|
Re: مشكلة السودان ... هى مشكلة مثقفيه !؟ ... (Re: ibnomar)
|
الأخ أمجد إبراهيم ... تحية طيبة ... وبعد ...
آسف للتأخر عن الرد ولكننى كنت أنتظر لأرى مداخلات أخرى من البورداب إذ أن الموضوع كبير وخطير وهام وفى مرحلة خطيرة من عمر البلاد كان الأحرى أن تتم مداخلات كثيرة من الأخوة لإثراء النقاش أو حتى لدحض ماأوردته من إتهام فى حق المثقفين فى عنوان الموضوع . ولكن كم خاب أملى كثيراً ، ويبدو أن البورد بمثلما دفعنا كثيراً للإشتراك بمثلما سيدفعنا لإتهامه بالشللية والمجاملات وبالتالى يدفعنا للإنزواء والفتور . نأمل ألا يكون هذا صحيحاً .
أشكرك أخ أمجد كثيراً ؛ وأتفق معك بأن منظمات المجتمع المدنى ليست بالقوة التى تمكنها من إجراء الضغوط والتغييرات المرجوة فى الوقت الراهن ؛ ولكننى - وزهداً فى أحزابنا وممارساتها الخاطئة - أتطلع لأن تقوم تلك المنظمات فى مقبل الأيام (بعد توقيع إتفاقيات السلام) بالدور المطلوب منها لتعمل كمحفز وإستفزازى للأحزاب دفعاً لها فى الطريق الصحيح ألا وهو الإنحياز للجماهير ومشكلاتها ومشكلات السودان الكبرى الآنية والآتية . إذ أنه وعند حلول السلام ، من المتوقع حدوث إختلاف جذرى فى الواقع السياسى للسودان بدخول طرف قوة مثل الحركة الشعبية لتحرير السودان كند للحكومة والحزب الوطنى - الطرف الأقوى - وكل ذلك محكوم بنصوص إتفاقيات السلام التى تؤطر للديمقراطية والتداول السلمى للسلطة . وبالتالى فيمكن قيام العديد من منظمات المجتمع المدنى الجديدة بأهداف ومسميات مختلفة فى إطار الجهات التى تنتمى لها وفقاً للحراك المأمول للمجتمع فى تلك الأيام القادمات ؛ على أن تتمحور تلك الأهداف حول مصلحة البلاد وفئات المجتمع وخدمة أهدافهاوأهداف البلاد نحو العمل السياسى والإقتصادى والإجتماعى .الأمر الذى سيثيرالأحزاب التقليدية ويدفع بها الى الإرتقاء الى مستوى المسئولية والخروج من النفق الذى حشرت نفسها فيه بإرادة أو من دونها وبالتالى محاولة إعادة تنظيم نفسها ومناهج عملها تزامنياً .
ولابأس من نشوء أحزاب جديدة أيضاً فى يمين ويمين الوسط واليسار تهدف الى الإرتقاء بالعمل السياسى وتستشرف النهوض بالممارسة السياسية وتعمل من أجل السودان والسودان والسودان ؛ ثم يمكنها أن تعمل لمصلحة عضويتها التى يتوجب أن تكون متطابقة مع مصلحة البلد . ويمكن أيضاً أن يشكل نشوء أحزاب جديدة دافعاً مستفزاً قوياً للأحزاب التقليدية لإعادة الإتزان لعملها وممارساتها والإرتفاع الى المستوى المأمول منها . كما أتفق معك ، بأن الغرض ليس إلغاء الطوائف بل رسم خطوط فاصلة ما بين العمل الروحى الدينى والنشاط السياسى وممارساته وما يتطلبه من شروط أخرى بخلاف الإمامة والأبوة الروحية . إذ أن الطائفة لايمكنها التطلع لإستجواب أبيها الروحى بعكس العمل السياسى الذى تعتبر فيه المساءلة شىء أساسى لضمان تنفيذ الخطط والوعود والإلتزامات وضمان جودة الأداء . لذا أثنيك فى ضرورة الفرز مابين ماهو سياسى وماهو روحى دينى لضمان جدية الهدف والمسعى لكل منهما .
وأعتقد أن أحزابنا التقليدية الطائفية رفضت مبدأ التسجيل كأحزاب وفقاً لقانون تسجيل الأحزاب السياسية الذى إستنته الحكومة للإلتفاف حوله والإحتفاظ بجماهيرها بدعوى أنها أصيلة وكبيرة عددية جماهيرها وبالرغم من المآخذ على قانون تسجيل الأحزاب وكونه صادر من الحكومة الأ أن الفكرة جوهرية لضبط العمل السياسى وضمكان تحقيقه لمصلحة البلد وعدم ولاءه لجهات أجنبية أو مشبوهة ، كما رأينا فى عز فترة المعارضة وبيع الذمم التى شهدناها لا بل وبيع أسرار الدولة حتى ولو زوراً وبهتاناً !؟ لذا لابد من تشكيل لجان وطنية متخصصة لوضع دستور للبلد ووضع ضوابط وترشيد العمل السياسى وتحديد هوية البلد ورسم سياسات الحكم وتدوال السلطة ووضع النقاط والحروف لكل مايشكل فى أمور الحكم والسلام ومتطلباتهما . ولابد من قومية تلك اللجان بحيث تكون توصياتها ملزمة للجميع حكومة وحركة شعبية أو أحزاب أو منظمات . إذا حدث ذلك ، فيمكن أن نعتبر أن السودان قبل التحدى وأن مشكلاته ستصير الى حلول بمشاركة مثقفيه وأنه سار على الدرب الصحيح . دعونا نأمل ... وحبذا لو شاركنا البورداب النقاش .
|
|
|
|
|
|
|
|
|