مذكرات بقرة مجنونة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-12-2024, 08:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-22-2004, 09:10 PM

rani
<arani
تاريخ التسجيل: 06-06-2002
مجموع المشاركات: 4637

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات بقرة مجنونة (Re: rani)


    المكان‏


    المكان‏
    الذي أخذت إليه هو مزرعة أبقار تشبه إلى حد بعيد ما تحدثت عنه زميلاتي من الأبقار. إنها ليست كبيرة ولا صغيرة. صاحبها وضعه لا بأس به ووضعنا نحن لا بأس به أيضاً، كان حظي أفضل من باقي البقرات اللواتي كن موجودات في المزرعة وذلك لأنني كنت شابة وعندي طاقة، فإن تأخر الطعام لأي سبب كان فهذا لا يشكل لي أي مشكلة ولا يسبب لي الإرهاق، الأهم من ذلك أنني لا أعطي حليباً لأنني لم أتزوج بعد، ولهذا فهم لا يطالبونني بالحليب لأنني لم ألد بعد، مع العلم أن أصحاب المزارع يرحبون بالأبقار التي لم تتزوج وليس لها أولاد، ويرغبون بالبقرة التي تعطي حليباً وهي صغيرة، ولنقل إن قسماً من أصحاب المزارع يريدون أن يحلبوا حتى الثور. وخلاصة الكلام هم لا يريدون شيئاً مني الآن. ولكن مع أوائل فصل الربيع أحسست بشيء قد امتلأ به صدري، ولكي لا أنسى أقول لكم بأنني قد تزوجت من أحد الثيران الموجودة هناك. كان ثوراً لا بأس به أنا لم أنتخبه بل صاحب المزرعة هو الذي انتخبه لي، فهو لم يزوجني من هذا الثور إلا لمصلحته لكي تزداد أعداد الأبقار عنده ويربح مادياً…‏

    حتى ذلك الثور الذي كان من المقرر أن يتزوجني، لم يسألني هل أنا راضية عن هذا الزواج أم لا، مع العلم أنه حسب ثقافة تلك المنطقة، فإن الزواج وحق اختيار الزوجة بيد الذكور.‏

    لذا إذا كان يريد سؤالي فهذا من قلة عقله، وللعلم كان الثور أكبر مني سناً، ونتيجة جشع وأنانية صاحب المزرعة لم يدفع لي شيئاً مقابل هذا الزواج. ولهذا كان الثور ممنوناً لما قدموه له.‏

    ولكن لم يكن هو ممنوناً من هذا الزواج لأنه أرغم هو أيضاً على الزواج مني، وفوق هذا أجبروه على الزواج مني أمام شخص غريب، فهو للحقيقة كان يماطل بالزواج لعل مسؤول الصالة يمل، ولكنه لم يفعل بل بقي واقفاً ينتظر النتيجة، ليبشر صاحب المزرعة بما جرى، وتم ماكان يجب أن يتم قبل غروب الشمس.‏

    لا أدري إذا كان مسؤول الصالة قد أخذ هديته أم لا، كما تفعلون أنتم يا بني البشر عندما يبشركم أحد بأن الزواج قد تم.‏

    لنترك ذلك الموضوع، فمع كل ما جرى كنت وزوجي قد بدأنا نتآلف مع بعضنا البعض، ولكن السعادة التي كنا نعيشها معاً لم تدم، لماذا؟ لأنهم أجبرونا أن نفترق أنا وزوجي، لماذا؟ هكذا يريد صاحب المزرعة. ونظام المزرعة أيضاً يريد ذلك!.. أنتم تلاحظون أنه لا الزواج تم بإرادتنا، ولا حتى الطلاق.‏

    طبعاً نحن نتأمل أن تتحسن الأوضاع في المستقبل، وأنا أعتقد أنه يحتاج إلى مساعٍ كبيرة، ولكن المهم أنني أتمنى.‏

    منذ فترة أحسست أن سائلاً ساخناً يتحرك داخل جوفي، وفي أسفل صدري، وبدأ ينمو، ويكبر، وبدأت أحس أنني قد أصبحت شخصين، وليس شخصاً واحداً، وأعطاني هذا الحس غروراً، ولذة، ولكنه كان يقلقني أيضاً لأنني لم أعرف ماهو.‏

    طرحت الموضوع مع البقرات الأخريات، واسوني وقلن لي: (لا تخافي هذه الأحاسيس قد جربناها سابقاً، ومن الطبيعي عندما يكون هناك قادم جديد في جوفنا ينتابنا مثل هذه الأحاسيس).‏

    أسلافنا قالوا عن هذا القلق، أنه قلق مقدس، لأنهم كانوا يعرفون جيداً معنى هذه الحالة، ولهذا السبب أطلق عليه: القلق المقدس بسبب القادم الذي سوف يأتي وهو عزيز علينا، ونفعل ما نستطيع لكي نوصله إلى النهاية بسلام.‏

    وكان الإحساس الذي كان ينتابني عندما كنت حاملاً قد زال تماماً بعد ولادتي طفلي إلى هذه الدنيا، وبدأ شعور جديد ينتابني، وبدأت أسأل نفسي ترى ما هي الحياة؟‏

    عندما كنت أنظر إلى طفلي كنت أحس بأنني أنظر إلى والدتي،والدتي التي صغرت، وأصبحت طفلة وسوف تكبر مرة ثانية. ولم يأتني هذا الإحساس بسبب شبهه بوالدتي، ولكن بدأ السؤال يدور في رأسي: إنني أتجدد بهذا الطفل أو أنني بدأت أرى طفولتي كيف كانت.‏

    لا.. لا إنه يشبه والدتي أكثر، لأنني عندما كنت أرضعه كان ينتابني إحساس بأنني أرضع والدتي. والدتي التي ولدت مرة ثانية، وأنا أرضعها جزاءً على ما أرضعتني في طفولتي، ولهذا أرضع ولدي حتى يعيش..يعيش.‏

    بعدما ولدت أحسست أيضاً أنني كبرت، هو رجع إلى طفولته، والحليب الذي يشربه مني ليس كإطعام أم لولدها، وإنما هو عمل ارتزاق لاستمرارية الحياة.. وهذا يحدث في الحياة بشكل متكرر..‏

    سامحوني لأنني أقول لكم هذا الكلام. ولكن آه سقى الله تلك الأيام، يوم أرضعت صغيري الرضاعة الأولى ولا يمكن لأي بقرة أن تنساها. من الممكن أن تكونوا أنتم يا بني البشر هكذا. أنتن يا معشر النساء اللواتي تشعرن بأن سائلاً يجري في صدوركن وأنكن ترغبن بالإرضاع ستشعرن بالغرور وبمتعة أخرى لوجود شخص آخر هو ولدك إلى جانبك. ويصبح ولدك جزءاً من حياتك، وإن استطعت لما اكتفيت بإعطائه جرعة حليب، بل لتمنيت أن تقدمي له شلالاً من الحليب حتى يشبع وينام. وعندما ينام ويرتاح بعد شرب الحليب، تشعرين بالاطمئنان والغرور، تصلين بالنتيجة إلى أن وجودك ضروري وذو أهمية، وعندما تكونين أمَّاً بمعنى الكلمة سوف يكبر حال تضحياتك، وإيثارك، وعندها لن يكون للحليب معنى عندما يكون الولد هو الذي يشرب الحليب، أو الأولاد الآخرون أو حتى أولاد بني البشر كلهم، يعني أنتم أيها الشعب المحترم.‏

    آه، أمي ذكراك عذاب يا أمي! كم أنت كنت عطوفة. كم هي جميلة كلمة أم!..‏

    كانوا يجحفون بحق الأم عندما كانوا يقولون (أم فلان جيدة، وأم فلان غير جيدة)، أو يقولون: (أمي من هذه الناحية حيدة، ومن الناحية الأخرى ليست) لا. الأم دائماً جيدة، لأن الأم هي الأم التي تربي في جوفها كياناً حياً وتراقبه. وترضعه من روحها وتكبره وبعد ذلك‏

    تمنحه إلى هذه الدنيا، لا.. الدنيا أعطته إليها، الحق معها، أريد أن أقول إن المرأة عندما تصبح أماً يصبح‏

    الحق معها.‏

    مرة أخرى ذكرها طيب، أذكر أول رضاعة حليب، عندما أتى صاحب المزرعة لأخذ الحليب، كنت أذكر أن حليبي قليل. صاحبي لم يأتِ لأخذ الحليب مني، في ذلك اليوم أتى لأخذ الحليب من البقرات الأخريات. حلب قسماً منهن، نظر إلي اقترب مني ساقني إلى مكان الحلب، أو ما نسميه منصة الحلب لأننا كالسيارات التي تقف على المنصة لتغيير زيتها.‏

    حلب مني قليلاً، بعدها اقتنع بأنه أخذ مني كثيراً، ابتعد ثم فجأة قرر أن يغير رأيه. قد يكون أحس أن لدي فائضاً من الحليب، وللحق أقول إنني كنت أشعر بأن لدي فائضاً من الحليب. خلاصة الكلام نظر إلي بدهشة، وضرب على قدمي وقال: (اذهبي إلى مكانك) ومن ثم انتقل إلى الأخرى وحلب منها، وهكذا حلب جميع البقرات في الصالة، استمر هذا الوضع لمدة ثلاثة أشهر، وكان صاحبنا راضياً علينا، والحق معه لأن الطعام الذي يقدمه لنا يحلب كميات كبيرة من الحليب. وفي الواقع لأنه إنسان جيد فنحن لا نبخل بحليبنا عليه.‏

    ولكن في أحد الأيام جاء أحد أصدقائه أو بالأحرى ابن عمته، وكان يكلم صاحبنا أثناء حلب البقرات. نظر إلي وقال أرجو ألا ترفض لي طلبي، صاحبنا المسكين قال خيراً. قال: نعم، قال: قل، قال: هل تبيع هذه البقرة الشابة لي؟ وفي ذلك اليوم ولكي لا يرجع صاحبنا في كلامه أتى بشاحنة ونقلني إلى مزرعة جديدة في مدينة أخرى وكانت تبعد مئة كيلومتر.‏

    صحيح أليس من الممكن أنهم قد أتوا قبلي نعم؟‏

    يعني أنه من الممكن ؟.. لا.. لا .. لا أتصور! نعم..‏


    نواصل.....









                  

العنوان الكاتب Date
مذكرات بقرة مجنونة rani01-22-04, 09:35 AM
  Re: مذكرات بقرة مجنونة rani01-22-04, 04:13 PM
    Re: مذكرات بقرة مجنونة rani01-22-04, 09:10 PM
      Re: مذكرات بقرة مجنونة rani01-23-04, 05:31 PM
        Re: مذكرات بقرة مجنونة rani01-24-04, 09:29 PM
          Re: مذكرات بقرة مجنونة rani01-26-04, 04:34 AM
            Re: مذكرات بقرة مجنونة rani01-26-04, 08:44 PM
              Re: مذكرات بقرة مجنونة rani01-27-04, 08:59 PM
                Re: مذكرات بقرة مجنونة rani01-29-04, 04:29 PM
                  Re: مذكرات بقرة مجنونة rani02-05-04, 08:12 AM
                    Re: مذكرات بقرة مجنونة rani02-10-04, 06:35 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de