|
فصائل التجمع تتذمر سراً ونهايتهم نهاية الفيلة عايزة ليها رفيقة
|
هل الوحدة هى غاية ام وسيلة؟. وما هى مصلحة الجميع فى ابقاء التجمع على بؤسه؟.
[email protected] فائز الشيخ السليك حين تدخل الى مبنى المكتب التنفيذى للتجمع الوطنى وتقرأ لافتةً معلقةً على مدخل اول مكتب على يمينك _ ممنوع الدخول - تظن ان الغرفة تفيض باسرار عسكرية خطيرة، وتعج بملفات تفعيل العمل بالداخل وخلايا التجمع الوطنى فى الاحياء السكنية ومكاتب العمل، وخيوط العمل الدبلوماسى فتتراجع احتراماً للمجهود العظيم. لا سيما وان الموظفة التى تجلس وراء جهاز الكمبيتور الاميركى من ماركة كومباك لا تعرف اللغة العربية كتابةً؛ او قراءةً؛ الشئ الذى يساعد على درجة السرية العالية. هنا سر غامض؟!. لكن عزيزى لا تصعقك المفاجأة. فهذىالجدران الفخمة لم تعرف الاجتماعات منذ اكثر من عشرة اشهر. وحين تسأل على اعلى المستويات تكون الاجابة لا ادرى؟. لماذا؟. فى نظامنا ان رئيسنا هو المخول بالدعوة للاجتماعات. واذا لم يدع؟. ماذا عن اتفاق جدة؟. كيف تم؟ . ما هى الخطوات المقبلة؟.و....؟؟؟؟؟؟. ويأتيك الرد هجوماً على الرئيس. ومن اختاره؟.. نحن. ونفس الذين يهاجمون القيادة يصبحون كمن على رؤوسهم الطير داخل قاعات الاجتماعات. وعند الاجتماعات محطة سوف نتوقف عندها. اثارنى هذا الشئ رغم متابعاتى التى ابتليت بها لطبيعة مهنتى. وما اكثرها رتابةً تلك المتابعة. وكما تقول فرقة عقد الجلاد. الصور نفس الصور. والمشاهد هى ذاتا. والشوارع ؟. والبيوت؟ وقصة الولد اليتيم. والرقم اللسه واحد. ونفس صوت الاسطوانة!!. اذ من الثوابت فى اجتماعات التجمع ان اليوم المحدد للاجتماعات غالباً ما يكون هو يوم السبت لان الطائرة المصرية القادمة من القاهرة الى اسمرا تحط رحالها فجر الجمعة فى مطار المدينة الانيقة المضيافة؛ الا ان الاجتماعات تلتئم يوم الثلاثاء لان القيادات تكون منهمكةًفى حل الخلافات بما فى ذلك الاجرائية؛ وطبعاً الدافع هو وحدة التجمع !. فلا ندرى ان كانت الوحدة هى غاية فى حد ذاتها ام وسيلة؟؟ ولماذا تأسس التجمع اذا ماكنا نعض النواجذ على وحدته طوال السنوات الماضية؟. وعند بدء الجلسات يكون الشغل الشاغل لقياداتنا الرشيدة هو تأكيد الحجوزات من اجل العودة الى قاهرة المعز دون اكمال الاجندة، او صوغ البيان الختامى والتوصيات والمقررات. والبيان الختامى هو قصة فى حد ذاتها. فكثيراً ما راهنت على فحواه وصوغه ولغته قبل ان تعقد الجلسات. وها انذا اراهن على بيان الاجتماعات التى لم تتم الدعوة لها رغم مرور عشرة اشهر على آخر اجتماعات هيئة قيادة ورغم ان خلال الفترة الماضية كان مفترضاً عقد اجتماعين على الاقل اضافةً الى المنسى المؤتمر العام الثالث ومؤتمر المرأة. احد قيادات التجمع قابلنى غاضباً، وهو فى اوج فورة غضبه اخبرنى ان الاجتماعات الاخيرة والتى انفضت فى ابريل اوصت بتكوين لجنة رفيعة المستوى لمتابعة عمل الداخل، وهذا القرار كان قد اتخذ فى اغسطس 2002 وينص على وضع خطة عمل مكثفة لان المرحلة تقتضى نقل ثقل العمل المعارض الى الداخل. وكانت مع ذلك خطة دبلوماسية للتحرك المكثف الا انه لا اللجنة اجتمعت، ولا الخطة وضعت، ثم حصلت تطورات كبيرة فى مفاوضات نيفاشا واتفاق جدة الاطارى. واكد لى القيادى ان اللقاء لم تتم استشارة التجمع فيه ولم يخبر بخباياه وتفاصيله رغم ان عناصر لا تمت للتجمع بصلة حضرت اللقاء بين السيد محمد عثمان الميرغنى وعلى عثمان محمد طه. قلت له انتم فوضتم السيد الميرغنى فى مؤتمر مصوع عام 2000، وفى اغسطس 2002 ، وفى ابريل 2003. اكد لى ان التفويض هو للاتصال مع الحكومة لا للاتفاق معها، لان التفويض يدعو السيد الميرغنى بنقل محصلة الاتصالات ثم الاتيان باى اتفاق قبل توقيعه الى هيئة القيادة. ما ادخل الحيرة فى نفسى هو ان كل الفصائل عدا تحفظات "الحزب الشيوعى السودانى" والنقابات فى بعض النقاط اعلنت تأييدها لاتفاق جدة!. و اصدرت البيانات والتصريحات العلنية تتغزل فى الفوز الثمين، وتلهج بالثناء لزعيم المعارضة لانه اتى بما عجز عنه التجمع لسنوات طويلة فى نضاله . لكن علمت ان معظم الفصائل تتذمر سراً، وتعلن فى الخفاء امتعاضها من الاتفاق، وكل فصيل يريد ان يقدم الآخر ليعلن الرفض، وكل فصيل ينتظر الاجتماعات. لكن يقينى ان الاغلبية لن تقول شيئاً، فهم مثل اولئك القوم الذين تضرروا من فيلة الملك التى اكات زرعهم وداست بارجلها على ما تبقى من سنابل، ارادوا ان يشكوا للملك لكنهم كانوا خائفين من المواجهة فاتفقوا على توزيع الادوار. وكان على الاول البداية بان الفيلة.... ليكمل من بعده الجملة. تلفت صاحبنا ثم صمت، ثم تلفت.. ولما لم يجد الدعم اعلن ان الفيله عايزة رفيقه لانها وحدها مسكينة. صدق الملك الحكاية فكافأهم بعدد كبير من الافيال كى تقضى على الزرع. ما هو خطأ الملك؟. وما هو خطأ السيد الميرغنى اذا كان لا يسمع سوى الاطراء والتأييد على كل خطواته؟. فمن حقه ان يذهب الى جدة، وان يتفق طالما ان الجميع راض من اتفاقه. ومن حق الميرغنى تأخير عقد الاجتماعات التى لم تتغير لهجة بياناتها الختامية. ففى الفترة من 1995 الى 1998 كانت اللغة هى الانتزاع من الجذور، ثم تحولت الى تفكيك دولة الحزب لصالح دولة الوطن، وكأن المقصود هو دولاب من الخشب. وعندما دخلت فكرة الحل السياسى الشامل دخلت معها عبارة اجراءآت تهيئة المناخ والتى هى حزم كاملة ومتكاملة. وهنا كان احد اصدقائى يتساءل هل يقصدون حزمة جرجير ام ماذا؟. ان الجميع يشددون على وحدة التجمع دون التوقف عند الانجازات والاهداف والمسالب. ومن يقول غير ذلك فهو مع اجندة النظام، وهو ذات النظام الذى يحاوره الجميع ويلتقون بمبعوثيه فى عواصم الدنيا سراً وجهراً، وهو ذات النظام الذى يفر اليه رؤساء الاحزاب براً واذا كان الهارب من المقاتلين ( الجانقو ) تعرض الى اقسى انواع العقاب من ذات الرئيس الهارب!. لكن السؤال هو لماذا الوحدة؟. البعض يرى ان هناك مصلحة للجميع فى ابقاء التجمع على ما هو عليه من بؤس دون تطور، وفى ذات الوقت دون ان يتفكك؛ لكن ما هى المصالح؟!. هل هى لفصائل تستمد وجودها من اسم التجمع؟ ام ليكون واجهة لاشياء اخرى؟. ام يا ترى هى مصالح تخص اعضاء هيئة القيادة والمكتب التنفيذى وعناصر اخرى من الذين لم يشملهم برنامج اعادة التوطين واللجوء السياسى؟. كم عدد القياديين الذين فروا الى اصقاع الدنيا، او الذين ابتعثوا ابناءهم الى الخارج وعاقبوا كل من حاول الفرار من المقاتلين، ولو الى مشاريع الحمرة وام حجر وجبل الذهب ومعسكر اللاجئين؟. وكم هم الذين فروا براً الى كسلا ليتقلدوا منصب معتمد لمحافظة نصفها تحت سيطرة قوات المعارضة؟!. ان الملفات كثيرة، والقضايا اكثر. لكنى اخشى من اكون كمن قيل له. اسمعت اذ ناديت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادى!!.
|
|
|
|
|
|
|
|
|