|
أنيس منصور يتحدث في سلام الماء
|
مواقف: أنيس منصور الثلاثاء 02 مارس 2004 06:27
من غير زعل. إن السلام في الشرق الاوسط, أو السلام المصري هو القائم علي الماء. فإلي الجنوب انظر.. الي السودان انظر وانتظر. فحياتنا أمس واليوم وغدا هي ماء النيل. والسلام مع أبناء حوض النيل هو السلام الحيوي الأبدي.
غلطتنا الكبري هي ان نتحدث عن السودان كلما زارنا شقيق سوداني. فاذا عاد, عدنا إلي صمتنا والكلام علي الصراع العربي الإسرائيلي. عدنا إلي الكلام عن خمسة ملايين فلسطيني هم عدد العاطلين في مصر أو المحتاجين الي العمل بعض الوقت أو كل الوقت. ولا أطلب أن نطبق عيوننا عن الوحشية التي يلقاها شعب فلسطين. ولكن عين هنا وعين هناك أذن هنا واذن هناك. فإن فتح أبواب المعاهد والجامعات والحرص ليخرج الطلبة قبل أن يتخرجوا, ليس إلا حشدا لجيش من العاطلين والساخطين والمتمردين طعاما سائغا لنظريات التخريب والتدمير...
وليس جهلنا بالنيل جهلا وإنما هو هلاك لنا ولاجيال من بعدنا... قف في الشارع واسأل أي واحد أفندي كم طول نهر النيل؟ لايعرف.. كم فرعا لنهر النيل.؟
لايعرف. كم عدد البحيرات كم عدد دول حوض النيل. ماالذي يغضب دول الحوض... متي يبيعون مياه النيل. متي يطالبون ببيع المياه لاسرائيل وفلسطين والاردن... كم عدد الأفدنة الصالحة للزراعة في السودان... كم عدد الفلاحين والعمال المصريين الذين في استطاعتهم أن يعيشوا في السودان ـ اذا نحن اصبحنا مع السودان سمنا علي عسل!
إننا لسنا في حاجة الي وزارة فقط لشئون الجنوب ـ السودان وكل دول الحوض ـ وإنما إلي وزارة وهيئات ومعاهد متخصصة قبل ان ينفصل جنوب السودان عن شماله ـ ومن المؤكد أن هذا سوف يحدث بقوة الكنيسة وشركات البترول. وسوف نبوس القدم ونبدي الندم علي أن قناة جونجلي التي كنا قد شققناها وسط المستنقعات قد تلاشت, ويجب أن تعود... أن نعيدها نحن حتي لاتتبخر ملايين الامتار المكعبة... لماذا؟
هذا مايجب أن نعرفه. لأنها ألف باء الحياة والرخاء والسلام القائم علي الماء!
الأهرام المصرية (عن إيلاف)
|
|
|
|
|
|
|
|
|