الجنجويد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-09-2024, 04:55 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-25-2004, 09:41 AM

sultan
<asultan
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1404

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنجويد (Re: sultan)

    (6) أبناء دارفور بالأحزاب السودانية:

    أين دور أبناء دارفور المنضوين فى أحزابنا القومية فيما يحدث من مآسى بالإقليم؟ أين دكتور مادبو، دكتور عبدالنبى، دكتورعلى الحاج، دكتور الحاج آدم يوسف، أمين بنانى، دكتور على حسن تاج الدين؟ ... الخ، وأين هم من هموم دارفور؟ هل نسوا ولاءاتهم الحزبية ولو للحظة وإجتمعوا ليتشاوروا فى حلول لمشكلة أهاليهم بفيافى دارفور أم أنَّ صخب العاصمة السياسى قد أصمَّتهم سماع أنين القتلى والجوعى هناك؟ لا نعرف كيف نجيب نيابة عنهم لكن الشيئ الذى نفهمه هو أنَّ العمل السياسى تقوم على ركيزتين أساسيتين هما القاعدة الجماهيرية والبرنامج السياسى، وبالنسبة لهؤلاء السياسيين فإنَّ قواعدهم السياسية، وكشيئ طبيعى، يجب أن ترتكزعلى أهلهم هناك فى دارفور وبالطبع هناك تبعات لذلك أقلَّها الجلوس معهم والتصدى لمشاكلهم والإستماع لقضاياهم، فإذا أحسنوا فعل ذلك اليوم فسيحسن إليهم تلك القواعد غداً والأمر بيدهم.

    ثمَّ أين حزب الأمة مما يحدث أيضاً؟ هل قنع قادتها من أى خير فى دارفور وهى التى ظلت تعطيهم أكثر من 90% من المقاعد البرلمانية المخصصة لتمثيلها فى كل دورة إنتخابية؟ ومن المعروف أنَّ كل شياطين الفتنة العرقية الحالية التى ضربت دارفور قد أطلَّت برؤوسها عندما كان رئيس هذا الحزب على قمة الجهاز التنفيذى فى الدولة، وإنقسمت دارفور حينها، فغضَّ رئيس الحزب الطرف عن ذلك حتى إنقضَّت عليه كواسر الجبهة الإسلامية فكان هذا الخراب.

    ولقد سبق أن قلنا فى مقال مبكرأنَّ العلاقة بين المواطن والحزب هى علاقة عقدية تقوم على فقه المصالح المشتركة، فكل منهما يخدم الآخر من أجل منفعة متبادلة، واليوم حين يشكل حزب الأمة غياباً تاماً عن مشكلة دارفور فهل يأمل أن يظل ذلك الرصيد التاريخى الإنتخابى سليماً بلا نواقص؟ كلا، فالصديق وقت الضيق، وأهل دارفور اليوم فى ضيق بينما إنصرف حزب الأمة إلى خلافاته وتشققاته وتوهانه فى دهاليز السياسة السودانية الأمريكية. فعندما ضربت الفيضانات كسلا قبل نحو شهرين قام السادة الختمية المراغنة بتسيير 30 شاحنة محملة بكل أنواع الإغاثة مثل الخيام والبطاطين والملابس والأطعمة والأدوية، لماذا؟ لأنَّ كسلا هى معقل الختمية والمرغنية والقاعدة السياسية الحصينة لحزبهم الكبير، فأين حزب الأمة من ذلك إزاء مشكلة دارفور؟ أقسم بالله صادقاً لو أنَّ الصادق المهدى ترك حرده فى القاهرة وقفل راجعاً ليقضى أسبوعين فقط متنقلاً فى ديار قبائل البقارة لتمكن من إطفاء هذه الفتنة ولساعد فى إنقاذ أرواح الألوف من البشر ماتوا دون وجه حق فى هذه الحماقة اللئيمة، لكن كما تزرع سوف تحصد، والحساب ولد فى نهاية الأمر.

    (7) الإدارة الأهلية:

    الإدارة الأهلية هى ملح التعايش السلمى بدارفور ولقرون مضت من الزمان، وبتحطيمها إنهارت سمات التعاون والتعاضد الذى عُرف عنه أهل دارفور على مرِّ العصور، وعليه فإننا نعتقد ضرورة وجود إستراتيجية طويلة المدى لإعادة بناء النسيج الإجتماعي بدارفور من خلال الإعتماد على إدارة أهلية قوية خاصة بعد الحروب التي جعلت القبائل تقتتل مع بعضها البعض، وكمدخل لا بد منه يجب مراجعة قانون الإدارة الأهلية الحالية التى وضعته نظام الإنقاذ، وإعادة تأهيل هياكل هذه الإدارة بما يضمن لها السيطرة على الخلافات القبلية كسابق عهدها لقرون فى ضبط حركة القبائل بدارفور وإقرار ممارسات الشورى والأعراف في حلها للمشاكل المستعصية.

    إنَّ واحدة من الفتن الرئيسية التى زرعتها حكومة الإنقاذ فى دارفور هى إلغاء الهياكل التاريخية للإدارة الأهلية وإستبدالها بنظام الأمارات القبلية المصطنعة، والهدف كما هو معروف تفتيت ديار القبائل الكبرى وزرع بطون غريبة داخلها لتسهل السيطرة على كل الدار عبر قرارات فوقية، ولذلك فإنَّه من الحكمة بمكان إلغاء هذه الأمارات وتثبيت حواكير القبائل كما كانت يوم خروج المستعمر في عام 1956م، وإعطاء القبائل والبطون التى تم زرعها أو فرضها بالقوة وبضغط من الدولة، حقوق المواطنة الكاملة فى العيش والتنقل فى الديار التى إستوطنوا بها لكن دون سلطات قانونية وإدارية مستقلة عمَّا كان موجوداً قبل نزوحهم لتلك الديار. كما أنَّه سيكون مفيداً تكوين مجلس شورى قبلى يضم زعماء كل القبائل بدارفور بواقع ممثل واحد فقط لكل قبيلة هو زعيمها، ويكون هذا المجلس بمثابة برلمان أهلى لشئون القبائل، ولها صفة الإستشارية فقط، ويكون لها مقر دائم بمدينة الفاشر، العاصمة التاريخية لدارفور، ولها أمانة دائمة، وتتبع للوالى مباشرة، وتنعقد جلساتها مرتين على الأقل فى العام. مثل هذا المجلس سيكون له أثر إيجابى وسريع فى رفد التعايش السلمى بدارفور ودعم خيارات التعاون والتصالح. خلاصة القول هو ضرورة أن تعود الإدارة الأهلية قوية وفاعلة وتحديثها بآليات جديدة يمكن أن تزيد من مهمتها الأساسية فى حفظ النظام وضبط حركة القبائل.

    ( أبناء القبائل العربية:

    إنَّ أكثر المتضررين من السُمعة الشائنة لمليشيات الجنجويد هم الشريحة الواعية من أبناء القبائل العربية بدارفور، ولعلَّ ذلك قد يمثل سبباً كافياً لهم كى يتحركوا ويبصروا المنفلتين من إخوانهم بضرورة الكف عن إرتكاب هذه الجرائم ومجازر القتل الجائر، ثمَّ إنَّ على طوائف التجمع العربى والمتبنين لبرامج قريش أن يعلموا أنَّ ما يفعلونه سوف لن تؤدى بهم إلاَّ إلى الهلاك وإلى مآسى لا يعلم بها إلاَّ الله، وهم إن ظنوا أنَّهم بإمكانهم إبادة قبائل الزرقة صاحبة الأرض لإنشاء دولة العرب على أشلائهم فإنَّهم واهمون، فيوم أن تذهب هذه الحكومة التى وفرت لهم الآيدلوجية والسلاح والتعتيم الإعلامى فسينكشفون أمام كل العالم وربما يدفعون ثمناً غالياً لم يتحسبوا له الآن.

    إنَّ من حق التجمع العربى ومن حق كل جماعة أو فرد، أن تسعى وتناضل فى سبيل نيل حقوقها وتطوير قدراتها، تماماَ مثل الآخرين، لكن ذلك يجب ألاَّ يكون على حساب جماعة أخرى وبطريقة همجية تتخذ من القتل والإبادة أسلوباً لتحقيق الغايات، وإذا كان المطلوب هو تطوير دارفور فيجب أن يتكاتف الجميع، عرباً وزرقة، من أجل ذلك طالما أن الأرض واحد والثقافة واحدة والتاريخ مشترك والمصير هو نفس المصير، إنَّ التبعية العمياء لسياسات نظام الإنقاذ ليس فيه إلاَّ الهلاك، فهى قد أهلكت معظم السودانيين وأضرت بهم ضرراً لم يشهدوه من قبل، وها هم يواجهون من المآزق العصيبة التى لم تجلبها عليهم إلاَّ أفعالهم، ومن أقدار الله سبحانه وتعالى أنَّه قد يسلط على بعض عباده الظالمين من لا يتق الله فيهم وقد ينكل بهم بأضعاف ما إرتكبوه بحق الأبرياء والمساكين، فالظلم ظلمات.

    نحن نعلم أنَّ هناك المئات من الروابط القبلية العربية منتشرة على طول البلاد وعرضها وكذلك حول العالم، هذه قدرات دارفورية يجب أن تتجه للبناء ولتطوير دارفور بدلاً عن غير ذلك، والتعايش السلمى والسلام الإجتماعى من أهمَّ مرتكزات البناء، لأنَّه من غير سلام فلن يكون هناك بناء، وعليه نتمنى أن يعى الإخوة أبناء العرب ذلك ويبشرون به فى أوساط أهلهم وكل أهل دارفور، وفى هذا المسعى يعجبنى بيان أبناء العرب الرحل من شمال دارفور بالخارج عقب حادثة كتم الأليمة فى السادس من شهر سبتمبر الماضى، ونشروه بموقع سودانيزأونلاين بالإنترنت، جاء فيه: "ان الاحداث كشفت عن طبيعة الخطة التي وضعها النظام للدفاع عن نفسه ومواجهة المعارضين له هناك، وقد ركز كالعادة لاستخدام البسطاء من اهلنا كدروع بشرية يتقي بها الضربات التي توجه له، يقوم بأشعال الفتنة القبلية بين ابناء الاقليم ليرتد رصاصهم الى صدورهم .. وفي هذا الصدد نرى ان يعي ابناء الاقليم هذا المخطط وان لايدعوا النظام الغاشم ان يحول الامور الى حرب قبلية لا تبقي ولا تذر والخاسر الوحيد فيها نحن شعب دارفور وشعب السودان قاطبة ...ونؤكد حرصنا على التضامن مع سكان الاقليم، ونرى ان ما يجمعنا هو التاريخ الطويل للتعايش السلمى والجغرافيا والمصالح المشتركة، ولا مصلحة لاهلنا في الدفاع عن اي سلطة في المركز، لاننا مثل كل بقية سكان الاقليم يعاني اهلنا من الاهمال، وغياب التنمية والامن، ويتفشى الجهل في اوساط قبائلنا مما جعل اصطيادهم سهلا عبر بعض الانتهازيين الذين يستغلون اهلنا من اجل الحصول على سلطة ما، او مال ...وندعوا كافة المثقفين والمهتمين بامر دارفور الى اعلان ميثاق عمل مشترك يوقف العنف المتبادل ويكون اساس للوحدة بين كل ابناء الاقليم بغض النظر عن قبائلهم او لونهم او منطقتهم .. ونحن اذ نعلن هذا لا يغيب عن بالنا المرارات التي تخلفها الحروب وفقدان الاهل، لكن هذه دعوة للتسامي فوق الجراح الخاصة الى الهم العام، وان يتحلى جميع ابناء دارفور بكل انتماءاتهم بروح التسامح وعلينا البحث عن طريق ثالث يفضي الى حل جزري لهذه المعضلة، وان ندرك ان الحرب القبلية ستحول الاقليم الى خراب في ظل نظام متوحش يغزي النعرات القبلية بعد ان سقطت كل وسائله لحشد مؤيدين له وفي الآخر لا بديل لنا الا العيش المشترك، واذا كان لابد من حدوث ذلك فليكن الان".

    هذه هى اللغة التوافقية التى نريد أن نسمعها من أبناء كل قبيلة عربية أوغير عربية بدارفور، ولا شكَّ فى أنَّ ذلك البيان قد عبَّر بصدق عمَّا يجيش بنفس كل إنسان غيور على دارفور وأهلها، وشخصياً أشكر الموقعين على ذلك البيان ونثمن جهودهم ووعيهم العميق بضرورة رأب الصدع الذى أخلَّ بجبهة دارفور، ونتفاءل خيراً بالمستقبل طالما أنَّ مثل هذا الفهم قد أخذ يدب فى شرايين الوعى الإجتماعى بيننا.

    (9) تجمعات أبناء دارفور ومنظمات المجتمع المدنى بداخل السودان:

    بدأت جمعيات أبناء دارفور ومنظماتهم المدنية المختلفة الإهتمامات والأغراض تتكاثر فى السنين الأخيرة فى داخل السودان، مما يعد محاولة مطلوبة بشدة لرفد المجالات الإجتماعية والتنموية المختلفة بمزيد من الجهد والنشاط، وفى سياق ذلك فقد تشكلت فى نهاية شهر سبتمبر الماضى "شبكة دارفور للعمل الطوعي" تشتمل على أكثر من خمسين منظمة وأكملت تسجيلها رسمياً لتباشر عملها تحت إسم «دارفورنت»، كما تكونت فى الفترة ذاتها "شبكة منظمات دارفور الطوعية للسلام والتنمية" وهى تهدف لخدمة إنسان دارفور في مجال درء الكوارث وإعادة التعمير والتنمية وتحقيق الأمن والإستقرار وإستقطاب الدعم الخارجي وتوفير المعلومات بالطرق العلمية، كما توجد أيضاً تجمع روابط دارفور بالجامعات والمعاهد العليا بالسودان، والذى يضم أكثر من أربعين رابطة جغرافية وإثنية وجامعية و يبلغ إجمالي عضويتها أكثر من سبعة وعشرون ألف طالب وطالبة بالجامعات والمعاهد العليا.

    إنَّ دور مثل هذه المنظمات سيكون حاسماً فى دعم جهود الدولة فى مختلف المجالات خاصة فى مجال إرساء قواعد السلام والتعايش السلمى، وطالما أنَّ منظمات المجتمع المدنى تنبع من قلب الشعب وتعيش بينهم وتتفاعل مع همومهم فهى تظل الأكثر وعياً بمشاكلهم وقضاياهم، وبالنسبة لدارفور فإنَّ متابعة فتنة الجنجويد تظل مجالاً حيوياً تحتاج لجهود المنظمات الطوعية لأبناء القبائل العربية لأنهم ببساطة الأقدر على فهم الدواعى الحسيَّة والعوامل السيكلوجية التى دفعت تلك المليشيات ومن وراءها فى خلق حمامات الدم بأرض دارفور الطاهرة، من ناحية أخرى لا بد لهذه الجمعيات والمنظمات من الإلتزام بالشفافية والتجرد والعمل المخلص فى تأدية واجباتها، كما يكون من المستحسن أن تتعاون فيما بينها وأن تعقد مؤتمرات سنوية على الأقل لتبادل المعرفة والمعلومات ولتقييم النجاحات وتقويم العثرات.

    (10) تجمعات أبناء دارفور بالخارج:

    ومثلما تكاثرت الجمعيات والمنظمات الطوعية لأبناء دارفور داخل السودان فقد تكاثروا أيضاً خارجها على مدار المعمورة، ويلاحظ فى الفترة الأخيرة كثرة البيانات الصادرة عن هذه المجموعات وعمق إلتزامها بقضايا دارفور، هذه المنظمات تتمثل أغلبها فى شكل روابط وجمعيات إجتماعية لكن بدأت بشارات بروز منظمات متخصصة، وإن كان أغلبها فى مجال الإغاثة وحقوق الإنسان، إلاَّ أننا نتوقع قيام منظمات جديدة تعنى بجوانب أخرى مثل الأدب والثقافة والتاريخ والتراث، ونعلم أيضاً أنَّ رابطة أبناء دارفور بأمريكا الشمالية تسعى لإنشاء أكبر موقع دارفورى على شبكة الإنترنت سيكون نبراساً عالمياً لعكس قضايا دارفور باللغتين الإنجليزية والعربية وسيوفر مجالاً رحباً لكل منظمات وروابط دارفور حول العالم للإستفادة من خدماتها.

    وبينما تظلَّ نشاطات أبناء دارفور بالخارج محصوراً فى بعض جوانبها بتجمعاتهم حيث يقيمون إلاَّ أنَّ دارفور تكون دوماً حاضرة بينهم، فالضفر لا يخرج من اللحم كما يقولون، ونتوقع أن نرى إسهاماتهم تترى على الإقليم فى الفترة القادمة ولا يخفى حقيقة أنَّ الأحداث الأخيرة التى ضربت الإقليم قد وحَّد أبناء دارفور بالخارج بصورة أكثر من ذى قبل، إذ سرى بينهم فهم عام إنبنى على حقيقة أن الإلتزام بقضايا دارفور وأهله، وتحت هذه الظروف تحديدا، قد صارت قضية أخلاقية إلزامية قبل أن تكون أختيارية.

    إنَّ الدور المتوقع لهذه المنظمات فى دعم دارفور هوأن تكون حاضرة بطريقة ما إزاء ما يجرى فيها، ويعجبنى فى هذا الصدد وجود سكرتارية كاملة فى اللجنة التنفيذية لرابطة أبناء دارفور بأمريكا الشمالية تحت مسمى سكرتير شئون إقليم دارفور، ولا شك فى أن ذلك سيتيح لكل أعضاء هذه الرابطة متابعة أمور إقليمهم من كوة هذه السكرتارية، كما سيمكنهم أيضاً من المشاركة بقوة فى دعم ملف التعايش السلمى بالإقليم جنباً لجنب مع جهود كل القوى المهتمة بشأن دارفور والسلطات المحلية وأبناء وقيادات القبائل نفسها وأى قوى مقدرة أخرى مثل السلطة المركزية السودانية ومنظمات المجتمع المدني والقوى السياسية والدولية، كل هذه الأطراف لها أدوار موازية لتدارك إفرازات الصراع وإنهيار التعايش السلمي بين القبائل المختلفة.

    (11) الحركات المسلحة بالإقليم:

    تظلُ الحركات المسلحة بدارفور مهمومة بكفاحها لرفع الظلم الواقع على أهل دارفور أجمعين بكل كياناتهم العرقية، وحقيقة فإنَّ هذه الحركات لم ترِد رفع السلاح فى وجه الحكومة البتة، فهم حقيقة إنما عبَّروا عن مطالب أهل دارفور باللغة التى تفهمها الحكومة، وقد كانت للحكومة فترة كافية طول 14 سنة الماضية كى تتفادى ما حصل ولكنَّها إستمرت فى غيِّها دون إحترام لأناس كانوا وحتى وقت قريب أهل عزٍّ وسلطنة، وعليه فنعتقد أنَّ لهؤلاء الإخوة قضية لها جوانبها السياسية والتنموية، لكنَّ الجدير بالذكرفى مسألة الجنجويد هو أنَّ هذه الحركات المسلحة ليست البادئة فى الصراع معها إذ أنَّ نشأة الجنجويد قد سبق قيامها بسنوات بعيدة، لكننا يمكن أن نقرر بإطمئنان أنَّ هذه الحركات، فى جانب منها، ما قامت إلاَّ كرد فعل لإعتداءات مليشيات الجنجويد، وفى ذلك فإنَّ اللوم الأساسى يقع على جانب الحكومة التى تساهلت إبتداءاً فى التعامل الحاسم مع تلك التجاوزات.

    بالرغم من ذلك نعتقد أنَّ لهذه الحركات المسلحة دوراً إيجابياً يمكن أن تلعبه فى دعم السلام القبلى والتعايش السلمى وذلك من خلال دعوة المثقفين والواعين من أبناء القبائل العربية وغيرهم من أبناء الإقليم للحوار فيما يختص بدعم مبادرات التعايش السلمى، ورتق تشوهات النسيج الإجتماعى، وإشراكهم فى صنع القرار الدارفورى، ولا يجب أن يشكل أفعال قوات الجنجويت الضالة حاجزاً للتواصل مع العناصر العربية عموماً، وللحقيقة فإنَّه يكاد أن يكون كل أبناء القبائل العربية مستنكرون لما يحدث بإسمهم، وتنادى معظمهم للعمل الجاد لإزالة الأحقاد والمرارات التى تولدت من موجات العنف والدمار، إنَّ القبائل العربية جزء لا يتجزأ من دارفور: سكانها وتاريخها وتراثها وثقافتها، ولا يمكن تجاوزهم بأى حال من الأحوال.

    وقد سبق أن إقترحنا على الحركات المسلحة ضرورة العمل على إنشاء مكاتب إعلامية ونقاط إتصال داخل وخارج السودان وضرورة التواصل مع المثقفين من أبناء الإقليم المنتشرين حول العالم، وإنتهاز أية مناسبة لتوحيد كل الفصائل العسكرية فى حركة واحدة تحت قيادة عسكرية وميدانية موحدة، ثمَّ تشكيل قياد سياسية ومكتب سياسى لتولى العمل السياسى والإعلامى للحركة المسلحة، ومن ثمَّ الترتيب لعملية التفاوض مع الجانب الحكومى وهذه مهمة لا تحتمل التأجيل أو التردد أو المزايدة، وأخيراً التفكير فى خلق تنظيم سياسى قومى جامع لأهل دارفور يتجاوزون بها التمثيل السياسى الفطير مثلما كانت فى العهود السابقة.

    (12) القوى الدولية:

    دخلت قضية دارفور المحور الدولى شاءت الحكومة أم أبت، ولا شك فى أنَّ تجاوزات الجنجويد قد ساهم بشكل مباشر فى ذلك التدخل، وقد لاحظنا أنَّ بعض الدبلوماسيين صاروا يشيرون صراحة فى ضلوع الحكومة فى مجازر تصفية عرقية ووقوفها بجانب المليشيات العربية، وكما أسلفنا فقد إرتكبت الحكومة خطأً فادحاً بمنع السفيرين البريطانى والأمريكى من زيارة جنوب دارفور، ومهما تعللت الحكومة بأسباب إلاَّ أنَّ المثل الذى يقول "الحرامى فى راسه ريشة" ينطبق عليها، وقد ورد فى الأخبار إستعدادات مجلس الأمن الدولى لمناقشة إرسال قوات أمنية لدارفور بطلب قدمه السفير البريطانى بالأمم المتحدة، ولا شكَّ فى أنَّ لمثل هذا الخبر تداعياته الخطيرة والضغوط التى يمكن أن تمثله للسودان وهى مقبلة على مفاوضات سلام حاسمة مطلع الشهر القادم بنيفاشا.

    القوى الدولية ستتولى قضية دارفور مقلما تولت مناطق جبال النوبة وأبيى، كما ستتولى مراقبة وقف إطلاق النار فى جنوب السودان بعد إقرار التسوية السلمية بعد المفاوضات القادمة، فوكالة التنمية الأمريكية قد نفذت عدداً من الزيارات لدارفور وعلى مستوى أعلى مسئول فيها هو مديرها العام، ومن قبله نائبه، وهم ينوون تطبيق تجربة ناجحة طبقوها فى منطقة أبيى للتعايش السلمى، ويبقى لنرى كيف ستتعامل الحكومة مع هذه الظروف المستجدة، والخطيرة فى آن واحد.

    حلول عاجلة:

    نعتقد أنَّه لابد من وقف حمامات الدم الذى يجرى على أرض دارفور، فحتى ومع هذا الشهر الكريم، شهر التوبة والغفران، إستمرت المذابح وكأن شيئاً لم يحدث، ولذلك نختتم هذا المقال بإقتراحات بسيطة تمثل حلاً عاجلاً لمسألة الجنجويد، نضمنها فى التالى:

    (1) إعلان أسبوع للسلام بدارفور يتم فيه وقف كل أبناء دارفور بالحكومة والمجلس الوطنى، "الوزراء والنواب وكبار الموظفين"، وبقية كبار السياسيين بالأحزاب الأخرى، من العمل وتنظيم أنفسهم فى شكل فرق تجوب أرجاء دارفور، كل منطقة من أبناءها، وتجتمع بشيوخ الإدارة الأهلية ومنظمات المجتمع المدنى وعامة الناس، وتلتقى بهم فى أسواقهم ومراعيهم وموارد المياه وأماكن تجمعاتهم، ليطرحوا رسالة السلام والمحبة والتعاون وإرجاع دارفور إلى سابق عهدها من الرخاء والعزة والكرامة.

    (2) على الحكومة أن تدرك أنَّه قد آن الأوان لوقف الفتن بين قبائل الإقليم، وعدم فعالية سياسة فرق تسد التى ظلت تطبقها فى الفترة الماضية، وأنَّه لكى يتحقق السلام فى كل ربوع السودان فإنَّ دارفور تشكل حجر الزاوية فى ذلك، كما يجب عليها أن تدرك حقيقة أنَّها قد أخطأت فى حق أهل الإقليم بإصرارها على فرض سياسات شاذة عن ثقافة أهل دارفور وتراثهم، وعليها أن تصلح خطأها فى مسألة الإدارة الأهلية، وترك أهل دارفور وشأنهم فى إصلاح ما أفسدته فهم أعلم بحالهم.

    (3) إعادة النازحين إلى مناطقهم الأصلية بأسرع طريقة ممكنة، فآخر إحصائية عن العدد الكلى لهؤلاء إنَّها قد بلغت أكثر من 700 ألف، منهم أكثر من 100 ألف يتعرضون للموت ويعيشون منذ شهور على الحدود السودانية التشادية.

    (4) وضع برامج عاجلة لتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة للذين تعرضت قراهم ومزارعهم للحرق والتدمير.

    (5) إنشاء صندوق قومى عاجل لتوفير مبالغ نقدية وهبات عينية للعائدين لمناطقهم لمساعدتهم فى إسترداد أنماط حياتهم العادية، هذا الصندوق يجب أن يتم تمويله من الخزينة المركزية مباشرة مع إستقطاب العون الدولي وإستنفار منظمات المجتمع المدني لدعمه.

    (6) وقف إعتداءات مليشيات الجنجويت على الناس فى قراهم الآمنة سواء بسيطرة الحكومة عليهم أو تصفيتهم عسكرياً إذا لزم الأمر، مع محاولة إدماج التائبين منهم فى المجرى العام للمجتمع.

    (7) إعادة بناء المدارس وتأهيل المستشفيات وإقامة مشاريع المياه وتأمين الطرق وتنظيم الأسواق وتهيئة البنية التحتية لدعم التعايش السلمى، و تنظيم مسارات القبائل الرحل وفتح ممرات أمنة لهم ولحيواناتهم ووضع التدابير الكفيلة بمنع الإحتكاكات والتعدى على حقوق الغير.

    ( تعديل الحكومة لخطابها نحو دارفور بصورة تحترم مشاعر الناس وتعترف بآدميتهم ومشروعية حقهم فى الحياة كغيرهم من عباد الله.

    (9) العمل على بناء القدرات بكل مناطق دارفور وإنشاء آلية فنية مختصة بالتعاون مع برنامج وكالة التنمية الأمريكية التى إقترحت تطبيق مبادرة أبيى للتعايش السلمى فى دارفور.

    (10) إنشاء مفوضية مستقلة لتنمية دارفور تكون تابعة مباشرة لرئيس الجمهورية ولها ميزانية مقدرة تتناسب مع الظروف التى مرت وتمر بها الإقليم.

    انتهى


    ====================
    السودان لكل السودانيين








                  

العنوان الكاتب Date
الجنجويد sultan02-25-04, 09:10 AM
  Re: الجنجويد sultan02-25-04, 09:21 AM
    Re: الجنجويد sultan02-25-04, 09:25 AM
      Re: الجنجويد sultan02-25-04, 09:34 AM
        Re: الجنجويد sultan02-25-04, 09:41 AM
          Re: الجنجويد DEEK_ALJIN02-25-04, 11:17 AM
  Re: الجنجويد Khalid Eltayeb02-26-04, 10:35 AM
    Re: الجنجويد sultan02-27-04, 09:45 AM
    Re: الجنجويد sultan02-27-04, 09:45 AM
  Re: الجنجويد Rawia02-28-04, 03:18 AM
  Re: الجنجويد elsharief02-28-04, 03:04 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de