|
Re: كتاب «الجيش السوداني والسياسة» (4) (Re: عصام الدين ميرغني)
|
العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة التعقيب على الوقفة الأولى الحلقة الرابعة كتب العميد خوجلي: (ولقد اعتـاد الكاتب التـجني على النــاس بالباطــل في العديد من الحوارات التي نشر بعض منها في جريدة الاتحادي الدولية التي كانت تصدر بالقاهرة.)
11. هذا يمثل قمة التجني وعدم المصداقية، وهذا أمر يتطلب الاعتذار كتابة في نفس المكان الذي ورد فيه هذا الإدعاء للأسباب التالية: أ. إنني لم أجر مطلقاً أي حوار، أو أكتب أي موضوع مهما كانت طبيعته في صحيفة (الاتحادي) منذ صدورها وحتى توقفها، وأطالب المعقب بإبراز وثيقة ادعائه، أو ذكر اسم أي شخص تجنيت عليه بالباطل. ب. طوال مسيرتي الاحترافية، أو السياسية، لم أتطاول حتى على الأعداء.. والقلم والكتابة عندي هي التمسك بالعقلانية وإبراز الحقيقة المجردة.. وهذه مسألة يعرفها الكثيرون، ومن غير المعقول تماما أن تغيب تلك الحقيقة عن العميد خوجلي؟
كتب العميد خوجلي: (وأنا ادرك جيدا أن الساكت عن الحق شيطان أخرس... واتفق في هذا الرأي مع صديقي العميد أ.ح. هاشم الخير بأن التعليق على هذا الكتاب واجب ويستحق الرد عليه بكتاب يفضح بنيانه الهش).
12. ولا أجد هنا غير أن أقول لنترك القراء والتاريخ ليحكم على كتاب «الجيش السوداني والسياسة» ومد إذا كان بنيانه هشاً، أم أنه أضاف شيئاً للمكتبة السياسية ـ العسكرية السودانية. وأقول أيضاً إن المكتبة السياسية-العسكرية فقيرة جداً، وأن الجميع سيسعدون بصدور كتاب العميد خوجلي أو غيره، وهذا ما ظللت أردده دوماً.. ويمكن هنا أن أورد فقرة جاءت في ختام مقدمة الكتاب موضوع النقد:
«أخيراً.. يجدر بي أن أدعو جميع القادة السياسيين، وقادة وضباط الجيش السوداني الذين شاركوا في صنع الأحداث الجسام في تاريخ السودان الحديث، أو الذين عاصروا مجرياتها، ألا يظلموا الأجيال القادمة بحجب الحقائق والسكوت عن كشف تفاصيلها الخافية. وكما هو معلوم فإن معظم الدول المستقرة ديمقراطياً، تُطبق قوانين واضحة في الكشف عن الوثائق والأسرار بعد مضي فترة خمسة وعشرين عاماً، وقد يذهب بعضها في إطالة تلك الفترة إلى أربعين عاماً.. ولكن خاتمة الأمر وغايته.. هو تمليك الشعب والتاريخ الحقائق المبرأة من كل غرض لتكون عبرة ومنفعة، ودروساً مستفادة تساعد على رسم خُطى مستقبل أفضل.. أكثر إشراقاً ووعداً.» ص ـ 12.
كتب العميد خوجلي: (لقد تضررت معظم دول العالم الثالث من هذه الافكار، وليس صحيحا ان هناك نظرية تسمى "نظرية الخلاص" تدعي بأن الجيش لا يعمل بالسياسة وأنه فوق السياسة، لكن في اللحظات الحرجة، وعندما تتعرض البلاد للخطر يظهر الجيش على مسرح الاحداث وينقذ الأمة. هذه مقولة غير صحيحة وباطلة وليس هنااك ما يبررها.)
12. الفقرة التي عناها العميد خوجلي وردت في مقدمة كتاب «الجيش السوداني والسياسة» ويبدو إنها لم تجد الفهم لدى العميد. قد يكون ميلي الدائم للاختصار سبب ذلك اللبس البين.. عموماً أورد ما ورد حرفياً قبل أن أعلق على ذلك الرأي. لقد جاء في صفحة (10) من الكتاب المذكور ما يلي:
«حاولتُ تقصي العوامل والمؤثرات، التي دفعت الجيش السوداني للتدخل في المرات الثلاث التي أدت إلى تقويض الأنظمة المدنية الديمقراطية منذ نيل السودان لاستقلاله، فوجدتُ أن معظم العوامل والدوافع تبدو متماثلة، ولا تختلف كثيراً عن تلك التي حركت الجيوش في العديد من دول العالم الثالث للزحف والإطاحة بالنظم الديمقراطية. هنالك نظرية عن تدخل الجيوش في السياسية تسمى بـ «نظرية الخلاص»، وهي نتاج لتجربة أمريكا اللاتينية من دوامة الانقلابات العسكرية التي عصفت بها خلال النصف الثاني من القرن الماضي. تقول تلك النظرية: «الجيش لا يعمل بالسياسة، إنه فوق السياسة.. لكن في اللحظات الحرجة، وعندما تتعرض البلاد للخطر، يجب أن يظهر على مسرح الأحداث وينقذ الأمة». كان ذلك ما أعلنه العسكريون الثلاثة الذين أطاحوا بالديمقراطيات المدنية في السودان، في قولهم المكرر: أنهم «جاءوا لإنقاذ الأمة».. وسيجد القارئ المتتبع ذات العبارات قاسماً مشتركاً في البيان الأول لكل منهم..»
13. أبرز الكاتب ميخائيل بليات في كتابه ـ سلفادور الليندي ـ ما أسماه بنظرية الخلاص. وهي ذلك المنهج المشترك الذي تعارف على تبنيه قادة الانقلابات العسكرية في دول أمريكا اللاتينية وتبريرهم لدوافعهم عند تفويضهم للأنظمة المدنية. فهم من جانب يزعمون إن جيوشهم لا تتدخل في السياسة، ونجد إن القوانين تسن لمنع أفراد الجيوش من العمل السياسي (وهذا ما تتضمنه قوانين الجيش السوداني).. ولكن عند تدخلهم عبر الانقلاب العسكري يزعمون أنهم جاءوا لإنقاذ البلاد من الفوضى السياسية. وهذا ما حدث تماماً في السودان عقب نجاح الانقلابات الثلاث التي أطاحت بالديمقراطية. المرجع: كتاب ـ سلفادور الليندي ـ للكاتب ميخائيل بليات. الناشر: دار الثقافة الجديدة ـ القاهرة، جمهورية مصر العربية ـ 1988.
(كما تحجب الغيوم وجه الشمس ولا تطفئها، كذلك يحجب الجهل وجه الحقيقة.. وتبقى الحقيقة حقيقة).. ميخائيل نعيمة أبوغســان 27 فبراير 2004
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
كتاب «الجيش السوداني والسياسة» | عصام الدين ميرغني | 02-14-04, 03:44 PM |
Re: كتاب «الجيش السوداني والسياسة» | theNile | 02-14-04, 04:31 PM |
Re: كتاب «الجيش السوداني والسياسة» | Elmosley | 02-14-04, 06:24 PM |
Re: كتاب «الجيش السوداني والسياسة» | بكرى ابوبكر | 02-15-04, 05:11 AM |
Re: كتاب «الجيش السوداني والسياسة» | nile1 | 02-15-04, 02:00 PM |
Re: كتاب «الجيش السوداني والسياسة» (2) | عصام الدين ميرغني | 02-19-04, 04:24 PM |
Re: كتاب «الجيش السوداني والسياسة» (3) | عصام الدين ميرغني | 02-21-04, 04:16 PM |
Re: كتاب «الجيش السوداني والسياسة» (4) | عصام الدين ميرغني | 02-27-04, 12:38 PM |
Re: كتاب «الجيش السوداني والسياسة» (5) | عصام الدين ميرغني | 02-29-04, 01:26 AM |
Re: كتاب «الجيش السوداني والسياسة» (5) | Alia awadelkareem | 03-01-04, 09:01 PM |
Re: كتاب «الجيش السوداني والسياسة» (5) | elfaki | 03-02-04, 08:18 PM |
Re: كتاب «الجيش السوداني والسياسة» | Raja | 04-04-04, 01:13 AM |
|
|
|