مذكرات بقرة مجنونة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-12-2024, 04:04 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-24-2004, 09:29 PM

rani
<arani
تاريخ التسجيل: 06-06-2002
مجموع المشاركات: 4637

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات بقرة مجنونة (Re: rani)


    كان



    كان
    هو يتوقع الكثير مني، وفي الأسبوع الأول علمت أنه يئس من البقرتين اللتين كانتا قبلي، ووصل إلى نتيجة بأن المعجزة لن تحدث بشفائهما، وبدأ يحضر لي الدواء ولكن لم يفلح ومن هذه الناحية اقتنع بأن يصب جل اهتماماته نحوي وعلمت ذلك جيداً بالعقاب القاسي الذي كان يؤنب به هاتين البقرتين أمامي وعلمت أيضاً بالتمجيد نحوي دائماً.‏

    أدركت أن حظي السَّيِّيء هو أن صاحبي يريد أن يعوض ما لم يستطع حلبه من البقرتين مني.‏

    والأنكى من ذلك أنه يعتبر نفسه من المتخصصين بزيادة الحليب، وبدأت مرحلة العذاب المضاعف بالنسبة لي.‏

    أول عمل قمت به، قررت أن أعطي صاحبي حليباً كثيراً لأخفف الضغط على هاتين البقرتين وأخفف معاناتهما، ولكي أعوضه عن قلة الحليب.‏

    وبعد أسبوع وقبل بدء رحلة العذاب بدأت البقرتان بشرب هذا الدواء مجبرتين عليه حتى لا تسمعا التأنيب منه، ولكن هذا قدرنا بتحمل العذاب والمصائب وصدق من قال: (نحن نولد من العذاب).‏

    في الأسبوع الثاني لإقامتنا عنده لا أعرف كيف سمع أنه بزيادة المحبة والحنان يزداد درُّ الحليب وعند الحلب يجب أن يحن ويتلطف معنا، هذا صحيح، ليس بالنسبة لي ولكن لجميع الكائنات سوف يكون رد فعلهما إيجابياً تجاه الحنان، وهل كانت ردة الفعل هذه علمية، أم هي مجرد عواطف وإحساسات، لا أعرف. ولكن على أية حال لنكن إيجابيين معه ونعامله بالمثل، عند الحنان واللطف معنا سوف ندر حليباً أكثر له. ولكن مع الأسف لم تكن هذه العواطف الجياشة نحوه بل كان يستثمرها سلبياً وباستخفاف تجاهنا. ولم نعلم لماذا، إذ كنا نعلم من اليوم الأول بأن حنانه فارغ وليس مبنياً على شيء. كنا نعرف ذلك من عينيه، لفهمنا كيف وقعنا في الفخ، ولكن هذا حدث ونحن البقر لا ننتبه إليه إلا بعد فوات الأوان. بعدما نضب حليبنا عرفنا أن حنانه ومحبته فارغة وليست نابعة من القلب. هذا ما حدث لو أننا رضينا بهذا العمل ولو كنا قانعين بمحبته الفارغة والكاذبة لكان أفضل لنا وكنا نعطيه حليباً على قدر نيته، ولكن تغير كل شيء، إنه تغير وهو يعتبر نفسه عالماً نفسياً فبدأ بتجربة جديدة علينا. بدأ بإجراء بعض التجارب علينا كان يسمعها من الصحف والتلفاز وكل يوم يأتي بشيء جديد ويجربه. وكنا نتوخى الحيطة والحذر حتى لا يضربنا بسوطه نقبل بكل شيء يجريه حتى ولو كان على حساب مشاعرنا الذاتية والجنسية بدأ بالتحريك العاطفي حتى الجنسي وقس على ذلك وكل هذا على طمع زيادة الحليب(1).‏

    في اليوم الثاني كعادته أتى وكان يحرك دلوه من أجل أن يفهمني أنّه يريد حلبي وكنت أقرأ من عينيه أنه يريد الحليب ولا شيء آخر، وقررت أن لا أسمح لـه بحلبي، وعندما أتى بقربي صرخت ونظرت إليه بازدراء وذهب.‏

    بعد مرور عدة أيام أتى مرة أخرى والدلو بيده وكان يغني من أجل أن أقبل وحتى وصل به الأمر أن يقدم كل شيء وينظر بتذلل ورجاء من أجل أن أسمح له بحلبي. وقررت أن لا أسمح له بقطرة حليب!‏

    يئس، بدأ بشتمي ولكنني لم أهتم بما يفعل، أتى بالعلف ووضعه أمامي وأخذ السوط يهددني، وأتى بقربي يقول: (ها؟ أصبحت لا تخجلين! إنني لا أقول لك شيئاً، أو أخاف منك؟ وبما أنني لم أهتم بما يقول! بدأ يزداد عصبيةً وانزعاجاً).‏

    قال: (إذا كنت تفكرين أنني أقدم العلف بدون أن تدرّي لي الحليب، فهذا بعيد عنك) أتى بقربي وبدأ يخّوفني ويروضني.‏

    ولكنني أصبحت بقرة أخرى وهو لا يعلم، ليس لأنني لا أخاف ولكني لا أطيقه، ولهذا صرخت بماااع كبيرة وقوية وبدأت أضرب قروني في إنائه وهي علامة اعتراض على ما يفعل، استطاع أن ينظر في عيني ويرجع إلى الوراء ووصلت الرسالة وعرف كل شيء أن الجسور قد تهدمت جميعها ولا عودة إلى الوراء.‏

    نظرت إلى العلف الذي وضعه أمامي مع العلم أنني كنت بحاجة إليه وجائعة ومع ذلك لم أتناوله حتى أنني بدأت أكره الطعام، بعدما كان يتصور أنه يعطيني هذا الطعام مجاناً وصدقةً عنه.‏

    في اليوم التالي وعندما أحضر الطعام رأى طعام الأمس موجوداً على حاله، تعجب من ذلك ولكنه وضع العلف ونظر إلي بامتعاض وكأنه كان يفكر في شيء ما، وعندما كان يفكر عرفت خطته التي خططها ولكنني لا أعرف ما هي؟ أتصور هذه الخطة لها طابع تجاري.‏

    كان تصوري في محله عندما جاء المشتري ليبيعني له، ولم يتناقشا طويلاً حول السعر ولم أنظر إليه عندما أتى صاحبي الجديد ليأخذني، وكانت نفسي راضيةً عن هذه الرحلة نظرت إليه رفيقتايّ اللتان كانتا معي في المزرعة وقرأت أفكارهما حيث كانتا تقولان: (اذهبي حظك حلو) لم أنس تعبيرهما حول ذهابي!‏

    1 ارتأينا هنا حذف فقرات من القصة حفاظاً على الذوق العام.


    نواصل.....










                  

العنوان الكاتب Date
مذكرات بقرة مجنونة rani01-22-04, 09:35 AM
  Re: مذكرات بقرة مجنونة rani01-22-04, 04:13 PM
    Re: مذكرات بقرة مجنونة rani01-22-04, 09:10 PM
      Re: مذكرات بقرة مجنونة rani01-23-04, 05:31 PM
        Re: مذكرات بقرة مجنونة rani01-24-04, 09:29 PM
          Re: مذكرات بقرة مجنونة rani01-26-04, 04:34 AM
            Re: مذكرات بقرة مجنونة rani01-26-04, 08:44 PM
              Re: مذكرات بقرة مجنونة rani01-27-04, 08:59 PM
                Re: مذكرات بقرة مجنونة rani01-29-04, 04:29 PM
                  Re: مذكرات بقرة مجنونة rani02-05-04, 08:12 AM
                    Re: مذكرات بقرة مجنونة rani02-10-04, 06:35 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de