|
Re: د. عمر القراى - حكومة الجبهة .. ماذا تريد؟ (Re: عبدالله عثمان)
|
نعم يا عمر، ويا عبد الله، وتاج السر، الواجب المباشر هو مواجهة الطائفية وربائبها، والمهووسين، في نفس السياق. فإنه لولا الطائفية، وأهلها، وأسغلالهم لأهلنا لما وجدت قوى الهوس إلى قلوب الناس سبيلاً يوم وجدت. ودون مواجهتها، أي دون مواجهة تواطؤ الطائفية مع الهوس الديني، فإننا سنعيد انتاج الأزمة. لقد آن للسودانيين جميعاً، وبالأخص الجمهوريين منهم الإطلاع بهذا الواجب. وأخص الجمهوريين لأنه لا يوجد في الساحة اليوم من يفهم خطل الدعوة للشريعة الإسلامية ولتطبيقها في القرن الواحد والعشرين مثلما يفهمون. فدونكم التجمع، الذي تنضوي تحته العديد من الأحزاب التقليدية، بما فيها الحزب الشيوعي، فهو يقف كسيحاً، مهموما بقسمة السلطة أكثر من همه بإلغاء القوانين الظالمة التي سميت زوراً وبهتانا بقوانين الشريعة. فهو يتستر خلف عموميات "المطالبة بإلغاء القوانين المقيدة للحريات" دون النفاذ إلى أن الشريعة نفسها غير صالحة لإنسانية القرن الواحد العشرين. يعجز السيد محمد عثمان الميرغني عن أن يقول بذلك، كما يعجز الأستاذ التجاني الطيب. الجمهوريون هم وحدهم القادرون على التمييز الدقيق بين السنة والشريعة، وبين أصول القرأن وفروعه. وهم وحدهم القادرون على الجمع بين قيم الدين ومنجزات الحضارة الراهنة، المهددة بالزوال بسبب الهوس الديني وآليات بقائه المدمرة. هذا لا يعني بأنه الجمهوريين محتكرين لهذا النوع من الوعي. ولكنه يعني بأنهم متقاعسون عن دورهم في القيام بنشره، حتى تستطيع كافة القوى، بما فيها القوى التقليدية، التسلح بالوعي في وجه من يريدون أن يتكسبوا من ديننا الحنيف، وهم ليسوا على دين ولا على خلق! ما قام به الأخ عمر القراي في دفع حركة الوعيً في هذا الاتجاه حتى الأن جهد مقدر في اتجاه قيامنا بالواجب المباشر. وإني أرجو أن يستجيب هذه المرة لدعوتي المتكررة له بالانضمام لهذا المنبر لتدعيم هذا الخط.
و في تقديري، أنه لا يكفي أن نظل على الحواشي، نشجع كتابته، ومساهماته، دون أن نشارك نحن بدرجة أكبر من التي نشارك بها الآن. وههنا أقر بأن جهودك حتى الآن، في هذا المنبر، وفي موقع الفكرة، مقدرة للغاية. ولكنا، جميعاً، يجب أن نشارك بقدر أكبر لنشعل فتيل الثورة الثقافية.
نعم، يجب أن نشارك في مواجهة القوى الطائفية، وقوى الهوس الديني، التي بلغت حالة من التفكك، لا يدانيها فيه إلا ضعفنا عن مواجهتها للقضاء على معاقل الجهل والتخلف فيها. ويجب أن نفكر في ذلك، هذه المرة، دون حساسيات، وحظوظ نفوس، تقضي على موضوعية هذه الحجة، كما حدث في مرات سالفات. هذا هو سبيلنا الوحيد، في تقديري، لإطلاق شرارة الثورة الثقافية التي بشرنا بها الأستاذ محمود محمد طه. وهذه الثورة الفكرية الثقافية لابد ستكون، بنا أو بغيرنا، ولكن في الحالتين لا بد من الفكرة الجمهورية، ولا بد من رفع نموذج صاحبها، أبينا الأستاذ محمود محمد طه، في اللحم والدم ما استطعنا، وفي خطابنا العام، كنموذج للإنسان السوداني المتطلع للحرية الفردية المطلقة.
وختاماً، لك عميق شكري، على المحاولة الذهنية التي أعرف أنك ستقوم بها في لتجريد هذا الحديث عن أي شخصنة! اتفقنا أم اختلفنا بعد ذلك لا يهم. ما يهم هو خلوص نوايانا لله سبحانه وتعالي، فيما نأتي وما ندع.
|
|
|
|
|
|
|
|
|