سلام ... عندما راسلني صديقي السمندل ، معزيآ في رحيل الطوبي ، شاعر القنيطرة/المغرب ، رددت قائلآ : شكري/الطوبي/ليلي ، وخال يحتضر هناك ! نص الهي لا ينتهي . نص القسوة/الرحمة . وتمنيت له ، أن يكون شرهآ بما يكفي ، لهضم تلك التقاطعات !!! ... وخال ـ كان ـ يحتضر هناك ! كان . واليوم زف لي خبره . فاروق عبدالرحيم الشوش ! أحد ركائز عطبرة الفاترة . رحل عن دنيا ، لا تسوي حتي رحيله عنها . كان قامة ذو همين : جلب الرغيف مبكرآ . و " لملمة " ايجارات والده . حاوطته " الخرطوم " بتوفر " الخبز " ، ووفاة والده........ وعطالة يعانيها . خارت قواه ك يد عاملة لا تدري مستقرها . أصبح أسيرآ لفراش يستعجل مرافيده . استقال ضمنآ من حياة تجاوزته ، كأبكم يسمع ولا يتكلم . رهن جسده الهزيل لمماحكة الواقع ، ولكن غلبه الواقع في معركة ، كنا حكامها . رحل فاروق عن عالم لا يستحق مهارة البقاء . ولكن ... لم (بكسر اللام) لم (بفتحها) يعد الموت ، موتآ ؟ عاريآ ـ هكذا ـ بلا تفاصيل ولا طقوس تستر عورته وقباحته ، باهتآ بلا طعم ولا رائحة ،أو، لون يدهن هيبته وسلطانه ، كموت . اعتاد الموت طرق أبوابنا بلا حياء ـ كقدر ـ يظن نفسه . أو مجرد BAD NEWS . ولا أدري أي نشاف تشربنا ، وسقي الدمع بضده الكيميائي !! أية قساوة هاته ، أو حنكة ، قدرت أن تجرد القلب من معناه ، وتحيله لمضخة ، لا تضخ الا رحيل تلو رحيل . من علمنا أن الموت لم يعد الا خبر سيئ نجتره كخيباتنا وخساراتنا التكفئ . لم لم يعد الموت يهز أركاننا ويرج القلب ، كما كان و تعودناه . أية معركة نخوضها غير بقاء الأنسان ، كأنسان ؟ ماذا دهانا والموت الزائد عن حده يلتهمنا ، كنفر تجاوزته غلظة التاريخ اللايرحم ؟ لم لم يعد الموت يهز فينا ما سكن ؟ لا أجوبة تفرض نفسها . ويبقي السؤال مقلوبآ : متي يكف الله عن تحدينا ؟؟؟؟؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة