مذكرات بقرة مجنونة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-11-2024, 09:28 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-29-2004, 04:29 PM

rani
<arani
تاريخ التسجيل: 06-06-2002
مجموع المشاركات: 4637

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات بقرة مجنونة (Re: rani)


    بدأت الأزمة،



    بدأت الأزمة،
    يخاف أحدنا من الآخر كل واحد منا يفكر: (أن ذلك مصاب ويجب الابتعاد عنه) كانت أياماً صعبة يفر فيها كل واحد من الآخر. وانعدمت العاطفة والمحبة، بدأت الصداقة تفقد لونها الجميل وخلال أسبوع نسيت تماماً.‏

    ومن أجل الحد من العدوى. الحياة أصبحت وحدانية وخرجت من الحالة الاجتماعية. البقر لا يتكلم مع بعضه البعض خوفاً من انتقال المرض وقد تفرق البقر عن بعضه بسبب المرض حتى في العائلة الواحدة!‏

    أعرف عائلة من الأبقار علاقتهم الأسرية متينة للغاية وكانت الأبقار الأخرى تحسدهم على وضعهم ولكنهم في هذه الأيام تشتتوا عن بعضهم خوفاً من العدوى! وكانوا يشكّون في بعضهم البعض ويقولون: (من الممكن أنه لم تظهر علامات المرض بعد)‏

    والمأساة الأكبر وضع العجول التي كانت تعيش معنا، قبل المرض كانت البقرات تستمتع بالحديث مع العجول بسبب حلاوة كلامهم ولكن حالياً لا طاقة للكلام معهم. وإذا قرر أحد العجول الاقتراب من إحدى البقرات، كانت تنظر إليه نظرة قاسية وتقول له: (ارجع إلى أمك، لا تتقدم!) وإذا سقط أحد العجول أرضاً بسبب الدوخة التي تصيبه، الجميع أصيب بالدوخة ولا يعرف ماذا يفعل، إذ سقط أحد العجول أرضاً لا يستطيع أحد من البقر مساعدته! آه مرة أخرى الأم. في تلك الأيام القاسية والجميع يخاف الموت، مرة أخرى الأمهات اللواتي كن في رعاية أطفالهن ولم يتخلين عنهم!‏

    طبعاً رأيت عدداً من العجول المقدرة للوضع،‏

    والتي هي قد فهمت الوضع خوفاً من العدوى ابتعدت‏

    عن أمهاتها ولكنني لم أر أماً تبتعد عن ولدها. آه أيها الدهر!‏



    لحسن الحظ علمنا بخبر العدوى من ذلك المرض في الوقت الذي كان الوضع لا يطاق والعلاقات قد وصلت إلى نقطة الصفر ووصلت إلى حالة مزرية ومخجلة، وأعلن العلماء: (عامل العدوى لهذا المرض تناول مخ بقرة ملوثة بهذا المرض!) بهذا الخبر المفرح، خف الاضطراب والخوف لدى كثير من البقر وتحسنت أحوالهم، وإذا كان الوضع سيستمر هكذا لاضمحلت أخلاق وعاطفة جميع الذين في المزرعة! سررت كثيراً بسبب انتهاء هذه الأزمة المخجلة. مع العلم أنني تعجبت من (طريقة انتقال العدوى) التي أعلنوها!‏

    عجيب ذلك! في الحقيقة كل شيء كان عجيباً في تلك الأيام! قلت لنفسي هل نحن بني البقر مثل بني البشر نأكل الرؤوس والمخ وغير ذلك؟! هل نحن متوحشون لا قدر الله، هل نحن عندما نرى سيارة ما تضرب بقرة وتخرج أحشاءها ومخها، نركض لأكل مخها؟! لا . لا أعرف ذلك هذا الكلام لا يعرفه الكثير من البقر!‏

    ولكن في أحد الأيام أعلنت الصحف عن منشأ هذا المرض من أين وما هو؟ نعم كتبوا: منشأ هذا المرض هو أحشاء بعض البقر الذي كان يذبح في المسالخ مثل المخ والأعصاب والدهون وأمثال ذلك يوضع في درجات حرارة وفي أجهزة خاصة ويجعل بودرة طعام يمزج مع العلف ويقدم للبقر. ولكن مع الأسف في بعض الأحيان لا تعطى الحرارة الكافية لهذه الأحشاء، فتبقى على ما هي. (يجب أن تطبخ هذه الأحشاء ثلاث مرات وكل مرة عشرون دقيقة في درجة حرارة 133 درجة مئوية لتعقم وتطبخ جيداً، وفي بريطانيا هذه الحالة طبخت في درجة 80 مئوية وبعد عام 1982 انخفضت درجة الطبخ من 10-20 درجة مئوية وهذه الحرارة لا تقتل الميكروبات) هكذا انظروا بهذه البساطة!‏

    لقد تذكرت تلك الأيام التي كنت أحس بطعم سيئ لتلك البودرة الملعونة التي كانت تمزج مع العلف الذي كنا نأكله. وأسموه (بروتين خاص). عندما كنت أقول لهم إن طعم هذا الغذاء قد تغير، لم يهتم أحد بكلامي! لماذا؛ لأنني بقرة. لماذا؛ لأنهم كانوا يقولون: (هذا طعام خاص!) لماذا؛ لأنهم يقولون: (الخبير هو الذي وضعه لنا) لماذا؛ يقولون: (قد تم تحليله وفحصه في المخابر!) لماذا؛ يقولون: (البيطري الخاص في المزرعة هو الذي يراقب صحتنا!) لماذا، آه.‏

    ومنذ ذلك الوقت كرهت كل شيء خاص وأحياناً أكره كل شيء (خاص)! برأيي كل شيء خاص يعني ملوثاً وغير نقي ومزوراً وكذباً سياسياً وعديم الذمة والضمير ومؤامرة وتملقاً وتمييزاً وعدم التزام وغير طبيعي وغير أخلاقي وغير بقري وحتى أنه غير إنساني!‏

    يعني جنون البقر. يعني. ماء!. ماء ماء عطشانة. عطشانة!‏

    (أتصور قد ساءت حالتها. أعطوها ماء. تهدأ).‏

    شكراً أنا سعيدة لأنكم تفهمون علي لهذا أطيل عليكم إطالة الكلام ووجع الرأس نعم. بعد مدة عرفت أن البروتين الخاص الذي كانوا يمزجونه مع العلف هو بقايا أحشاء من المخ والأعصاب لبقر مثلنا وكانت تطبخ في درجة حرارة عالية لتصبح بودرة وتمزج مع العلف ولم نكن نعرف ما كان يتم. حقيقةً كان هذا نوعاً من الحماقة! لأنني قد سمعت أن البروتين الخاص الموجود في المخ والجهاز العصبي والألياف والنخاع الشوكي في وسط فقرات الظهر بعد موت البقرة أو الغنم فإنه يطرأ تغير على المادة المفيدة في تلك الأعضاء وإنما هو عبارة عن شيء كان في أحد الأيام مركز الجهاز العصبي، الجهاز الذي كان يحرك ملايين الأعصاب ومركز إصدار الأوامر و(الجهاز) شيء لا يؤكل وبعبارة أخرى هذا الشيء الذي هو شيء بالأحرى هو نظام وجهاز وإذا اختل توازنه يوماً ما تتغير ماهيته ومن الممكن أن تتغير هويته، ولكن حتى تتغير ماهيته!.‏

    أريد أن أقول أن رأي العلماء صحيح. هم يقولون: (بأن المادة البروتينية الموجودة في المخ والجهاز العصبي تتغير بعد الموت).‏

    أنا لا أعرف في هذه الأمور وقد عرفت بعضاً منها خلال الأقاويل التي كانت تقال في أيام الأزمة والذين كانوا يترددون بين فترة وأخرى إلى هناك من الممكن أن يكون رأيهم حول هذا الكلام الذي كنت أتصور قولهم: (هذه الأشياء لا تؤكل ويجب عدم أكلها)! هذا الكلام ليس عبثياً. سمعتم أو رأيتم بأن كثيراً من الشعوب لا تحبذ أكل هذه المواد ومثلاً الشعب الإيراني منذ القدم لا يأكل هذه الأنسجة العصبية! منذ القدم حذروا من أكل هذه الأنسجة التي تتوضع بين فقرات الظهر ولونها أبيض! أترون؟ هؤلاء السادة يعملون خلافاً لأقوالهم ويطعموننا نحن البقر البائس هذا الطعام ويطلقون عليه (البروتين الخاص).‏

    هذا الشيء يحرّمه كثير من الشعوب هذه الأشياء يطلق عليها اسم (العصب الحرام) وأكله ليس مفيداً، ويجب أن لا يؤكل!‏

    أنا أتعجب كيف أن الإنسان لا يأكل هذه الأشياء ويحرمها على نفسه ثم يطعمنا إياها. ها؟! يريدون أن لا يضيعوا حتى ولو قطعة صغيرة من البقرة، من الناحية الاقتصادية معهم حق يجب أن تستغل كل قطعة؟! ها!‏

    بعض هذه الدول مثل ألمانيا لا يطعمون أبقارهم بقايا الحيوانات ولهذا فإن هذا المرض أو هذا (البلاء) لم ينشأ في ألمانيا.‏

    والأبقار التي أصيبت في ألمانيا انتقلت العدوى إليها من أبقار بريطانيا.‏

    يقولون في بريطانيا إنه أواخر شهر أيار 1995 أصيب أكثر من مئة وخمسين ألف رأس بقر في ثلاثمئة وثلاثين مزرعة. صحيح أن المسؤولين قد عملوا من أجل عدم انتقال هذا المرض إلى المزارع الأخرى ولكن مع كل هذه التدابير فقد انتقلت العدوى بوساطة أربع بقرات نقلن من بريطانيا إلى ألمانيا ومع الأسف أصيبت أبقار ألمانيا بالمرض. وقد عمل المسؤولون على معالجة الوضع ولو لم تتم هذه المعالجة لنفقت جميع أبقار ألمانيا!‏

    صحيح.! إذا سألوا عني قولوا نحن لا نعرفه أبداً!‏

    طيب؟‏




    نواصل.....










                  

العنوان الكاتب Date
مذكرات بقرة مجنونة rani01-22-04, 09:35 AM
  Re: مذكرات بقرة مجنونة rani01-22-04, 04:13 PM
    Re: مذكرات بقرة مجنونة rani01-22-04, 09:10 PM
      Re: مذكرات بقرة مجنونة rani01-23-04, 05:31 PM
        Re: مذكرات بقرة مجنونة rani01-24-04, 09:29 PM
          Re: مذكرات بقرة مجنونة rani01-26-04, 04:34 AM
            Re: مذكرات بقرة مجنونة rani01-26-04, 08:44 PM
              Re: مذكرات بقرة مجنونة rani01-27-04, 08:59 PM
                Re: مذكرات بقرة مجنونة rani01-29-04, 04:29 PM
                  Re: مذكرات بقرة مجنونة rani02-05-04, 08:12 AM
                    Re: مذكرات بقرة مجنونة rani02-10-04, 06:35 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de