علاقة الفردبالجماعةوعلاقةالفرد بالكون في التفكير الفلسفي وفي الفكر الجمهوري

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-10-2024, 11:06 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-06-2004, 04:00 PM

منصوري
<aمنصوري
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 2504

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: علاقة الفردبالجماعةوعلاقةالفرد بالكون في التفكير الفلسفي وفي الفكر الجم (Re: منصوري)

    B]
    كيف غفر لآدم؟

    الجواب غفر له بإعطائه حق الخطأ. وهذا يعني أن حريته لم تصادر مصادرة أبدية فيقام عليه وصي إلى نهاية ذلك الأبد، كما فعل بإبليس، وإنما أذن له في استردادها، وبدأ بممارسة ما يطيق منها، فهو يعمل في ذلك بين الخطأ والصواب، فكلما أحسن التصرف في الحرية التي لديه أوتي مزيدا منها، وإن بدرت منه إساءة في التصرف تحمل نتيجة سوء تصرفه بعقوبة معاوضة، ومقابلة للخطيئة، يراد بها إلى شحذ قوى نفسه، حتى تتأهل، أكثر من ذي قبل، لتحمل واجب الحرية في ذلك المستوى الذي بدر منها العجز عنه.. ثم إن هذه العقوبة يتجلى فيها اللطف الإلهي كما يليق به، فهو يجازي بالحسنة عشر أمثالها، وقد يضاعفها حتى تخرج عن الحصر، وهو لا يجازي بالسيئة إلا مثلها، وقد يعفو عنها، وقد يبدلها حسنة، وقد يضاعفها، بعد ذلك، أضعافا لا حد لها، فهو تبارك وتعالى يقول (( والذين لا يدعون مع الله الها آخر، ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا يزنون، ومن يفعل ذلك يلق آثاما، يضاعف له العذاب، يوم القيامة، ويخلد فيه مهانا * إلا من تاب، وآمن، وعمل عملا صالحا، فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات، وكان الله غفورا رحيما)) ولقد ألهم آدم كلمات فتلهمها، فكانت سببا إلى التوبة، فالمغفرة، (( فتلقى آدم من ربه كلمات، فتاب عليه، إنه هو التواب الرحيم)) ولقد كانت تلك الكلمات هي (( ربنا ظلمنا أنفسنا، وإن لم تغفر لنا، وترحمنا، لنكونن من الخاسرين)).

    هذه هي المغفرة لآدم بعد أن أصبح بشرا عاقلا، ولقد أنفق آدم دهرا دهيرا قبل أن يبلغ هذه المرتبة الرفيعة.. قال تعالى في ذلك، (( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا * إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه، فجعلناه سميعا بصيرا * إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا)) يعني قد أتى على آدم عهد سحيق، لم يكن فيه مكلفا، ولا مسئولا، لأنه لم يبلغ مبلغ العقل، ولقد تحدثنا عن هذا آنفا، وقلنا أن الله سير الحياة، من لدن ظهورها بين الماء والطين، والى أن بلغت مبلغ العقل، تسييرا شبه مباشر، وقانونها يومئذ هو قانون المعاوضة في الحقيقة، وآيتاه من كتاب الله، كما سبق بذلك التقرير، هما الآيتان الكريمتان (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)) وهو قانون يعمل دائما على تنمية الخير، ومحو الشر، وذلك بسوق الحياة إلى كنف الله الرحيم.

    هذا التسيير في مراقي القرب هو المغفرة لآدم، من لدن النطفة الأمشاج، وإلى أن أصبح بشرا مكلفا، فماذا كان آدم قبل هذا؟ وكيف غفر له؟ اسمع (( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين * ثم جعلناه نطفة في قرار مكين)) فقبل أن يصبح آدم نطفة مختلطة بالطين - نطفة أمشاجا - قد كان ذرة من بخار الماء، الذي هو أصل الحياة، كما يخبرنا تبارك وتعالى (( أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما، وجعلنا من الماء كل شئ حي، أفلا يؤمنون؟)) وهذه الذرة هي أصل سلالة الطين. وإنما غفر له في هذه المرحلة بهذا التسيير المباشر، بالقهر الإرادي، الذي حفز الحياة إلى الله وأزعجها إلى قربه، فارتقت المراقي، وبلغت المبالغ. وقانون هذه الإرادة الإلهية، هو قانون المعاوضة في الحقيقة أيضا.

    وهذه المغفرة لآدم في مستوياتها المختلفة هي بعينها التسيير، فالناس مسيرون، من مرتبة العناصر إلى مرتبة الحياة ومن مرتبة الحياة البدائية إلى مرتبة الحياة المتقدمة الراقية المعقدة، ومن هذه إلى مرتبة الحرية الجماعية بدخول العقل في المسرح، ومن مرتبة الحرية الجماعية، إلى مرتبة الحرية الفردية المطلقة، والتسيير يطرد في هذه إلى غير نهاية، لأنه سير إلى الله في إطلاقه.

    التسيير خير مطلق

    بدخول العقل في المسرح نشأ قانون المعاوضة في الشريعة، وهو قانون فج، إذا ما قيس إلى قانون المعاوضة في الحقيقة، ولكنه يدق، وينضبط، كلما قوي العقل واستحصد. وهو القانون الحادث، ويحكي الإرادة البشرية، المحدثة. وهو إنما يستهدف إتمام الانطباق على القانون القديم، الذي يحكي الإرادة الإلهية القديمة.. وهيهات!!

    والإنسان مسير من البعد إلى القرب، ومن الجهل إلى المعرفة، ومن التعدد إلى الجمعية، ومن الشر إلى الخير، ومن المحدود إلى المطلق، ومن القيد إلى الحرية.

    والتسيير، من بدايته، هو رحمة في صورة عدل، وهو أكبر من العدل - (( فالرحمة فوق العدل))- وقد أسلفنا القول في ذلك.

    والتسيير حرية، لأنه يقوم على ممارسة العمل بحرية (( مدركة)) في مستوى معين، فإذا أحسن المتصرف التصرف زيد له في حريته، فارتفع مستواه بالتجربة والمرانة، وإن لم يحسن التصرف تحمل مسئوليته بقانون حكيم يستهدف زيادة مقدرته على حسن التصرف، وهكذا، فكأن الإنسان مسير من التسيير إلى التخيير، لأن الإنسان مخير فيما يحسن التصرف فيه، مسير فيما لا يحسن التصرف فيه، من مستويات الفكر، والقول، والعمل.

    هناك حديث قدسي جرى من الله تعالى لنبيه داوود: (( يا داؤود! إنك تريد، وأريد، وإنما يكون ما أريد، فإن سلمت لما أريد كفيتك ما تريد، وإن لم تسلم لما أريد أتعبتك فيما تريد، ثم لا يكون إلا ما أريد)) ولقد قرر الأمر من الوهلة الأولى حين قال، في صدر الحديث، (( وإنما يكون ما أريد،)) فدل بذلك على أن إرادة الله هي النافذة.

    وحين قال (( فإن سلمت لما أريد كفيتك ما تريد)) دل على أن إرادة الإنسان تكون نافذة المفعول إن هو أراد الله. فإن قلت فهل هو يملك أن يريد الله؟ قلنا هو لا يملك من تلك الإرادة إلا ما ملكه الله تعالى إياه، فانه سبحانه وتعالى يقول (( ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء)) وهو يشاء لنا في كل لحظة أن نحيط بشئ من علمه، وإلى ذلك الإشارة بقوله (( كل يوم هو في شأن)) وشأنه هو إبداء ذاته لخلقه ليعرفوه، وليس يومه أربعا وعشرين ساعة، وإنما يومه وحدة زمنية التجلي، وقد تنقسم فيه الثانية إلى جزء من بليون جزء، حتى ليكاد الزمن أن يخرج عن الزمن، كل ذلك وفق ما أودع الله في المكان من قابلية التلقي، ولما كان القيد على قابلية التلقي لا يخضع إلا لحكمة المطلق، فهو قيد في حرية، وضيق في سعة، ومن أجل هذه الرحمة المطلقة فإننا أصبحنا نشعر بأننا نملك إرادة حرة، وهذا الشعور أوجب علينا أن نحسن التصرف في حرية إرادتنا هذه. وحسن التصرف في حرية الإرادة إنما يكون بأن نريد الله، ولا نريد سواه، فان نحن قمنا بذلك عن يقين مكتمل.. فكرا، وقولا، وعملا، فإنه يمدنا بمزيد من حرية الإرادة، وإن نحن أسأنا التصرف في حرية الإرادة، فأردنا سواه، صادر حريتنا بما يعلمنا كيف نحسن التصرف في مستأنف أمرنا، وحسن تصرفنا منه منة، وسوء تصرفنا منه حكمة، وهدف الحكمة أن يستعد المكان لتلقي المنة، وكل ذلك إنما يجري في لطف تأت، لا ينزعج معه لنا خاطر، ولا يمحى معه لنا وجود.

    ونحن لا نختار أنفسنا عن الله إلا لجهلنا، وليس الجهل ضربة لازب علينا، وإنما نحن نخرج عنه إلى العلم كل لحظة. فإن قلت فلماذا لم نخلق علماء، فنكفى بذلك شر الجهل، وسوء التصرف في الحرية، وما يترتب على سوء التصرف من عقوبة؟. قلنا أن العقوبة هي ثمن الحرية، لأن الحرية مسئولية، والمسئولية التزام شخصي في تحمل نتيجة العمل، بين الخطأ والصواب. ولقد خلق الله خلقا علماء لا يخطئون، ولكنهم ليسوا أحراراً، ولقد نتج عن عدم حريتهم نقص كمالهم... أولئك هم الملائكة، فإن الله فضل عليهم البشر، وذلك لمكان خطئهم وصوابهم، أو قل لمكان طاقتهم على التعلم بعد جهل، وإلى ذلك الإشارة بحديث المعصوم (( إن لم تخطئوا وتستغفروا فسيأت الله بقوم يخطئون ويستغفرون فيغفر لهم)) فكأن الخطائين المستغفرين هم موضع نظر الله من الوجود، لأنهم سيصيرون إلى الحرية، والحرية المطلقة، وهي حظ الله العظيم.. وكل مقيد مصيره إلى الحرية، والحرية المطلقة في ذلك، وكل جاهل مصيره إلى العلم، والعلم المطلق في ذلك أيضا. والله تبارك وتعالى يقول (( يأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه)) ويقول (( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا، وأنكم إلينا لا ترجعون؟)) وملاقاة الله، والرجوع إليه، لا يكون بقطع المسافات، وإنما يكون بتقريب الصفات، من الصفات. ومن أجل ذلك قررنا أن التسيير خير مطلق، وهو في حقيقة أمره خير، في الحال، وخير، في المآل.

    وسيجئ وقت ينتهي فيه الجهل بفضل الله في التسيير، وإلى ذلك أشار المعصوم حين قال (( لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، ولعلمتم العلم الذي لا جهل بعده، وما علم ذلك أحد!! قالوا ولا أنت؟ قال ولا أنا!!)) قالوا ما كنا نظن الأنبياء تقصر عن شئ!! قال (( إن الله أجل وأعظم من أن ينال ما عنده أحد!!)) وكلما قل الجهل، وزاد العلم، قل الشر، ورفعت العقوبة، عن المعاقبين، في تلك المنطقة التي وقعت تحت علمهم.

    فالعقاب ليس أصلا في الدين، وإنما هو لازمة مرحلية، تصحب النشأة القاصرة، وتحفزها في مراقي التقدم، حتى تتعلم ما يغنيها عن الحاجة إلى العقاب، فيوضع عنها إصره، وتبرز نفس إلى مقام عزها.

    وما من نفس إلا خارجة من العذاب في النار، وداخلة الجنة، حين تستوفي كتابها في النار، وقد يطول هذا الكتاب، وقد يقصر، حسب حاجة كل نفس إلى التجربة، ولكن، لكل قدر أجل، وكل أجل إلى نفاد.

    والخطأ، كل الخطأ، ظن من ظن أن العقاب في النار لا ينتهي إطلاقا، فجعل بذلك الشر أصلا من أصول الوجود، وما هو بذاك. وحين يصبح العقاب سرمديا يصبح انتقام نفس حاقدة، لا مكان فيها للحكمة، وعن ذلك تعالى الله علوا كبيرا.









                  

العنوان الكاتب Date
علاقة الفردبالجماعةوعلاقةالفرد بالكون في التفكير الفلسفي وفي الفكر الجمهوري منصوري02-06-04, 03:12 PM
  Re: علاقة الفردبالجماعةوعلاقةالفرد بالكون في التفكير الفلسفي وفي الفكر الجم منصوري02-06-04, 03:21 PM
  Re: علاقة الفردبالجماعةوعلاقةالفرد بالكون في التفكير الفلسفي وفي الفكر الجم منصوري02-06-04, 03:27 PM
  Re: علاقة الفردبالجماعةوعلاقةالفرد بالكون في التفكير الفلسفي وفي الفكر الجم منصوري02-06-04, 03:32 PM
  Re: علاقة الفردبالجماعةوعلاقةالفرد بالكون في التفكير الفلسفي وفي الفكر الجم منصوري02-06-04, 03:38 PM
  Re: علاقة الفردبالجماعةوعلاقةالفرد بالكون في التفكير الفلسفي وفي الفكر الجم منصوري02-06-04, 03:47 PM
  Re: علاقة الفردبالجماعةوعلاقةالفرد بالكون في التفكير الفلسفي وفي الفكر الجم منصوري02-06-04, 03:54 PM
  Re: علاقة الفردبالجماعةوعلاقةالفرد بالكون في التفكير الفلسفي وفي الفكر الجم منصوري02-06-04, 04:00 PM
  Re: علاقة الفردبالجماعةوعلاقةالفرد بالكون في التفكير الفلسفي وفي الفكر الجم منصوري02-06-04, 04:06 PM
  Re: علاقة الفردبالجماعةوعلاقةالفرد بالكون في التفكير الفلسفي وفي الفكر الجم منصوري02-07-04, 03:15 PM
  Re: علاقة الفردبالجماعةوعلاقةالفرد بالكون في التفكير الفلسفي وفي الفكر الجم منصوري02-08-04, 06:20 PM
  Re: علاقة الفردبالجماعةوعلاقةالفرد بالكون في التفكير الفلسفي وفي الفكر الجم منصوري02-09-04, 10:14 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de