لتحدد فيه ما تحدد من تعاليم وأحكام . وحددت الكنيسة ذلك تحديدا بدأه القديس بولص وأكملته المجالس الكنسية المتعاقبة . وكان ذلك الوضع المحدد مرآة للآراء البشرية الرجالية التي كانت سائدة آنذاك عن المرأة.
    إنّ تعاليم الكنيسة المشار إليها تعتبر المرأة مخلوقا ناقص الإنسانية والعقل والأخلاق والدين قاصرا في كل الأمور خاضعا للوصاية التامة في شئونه السياسية والاقتصادية والاجتماعية مصدرا للإغراء والإغواء . فالجنس نفسه شر لا بد منه يقبله الدين للتوالد وحده ويمقته الدين إن كان للمتعة حتى بين الزوجين لذلك ينبغي أن يمارسه الزوجان بانضباط كواجب . والمرأة وهي طريق الجنس تنصب عليها كل المآخذ على الجنس ويستحسن أن يتجنبها التقاة ويعاملها غيرهم بغاية الاحتياط والحذر .
    وبردة الفعل من هذا الموقف المتوارث المتشدد في تحقير المرأة اتجه الفكر الأوروبي الوضعي عندما تحرر من قبضة الكنيسة اتجاهات مضادة متشددة في الاتجاه الآخر .
    أما في أمر المرأة فقد كتب الفيلسوف البريطاني جون ستيوارت مل في القرن الماضي كتابه : اضطهاد النساء . وفيه قال : لا فرق بين الرجل والمرأة في التكوين الطبيعي وما يشاهد من تفرقة إنّما هو اضطهاد فرضه الرجال على النساء مثلما فرضوا العبودية على الأرقاء . وتحرير المرأة يعني إسقاط هذا الاضطهاد ومساواة المرأة بالرجل في كل شئ إذ الفوارق بينهما مصطنعة .
    أما في أمر الجنس فان ردة الفعل أدت إلى فكر يعتبر الجنس هو وحده القوة الدافعة في الحياة . لقد انتهى الأمر في هذا الصدد إلى فكر سيجموند فرويد الذي لعب دورا هاما هو من أبرز الأدوار التي أثرت على أوربا وأمريكا في القرن العشرين. في نظر هذا الفكر أن عقائد الإنسان . وتكوينه النفسي، ونظمه الاجتماعية ، وعطاءه الحضاري كلها انعكاسات مباشرة وغير مباشرة لغريزته الجنسية .
    ‌د- بعد الثورة الصناعية في أوروبا تفشت الحقوق الديمقراطية ونهضت حركة نسوية سياسية طالبت بحقوق المرأة السياسية كاملة وانتزعتها عبر تشريعات معينة . ثم جاءت ظروف الحرب العظمى الأولى والثانية وفيها اشتركت النساء عمليا في الاقتصاد وفي العمل الحربي مما اكتسبن معه دورا اقتصاديا ومشاركة فاعلة في الوظائف في كل المستويات . لقد صار الفكر الأوروبي بعد الحرب العظمى الثانية مسلما بوضع المرأة الإنساني وبحقوقها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية . وفي كل البلاد الغربية تطورت القوانين لتكفل تلك الحقوق في المجالات الخاصة والعامة.
    الثورة الجنسية في الغرب :
    ومع تحرير المرأة علت موجات التحرر فقد صارت المرأة مستقلة بكسبها وبصوتها وحررتها وسائل منع الحمل من قيود الأمومة فأطلقت بعض الفئات من النساء صيحات تطرُّف تنادي بكسر كل القيود الموروثة وتنادي باعتبار الأسرة نفسها مؤسسة اضطهاد للمرأة ينبغي إلغاؤها . وتبارى المزايدون والمزايدات في هذا الاتجاه مما أدى لطائفة من الأفكار سادت في أوربا وفي أمريكا في الستينات من القرن العشرين الميلادي وسميت بالثورة الجنسية Sexual Revolution . هذه الثورة الجنسية عبر عن فكرها الأساسي أبراهام ماسلو بقوله : " إنّ النفس حزمة من الرغبات المكبوتة وأن التقاليد تدفع الناس لمزيد من الكبت ومن اصطناع شخصيات مصطنعة فيعيش الناس حياة زائفة . وانّ واجبنا أن نتخلص من هذه الضوابط الزائفة لنعيش الحياة كما تملى علينا رغباتنا ".
    من هذا المنطلق اعتبرت كل نزوة أو شهوة حاجة ملحة مستحقة الإرضاء واعتبر كل امتناع عن إرضائها إبقاء على الزيف وعدم الصدق مع النفس . فالصدق مع النفس هو إشباع الرغبات بلا حدود. وكل نزوة حتى التي كانت تعتبر انحرافا نفسيا مثل السادية (التلذذ من عذاب الآخرين) والماسوشية (التلذذ من عذاب الذات) وإتيان الذكران ، و السحاق ( العلاقات الجنسية بين النساء) ، والميول الاستعراضية ، واستبدال الزوجات ، والممارسات الجنسية الجماعية .. كل هذه الحالات الشاذة صارت تمارس علنا وتوصف بأنها خيارات بديلة لإشباع حاجة طلابها .
    لقد استمرت هذه التيارات المسماة الثورة الجنسية حتى منتصف السبعينات ومع ما فيها من تدمير خلقي واجتماعي فإنها جعلت من المجتمعات التي مارستها في أوربا وأمريكا مختبرا ضخما لبعض الأمور الإنسانية الهامة . مختبرا آدميا مشابها للتجارب التي تجرى على القرود والأرانب والفئران .
    الدروس المستفادة :
    إن ما يمكن أن يستفاد من تجارب الإباحية الجنسية التي مورست بتطرف في أوروبا وأمريكا يمكن تلخيصه في الآتي :
    الحقيقة الأولى : أنّ ثمة علاقة بين الانضباط الجنسي والصحة بحيث يؤدي عدم الانضباط لمخاطر صحية تعجز عن مقاومتها كل قدرات الطب الحديث .
    لذلك فمنذ أواخر السبعينات صار المرض السري المسمى هربز ( GENITAL HERPE ) مرضا شائعا يقدر المصابون به في أمريكا بعشرين مليونا ويقدر من يصابون به إصابة جديدة بنصف مليون في السنة .
    والى جانب ذلك المرض المستعصي على العلاج المنتشر نشا مرض أخر اسمه ايدز ( AIDS ) وهو مرض فيروسي . فيروسه محصن ضد العلاج ونتيجته غالبا الوفاة . هذا المرض الأخير أحدث هلعا كبيرا في أمريكا وأوروبا وقد قتل في أمريكا وحدها حتى الآن أربعة ألف نسمة ,
    هذه الأمراض المعدية الخطيرة غير قابلة للعلاج الآن وهي نتيجة مباشرة لعدم الانضباط الجنسي مما اقنع كثيرين في أمريكا بأنّ هذا المرض عقاب مستحق للانحراف الخلقي . هذا الشعور ساهم ضمن عوامل أخرى في الحد من غلواء الثورة الجنسية واستمالة روادها إلى الاعتدال والانضباط الجنسي .
    الحقيقة الثانية :إنّ التخلي عن الضوابط الجنسية وآداب الجنس ومحاذيره يؤدي تدريجيا لموت الشهوة نفسها . لقد شاهد هذه الظاهرة كثير من علماء الجنس وعلماء النفس . قال أحدهم وهو عالم النفس تريب (TRIPP ) : " إنّ إثارة الجنس تتوقف على وجود عقبات وموانع في طريقه . زوال هذه العقبات والموانع يزيل معه الإثارة واللذة .
    الحقيقة الثالثة : الإباحية الجنسية والتخلي عن ضوابط الأسرة وواجباتها يفجع المجتمع كله ولكنه في حساب الخسائر يضر المرأة أكثر من الرجل . قالت كارولين ستيوارت : " يستطيع الرجال أن يكونوا أكثر عفوية في حياتهم الجنسية . أمّا النساء فالجنس بالنسبة لهم ارتباط . أنّ الرجال يستخدمون الحنان للوصول للجنس ، أمّا النساء فإنهن يستخدمن الجنس ليصلن للحنان " .
    ولتأييد هذا المعنى أرسلت آن لاندرز ( ANN LANDERS ) وهي كاتبة أمريكية تنشر مقالاتها ألف صحيفة أمريكية ، أرسلت سؤالا واحدا لآلاف النساء الأمريكيات وطالبتهن الإجابة بنعم أو لا :
    السؤال هو : هل تفضلن الملاطفات والملامسة بحنية على الجماع نفسه ؟
    فرد على السؤال تسعون ألف امرأة وكان رد 70% من هؤلاء النساء على السؤال بنعم .
    ومعلوم أنّ هذا الرد غير متصور بهذه النسبة إذا كان السؤال موجها للرجال وعبر تجارب كثيرة تأكدت حقيقة شائعة أخرى هي أنّ الممارسات الجنسية العفوية تضر النساء اكثر مما تضر الرجال . ذلك أنّ العلاقة إذا أدت لحمل رغم الاحتياط فسيبقى في بطونهن الجنين غير المرغوب فيه . وهن اللائى يتعرضن لأذى وسائل منع الحمل فمانعات الحمل تشتمل على مخاطر غير مباشرة .وهن اللائى يواجهن احتمالات سرطان عنق الرحم وهو مقترن بالمضاجعات الجنسية مع عدد من الرجال .
    المهم إنّ هذه التجارب تثبت أنّ ربح المرأة من الأسرة أكبر وخسارتها في زوالها أكثر .
    لقد أدت الثورة الجنسية التي حدثت في أوربا وأمريكا إلى انتشار آراء ناقدة للأسرة بل داعية للاستغناء عنها كمؤسسة فاشلة وظالمة للمرأة .
    ولكن كثيرا ممن ذهب إلى تلك الآراء عن الأسرة عادوا عنها مدركين سذاجة الرفض لمؤسسة الأسرة . والدليل على ذلك أنّ مجلة تايم الأمريكية أعدت دراسة حول الموضوع وخلصت الدراسة التي نشرتها المجلة إلى الآتي :
    " بعد الضجة التي أثارتها الثورة الجنسية فان غالبية الأمريكيين والأمريكيات أصبحوا أشد تمسكا بالأسرة وإيمانا بالزواج وعادوا إلى الفكرة التقليدية التي تقرن الجنس بالحب وترى ألا يكون الجنس عفويا أبدا " .
    إننا إذ نستعرض هذه النتائج نستفيد منها في زيادة معارفنا والاتعاظ بتجارب غيرنا . فالمطلوب أن نلم بالفكر والتجربة الإنسانية كلها لاستصحاب المفيد واطراح الضار على أساس الأثر القائل : " الحكمة ضالة المؤمن حيثما وجدها أخذها "
    وعلينا أن نلتمس العظة من تجارب الآخرين لكيلا نكرر الأخطاء التي وقعوا فيها على أساس الأثر : " العاقل من اتعظ بغيره " .
    وحيثما استعرضنا التراث الأوربي الأمريكي وفكره وتجاربه فلا يفوتنا أن نأخذ في الحسبان دائما جدلية الصراع الذي لوّن فكرهم وتجربتهم بين موروثهم الكنسي وردة الفعل .العلمانية الماركسية عليه.
    إذا نحن أخذنا في الحسبان هذا التفاعل لأمكننا أن نعطي الفكر والتجربة الأوربية الأمريكية تقويما موضوعيا ومن ثم أن تكون استفادتنا منها استصحابا وإطراحا واتعاظا أكبر"

    الفصل السادس
    ماذا تقول العلوم الاجتماعية








                  

العنوان الكاتب Date
حقوق المراة في الاسلام ... السيد الصادق المهدي محمد حسن العمدة05-18-04, 12:15 PM
  Re: حقوق المراة في الاسلام ... السيد الصادق المهدي محمد عبدالرحمن05-18-04, 05:30 PM
    Re: حقوق المراة في الاسلام ... السيد الصادق المهدي محمد حسن العمدة05-18-04, 11:00 PM
      Re: حقوق المراة في الاسلام ... السيد الصادق المهدي يازولyazoalيازول05-19-04, 08:46 AM
        Re: حقوق المراة في الاسلام ... السيد الصادق المهدي محمد حسن العمدة05-19-04, 07:04 PM
          Re: حقوق المراة في الاسلام ... السيد الصادق المهدي محمد حسن العمدة05-19-04, 07:09 PM
  Re: حقوق المراة في الاسلام ... السيد الصادق المهدي Roada05-19-04, 07:07 PM
    Re: حقوق المراة في الاسلام ... السيد الصادق المهدي محمد حسن العمدة05-20-04, 10:04 AM
      Re: حقوق المراة في الاسلام ... السيد الصادق المهدي محمد حسن العمدة05-20-04, 05:30 PM
        Re: حقوق المراة في الاسلام ... السيد الصادق المهدي محمد حسن العمدة05-22-04, 09:40 AM
          Re: حقوق المراة في الاسلام ... السيد الصادق المهدي محمد حسن العمدة05-23-04, 11:53 PM
            Re: حقوق المراة في الاسلام ... السيد الصادق المهدي محمد حسن العمدة05-25-04, 05:47 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de