|
|
 Re: Yaho Zatooيكتب " مفهوم الثالوث صحيح تماما في الديانات السماويّة ال (Re: Yasir Elsharif)
|
شكرا أستاذي ياسر الشريف .. فالوصلة التي وضعتها مفيدة جدا لهذه المسألة
عزيزي wedzayneb
أولا أعتذر لك عن تأخري ... فلقد قضيت عطلة نهاية الأسبوع هذه بعيدا عن مدينتي .. و بعيدا عن جهازي .. و لم أتمكن من متابعة المنبر إلا في سانحات قليلة خلال الأيام الثلاث الماضية . . و لقد أشرت إلى ذلك في البوست الذي قرأت فيه كلامي أعلاه قبل أن أبتعد إلى حين
و ثانيا أقول لك أنني لم أستشف من بوستك هذا أنك متحين لفرصة أبدا .. فأنا قد كتبت كلاما في هذا المنبر المفتوح للنقاش .. و علي أن اكون مسؤولا عنه أمام أي شخص يطالبني بتحمل تلك المسؤولية .. فإن أخطأت أقول أني أخطأت . .. و إن كنت لا أظن أني أخطأت فما زال علي أن أوضح موقفي أكثر .. قدر طاقتي
من هذا المنطلق أنا أقول إبتداءا أن ما قلته أنا لا يعبر إلا عن فهمي أنا .. و الذي قد يكون خطأ .. و على هذا فإني أرجو ممن يرى أني أخطأت في الفهم عن الفكرة الجمهورية من جمهوريي المنبر هنا أن يصححوني .. و سأقوم أنا بتوضيح فهمي أكثر
أحاول دوما قصارى جهدي أن أكون دقيقا في كتابتي .. و في المعاني و الإشارات التي أستخدمها لتقريب المعنى المقصود للقارئ .. و لكني هنا و في تلك الفقرة بالذات أعتقد – بمستوى فهمي – أنني أخطأت .. إذ لم أكن بحاجة لإستخدام الكلمة (تماما) بعد (صحيح) .. و كان الأجدر بي أن أقول (صحيح) فقط .. إشارة إلى مستوى فهمي الذي ليس هو بالمؤكد (تمام) التأكيد
و الآن سآتي للآية الكريمة التي ورد ذكرها في خطابك (( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة .. و ما من إله إلا إله واحد .. و إن لم ينتهواعما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم)) .. فهذه الآية تبين لنا معنى مفيدا . .. و هي أن الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثة قد كفروا ... بمعنى أنهم لم يعودوا موحدين أساسا بعدها .. و لا يصنفون ضمن الديانات التوحيدية .. ذلك أن التوحيد واضح في تلك النقطة .. فالله لا يساويه شيء في المقام .. و كذلك هو لا يتجزأ .. و لكنه (يتنزل) .. و لولا تنزله ذاك لما نلنا عنه حظا من المعرفة .. بل لما كان لنا وجود أساسا
بيد أننا يجب أن نلاحظ أن الآية هنا أدانت الذين يقولون أن الله ثالث ثلاثة .. أي أنهم ثلاثة منفصلون .. و الله واحد منهم .. و هذه لا يقول بها مسيحي أعرفه أو سمعت عنه ... فمنهم من يلتف على القول و يقول أنهم (ثلاثة في واحد) و من ثم لا يستطيعون تبيان ذلك القول و ينسبون الباقي للإيمان بتلك العقيدة التي ليس بالضرورة أن يفهموها و لكن يكفي الإيمان بها .. و هؤلاء يقع عليهم القول بأنهم قالوا أن الله ثالث ثلاثة حسب الآية .. و لكن الوجه الآخر للقضية . و الواضح من سياق الآية نفسها .. هو أن هذه التهمة لا يدفع بها في وجه كل المسيحيين أصحاب مفهوم الثالوث .. و في ذلك قال تعالى (ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم) ... فهذا التعبير يعني أنهم ليسوا جميعا قد كفروا .. بمعنى أنهم ليسوا جميعا يقولون أن الله ثالث ثلاثة . . و هؤلاء (الموحدون) موجودون .. ويفهمون الثالوث فهما غير ذلك .. و يخطئ بعض المسلمين عندما يحاولوا أن يضعوهم في تصنيف واحد مع أؤلئك الآخرين . . و هذا يحصل كثيرا من بعض المسلمين الذين يدعون أنهم يحاورون المسيحيين ليبينوا لهم غلبة دينهم على دينهم .. في حين أنهم لا يملكون فهما صحيحا لما يعتقده أؤلئك المسيحيين .. مما يجعلهم جاهلين في النقاش .. ضعفاء الحجة
مفهوم الثالوث الذي قصدته أنا عندما قلت (صحيح) لم يكن ذلك الفهم الأول . .. و إنما الذي قصدته هو الفهم المقبول عندي .. و أعتبره توحيديا .. و سأورد لك هنا بعض الفهوم الراقية – بالنسبة لي - عند بعض المسيحيين
نجد في كتاب القمص ذكريا بطرس (الله واحد في الثالوث المقدس) الآتي عن عقيدة الثالوث :
"نحن معشر المسيحيين نؤمن بإله واحد لا شريك له غير محدود .. مالئ السموات و الأرض خالق الكل أزلي قبل الأكوان .. أبدي لا نهاية لملكه" و من ثم يورد الدلائل الواضحة من الكتاب المقدس في الإشارة لذلك .. منها " عندما جاء أحد اليهود ليسأله (أي السيد المسيح) عن أعظم الوصايا .. قال له (( إن أول كل الوصايا هي : إسمع يا اسرائيل .. الرب إلهنا رب واحد .. و تحب الرب من كل قلبك .. و من كل نفسك .. و من كل فكرك .. و من كل قدرتك .. هذه هي الوصية الأولى)) .. و من ثم يمضي الأستاذ بطرس في توضيح معنى الثالوث فيقول :
"إن عقيدة الثالوث لا تعني أبدا وجود ثلاثة آلهة كما يتوهم البعض .. و لكن مفهوم هذه العقيدة هي أن الله الواحد : 1 – موجود بذاته فأعلن مسميا نفسه (الأب) ..2 – ناطق بكلمته فأعلن مسميا نفسه (الإبن .. الكلمة) .. 3 – حي بروحه فأعلن مسميا نفسه (الروح القدس) .. و لا يفهم من هذه التسميات وجود علاقة جسدية كما في المفهوم البشري .. إنما دلالاتها روحية" إنتهى كلام الأستاذ بطرس
نحن هنا .. و ببساطة شديدة .. إذا حاورنا الأستاذ بطرس المسيحي بذلك الفهم (الله ثالث ثلاثة) نكون لم نفعل شيئا غير إثبات جهلنا و تنطعنا الخاوي .. فنحن نكون نتحدث عن عقيدة أخرى غير التي يعتقد فيها .. و نحاججه بها .. و هذا بطبيعة الحال لا يقودنا إلى أي فائدة
ثم مع تدقيق النظر .. نجد أن التوحيد نفسه يقتضي مفهوم الثالوث ذلك بمستوى معين .. فالتوحيد ببساطة يقول (كل شيء في الوجود .. من الله صدر .. و إليه يعود .. و ليس في الوجود غير الله ) .. هذا معنى وحدة الوجود .. و هو التوحيد الصرف .. بهذا الفهم لا بد أن ندرك أن الله يتنزل تنزلات عديدة من مرتبة الذات الإلهية اامطلقة ليكون لنا نحن المقيدين (أي الغير مطلقين) وجودا يعتمد تماما على وجوده .. فمخلوقات الله – بهذا الفهم – ليست سواه .. لانه ليس في الوجود سواه .. و لكنها هو في تنزل .. أي أن مخلوقات الله هي الله .. و لكن الله (الذات الإلهية) ليس مخلوقاته .. لأن المقيد ينسب للمطلق .. و لكن المطلق لا ينسب للمقيد .. و الفرع ينسب للأصل .. و لكن الأصل لا ينسب للفرع .. إذا صح التعبير
هنا نجد في الإسلام أن الله تنزل من مرتبة الذات الإلهية المطلقة إلى مرتبة الإسم أولا .. فكان الإسم (الله) هو أول تنزل للذات .. و هو بهذا المعنى لا يشير إلى الذات تماما لان الذات فوق الإشارة .. و لكنه يشير أصلا للإنسان الكامل .. خليفة الذات في الكون .. و مدبر الامور بأمرها .. و من ثم يأتي التنزل إلى مرتبة الصفة (الرحمن) .. ثم إلى مرتبة الفعل (الرحيم) .. و بالتنزل إلى مرتبة الفعل كان خلق الأكوان .. و يمكن أن نضعها بصورة أخرى هكذا : أن الله خلق الأكوان بالعلم .. ثم بالإرادة .. ثم بالقدرة .. و نحن نجد أن أي شخص إذا أراد أن يصنع شيئا لا بد أن يمر بتلك المراحل الثلاثة .. العلم بما يريد صنعه .. ثم إرادة صنعه .. ثم القدرة على صنعه
أنا أعتقد أن ذلك هو فهم بعض المسيحيين لمفهوم الثالوث .. فهم يسمون الذات المطلقة (الأب) .. و يسمون كلمة الله (التنزل للإسم) الإبن .. و يسمون الإرادة الإلهية القاهرة للوجود و المسيرة له تمام التسيير (روح القدس) .. و هم يسمون المسيح (إبن الله ) لانهم يعتقدون أنه هو ذلك (الإنسان الكامل) .. أول تنزل للذات الصرفة .. و هذه هي النقطة التي يبدأ فيها الخلاف مع الإخوة المسيحيين .. في مستوى معين أيضا .. و إلا فإنها أيضا صحيحة .. و الخيط الذي أشار إليه الأستاذ ياسر يفيد كثيرا في هذه النقطة .. و يجدر بالذكر هنا إلى إشارة السيد المسيح دوما إلى أنه (إبن الإنسان) the son of man . . كما يرد في الكتاب المقدس
سأحاول العودة لإضافة بعض اللمسات الأخيرة إذا وجدت الحاجة لذلك .. و تقبل مني كل التقدير لصبرك و سعة صدرك ... و أنا مستعد لسماع المزيد من ناحيتك
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| Yaho Zatooيكتب " مفهوم الثالوث صحيح تماما في الديانات السماويّة التوحيدية"! | wedzayneb | 02-14-04, 05:03 AM |
| Re: Yaho Zatooيكتب " مفهوم الثالوث صحيح تماما في الديانات السماويّة ال | wedzayneb | 02-15-04, 08:02 AM |
| Re: Yaho Zatooيكتب " مفهوم الثالوث صحيح تماما في الديانات السماويّة ال | Yasir Elsharif | 02-16-04, 12:11 PM |
| Re: Yaho Zatooيكتب " مفهوم الثالوث صحيح تماما في الديانات السماويّة ال | JAD | 02-15-04, 08:23 AM |
| Re: Yaho Zatooيكتب " مفهوم الثالوث صحيح تماما في الديانات السماويّة ال | wedzayneb | 02-15-04, 09:11 AM |
| Re: Yaho Zatooيكتب " مفهوم الثالوث صحيح تماما في الديانات السماويّة ال | Yaho_Zato | 02-16-04, 00:47 AM |
| Re: Yaho Zatooيكتب " مفهوم الثالوث صحيح تماما في الديانات السماويّة ال | wedzayneb | 02-16-04, 08:07 AM |
 Re: Yaho Zatooيكتب " مفهوم الثالوث صحيح تماما في الديانات السماويّة ال | Yasir Elsharif | 02-16-04, 11:49 AM |
| Re: Yaho Zatooيكتب " مفهوم الثالوث صحيح تماما في الديانات السماويّة ال | Yaho_Zato | 02-16-04, 11:43 PM |
| Re: Yaho Zatooيكتب " مفهوم الثالوث صحيح تماما في الديانات السماويّة ال | wedzayneb | 02-18-04, 09:13 AM |
| Re: Yaho Zatooيكتب " مفهوم الثالوث صحيح تماما في الديانات السماويّة ال | wedzayneb | 02-21-04, 02:58 PM |
| Re: Yaho Zatooيكتب " مفهوم الثالوث صحيح تماما في الديانات السماويّة ال | Tumadir | 02-21-04, 03:21 PM |
| Re: Yaho Zatooيكتب " مفهوم الثالوث صحيح تماما في الديانات السماويّة ال | Yaho_Zato | 02-21-04, 09:38 PM |
| Re: Yaho Zatooيكتب " مفهوم الثالوث صحيح تماما في الديانات السماويّة ال | مهيرة | 02-22-04, 02:39 PM |
| Re: Yaho Zatooيكتب " مفهوم الثالوث صحيح تماما في الديانات السماويّة ال | Yaho_Zato | 02-22-04, 04:21 PM |
|
| |
Yaho_Zato
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست